(آياتها 29).
سورة الفتح مدنية
وآياتها تسع وعشرون (29) وتسمية السُّورة
مأخوذ من الآية الأولی من هذه السورة التي تذكر البشارة بفتح مكة.
وفي فضل قراءتها روي عن النبي (ص)
قال: « من قرأها فكأنَّما شهد مع محمد (ص)
فتح مكة »، وفي رواية أخرى: « فكأنما كان مع من بايع محمداً (ص)
تحت الشجرة ». وقال: قال أبو عبد الله (ع): « حصِّنوا
أموالكم ونساءكم وما ملكت أيمانكم من التَّلف بقراءة ﴿
إِنَّا فَتَحْنَا
﴾
[49].
وقد اخترنا السُّورة للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها ومفاهيم
آياتها في الليلة السابعة عشر من الضيافة الإلهية من شهر رمضان
المبارك.
[49] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 165.
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً
(1)
لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا
تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً
مُّسْتَقِيماً
(2)
وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً
(3)
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
(4)
لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً
(5)
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ
وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً
(6)
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ
عَزِيزاً حَكِيماً
(7)
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً
(8)
لِّتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ
وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
(9)
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ
يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ
عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ
فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
(10)
سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا
أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ
بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ
لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ
أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيراً
(11)
بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ
إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ
وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً
(12)
وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً
(13)
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن
يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً
رَّحِيماً
(14)
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ
لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن
يُبَدِّلُواْ كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ
قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ
كَانُواْ لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً
(15)
قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى
قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ
فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن
تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ
عَذَاباً أَلِيماً
(16)
لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ
وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن
يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً
(17)
لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ
تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً
(18)
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً
حَكِيماً
(19)
وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ
لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ
آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً
(20)
وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً
(21)
وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ الْأَدْبَارَ
ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً
(22)
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ
لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً
(23)
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم
بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ
اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً
(24)
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ
وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ
تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ
بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ
لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ
عَذَاباً أَلِيماً
(25)
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ
حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى
رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ
التَّقْوَى وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
(26)
لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ
مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً
(27)
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً
(28)
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً
وَأَجْراً عَظِيماً
(29)
(1)
إِنَّا فَتَحْنَا
لَكَ:
بشَّره الله بفتح مكة عند رجوعه من صلح الحديبية.
(6)
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ: منقلبة أي يعود عليهم ضرر ظنهم،
ويقعون في العذاب.
(8)
شَاهِداً وَمُبَشِّراً: تشهد على الخلق بأنك قد بلغت، ومبشراً
للمطيعين.
(9)
وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ: تنصروه وتعظموه بنصرة دينه.
- بُكْرَةً وَأَصِيلاً: أوَّل النَّهار وآخره أو دائماً.
(10)
يُبَايِعُونَكَ: بيعة
الحديبية وهي بيعة الرضوان حيث بايعوا الرسول (ص) علی الطاعة.
- نَّكَثَ: نقض العهد.
(11)
الْمُخَلَّفُونَ: الذين
تخلفوا عن صحبتك في عمرتك وتخلفوا عن الحديبية.
- الْأَعْرَابِ: سكان
البادية.
(12)
لَنْ يَنقَلِبَ: لن يرجع
إلى المدينة وإنما يقتلهم العدو.
- قَوْماً بُوراً: جمع بائر أي
قوماً هالكين.
(15)
مَغَانِمَ: مغانم خيبر.
- ذَرُونَا
نَتَّبِعْكُمْ: أتركونا نخرج معكم.
- كَلامَ
اللهِ: حُكمه
ووعده بأنَّ غنائم خيبر لأهل الحديبية خاصة.
(16)
أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ:
أصحاب قوة وشدة في الحرب، وهم هوازن وحنين.
(18)
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ: بيعة الرضوان في الحديبية، وكان ذلك في السنة السادسة
للهجرة.
- فَتْحاً قَرِيباً: فتح خيبر وقد وقع في السنة السابعة
للهجرة، وقيل فتح مكَّة.
(20) فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ:
غنيمة خيبر.
(21)
وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُواْ
عَلَيْها: لم تقدروا عليها الآن هي غنائم فارس والروم.
(22)
لَوَلَّوُاْ الْأَدْبَارَ:
إنهزموا.
- وَلِيًّا
وَلاَ نَصِيراً: صديقاً ولا معيناً.
(23)
سُنَّةَ اللهِ: عادته
وطريقته في خلقه وهي نصر أوليائه.
- خَلَتْ: مضت.
(24)
بِبَطْنِ مَكَّةَ: في
داخلها أو في الحديبية.
(25)
وَالْهَدْيَ: وصدوا
الهدي وهو ما يهديه الحاج من الأنعام.
- مَعْكُوفاً: محبوساً.
- أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ: محله الذي ينحر فيه وهو مكَّة في العمرة،
كما أن هدي الحج لا يذبح إلاَّ بمنی.
- أَن تَطَؤُوهُمْ: تهلكوهم مع
الكفار.
- مَعَرَّةٌ: تبعة ومضرة وسبة كلزوم الدية.
- تَزَيَّلُواْ:
تميز المؤمنين عن الكفار.
(26)
الْحَمِيَّةَ: الأنفة
والتكبر.
- كَلِمَةَ
التَّقْوى: كلمة لا إله إلّا الله.
(27)
فَجَعَلَ مِن دُونِ ذلِكَ:
من قبل دخول مكَّة.
- فَتْحاً
قَرِيباً: هو فتح خيبر.
(29)
أَشِدَّاءُ: غلاظ.
- شَطْأَهُ: فراخه أي فروعه المتفرعة من جوانبه.
- فَآزَرَهُ: فقواه
وأعانه.
- فَاسْتَغْلَظَ: صار الزرع غليظاً قوياً.
- فَاسْتَوى
عَلى
سُوقِهِ: جمع ساق، إستقام على أصوله.
(1)-
جاء في مجمع البيان عن أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل
بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة إذ أنزل الله عزّ وجلّ ﴿ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
﴾ فقال رسول الله (ص):
« لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا ».
[50].
(2)-
جاء في مجمع البيان عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (ع)
عن قول الله سبحانه: ﴿
لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
﴾ قال (ع):
« ما كان له ذنب ولا همَّ بذنب ولكن الله حمَّله ذنوب شيعته ثم
غفرها له »
[51].
(18)- جاء في البخاري ومسلم عن
أبي حازم قال: أخبرني سعد بن سهل أنَّ رسول الله (ص)
قال يوم خيبر: « لأعطين هذه الراية غداً رجل يفتح الله على يديه يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله »، قال: فبات الناس يدوكون بجملتهم أيهم
يعطاها فلمَّا أصبح الناس غدوا على رسول الله (ص)
كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: « أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول
الله هو يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله
(ص)
في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال علي (ع):
يا رسول الله أُقاتلهم حتى يكونوا أمثلنا، قال: أنفذ على رسلك حتى
تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق
الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من يكون لك حمر
النعم »، قال سلمة: فبرز مرحب وهو يقول: قد علمت خيبر أني مرحب. فبرز
له علي (ع)
وهو يقول: « أنا الذي سمتني أمِّي حيدرة »، فضرب مرحباً ففلق رأسه
فقتله وكان الفتح على يده
[52].
وروي عن جابر بن عبد الله أنَّ عليًّا (ع)
حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه فاقتحموها وأنَّه حرك
بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً، وروي من وجه آخر عن جابر ثم
اجتمع عليه سبعون رجلاً فكان جهدهم أن أعادوا الباب
[53].
[50] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 165.
[51] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 168.
[52] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 182، نقلاً عن البخاري
ومسلم.
[53] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 183.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1- اذكر معاني
الكلمات التالية: تُعَزِّرُوهُ، قوماً بُور، خَلَتْ.
2- متی بشَّر اللهُ
رسولَه
(ص)
بفتح مكة وعبَّر عنه بالفتح المبين؟
3- في أيِّ سنة كانت
بيعة الرضوان أو صلح الحديبية؟
4- في أيِّ سنة وقعت
غزوة خيبر وفتحت حصونها؟
5- اذكر معاني
الكلمات التالية: مَعْكُوفاً، شَطْأَهُ، فَاسْتَغْلَظَ.
|