مائدة الليلة
الثالثة والعشرين |
مكية وآياتها:
(ثمان وعشرون).
فضل
السّورة: عن النبي (ص): « ومن
قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح »
[9].
[9] مجمع
البيان في تفسير القرآن 10: 540.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ
قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(1)
قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
(2)
أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ
(3)
يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ
مُّسَمّىً إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ
لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(4)
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً
(5)
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً
(6)
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ
أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ
وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً
(7)
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً
(8)
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً
(9)
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
(10)
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً
(11)
وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً
(12)
مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً
(13)
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً
(14)
أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
طِبَاقاً
(15)
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ
سِرَاجاً
(16)
وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً
(17)
ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً
(18)
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً
(19)
لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً
(20)
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُواْ مَن
لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً
(21)
وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً
(22)
وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً
وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً
(23)
وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا
ضَلَالاً
(24)
مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً
فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً
(25)
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ
الْكَافِرِينَ دَيَّاراً
(26)
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُواْ
إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً
(27)
رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ
مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ
الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً
(28)
(4)
أَجَلٍ
مُّسَمًّى: أجل محدود بحدٍّ لا يتجاوزه.
- أَجَلَ اللهِ:
وقت مجيء عذابه.
(7)
وَاسْتَغْشَوْاْ
ثِيَابَهُمْ: تغطوا بها حتى لا يروا نوحاً (ع).
(8)
جِهَاراً: ظاهراً غير خفي
أو بأعلى صوتي.
(11)
يُرْسِلِ
السَّمَاءَ: يرسل المطر من السحاب.
-
مِّدْرَاراً: كثير
الدرور، ومطراً غزيراً أي: متتابعاً.
(13)
لاَ تَرْجُونَ ِلله وَقَاراً: لا تخافون لله عظمة.
(14)
أَطْوَاراً: أحوالاً مختلفة من النطفة
إلى العلقة الى الشباب
والشيخوخة.
(15)
طِبَاقاً: بعضها فوق بعض.
(16)
سِرَاجاً: مصباحاً مضيئاً لأنَّ السِّراج مصدر النور ونور القمر
مستمد من الشمس.
(17)
أَنبَتَكُمْ: أنشأكم.
(19)
بِسَاطاً: مبسوطة ممهدة للاستقرار عليها.
(20)
سُبُلاً
فِجاجاً: طرقاً واسعة.
(22)
مَكْراً
كُبَّاراً: كبيراً عظيماً.
(23)
لاَ
تَذَرُنَّ: لا تتركن.
-
وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْراً: أسماء أصنامٍ كان قوم نوح يعبدونها،
وكانت في كوثاريا بين الكوفة وبابل.
(25)
مِمَّا
خَطِيئَاتِهِمْ: بسبب خطيئاتهم.
(26)
دَيَّاراً: نازل دار، أي: لا تدع منهم أحداً إلّا أهلكته.
(28)
تَبَاراً: هلاكاً ودماراً.
مكية وآياتها: (ثمان وعشرون).
فضل
السّورة: عن أبي عبد الله (ع)
قال: « من أكثر قراءة ﴿
قُلْ أُوحِيَ
﴾ لم يصبه في حياة الدنيا
شيء من أعين الجن ولا من نفثهم ولا من سحرهم ولا من كيدهم
وكان مع محمد (ص) فيقول: يا ربِّ لا أريد بهم بدَلاً ولا أريد
بدرجتي حوَلاً »
[10].
[10] مجمع
البيان في تفسير القرآن 10: 550.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ
فَقَالُواْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً
(1)
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ
بِرَبِّنَا أَحَداً
(2)
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً
وَلَا وَلَداً
(3)
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً
(4)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى
اللَّهِ كَذِباً
(5)
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً
(6)
وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ
اللَّهُ أَحَداً
(7)
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ
حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
(8)
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن
يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً
(9)
وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ
أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً
(10)
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا
طَرَائِقَ قِدَداً
(11)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ
وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً
(12)
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن
يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً
(13)
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ
أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً
(14)
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً
(15)
وَأَلَّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم
مَّاءً غَدَقاً
(16)
لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ
يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً
(17)
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ
أَحَداً
(18)
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً
(19)
قُلْ إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً
(20)
قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً
(21)
قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ
مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً
(22)
إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَداً
(23)
حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ
أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً
(24)
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ
لَهُ رَبِّي أَمَداً
(25)
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً
(26)
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً
(27)
لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ
وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً
(28)
(1)
نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ:
طائفة منهم. والجن موجودات رقيقة الأجسام علی صورة بخلاف صورة
الإنسان والملائكة.
(3)
تَعَالَى
جَدُّ
رَبِّنا:
تعالى جلال ربنا وعظمته.
- صَاحِبَةً: زوجة.
(4)
سَفِيهُنَا: جاهلنا وهو
إبليس.
- شَطَطاً: بعيداً عن الحق مجاوزاً عن الحد.
(6)
يَعُوذُونَ: يعتصمون
ويستجيرون.
- فَزَادُوهُمْ
رَهَقاً: فزاد الجن رجال الإنس إثماً
أو طغياناً.
(8)
لَمَسْنَا
السَّمَاءَ:
التمسناها، أي طلبنا بلوغها واستماع أخبارها.
-
حَرَساً
شَديداً: حفظة من الملائكة.
-
وَشُهُباً: شعلاً من نار تنقضّ
كالكواكب.
(9)
رَصَداً: يرصده ويرقبه
لينقضّ عليه.
(10)
رَشَداً: خيراً ورحمة وصلاحاً.
(11)
طَرَائِقَ
قِدَداً: مذاهب متفرقة منهم المسلم والكافر.
(12)
ظَنَنَّا: علمنا وتيقنّا.
-
الْهُدَى: القرآن.
(13)
بَخْساً: إنتقاصاً من حقه في الثواب.
- رَهَقاً: ظلماً بالزيادة
في سيئاته.
(14)
الْمُسْلِمُونَ: الخاضعون المنقادون لأمر الله.
-
الْقَاسِطُونَ: الجائرون عن طريق الحق.
-
تَحَرَّوْاْ
رَشَداً:
توخوا وقصدوا هداية وصلاحاً.
(16)
عَلَى
الطَّرِيقَةِ: على طريقة الإيمان.
-
غَدَقاً: كثيراً.
(17)
لِنَفْتِنَهُمْ: لنختبرهم.
-
يَسْلُكْهُ: يدخله.
-
عَذَاباً
صَعَداً: عذاباً شاقاً.
(19)
عَلَيْهِ
لِبَداً: متراكمين من ازدحامهم عليه.
(21)
لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً: لا
أقدر على دفع
الضرر ولا إيصال الخير.
(22)
لَن
يُجِيرَنِي: لا ينقذني ولا يمنعني من عذابه.
-
مُلْتَحَداً: ملتجأ أو ملاذاً
أطلب به السلامة.
(25)
أَمَداً: مهلة أو أجلاً بعيداً.
(26)
فَلا
يُظْهِرُ: لا يطَّلع.
(27)
يَسْلُكُ: يدخل.
-
رَصَداً: حرساً من الملائكة يحرسونه.
(28)
وَأَحَاطَ
بِما
لَدَيْهِمْ: علم علماً تامَّاً بما عند الرسل.
(1)-
جاء في مجمع البيان عن ابن عباس قال: « ما قرأ رسول الله (ص)
على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله (ص) في طائفة من أصحابه
عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء
فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا
وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا من شيء
حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. فمرَّ النفر الذين أخذوا
نحو تهامة بالنبي (ص) عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه
صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي
حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم وقالوا: ﴿
إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى
الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً
﴾ فأوحى الله إلى
نبيه (ص): ﴿
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ ...
﴾
[11].
(16)-
جاء في مجمع البيان عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر (ع) قول الله
﴿
إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ
﴾
قال: « هو والله ما أنتم عليه ولو استقاموا على الطريقة
لأسقيناهم ماء غدقاً ». وعن أبي عبد الله (ع) قال: « معناه
لأفدناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الأئمة »
[12].
(18)-
جاء في تفسير العياشي عن أبي جعفر الجواد (ع): أنَّه سأله
المعتصم عن السارق من أي موضع يجب أن يقطع؟ فقال: « إنَّ القطع
يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فتترك الكف. فقال: وما الحجة
في ذلك؟ قال (ع): قول رسول الله (ص): السجود على سبعة أجزاء:
الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطع من الكرسوع أو
المرفق لم يدع له يداً يسجد عليها وقال الله: ﴿ وَأَنَّ
الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
﴾ يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد
عليها، ﴿
فَلَا تَدْعُواْ مَعَ اللهِ أَحَداً
﴾ وما كان لله فلا
يقطع »
[13].
وجاء
في الكافي عن حماد بن عيسى: « وسجد أبا عبد الله (ع)
على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين وإبهامي الرجلين والجبهة
والأنف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي ذكرها الله
في كتابه فقال: ﴿
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ
مَعَ اللهِ أَحَداً
﴾ وهي الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان
ووضع الأنف على الأرض سُنَّة »
[14].
(26)-
وجاء في الخرائج والجرائح روى محمد بن الفضل الهاشمي عن
الرضا (ع): أنَّه نظر إلى ابن هذاب فقال: « إن أنا أخبرتك أنك
ستبتلى في هذه الأيام بدم ذي رحم لك لكنت مصدقاً لي؟ قال: لا
فإنَّ الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى. قال (ع): أو ليس أنه
يقول: ﴿
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ
... ﴾ فرسول
الله (ص) عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله
على ما يشاء من غيبه فعلَّمنا ما كان وما يكون إلى يوم
القيامة »
[15].
[11] الميزان في تفسير القرآن 20: 47، نقلاً عن مجمع
البيان.
[12] مجمع
البيان في تفسير القرآن 10: 560.
[13] الميزان في تفسير القرآن 20: 58، نقلاً عن تفسير
العياشي.
[14] الميزان في تفسير القرآن 20: 58، نقلاً عن الكافي.
[15] الميزان في تفسير القرآن 20: 59، نقلاً عن الخرائج
والجرائح.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1- اذكر معاني الكلمات التالية:
بِسَاطاً،
دَيَّاراً،
تَباراً.
2- في أيِّ مكان صنع نوح
سفينته؟
3- ما هي مواضع السبعة للسجود؟
4- مَن المرتضى عند الله
ليطلِعه علی بعض غيبه؟
5- اذكر معاني الكلمات
التالية: شَطَطاً،
رَهَقاً، غَدَقاً.
|