بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله
على نبيه محمد وآله الطاهرين.
مع حلول
شهر رمضان المبارك تبدأ دعوة الله تعالى عباده إلى ضيافته العظمی،
وهي ضيافة خاصة واستثنائية يمنحها ويتفضل بها الباري عزَّ وجلَّ على
عباده، ومن أفضل موائد هذه الضيافة هي مائدة القرآن الكريم حيث كان
نزوله في هذا الشهر العظيم ﴿ شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي
أُنزِلَ
فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾
[1].
إنَّ شهر
رمضان المبارك هو شهر العبادة بتمام معانيها، ومن أفضل العبادة في
هذا الشهر هو قرآءة القرآن فعن رسول الله (ص):
« أفضل العبادة قراءة القرآن »
[2]، ولذا نری بأنَّ هذا الشهر يختصُّ بكثرة
تلاوة القرآن وهو ربيعه كما ورد عن الإمام الباقر
(عليه السلام): « لكل شيء
ربيع وربيع القرآن شهر رمضان »
[3].
ويزداد
استحباب تلاوة القرآن في شهر رمضان المبارك بحيث يصبح تلاوة آية منه
تعدل أجر من ختم القرآن كلّه في غيره من الشهور كما جاء في خطبة
الرسول الأعظم (ص).
وعلی هذا
وإحساساً بالمسؤولية والتكليف تجاه القرآن ونشر علومه وثقافته في
أوساط الأمَّة الإسلامية وليشملنا قول رسول الله (ص):
« خياركم من تعلم القرآن وعلَّمه » [4] ارتأينا أن نقوم بمشروع تكثر من خلاله
حلقات التلاوة والتعرف علی مفاهيم القرآن في طوال هذا الشهر الفضيل
فكان من الضروري إعداد كتاب يتضمن نصوصاً مختارة من القصص القرآنية
والسور الأكثر تلاوة ومنها قصار السور، يجلس علی هذه المائدة
الرمضانية ضيوف الرحمن ثلاثين ليلة يتلون آياتها ويتعرفون علی
معانيها ومفاهيمها بحضور الأساتذة ثمَّ يتسابقون علی جواب أسئلتها
في آخر هذا الشهر المبارك ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
[5].
وحيث كان
فضيلة الشيخ أيوب الحائري من المبتكرين لهذه الفكرة والمنهج
التعليمي فمن منطلق المسؤولية والمساهمة في هذا المشروع القرآني
أبدی استعداداً بالقيام بتدوين هذا الكتاب لعشَّاق القرآن الكريم
فقام بهذا الواجب وقد أحسن اختيار المواضيع وترتيبها وعرض معاني
المفردات: ومفاهيم الآيات علی ضوء الروايات، وطرح الأسئلة
للمسابقات، فكان هذا السِفر القيّم الذي بين أيديكم أيَّها
القُّراء الكرام، يحتوي علی ثلاثين مائدة قرآنية، آملين أن يحقق
الأهداف المنشودة، فللّهِ درُّه، وعليه أجرُه، وشكر الله سعيه وسعي
كلّ من ساهم في إنجازه وطباعته بهذه الحلَّة القشيبة، راجين لهم من
الله حسن القبول ومزيداً من التوفيق.
وفي نهاية
المطاف نسأل المولى القدير أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم،
وأن يتقبَّل منَّا هذا الجهد المتواضع، نقدِّمه لمولانا صاحب العصر
والزَّمان الإمام المهدي المنتظر (عج)
نرجو بذلك أن يشملنا لطفه وعنايته ودعاؤه (عليه
السلام) لمزيد التوفيق لخدمة شريعة جده سيد المرسلين
(ص)، ومذهب آبائه
الطَّاهرين، وما توفيقنا إلا بالله العلي العظيم، وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين.
﴿ وَقُلِ
اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾
[6]
جمعية
القرآن
الكريم
للتوجيه
والإرشاد
[2]
أصول الكافي: 2: 598، كتاب فضل
القرآن.
[3] بحار الأنوار: 92: 213.
[4] بحار الأنوار: 92: 186، ح 2.
عن مولانا
الإمام الصادق (عليه السلام):
كَانَ
أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)
إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ حِينَ
يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ:
أللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابُكَ الْمُنْزَلُ
مِنْ عِنْدِكَ عَلَى رَسُولِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَكَلَامُكَ النَّاطِقُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ جَعَلْتَهُ هَادِياً
مِنْكَ إِلَى خَلْقِكَ وَحَبْلاً مُتَّصِلاً فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِكَ، أللَّهُمَّ إِنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَكِتَابَكَ أللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ عِبَادَةً وَقِرَاءَتِي فِيهِ فِكْراً وَفِكْرِي فِيهِ اعْتِبَاراً وَاجْعَلْنِي مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَيَانِ مَوَاعِظِكَ فِيهِ وَاجْتَنَبَ مَعَاصِيَكَ وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرَاءَتِي عَلَى
سَمْعِي وَلا تَجْعَلْ عَلَى بَصَرِي غِشَاوَةً وَلا تَجْعَلْ
قِرَاءَتِي قِرَاءَةً لا تَدَبُّرَ فِيهَا بَلِ اجْعَلْنِي
أَتَدَبَّرُ آيَاتِهِ وَأَحْكَامَهُ آخِذاً بِشَرَائِعِ دِينِكَ
وَلا تَجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ غَفْلَةً وَلا قِرَاءَتِي هَذراً
إِنَّكَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ
[7].
[7] بحارالأنوار 89: 206، باب 25 -
أدعية التلاوة، نقلاً عن مِصْبَاح الْأَنْوَار.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وَلَا الضَّالِّينَ (7)
سورة
الفاتحة مكية وآياتها سبع، وسُمِّيت بفاتحة الكتاب لافتتاح وحي
القرآن بها، واشتهرت بسورة الحمد لأنَّ فيها ذكر الحمد والثناء على
الله عزَّ وجل، وتسمَّی (أم الكتاب) لأنَّها متقدمة على سائر
سور القرآن، وتسمى (السبع المثاني) لأنَّها سبع آيات تثنَّى وتُعاد
في كل صلاة فرض ونفل
[8].
وفي فضل
السورة وردت الأحاديث التالية: لقد روي عن رسول الله
(ص) أنّه قال لجابر بن عبد
الله الأنصاري: « ألا أعلّمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ » قال
جابر: بلى بأبي أنت وأمّي يا رسول الله علّمنيها، فعلَّمه الحمد
أمّ الكتاب، وقال
(ص): « هي
شفاء من كلّ داء، إلّا السّام، والسّام الموت ».
وروي عنه
(ص) أنّه قال: « والّذي نفسي
بيده ما أنزل الله في التَّوراة، ولا في الإنجيل ولا في الزَّبور
ولا في القرآن مثلها، وهي أمّ الكتاب ». وروي عنه
(ص):
« أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما قرأ ثلثي
القرآن، وأعطي من الأجر كأنّما تصدّق على كلّ مؤمن ومؤمنة »، وروي
عنه (ص): « إنّ الله تعالى قال
لي يا محمّد ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم، فأفرد
الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وإنّ
فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ... »
[9].
وروي عن
رسول الله (ص): « قال الله
عزّ وجلّ: قسَّمتُ فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها
لعبدي ولعبدي ما سأل.
إذا قال
العبد بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال الله جلّ جلاله: بدأ عبدي باسمي وحقّ عليّ أن أتمّم له أموره
وأبارك له في أحواله.
فإذا قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
قال الله جلّ جلاله: حمدني عبدي وعلم أنّ النعم التي له من عندي،
وأنّ البلايا التي دفعت عنه بتطوّلي، أشهدكم أنّي أضيف له إلى نعم
الدّنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا
الدّنيا.
وإذا قال:
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله جلّ
جلاله: شهد لي عبدي أنّي الرّحمن الرّحيم، أشهدكم لأوفّرنّ من
رحمتي حظّه ولأجزلنّ من عطائي نصيبه.
فإذا قال:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الله
تعالى: أشهدكم كما اعترف بأنيّ أنا مالك يوم الدّين لأسهّلنّ يوم
الحساب حسابه، ولأتقبّلنّ حسناته، ولأتجاوزنّ عن سيّئاته.
فإذا قال:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ قال الله عزّ
وجلّ: صدق عبدي، إيّاي يعبد أشهدكم لأثيبنّ على عبادته ثوابا يغبطه
كلّ من خالفه في عبادته لي.
فإذا قال:
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الله
تعالى: بي استعان عبدي، وإليّ التجأ، أشهدكم لأعيننّه على أمره،
ولأغيثنّه في شدائده ولآخذنّ بيده يوم نوائبه.
فإذا قال:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
إلى آخر السّورة قال الله عزّ وجلّ: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل وقد
استجبت لعبدي وأعطيته ما أمَّل وآمنتُهُ ممّا مِنهُ وَجِلَ »
[10].
[8] لزيادة الاطِّلاع حول الموضوع
راجع التَّفاسير التالية: مجمع البيان، الميزان في تفسير
القرآن، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل.
[9] الأمثل في تفسير كتاب الله
المنزل 1: 19 و 20، نقلاً عن مجمع البيان، ونور الثقلين،
مقدمة سورة الحمد.
[10] الأمثل في تفسير كتاب الله
المنزل 1: 22، نقلاً عن عيون أخبار الرضا (عليه
السلام) والميزان في تفسير القرآن.
إطلالة
علی القرآن ووظيفتنا اتجاهه:
[11]
القرآن
العزيز، هو كلام الله العظيم والمنزل على نبيه الكريم ومعجزته
الخالدة إلى قيام يوم الدين، وهو الثقل الأكبر والحبل الإلهي
الممدود من السماء إلى الأرض الذي ينجو من تمسك به، ويضلّ ويهلك من
يزيغ عنه، وعظمة القرآن ليست إلاَّ مظهراً من عظمة الله تبارك
وتعالى، والأشياء إنَّما تكتسب العظمة الحقيقية عندما تقترن
بالقرآن العزيز، فشهر رمضان صار شهراً عظيماً لنزول القرآن فيه،
فلذا إذا أردنا أن نعرف القرآن وعظمته فالأفضل أن نوكل بيان ذلك
إلى القرآن نفسه، وإلى من خوطب به القرآن ونزل عليه وهو الرَّسول
الأعظم (ص) وإلى أهل بيته الكرام،
نظراء القرآن وقرناؤه في الفضل، والأدلاء عليه والعاملون به،
فإنَّهم أعرف الناس بفضله ومنزلته، وسمو قدره، وهم شركاؤه في
الهداية كما صرَّح بذلك جدهم المصطفى (ص) في حديثه الثقلين
المعروف.
[11] في الليلة الأولی يكتفي
الأستاذ أوالمشرف علی حلقة التلاوة بتلاوة سورة الحمد
وبيان معانيها ومفاهيمها ويمرِّن الحضور علی صحة قرائتها
ثمَّ يتكلم حول عظمة القرآن وضرورة معرفته ووظيفة المسلمين
تجاه تعلّمه وتعليمه وحفظه وتدَّبره والتفقُّه فيه ثمَّ
يؤكِّد علی العمل به كدستور للحياة.
القرآن في
القرآن:
قال
تعالى: ﴿ لَوْ
أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾
[12]، وقال تعالى: ﴿ قُل
لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ
بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾
[13].
فقد خاض
القرآن الكريم في فنون العلوم والمعارف من تاريخ البشر والأديان
السماوية وقصص الأنبياء وفيه إشارات إلی العلوم الاجتماعية
والسياسية والفلسفية والعقائدية والأخلاقية وأخبار الغيب، ولم يعثر
على تناقض فيه واختلاف ولا وهن اضطراب ولا سقوط حجة ولا فساد مضمون
ولا سخافة بيان، وها هو بارز في جميع هذه العلوم والمعارف لكل من
يريد الهداية والمعرفة، فهل يمكن في العادة أن يكون كل هذا من
بشر؟! ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ
فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً ﴾
[14].
بينما نری
العهدَيْن اللذين يفخر بهما الرهبان والأحبار وينسبونهما إلى كرامة
الوحي، فكم وكم يوجد فيها من الوهن والاختلاف والتناقض، وكم وقع
الاختلاف والتناقض بين العهد الجديد وبين العهد القديم، كل هذا
بسبب التحريف من قبل علماء هذه الأديان أو أصحاب المصالح الدنيوية.
لا تحريف
في القرآن:
إنَّ
القرآن المضمون حفظه من قبل الرّحمن، هو مصون من التحريف إلى آخر
الزمان، وإنَّ الله هو خير حافظ لكتابه العزيز حيث يقول: ﴿ إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾
[15]، ويقول: ﴿ وَإِنَّهُ
لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾
[16].
وأمَّا ما
ينسب إلى بعض علماء المسلمين من القول بالتحريف بالزيادة أو
النقصان أو النسخ في تلاوة القرآن فلا عبرة فيه، فإنَّ هذه الأقوال
ضعيفة والروايات المعتمد عليها في هذا الباب مطعون بها غير مقبولة
فيجب ردّها أو تأويلها كما صرح بذلك الكثير من علماء المسلمين،
فالقرآن محفوظ من أيِّ زيادة ونقصان بحفظ الملك الدِّيان، كما دل
عليه صريح القرآن وكثير من الأخبار وإجماع علماء الإسلام في كل
زمان، ولولا ذلك لما صحَّ لرسول الإسلام أن يدعو للتمسُّك بالكتاب
وبأهل بيته قرناء القرآن في حديث الثقلين المعروف.
واعتقاد
الشيعة الإمامية بوجود مصحف أمير المؤمنين (عليه
السلام) ووجود مصحف فاطمة الزهراء (عليها
السلام) اللذين سيظهرهما صاحب الأمر والزمان (عج)
ليس معناهما الاعتقاد بالتحريف، بعد تصريح علماء الإمامية على
سلامة القرآن، فمصحف أمير المؤمنين (عليه
السلام) نفس القرآن الموجود إلا أنَّه فيه تفسير وتأويل
وبيان من أمير البيان، ومصحف فاطمة الزهراء (عليها
السلام) ليس بقرآن وإنَّما هو كتاب يشتمل على ما كان وما
يكون من وقائع وأحداث وأسرار تلقتها الزهراء (عليها
السلام) من الملك الذي كان يأتيها بعد وفاة أبيها ليؤنس
وحشتها، وانتقل هذا الكتاب بعد رحيلها إلى أبنائه (عليهم
السلام) كما صرح بذلك حفيدها الإمام الصادق (عليه
السلام) حيث يقول: « إنَّ عندي مصحف فاطمة ما أزعم أنَّ فيه
قرآناً، وفيه ما يحتاجه الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحدٍ »
[17].
[17] أصول الكافي: 2: 24، كتاب فضل
القرآن.
نزول
القرآن في شهر رمضان:
شهر رمضان
المبارك ليس شهر نزول القرآن فحسب، بل هو شهر نزول الكتب المقدسة
أجمع كما دلت عليه الروايات ففي الليلة السادسة منه نزلت التوراة
على النبي موسى (عليه السلام)،
وفي الليلة الثانية عشرة منه نزل الإنجيل على النبي عيسى (عليه
السلام) وهكذا نزلت بقية الكتب السماوية طوال شهر رمضان،
وفي ليلة القدر بدأ نزول القرآن الكريم، وبهذا النزول صرَّحت
الآيات التالية في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾
[18] وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ﴾
[19] وقوله تعالى: ﴿ شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي
أُنزِلَ
فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾
[20].
وللقرآن
نزولٌ تدريجي طوال ثلاث وعشرين سنة من بداية البعثة بنزول سورة
العلق في غار حراء في مكة المكرَّمة حتى نزول آخر سورة مفصلة على
رسول الله (ص) في أواخر
حياته وهي سورة المائدة بحسب بعض الروايات، منها ما رواه العياشي في
تفسيره عن علي (عليه السلام) قال:
« كان من آخر ما نزل على رسول الله (ص)
سورة المائدة ، لقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء ... »
[21].
وهذا
النوع من النزول الَّذي عبَّر عنه القرآن بالتنزيل وصرَّحت به
الآيات التالية: ﴿ وَقُرْآناً
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ
وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ﴾[22]
قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً ﴾
[23].
قال ابن
عباس: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء
الدنيا في ليلة القدر ثم كان ينزله جبريل (عليه
السلام) على محمد (ص)
نجوماً وكان من أوله إلى آخره ثلاثاً وعشرين سنة
[24].
[21]
تفسير العياشي 1: 288،
ح 2. وراجع الميزان 5: 157، وموسوعة التاريخ الإسلامي 3:
614، وهناك روايات تقول بأنَّ سورة النصر هي آخر سورة نزلت
علی النبي (ص).
[24]
مجمع البيان في تفسير
القرآن 10: 786.
القرآن
المعجزة الخالدة:
المعجزة
هي التي يأتي بها مدعي النبوة بعناية الله الخاصة، خارقةً للعادة
وخارجةً عن حدود القدرة البشرية وقوانين العلم والتعليم، لتكون
بذلك دليلاً على صدق النبي (ص)
وحجته في دعواه النبوة، وتختلف بسبب اختلاف الناس في أطوارهم
ومعارفهم ومألوفاتهم، ففي عصر النبي موسى (عليه
السلام) كان من الرائج بين المصريين السِّحر، ولأجل ذلك
اقتضت الحكمة أن يحتج عليهم بمعجزة العصا التي ألقاها موسى
(عليه السلام) أمام أعينهم
فصارت ثعباناً تلقف ما يأفكون ويسحرون به الناس، ثم رجعت بعد ذلك
عصا كحالها الأول ولم يبق لسحرهم أثر، فإنَّهم بسبب معرفتهم لحدود
السحر عرفوا أنَّ أمر العصا خارج عن صناعة السِّحر، وعن حدود القدرة
البشرية، ولذا آمَن السحرة. وكانت فلسطين وسوريا في عصر المسيح
مستعمرة للرومان، فكان للطب فيها رواج ظاهر، فلأجل ذلك كانت معجزات
المسيح بشفاء الأبرص والأكمه، مما يعرفون أنه خارج عن حدود الطب
وقدرة البشر، ومن خوارق العادة التي لا تكون إلا بقدرة الله تعالى.
وأما
العرب الذين ابتدأت بهم دعوة الإسلام فقد كانت معارفهم نوعاً ما
منحصرة بالأدب العربي وبلاغة الكلام التي تقدموا فيها تقدماً
باهراً، ولذا اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون القرآن الكريم هو
المعجزة الخالدة، والحجة البالغة لرسالة خاتم النبيين وصفوة
المرسلين (ص) فكان حجة عليهم
بإعجازه مضافاً إلى أنَّه قد امتاز على غيره من المعجزات بأنَّه
باقٍ مدى السنين، وهو منذ ألف وأربعمائة سنة يتحدّى العالم على أن
يأتوا بمثله: ﴿ فَلْيَأْتُواْ
بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ ﴾
[25]، ثم تنزّل معهم بأن يأتوا بعشر سور:
﴿ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ
مِّثْلِهِ ﴾
[26]، فعجزوا عن ذلك، فطلب منهم أن يأتوا
بسورة واحدة: ﴿ وَإِن كُنتُمْ فِي
رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ
مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن
تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾
[27]، وهو لا يزال يتحدّاهم: ﴿ قُل
لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ
بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾
[28].
[27]
سورة البقرة: 23، 24.
القرآن في
روايات النبي وأهل بيته (عليهم
السلام):
إنَّ
الرَّسول الأعظم (ص) هو الذي
خوطب به القرآن ونزل عليه، وأهل بيته الكرام هم عدل القرآن
ونظراؤه، ولهذا فيمكننا أن نتعرف علی القرآن ونقرأ تفسير كل آية من
آياته عبر أقوالهم وأخلاقهم وسلوكهم، ولقد ورد عنهم
(عليهم السلام) في بيان
عظمته الأحاديث العديدة نكتفي بذكر بعضها فعن رسول الله (ص):
« فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه »
[29]، وروى الحارث الهمداني عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه
قال : « كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما
بينكم ... »
[30]، وروى الإمام الصادق (عليه
السلام) عن جده المصطفى (ص)
قال: « فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلِم فعليكم بالقرآن،
فإنَّه شافع مشفَّع، وماحل مصدَّق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة،
ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل الذي يدلّ على خير سبيل »
[31].
[29] بحار الأنوار: 92: 19.
[30] بحار الأنوار: 89: 24.
[31] أصول الكافي: 2: 598، كتاب
فضل القرآن.
وظيفتنا
اتجاه القرآن الكريم:
إنَّ
واجبنا ووظيفتنا كمسلمين، في جميع العصور والأزمنة اتجاه القرآن
حسب ما يستفاد من أحاديث النبي (ص)
وأهل بيته (عليهم السلام)
هو:
أوَّلاً:
تعلّم وتعليم القرآن: قراءة، ترتيلاً، وحفظاً.
ثانياً:
تلاوة القرآن الكريم والتدبر في آياته.
ثالثاً:
التفقه في القرآن والعمل بأحكامه.
وإليك بيان وتوضيح هذه الموارد
الثلاثة باختصار:
أولاً:
تعلّم القرآن وتعليمه: القراءة، الترتيل، الحفظ:
إنَّ لطلب
العلم وبالأخص العلوم الإلهية ومنها علوم القرآن خاصَّة في
الإسلام، ولطلاب تلك العلوم درجة رفيعة تساوي درجة الشهداء، بل هي
أفضل كما ورد في الحديث الشريف: « إذا كان يوم القيامة وزن مداد
العلماء بدماء الشهداء فيرجَّح مداد العلماء على دماء الشهداء »
[32].
ثم إنَّ
من أهمِّ تلك العلوم التي ينبغي على كل مسلم أن يتعلَّمها ويعلمها
غيره هي العلوم القرآنية من القراءة والترتيل والتفسير، لأنَّها
أشرف العلوم وأفضلها وأكملها وأنفعها للمسلمين، ولذا جاءت الروايات
لتؤكّد هذا المعنى وتحثّ المسلمين على ضرورة تعلم القرآن وتعليمه
للآخرين قراءة وترتيلاً وحفظاً، فعن رسول الله (ص):
« خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه »
[33]، وعنه
(ص): « من علَّم ولده القرآن
فكأنَّما حجَّ بيت الله عشرة آلاف حجة واعتمر عشرة آلاف عمرة وأعتق
عشرة آلاف رقبة من ولد إسماعيل »
[34]، وعن الإمام علي (عليه
السلام): « ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو
يكون في تعلُّمه »
[35].
ثانياً:
تلاوة القرآن والتَّدبُّر في آياته:
هناك آيات
عديدة وأخبار كثيرة في فضل قراءة القرآن وتلاوته وآثارها المعنوية
والروحية وفوائدها الدنيوية والأخروية، فعن رسول الله (ص):
« أفضل العبادة قراءة القرآن »
[36] وعنه (ص):
« إنَّ القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: فما جلاؤها قال (ص):
ذكر الموت وتلاوة القرآن »
[37]، ويقول
(ص) لسلمان (رضي الله عنه):
« يا سلمان عليك بقراءة القرآن، فإنَّ قراءته كفّارة للذنوب، وستر
من النار، وأمان من العذاب ...، يا سلمان إنَّ المؤمن إذا قرأ
القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة، وخلق الله بكل حرف يخرج من فمه
ملكا يسبّح له إلى يوم القيامة، وإنَّه ليس شيء بعد تعلّم العلم
أحب إلى الله من قراءة القرآن، وإنَّ أكرم العباد على الله بعد
الأنبياء العلماء، ثم حملة القرآن، يخرجون من الدنيا كما يخرج
الأنبياء، ويحشرون في قبورهم مع الأنبياء، ويمرّون على الصراط مع
الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن
ممَّا لهم عند الله من الكرامة والشرف »
[38].
وعن أمير
المؤمنين (عليه السلام) في
وصاياه لابنه محمد بن الحنفية قال: « وعليك بتلاوة القرآن والعمل به
ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه والتَّهجد به
وتلاوته في ليلك ونهارك، فإنَّه عهد من الله تعالى إلى خلقه، وواجب
على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية، ودرجات الجنة
على قدر آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ
وارق، فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه »
[39]، وعنه (عليه
السلام): « البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله فيه تكثر
بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما
تضيء الكواكب لأهل الأرض »
[40].
وفي شهر
رمضان أجر التلاوة فيه يتضاعف كما جاء في خطبة الرسول الأعظم (ص)
في استقبال شهر رمضان المبارك: « ومن تلا فيه آية من القرآن كان له
مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور ... ».
الآداب
الظاهرية لتلاوة القرآن:
إنَّ
رعاية الطهارة والوضوء من قبل قاریء القرآن من الآداب المهمَّة
للتلاوة، بل تجب إذا كانت تستلزم مسّ كتابة القرآن الكريم حيث يقول
تعالی: ﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ
الْمُطَهَّرُونَ ﴾
[41]. وإنَّ استقبال القِبلة والطمأنينة
والسِّواك والطيب وارتداء الملابس النظيفة والاستعاذة بالله من
الشيطان الرجيم قبل القراءة، وتلاوة القرآن في المصحف بصوت حَسَن،
وترتيله
[42] من المستحبات المؤكدَّة التي تدلّ
علی احترام القرآن وتعظيم شأنه من قبل القاریء الكريم.
الآداب
الباطنية لتلاوة القرآن:
أ-
الخضوع والخشوع والحزن عند القراءة: عن الإمام الصادق (عليه
السلام): « من قرأ القرآن ولم يخضع له ولم يرق قلبه ولم
يكتسِِ حزناً ووجلاً في سرّه فقد استهان بعظيم شأن الله تعالى »
[43].
ب-
التدَّبر في معاني القرآن والتَّأثُّر به: قال تعالى:
﴿ أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾
[44] وعن أمير المؤمنين (عليه
السلام)قال: « لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا
تدبُّر فيها »
[45]، وإذا لم يتمكن القارئ من التَّدبر
إلاَّ بالترديد فليردِّد قراءة الآيات، وإن كان هذا لا يفتى بجوازه
بعض الفقهاء في صلوات الفريضة، ففي إحياء علوم الدين
[46] عن أبي ذر (رض) قال: « قام بنا رسول
الله (ص) فقام ليلة بآية
يرددها: ﴿ إِن
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ
فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
[47].
ومن
الآداب الباطنية لتلاوة القرآن أن يتأثَّر القارئ للقرآن بآثار
مختلفة بحسب اختلاف الآيات فعند وصف النار والوعيد بها وتقييد
المغفرة بالشروط يحزن ويخاف كأنَّه يكاد يموت وعند وصف الجنة
والوعد بها يستبشر كأنَّه يطير من الفرح، كما جاء في خطبة همام
لأمير المؤمنين (عليه السلام) التي
يصف بها المتقين بقوله: « وأمَّا الليل فصافُّون أقدامهم تالين
لأجزاء القرآن، يُرتِّلونها ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم ويستثيرون به
دواء دائهم، فإذا مرُّوا بآية فيها تشويق ركَنوا إليها طمعاً
وتطلَّعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنُّوا أنَّها نصب أعينهم، وإذا
مرُّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنّوا أنّ زفير
جهنم وشهيقها في أصول أذانهم ... »
[48].
إذن
لا بدَّ لقارئ القرآن أن يستجلب هذه الأحوال إلى القلب، بتلاوة
القرآن حق تلاوته بأن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظّ اللسان
تصحيح الحروف بالترتيل وحظّ العقل التدَّبر فيه وحظ القلب الاتعاظ
والتأثر.
قال
الراغب في كتاب « المفردات » في مادة: تلاوة: قوله: ﴿ يَتْلُونَهُ
حَقَّ تِلَاوَتِهِ
﴾
[49]، اتِّباع القرآن بالعلم والعمل، وهذا
يعني أنّ للتلاوة مفهوماً أعلى من مفهوم القراءة، فهي مقرونة بنوع
من التَّدبُّر والتَّفكر والعمل.
ثالثاً:
التَّفقه في القرآن والعمل بأحكامه:
ينبغي
التَّفقه في آيات القرآن والتَّعرف على أحكامه من خلال مراجعة كتب
التفاسير، لأنَّ القرآن أصل إيمان المسلم ومنبع دينه وأساس فكره
وعقيدته وأخلاقه وأحكام شريعته وعلاقاته السياسية والاجتماعية
والاقتصادية، وإنَّه مقياس ومعيار لكل شيء، فعن أمير المؤمنين (عليه
السلام) قال: « تعلّموا القرآن فإنَّه أحسن الحديث، وتفقّهوا
فيه فإنه ربيع القلوب واستعينوا بنوره فإنَّه شفاء الصدور »
[50].
ثم بعد
التفقّه في القرآن يجب العمل به، لأنَّ القرآن إنَّما نزل لكي يتدبّر
في آياته ويعمل بأحكامه، وقد أكَّد الإمام علي (عليه
السلام) عليه في وصيته بقوله: « ... الله الله في القرآن، لا
يسبقكم بالعمل به غيركم ... »
[51]، ولم يقل الإمام لا يسبقكم بتلاوته
أو حفظه غيركم، بل أكَّد على العمل، فإنَّ الهدف الحقيقي من نزول
القرآن ليس التلاوة والقراءة والحفظ فحسب، بل العمل بمنهجه، والسير
على نوره، ومن هنا نجد سيرة أهل البيت (عليهم
السلام) هي الترجمة الحقيقية، والتفسير العملي والسليم
للقرآن الكريم.
[32] بحار الأنوار: 2: 16، ح 35.
[33] بحار الأنوار: 92: 186، ح 2.
[34] بحار الأنوار: 92، 188، ح12.
[35] أصول الكافي: 2، 607.
[36] أصول الكافي، 2، 598، كتاب
فضل القرآن.
[38] بحار الأنوار: 92، 18.
[39] من لا يحضره الفقيه: 2، 383.
[41] سورة الواقعة: 79.
[42] الترتيل هو حفظ الوقوف وبيان
الحروف.
[43] بحار الأنوار:85، 43، ح30.
[46] إحياء علوم الدين: 1، 349.
[48] نهج البلاغة: من خطبة
المتقين.
[50] نهج البلاغة خطبة: 110.
[51] بحار الأنوار: 92، 185.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1-
في أيِّ ليلة نزل القرآن دفعة واحدة؟ وأين نزل؟
2- كم
استغرق نزول القرآن تدريجاً علی قلب محمد (ص)؟
3-
ما هي وظيفتنا ومسؤوليتنا اتجاه القرآن الكريم؟
4-
اذكر بعض الآداب الظاهرية لتلاوة القرآن المجيد؟
5-
اذكر بعض الآداب الباطنية لتلاوة القرآن العزيز؟
|