الآيات (1- 58).
في رحاب النبي آدم (عليه السلام) وأصحاب الأعراف:
سورة
الأعراف: وآياتها (206) وهي مكية غير قوله: ﴿
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ
﴾ إلى قوله: ﴿ بِمَا كانُوا يَفْسُقُونَ
﴾ فإنَّها نزلت بالمدينة، وفي فضلها روي عن النبي (ص)
أنَّه قال: « من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس ستراً
وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة ». وروي عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: « من قرأ سورة الأعراف في كل شهر كان يوم القيامة من
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ... »
[63].
ولقد
اخترنا من السورة 58 آية للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها في
الليلة الثالثة من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك، تتحدَّث
هذه الآيات في البدء عن المبدأ والمعاد والحساب والميزان ثمَّ
تتعرض لقصة آدم (عليه السلام) ثمَّ تعرض لنا قصة أصحاب الأعراف يوم
القيامة.
[63] مجمع
البيان في تفسير القرآن 4: 608، نقلاً عن تفسير العياشي.
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المص (1)
كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ
لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
(2)
اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا
تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
(3)
وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً
أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن
قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
(5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ
أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ
(6)
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ
(7)
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ
بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا
مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
(10) وَلَقَدْ
خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ
اسْجُدُواْ لِآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ
السَّاجِدِينَ (11)
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ
أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ
وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ
فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
(13) قَالَ
فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(14) قَالَ
إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15)
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ
الْمُسْتَقِيمَ (16)
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ
وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ
أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ
مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ
(18) وَيَا
آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ
شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
الظَّالِمِينَ (19)
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ
عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا
عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ
تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
(21)
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ
لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن
وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا
عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
(23) قَالَ
اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ
مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
(24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ
وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ
(25) يَا
بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي
سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ
مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
(26) يَا
بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ
أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا
لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ
مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ
أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
(27) وَإِذَا
فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا
وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ
بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(28)
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ
كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا
بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)
فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ
إِنَّهُمُ اتَّخَذُواْ الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ
اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ
(30) يَا
بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ
وَاشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ (31)
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
(32) قُلْ
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن
تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن
تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(33)
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
(34) يَا
بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ
عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(35) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ
بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ
أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا
جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا
كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا
وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ
(37)
قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ
الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ
لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً
قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا
فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ
وَلَكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38)
وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا
مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
(39)
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا
لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ
(40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ
وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
(41)
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ
نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ (42)
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن
تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا
اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن
تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
(43)
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ
وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا
وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
(44)
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً
وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ (45)
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ
كُلّاً بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
(46) وَإِذَا
صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
(47) وَنَادَى
أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ
قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ
تَسْتَكْبِرُونَ (48)
أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا
يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ
عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
(49) وَنَادَى
أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ
عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ
إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
(50)
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ
لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
(51)
وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً
وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
(52) هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا
تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ
مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا
مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ
الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ
عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
(53) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ
يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(54) ادْعُواْ
رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ (55)
وَلَا تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ
خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ
الْمُحْسِنِينَ (56)
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ
رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ
لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ
مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (57)
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ
وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ
الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)
(1)
المص: من مقطَّعات الحروف وأسرار
القرآن.
(2)
فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ: فلا يكن في صدركَ ضيق من
تبيلغه، ولا تخاف تكذيب قومك.
(4)
فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ:
جاءَ عذابنا إلی أهل القرية بالليل أو في استراحة القيلولة في نصف
النهار.
(8)
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ:
كثرت أعماله الصالحة.
(9)
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ: كثرت سيئاته.
(10)
مَعَايِشَ: أسباباً تعيشون بها.
(13)
الصَّاغِرِينَ: الأذلاء بالمعصية في الدنيا.
(14)
أَنْظِرْنِي: أمهلني وأخِّرني.
(18)
مَذْؤُوماً مَّدْحُوراًً: مذموماً مطروداً.
(20)
مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا: ما ستر
من عوراتهما.
(21)
وَقَاسَمَهُمَا: أقسم لهما.
(22)
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ:
غرَّهما بالقسم ودلاَّهما علی الشجرة.
-
وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا: أخذا يجعلان ورقة
علی ورقة ليسترا بها عوراتهما، وقيل كانت ورقة التين.
(24)
إِلى حِينٍ:
إلى وقت انقضاء آجالكم.
(26)
لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاًً:
لباساً يستر عوراتكم وريشاً تتجملون به.
(27)
لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ: لا يضلَّنكم عن
الحق ويدعوكم إلى المعاصي.
-
وَقَبيلُهُ: نسله وذريته، وقيل جنوده وأتباعه من الجن.
-
مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ: لأنَّ أجسام الشياطين
شفافة لطيفة تحتاج رؤيتها إلى فضل شعاع.
(28)
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً: هم المشركون الذين
كانوا يبدون سوآتهم في طوافهم فكان يطوف الرجال والنساء عراة
يقولون نطوف كما ولدتنا أمَّهاتنا، بحجة أنَّهم قد عصوا ربَّهم في
ملابسهم ولا مال ليشتروا إحرامات!.
(29)
وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ:
توجَّهوا نحو القبلة أوقات سجودكم وهي وقت الصلاة.
(31)
خُذُواْ زِينَتَكُمْ:
إلبسوا ثياباً نظيفة وطاهرة.
(32)
خَالِصَةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ: يخلص الله
الطيبات في الآخرة للذين آمنوا وليس للمشركين فيها شيء.
(33)
حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالْإِثْمَ: الفواحش هي الزِّنا وهو الذي بطن منها
والتَّعري في الطواف وهو الذي ظهر منها، والإثم هو الخمر.
(37)
نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ: نصيبهم من العذاب،
وقيل معناه ما كتب لهم من الخير والشر فلا يقطع عنهم رزقهم بكفرهم.
(38)
أُمَمٍ
قَدْ خَلَتْ:
قد مضت.
(40)
حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ: حتى
يدخل البعير في ثقب الإبرة، والمعنى أنَّ الكافرين لا يدخلون
الجنة.
(41)
مِهَادٌ: مضجع.
- وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ: ومن
فوقهم غطاء، أي: النار محيطة بهم من أعلاهم وأسفلهم.
(43)
غِلٍّ: حقد وحسد وعداوة.
(44)
فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ:
نادى مناد أو أعلن معلن.
(45)
وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً:
يطلبون السبل معوجة.
(46)
حِجَابٌ: ستر وحاجز، وهو الأعراف، والأعراف هو سور
مرتفع بين الجنّة والنار.
(48)
أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ: الأعراف الأمكنة المرتفعة،
وهي منطقة تفصل بين الجنة والنَّار يقف عليها أصحاب الأعراف. وما
يستفاد من الروايات أنَّ أصحاب الأعراف فريقان: ضعفاء الإيمان
الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم، فإن أدخلهم الله النّار فبذنوبهم،
وإن أدخلهم الجنّة فبرحمته، والفريق الثاني هم الأنبياء والأئمّة
والصلحاء والأولياء والعلماء والشهداء الذين يساعدون الضعفاء في
الأعراف على الدخول في الجنّة.
(50)
أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ: صبوا علينا من
الماء نسكِّن به العطش أو ندفع به حرّ النار، أو أفيضوا علينا
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ.
(51)
نَنْسَاهُمْ: نتركهم بالعذاب كالمنسيين.
(52)
فَصَّلْنَاهُ: بيّناه وفسَّرناه.
(53)
يَنْظُرُونَ: ينتظرون.
-
وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كانُواْ يَفْتَرُونَ: بطل عنهم
كذبهم بأن الأصنام تشفع لهم.
(54)
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ: ما مقداره مقدار ستة أيام من
أيام الدُّنيا، لأنَّه لم يكن هناك أيام بعد، فإنَّ اليوم عبارة
عمَّا بين طلوع الشَّمس وغروبها، أو المراد ستة دورات متوالية
استغرقت ملايين السنين.
- اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ:
استوى أمره على الملك، و« العرش » في اللغة هو ما له سقف، ولكن
عندما ينسب الى الله سبحانه وتعالى يراد منه مجموعة عالم الوجود
الذي يعدّ في الحقيقة سرير حكومته.
-
يَطْلُبُهُ حَثِيثاً: سريعاً
بلا فاصل.
(55)
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً: تخشعاً وسرّاً.
(57)
أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً: حملت مثقلة بالماء.
(58)
وَالَّذي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً: الأرض
السبخة التي خبث ترابها لا يخرج منها الزرع إلاَّ قليلاً. والنّكد
هو البخيل الممسك، ولو أنّه أعطى لأعطى الشيء اليسير، ولقد شبهت
الأراضي المالحة السبخة غير المساعدة للزرع بمثل هذا الشخص.
-
نُصَرِّفُ الْآيَاتِ:
نبينُها.
(12)- جاء في كتاب علل
الشرائع دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق (عليه السلام)
فقال له: « يا أبا حنيفة، بلغني أنّك تقيس؟ قال: نعم، أنا أقيس.
قال (عليه السلام): لا تقس فإنّ أوّل من قاس إبليس حين قال: خلقتني
من نار وخلقته من طين، فقاس ما بين النّار والطين، ولو قاس نورية
آدم بنورية النّار عرف فضل ما بين النّورين وصفاء أحدهما على الآخر
» [64].
(13)- جاء في كتاب أصول
الكافي: عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: « أصول الكفر
ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد، فأمّا الحرص فإن آدم حين نهي عن
الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها، وأمّا الاستكبار فإبليس حيث
أمر بالسجود لآدم فأبى، وأمّا الحسد فابنا آدم حيث قتل أحدهما
صاحبه »
[65].
(31)- جاء في تفسير العياشي
بإسناده أن الحسن بن أمير المؤمنين (عليهما السلام) كان إذا قام
إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له: يا ابن رسول الله لم تلبس أجود
ثيابك؟ فقال (عليه السلام): « إنَّ الله جميل يحب الجمال فأتجمل
لربِّي وهو يقول: ﴿ خُذُواْ زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
﴾
فأحب أن ألبس أجود ثياب »
[66].
(31)- جاء في المجمع حكي أنّ
هارون الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال ذات يوم لعلي بن الحسين
بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شيء؟ والعلم علمان: علم
الأديان، وعلم الأبدان. فقال له علي: قد جمع الله الطب كلّه في نصف
آية من كتابه وهو قوله: ﴿ كُلُوا
وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا
﴾
وجمع نبيّنا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الطب في قوله: « المعدة
بيت الداء والحمية رأس كل دواء، وأعط كل بدن ما عودته »، فقال
الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيّكم لجالينوس طبَّاً
[67].
(32)- جاء في المجمع عن يوسف
بن إبراهيم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعليه جبة
خزّ وطيلسان خزّ فنظر إلي، فقلت: جعلت فداك هذا خزّ ما تقول فيه؟
فقال (عليه السلام): « وما بأس بالخزّ، قلت: فسداه إبريسم، قال (عليه
السلام): لا بأس به فقد أصيب الحسين (عليه السلام) وعليه جبة خزّ،
ثم قال (عليه السلام): إن عبد الله بن عباس لما بعثه أمير
المؤمنين (عليه السلام) إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه وتطيب بأطيب
طيبه وركب أفضل مراكبه فخرج إليهم فواقفهم. قالوا: يا بن عباس بينا
أنت خير الناس إذ أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم؟ فتلا هذه
الآية: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ
﴾ إلى آخرها: فالبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال
»
[68].
(44)- جاء في المجمع عن أبي
الحسن الرضا (عليه السلام) أنَّه قال: « المؤذن أمير المؤمنين
(عليه السلام) » ذكره علي بن إبراهيم القمي في تفسيره. وهكذا روي
عن ابن عباس أنّ لعلّي (عليه السلام) أسماء في القرآن الكريم لا
يعرفها الناس، منها « المؤذّن » في قول الله تعالى: ﴿
فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ﴾
فهو الذي ينادي بين الفريقين أهل الجنّة وأهل النّار، ويقول: « ألا
لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي »
[69].
(48)- جاء في المجمع عن أبي
عبد الله (عليه السلام): « الأعراف كثبان
[70] بين الجنة والنار فيقف عليها كل نبي وكل
خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء
من جنده وقد سيق المحسنون إلى الجنة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين
الواقفين معه انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنة
فيسلم المذنبون عليهم وذلك قوله ﴿
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ
﴾.
وقال أبو
جعفر الباقر (عليه السلام): « هم أصحاب الأعراف آل محمد (عليهم
السلام) لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلاَّ
من أنكرهم وأنكروه »، وروى الحسكاني بإسناده رفعه إلى الأصبغ بن
نباتة قال: كنت جالساً عند علي (عليه السلام) فأتاه ابن الكواء
فسأله عن هذه الآية فقال (عليه السلام): « ويحك يا ابن الكواء نحن
نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه
فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار »
[71].
[64] الأمثل
في تفسير كتاب الله المنزل4: 582، نقلاً عن كتابَيْ علل
الشرائع ونور الثقلين.
[65] الأمثل
في تفسير كتاب الله المنزل4: 583، نقلاً عن الكافي 2: باب
أصول الكفر.
[66] مجمع
البيان في تفسير القرآن 4: 638.
[67] الأمثل
في تفسير كتاب الله المنزل 5: 26، نقلاً عن مجمع البيان.
[68] مجمع
البيان في تفسير القرآن 4: 639.
[69] الأمثل
في تفسير كتاب الله المنزل 5: 52، نقلاً عن مجمع البيان.
[70] كثبان
جمع كثيب بمعنی التَّل من الرمل.
[71] مجمع
البيان في تفسير القرآن 4: 653.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1-
اذكر معاني الكلمات التالية:
فَأَنظِرْنِي، مَذْؤُوماً،
مَّدْحُوراً.
2-
من المؤذِّن يوم القيامة الذي ينادي أهل الجنّة وأهل النّار؟
3-
إنَّ أصحاب الأعراف يوم القيامة فريقان مَن هما؟
4-
لمن هذا الحديث؟ « يا أبا حنيفة، ... لا تقس فإنّ أوّل من قاس
إبليس ».
5-
أذكر معاني الكلمات التالية: يَنظُرُونَ، حَثِيثاً، نَكِداً.
|