آياتها 111 آية.
في رحاب
النبي يعقوب وابنه يوسف
(عليه
السلام):
لقد وردت
في الرّوايات الإسلامية فضائل مختلفة في تلاوة هذه السورة، ونقرأ
من ضمنها حديثاً عن الإمام الصادق (عليه
السلام) حيث يقول: « من قرا سورة يوسف في كل يوم أو في كل
ليلة، بعثه الله يوم القيامة وجماله مثل جمال يوسف، ولا يصيبه فزع
يوم القيامة، وكان من خيار عباد الله الصالحين »
[84].
وإنَّ من
خصائص قصّة النبي يوسف (عليه السلام)
أنّها ذكرت في مكان واحد من القرآن، على خلاف قصص الأنبياء التي
ذكرت على شكل فصول مستقلة في سور متعددة، ولذا اخترنا السورة
بكاملها للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها في الليلة الخامسة
من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك.
[84]
الأمثل في تفسير كتاب الله
المنزل 7: 115 نقلاً عن مجمع البيان.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ
(1)
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
(2)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ
الْغَافِلِينَ
(3)
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ
عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ
(4)
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ
عَدُوٌّ مُّبِينٌ
(5)
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ
يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(6)
لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ
(7)
إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا
وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
(8)
اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ
أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ
(9)
قَالَ قَائِلٌ مَّنْهُمْ لَا تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي
غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ
فَاعِلِينَ
(10)
قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ
وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ
(11)
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ
(12)
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن
يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
(13)
قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا
إِذاً لَّخَاسِرُونَ
(14)
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي
غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم
بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
(15)
وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ
(16)
قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا
يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ
بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
(17)
وَجَاؤُواْ عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
(18)
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى
دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
(19)
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ
فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ
(20)
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي
مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن
تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(21)
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
(22)
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ
وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ
اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ
(23)
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ
رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
(24)
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا
سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ
بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(25)
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ
أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ
مِنَ الْكَاذِبِينَ
(26)
وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ
الصَّادِقِينَ
(27)
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن
كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
(28)
يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ
كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
(29)
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ
فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا
فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
(30)
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ
وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ
مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا
رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ
لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
(31)
قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ
رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ
مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ
(32)
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي
إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ
وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
(33)
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(34)
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الْآيَاتِ
لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ
(35)
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي
أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي
أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ
نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
(36)
قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا
نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا
مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
(37)
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ
مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن
فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ
(38)
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ
اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
(39)
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا
أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا
إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لَا يَعْلَمُونَ
(40)
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ
خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن
رَّأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ
(41)
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ
رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي
السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ
(42)
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ
يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن
كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ
(43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ
الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ
(44)
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ
أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ
(45)
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ
سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ
وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ
(46)
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ
فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ
(47)
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا
قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ
(48)
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ
وَفِيهِ يَعْصِرُونَ
(49)
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ
قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ
اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ
عَلِيمٌ
(50)
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ
قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ
امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ
عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ
(51)
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ
اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ
(52)
وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(53)
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي
فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ
أَمِينٌ
(54)
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ
عَلِيمٌ
(55)
وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا
حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلَا نُضِيعُ
أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
(56)
وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ
(57)
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ
وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
(58)
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم
مِّنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ
خَيْرُ الْمُنزِلِينَ
(59)
فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا
تَقْرَبُونِ
(60)
قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ
(61)
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
(62)
فَلَمَّا رَجَعُواْ إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ
مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا
لَهُ لَحَافِظُونَ
(63)
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى
أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ
(64)
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ
إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا
رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا
وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ
(65)
قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ
اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا
آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
(66)
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ
وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم
مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
(67)
وَلَمَّا
دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي
عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ
يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(68)
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ
إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ
(69)
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ
أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ
لَسَارِقُونَ
(70)
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ
(71)
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ
بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ
(72)
قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي
الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ
(73)
قَالُواْ فَمَا
جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ
(74)
قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ
كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
(75)
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ
اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ
مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن
يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ
ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
(76)
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ
فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ
أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ
(77)
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً
كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
(78)
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا
مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذاً لَّظَالِمُونَ
(79)
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ
كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ
عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ
فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي
أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
(80)
ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ
سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا
لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ
(81)
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي
أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
(82)
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(83)
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ
وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
(84)
قَالُواْ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ
حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
(85)
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُواْ بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(86)
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ
وَلَا تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن
رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
(87)
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ
مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ
يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
(88)
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ
أَنتُمْ جَاهِلُونَ
(89)
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا
أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ
وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
(90)
قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا
لَخَاطِئِينَ
(91)
قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
(92)
اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي
يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
(93)
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ
يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ
(94)
قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ
(95)
فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ
فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ
مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(96)
قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا
خَاطِئِينَ
(97)
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ
(98)
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ
وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
(99)
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً
وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ
جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي
مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن
نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي
لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(100)
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن
تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ
وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
(101)
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ
لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ
(102)
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ
(103)
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ
لِّلْعَالَمِينَ
(104)
وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ
عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
(105)
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ
(106)
أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ
أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
(107)
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُواْ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ
(108)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم
مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الْأَرْضِ
فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْاْ أَفَلَا
تَعْقِلُونَ
(109)
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ
كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا
يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ
(110)
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الْأَلْبَابِ مَا
كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ
(111)
(2) فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً: يحتالون في هلاكك.
(6)
تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ: تعبير الرؤيا وتفسيرها.
(8)
عُصْبَةٌ: جماعة يتعصَّب بعضهم لبعض، وهم متناصرون
ومتعاضدون.
(9)
اطْرَحُوهُ أَرْضاً:
ألقوه في أرض بعيدة عن أبيه.
- يَخْلُ
لَكُمْ: يخلص لكم محبة أبيكم
ورعايته.
(10)
فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ: في قعر البئر ويقال كان عمر
يوسف (عليه السلام) آنذاك عشر
سنين.
- يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ
السَّيَّارَةِ: يتناوله بعض مارة الطرق والمسافرين.
(17)
نَسْتَبِقُ: يسابق بعضنا بعضاً.
(18)
سَوَّلَتْ لكُمْ:
زيَّنت لكم أنفسكم.
- فَصَبْرٌ
جَمِيلٌ: صبر لا جزع فيه ولا
شكوی إلی النَّاس.
(19)
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ: جماعة مارة جاءَت من قبل مدين
يريدون مصر فأخطأوا الطريق حتَّی نزلوا قريباً من البئر.
-
فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ:
بعثوا أحدهم ليطلب لهم الماء.
- فَأَدْلى
دَلْوَهُ: أرسل دلوه في البئر
ليملأها فتعلق يوسف بالحبل.
- وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً:
أخفوه عن سائر الرفقة ليكون متاعاً لهم يبيعونه.
(20)
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ: إنَّ إخوة يوسف باعوه
بثمن قليل وكانوا زاهدين فيه.
(21)
لاِمْرَأَتِهِ: امرأة عزيز مصر وكان اسمه
قطفير ويلقَّب بالعزيز وهو وزير فرعون مصر وكان لا يأتي النساء،
وامرأته اسمها راعيل وتلقَّب بزليخا ولم تلد منه.
-
أَكْرِمِي مَثْوَاهُ: أكرمي
مقام يوسف عندنا.
- مَكَّنَّا لِيُوسُفَ:
جعلنا له قوة ومكانة.
(23)
وَرَاوَدَتْهُ: طلبت زليخا منه المواقعة.
-
هَيْتَ
لَكَ: أقبل وبادر إلی ما هو مهيأ لك.
-
مَعَاذَ
اللهِ: أعتصم بالله وأستجير به.
-
إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ:
إنَّ العزيز زوجك هو مالكي وقد أحسن تربيتي وإكرامي فلا أخونه.
(24)
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ: عزمت على الفحشاء.
- وَهَمَّ
بِهَا: هَمَّ بضربها ودفعها عن نفسه.
-
بُرْهانَ رَبِّهِ:
لولا النبوة المانعة، أو أن أقدم علی ضربها لقتلوه أهلها.
(25)
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ: أي تسابق يوسف وزليخا إلى
الباب فأمَّا يوسف ليهرب منها وأمَّا زليخا لتمسكه وتقضي حاجتها
منه.
- وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ:
شقَّت قميصه من الخلف.
- وَأَلْفَيا
سَيِّدَها: وجدا زوجها عند
الباب، وسمَّاها سيدها لأنَّه مالك أمرها.
(26)
وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها: ابن خالة زليخا
وهو طفل في المهد، وقيل رجل كان واقفاً بالباب ويكون ابن عمِّها.
-
قُدَّ مِن قُبُلٍ: شُقَّ من
أمام.
(29)
أَعْرِضْ عَنْ
هَذَا: أكتم الأمر ولا تحدث به
« قالها زوجها أو الشاهد ».
(30)
فَتَاهَا: مملوكها.
- قَدْ
شَغَفَهَا
حُبًّا: أحبَّته حبَّاً دخل
شغاف القلب وحجابه.
(31)
وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً: أعدت لهن وسائد يتكئن
عليها.
- أَكْبَرْنَهُ: أعظمنه وأدهشن من جماله إذ كان كالقمر
ليلة البدر.
- حَاشَ
ٍِللهِ: كلمة تفيد معنى التنزه
والبراءة، وهو تنزيه وبراءَة ليوسف عمَّا رمته به امرأة العزيز.
(32)
فَاسْتَعْصَمَ: فامتنع امتناعاً بليغاً.
-
مِّنَ الصَّاغِرِينَ: من
الأذلاء المهانين.
(33)
أَصْبُ إِلَيْهِنَّ:
أمِل إليهن، والصبوة لطافة الهوى.
(35)
مِّن بَعْدِ ما رَأَوُاْ الْآيَاتِ: من بعد ما رأت
زليخا وأعوانها العلامات الدَّالة علی براءة يوسف وهي قدُّ القميص
من دبرٍ وتقطيع الأيدي.
(36)
أَعْصِرُ خَمْراً:
أعصر عنباً يكون عصيره خمراً.
(37)
نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ:
أخبرنا بتعبيره وتفسيره وما يؤول إليه أمره.
(40)
الدِّينُ الْقَيِّمُ:
الدين المستقيم الذي لا عوج فيه.
(41)
فَيَسْقِي رَبَّهُ:
يسقي سيده المنعم عليه وهو الملك.
(42)
اذْكُرْنِي عِنْدَ
رَبِّكَ: اذكرني عند سيدك
بأنِّي حبست ظلماً.
- فَلَبِثَ فِي
السِّجْنِ بِضْعَ سِنينَ: فمكث يوسف في السجن سبع
سنين، والبضع بين الثلاثة وما دون العشرة.
(43)
عِجَافٌ: مهازيل.
- الْمَلَأُ: أشراف القوم.
-
أَفْتُونِي فِي
رُؤْيَايَ: أخبروني عن معنى
هذه الرؤيا.
- تَعْبُرُونَ:
تفسرون وتؤولون الرؤيا.
(44)
أَضْغاثُ أَحْلاَمٍ:
أخلاطها وأباطيلها، والمعنی هذه منامات كاذبة لا يصح تأويلها.
(45)
وَادَّكَرَ
بَعْدَ
أُمَّةٍ: وتذكَّر شأن يوسف وما وصَّاه بعد مدّة من
الزمن.
(47)
دَأَباً: على عادتكم المستمرة.
-
فَذَرُوهُ: فاتركوه.
(48)
سَبْعٌ شِدَادٌ:
سبع سنين مجدبات صعاب تشتد على الناس.
-
مِمَّا تُحْصِنُونَ:
مما تحرزون وتدخرون.
(49)
يُغاثُ النَّاسُ:
يمطرون من الغيث أو ينقذون من الغوث.
- وَفِيهِ يَعْصِرُونَ:
ما يعصر من الثمار والزروع كالعنب والزيت والسِمسِم، وقيل معناه
يمطرون.
(50)
مَا بَالُ النِّسْوَةِ: ما حالهن وما شأنهن.
(51)
مَا خَطْبُكُنَّ:
ما أمْركن أو ما شأنكن.
- حَاشَ
ِللهِ: كلمة تنزيه، نزَّهنَّ
يوسف ممَّا اتهم به فقلن: عياذاً بالله.
-
حَصْحَصَ: ظهر واتضح.
(53)
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي: هذا من كلام يوسف عند أكثر
المفسرين وأراد الدُّعاء ولم يرد العزم علی المعصية، وقيل بل هو من
كلام امرأة العزيز.
(54)
مَكِينٌ: ذو مكانة ومنزلة وأمر نافذ.
(56)
مَكَّنَّا لِيُوسُفَ:
جعلناه متمكناً من التصرف في أرض مصر.
-
يَتَبَوَّأُ مِنْهَا:
ينزل منها ويتَّصرف فيها حيث يشاء.
(59)
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ: حمّل لكل واحد
منهم بعيراً بعدتهم.
- خَيْرُ
الْمُنْزِلِينَ: أفضل من يحسن
الضيافة.
(62)
رِحَالِهِمْ: جمع رحل وهو ما يوضع على ظهر الدابة.
-
انْقَلَبُوا: رجعوا.
(63)
فَأَرْسِلْ مَعَنَا
أَخَانَا: بنيامين.
-
نَكْتَلْ: نأخذ الطعام
بالكيل.
(65)
مَا نَبْغِي: ما
نطلب.
- وَنَمِيرُ أَهْلَنَا:
نجلب لهم الميرة وهي الطعام الذي يحمل من بلد إلى بلد.
(66)
إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ: يحيط بكم عدوكم فيهلككم.
(67)
يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ: خاف
يعقوب عليهم العين والحسد.
- وَمَا
أُغْنِي عَنكُمْ: وما أدفع من قضاء الله من شيء.
(69)
آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ: ضم إليه أخاه من أمه وأبيه
وهو بنيامين.
(70)
السِّقايَةَ: إناء للشرب من ذهب جعل صاعاً للكيل.
-
أَذَّنَ
مُؤَذِّنٌ: نادى مناد.
-
أَيَّتُهَا
الْعِيرُ: يا أهل القافلة
المحمّلة.
(72)
صُوَاعَ الْمَلِكِ:
صاعه وهو السقاية.
- زَعِيمٌ:
كفيل ضامن.
(75)
فَهُوَ جَزَاؤُهُ:
أي جزاء السارق الاسترقاق فيكون عبداً وهي شريعة يعقوب.
(76)
كِدْنَا لِيُوسُفَ:
دبّرنا ليوسف تدبيراً خفياً في أخذ أخيه.
(77)
فَأَسَرَّها: فأخفاها.
-
أَنتُمْ شَرٌّ مَكَاناً: أي
شر منزلة.
(80)
اسْتَيْأَسُواْ: يئسوا.
-
خَلَصُواْ: انفردوا واعتزلوا.
-
قَالَ كَبيرُهُمْ: وهو روبين وكان أسنهم وهو إبن خالة
يوسف وهو الذي نهى إخوته عن قتله.
-
نَجِيًّا: متناجين متشاورين يسرّ بعضهم بعضاً.
-
ما فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ:
أي قصَّرتم في أمره.
- فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ: لن أفارق أرض مصر.
(84)
كَظِيمٌ: بمعنى الكاظم وهو المملوء غيظاً وهمَّاً
ولا يظهره.
(85)
تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ: أي لا تزال
تذكره.
- حَرَضاً: مريضاً
مشرفاً على الموت أو فاسد العقل.
(86)
بَثِّي: همِّي، والبث هو الحزن والهمِّ العظيم الذي
لا يصبر عليه حتى يبثه إلى الناس.
(87)
فَتَحَسَّسُواْ: تفحصوا واستخبروا من يوسف.
-
رَّوْحِ
اللهِ: رحمته.
(88)
الضُّرُّ: الجوع والحاجة.
-
مُزْجَاةٍ: رديئة.
(91)
آثَرَكَ: فضّلك واختارك الله علينا بالحلم والعلم
والعقل والحسن والملك.
(92)
لا تَثْرِيبَ:
أي لا عيب ولا تعيير ولا تأنيب.
(94)
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ: أي لما انفصلت القافلة
عن أرض مصر متوجهة إلى الشام.
- رِيحَ
يُوسُفَ: رائحته من مسيرة
عشرة ليالي.
- لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ:
لولا أن تسفهوني أو لولا أن تضعفوني في الرأي.
(95)
لَفِي ضَلاَلِكَ
الْقَدِيمِ: أي: لفي ذهابك
القديم عن الصواب في حبِّ يوسف.
(96)
فَلَمَّا أَن جَاءَ
الْبَشِيرُ: وهو يهوذا ابنه.
-
أَلْقَاهُ عَلى وَجْهِهِ: ألقى قميص يوسف على وجهه.
(98)
سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ
لَكُمْ: وإنما لم يستغفر
يعقوب لأولاده في الحال لأنَّه أخَّرهم إلى سحر ليلة الجمعة لأنه
أقرب إلى إجابة الدعاء.
(99)
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ: لمَّا دخل أهل
يوسف مصر وكانوا ثلاثة وسبعون إنساناً - وخرجوا مع موسى وهم ستمئة
ألف وخمس مئة وبضع وسبعون إنساناً وكان بين يوسف وموسی أربعمئة
سنة.
- آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ:
ضمَّ يوسف اليه أباه وأمه.
(100)
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ: ورفع أبويه
علی سرير ملكه إعظاماً لهما.
- وَخَرُّوا
لَهُ
سُجَّداً: تكريماً وتعظيماً لا سجود عبادة.
-
مِنَ الْبَدْوِ: من البادية.
- نَّزَغَ: أفسد وحرش بيني
وبينهم.
(102)
إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ: عزموا على إلقائه في
البئر.
(4)- جاء في تفسير القمي عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال:
« تأويل هذه الرؤيا أنه سيملك مصر، ويدخل عليه أبواه وإخوته، فأما
الشمس فأم يوسف راحيل، والقمر يعقوب، وأما أحد عشر كوكباً فإخوته،
فلما دخلوا عليه سجدوا شكراً لله وحده حين نظروا إليه، وكان ذلك
السجود لله »
[85].
(5)- جاء في تفسير القمي عن
الباقر (عليه السلام): « كان
له (ليوسف) أحد عشر أخاً، وكان له من أمه أخ واحد يسمى بنيامين.
قال: فرأى يوسف هذه الرؤيا وله تسع سنين فقصها على أبيه فقال:
﴿
يا
بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ
﴾ ... »
[86].
(24)- جاء في عيون أخبار
الرضا (عليه السلام) بإسناده
عن أبي الصلت الهروي قال: « لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه
السلام) أهل المقالات من أهل الإسلام ومن الديانات من
اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات، فلم يقم أحد
إلا وقد ألزمه حجته كأنَّه ألقم حجراً، قام إليه علي بن محمد بن
الجهم فقال: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ فقال: نعم.
فقال له فما تقول في قوله عزّ وجلّ في يوسف: ﴿
وَلَقَدْ هَمَّتْ
بِهِ وَهَمَّ بِهَا
﴾؟ فقال له: أما قوله تعالى في يوسف:
﴿
وَلَقَدْ
هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا
﴾ فإنَّها همَّت بالمعصية وهمَّ يوسف
بقتلها إن أجبرته لعظيم ما تداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة.
وهو قوله عزّ وجلّ: ﴿
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ
﴾ والسوء القتل والفحشاء الزِّنا
»
[87].
(31)- جاء في مجمع البيان قال
النبي (ص): « أعطي يوسف شطر
الحسن والنصف الآخر لسائر الناس ». وروي عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول الله (ص) وهو يصف
يوسف حين رآه في السماء الثانية: « رأيت رجلاً صورته صورة القمر ليلة
البدر، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف
»
[88].
(35)- جاء في تفسير القمي عن
أبي جعفر (عليه السلام) في
قوله: ﴿
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنْ بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الْآيَاتِ
لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ
﴾ « فالآيات شهادة الصبي،
والقميص المخرق من دبر، واستباقهما الباب حتى سمع مجاذبتها إياه
على الباب، فلما عصاها لم تزل مولعة بزوجها حتى حبسه، ﴿
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ
﴾
يقول: عبدان للملك أحدهما خباز والآخر صاحب الشراب، والذي كذب ولم
ير المنام هو الخباز »
[89].
(36)-
جاء في تفسير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:
﴿ إِنَّا
نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
﴾
قال: « كان يقوم على المريض، ويلتمس
للمحتاج، ويوسع على المحبوس، فلما أراد من رأى في نومه يعصر خمراً
الخروج من الحبس قال له يوسف:
﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ
﴾
فكان
كما قال الله: ﴿ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ
﴾
[90].
(42)- جاء في مجمع البيان عن
أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: « جاء جبرائيل (عليه السلام)
فقال: يا يوسف من جعلك أحسن الناس؟ قال: ربي، قال: فمن حبّبك إلى أبيك
دون إخوانك؟ قال: ربي، قال: فمن ساق إليك السيّارة؟ قال: ربي، قال: فمن صرف
عنك الحجارة؟ قال: ربي، قال: فمن أنقذك من الجب؟ قال: ربي، قال: فمن صرف
عنك كيد النسوة؟ قال: ربي، قال: فإنَّ ربّك يقول: ما دعاك إلى أن تنزل
حاجتك بمخلوق دوني؟ إلبث في السجن بما قلت بضع سنين »
[91].
(70)- جاء في تفسير العياشي عن
رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: « سألت عن قول الله في يوسف: ﴿ أَيَّتُهَا
الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
﴾
قال: إنَّهم سرقوا يوسف من أبيه،
ألا ترى أنَّه قال لهم حين ﴿
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ؟
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ
﴾
ولم يقولوا: سرقتم صواع الملك إنَّما عنى
أنكم سرقتم يوسف من أبيه
»
[92].
(77)- جاء في تفسير العياشي
عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا (عليه
السلام): في قول الله تعالى: ﴿ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ
أَخٌ لَّهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ
يُبْدِهَا لَهُمْ
﴾
قال: « كان لإسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء
والأكابر، وكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها، وكانت تحبه فبعث
إليها أبوه أن ابعثيه إلي وأردّه إليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة
لأشمه ثمَّ أرسله إليك غدوة، فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في
حقوه وألبسته قميصاً فبعثت به إليه، وقالت: سُرقت المنطقة فوجدت عليه،
وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دُفع إلى صاحب السرقة، فأخذته فكان
عندها »
[93].
(87)- جاء في الكافي عن حنان
بن سدير عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قلت له: أخبرني عن قول يعقوب لبنيه: ﴿ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ
مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ ﴾
أكان يعلم أنه حي وقد فارقهم منذ
عشرين سنة؟ قال: « نعم. قلت: كيف علم؟ قال: إنه دعا في السحر، وقد
سأل الله أن يهبط عليه ملك الموت، فهبط عليه تربال، وهو ملك الموت،
فقال له تربال: ما حاجتك يا يعقوب؟ قال: أخبرني عن الأرواح تقبضها
مجتمعة أو متفرقة؟ فقال: بل أقبضها متفرقة روحاً روحاً. قال له:
فأخبرني هل مر بك روح يوسف فيما مر بك؟ قال: لا. فعلم يعقوب أنه
حي، فعند ذلك قال لولده:
﴿ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ
وَأَخِيهِ ﴾
[94].
(98)- جاء في الفقيه عن محمد
بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه
السلام): في قول يعقوب لبنيه:
﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ
رَبِّي ﴾ قال: « أخَّرهم إلى السّحَر من ليلة الجمعة ». وجاء في الكافي
عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: « قال رسول الله
(ص): خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في
قول يعقوب
﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي
﴾ أخَّرهم إلى السحر ».
وروي نظيره في الدر المنثور عن ابن عباس: « أنَّ النبي
(ص) سئل لم أخَّر يعقوب بنيه
في الاستغفار؟ قال: أخَّرهم إلى السحر لأنَّ دعاء السحر مستجاب »
[95].
(99)-
جاء في مجمع البيان عن أبي جعفر (عليه السلام): « أنَّ يعقوب قال لولده:
تحملوا إلى يوسف من يومكم هذا بأهلكم أجمعين. فساروا إليه ويعقوب
معهم وخالة يوسف أم يامين، فحثوا السير فرحاً وسروراً تسعة أيام إلى
مصر. فلمَّا دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه وقبَّله وبكى
ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل منزله واكتحل وادهن ولبس
ثياب العزِّ والمُلك فلمَّا رأوه سجدوا جميعاً إعظاماً له وشكراً
لله عند ذلك، ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا
يتطيب حتى جمع الله بينه وبين أبيه وإخوته ».
وعن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: « لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف ليستقبله، فلمَّا رآه
يوسف همَّ بأن يترجل له، ثمَّ نظر إلى ما هو فيه من المُلك فلم يفعل،
فلمَّا سلَّم على يعقوب نزل عليه جبرائيل فقال له: يا يوسف إنَّ
الله جل جلاله يقول: منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه؟ أبسط
يدك، فبسطها فخرج من بين أصابعه نور، فقال: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا
أنه لا يخرج من صلبك نبي أبداً عقوبة بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل
إليه »
[96].
(100)- جاء في تفسير القمي أن
يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل فعرضها على
أبي الحسن (عليه السلام)، وكان أحدها: أخبرني عن قول الله:
﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ
عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً ﴾ أسجد يعقوب وولده ليوسف
وهم أنبياء؟ فأجاب أبو الحسن (عليه
السلام): « أمَّا سجود يعقوب وولده ليوسف فإنَّه لم يكن
ليوسف وإنَّما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف كما
كان السجود من الملائكة لآدم ولم يكن لآدم وإنَّما كان ذلك منهم
طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكراً لله تعالى
لاجتماع شملهم ألم تر أنَّه يقول في شكره ذلك الوقت: ﴿
رَبِّ قَدْ
آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ ﴾
[97].
(106)-
جاء في تفسير القمي، بإسناده عن الفضيل عن أبي جعفر (عليه
السلام) في قول الله تعالى:
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم
مُّشْرِكُونَ ﴾ قال: « شرك طاعة وليس شرك عبادة،
والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا
بالله الطاعة لغيره، وليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله ». وفي
تفسير العياشي، عن محمد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) قال: «
شرك لا يبلغ به الكفر »
[98].
[85] الميزان في تفسير القرآن
11: 85 نقلاً عن تفسير القمي.
[86]
الميزان في تفسير القرآن 11:
85 نقلاً عن تفسير القمي.
[87]
الميزان في تفسير القرآن 11: 166، نقلاً عن عيون أخبار الرضا (عليه
السلام).
[88] مجمع البيان 5: 336، 353.
[89] الميزان في تفسير القرآن 11:
182، نقلاً عن تفسير القمي.
[90] الميزان في تفسير القرآن 11:
182، نقلاً عن تفسير القمي.
[92] الميزان في تفسير القرآن 11: 239، نقلاً عن تفسير العياشي.
[93] الميزان في تفسير القرآن 11:
240، نقلاً عن تفسير العياشي.
[94] الميزان في تفسير القرآن 11:
242، نقلاً عن الكافي.
[95] الميزان في تفسير القرآن 11:
253، نقلاً عن الفقيه.
[97] الميزان في تفسير القرآن 11:
253، نقلاً عن تفسير القمي، وتفسير العياشي، وقال العلامة
وما رواه العياشي أوفق بلفظ الآية وأسلم من الإشكال مما
رواه القمي.
[98] الميزان في تفسير القرآن 11:
281، نقلاً عن تفسير القمي.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1- اذكر
معاني الكلمات التالية:
الْجُبِّ، عِجَافٌ، حَصْحَصَ.
2- ما اسم
عزيز مصر، وما اسم زوجته الملقبة بزليخا؟
3- كيف
فسَّر الإمام الرضا قوله تعالی:
﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ
بِهَا ﴾؟
4- من هو
الشَّاهد في قوله تعالی:
﴿ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا
﴾؟
5- لماذا
قال يعقوب لأبنائه:
﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي
﴾ ؟
|