(آياتها 59).
سورة الدُّخان مكية
وآياتها تسع وخمسون (59) وتسمية السُّورة
مأخوذة من الآية العاشرة من هذه السورة التي تذكر إتيان دخان مبين
في السَّماء وهو آية من أشراط الساعة، وهي من السُّور التي يستحبُّ
قرائتها في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان المبارك.
وفي فضل قراءتها
روي عن النبي (ص):
« من قرأ الدخان في ليلة الجمعة غفر له »، وعنه (ص)
قال: « من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له
بيتاً في الجنة »
[44].
وقد اخترنا
السُّورة للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها ومفاهيم آياتها في
الليلة السادسة عشر من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك.
[44] مجمع البيان في تفسير القرآن 9: 91.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حم
(1)
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ
(2)
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا
مُنذِرِينَ
(3)
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
(4)
أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
(5)
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(6)
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم
مُّوقِنِينَ
(7)
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ
آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ
(8)
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ
(9)
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ
(10)
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
(11)
رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ
(12)
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ
(13)
ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ
(14)
إِنَّا كَاشِفُواْ الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ
(15)
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ
(16)
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ
رَسُولٌ كَرِيمٌ
(17)
أَنْ أَدُّواْ إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ
(18)
وَأَن لَّا تَعْلُواْ عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ
مُّبِينٍ
(19)
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ
(20)
وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَاعْتَزِلُونِ
(21)
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ
(22)
فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ
(23)
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ
(24)
كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
(25)
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
(26)
وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ
(27)
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ
(28)
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُواْ
مُنظَرِينَ
(29)
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ
الْمُهِينِ
(30)
مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ
(31)
وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
(32)
وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُّبِينٌ
(33)
إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ
(34)
إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ
(35)
فَأْتُواْ بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
(36)
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
(37)
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا
لَاعِبِينَ
(38)
مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ
(39)
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
(40)
يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلىً عَن مَّوْلىً شَيْئاً وَلَا هُمْ
يُنصَرُونَ
(41)
إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
(42)
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ
(43)
طَعَامُ الْأَثِيمِ
(44)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ
(45)
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ
(46)
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ
(47)
ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ
(48)
ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ
(49)
إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ
(50)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
(51)
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
(52)
يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ
(53)
كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
(54)
يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ
(55)
لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى
وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
(56)
فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(57)
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(58)
فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ
(59)
(2)
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في
لَيْلَةٍ مُّبارَكَةٍ: هي ليلة القدر، حيث أنزل فيها القرآن إلى
السماء الدنيا دفعة واحدة، ثم نزل على محمد (ص)
بالنجوم في ثلاث وعشرين سنة.
(4)
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ: يفصل ويبين كل أمرٍ محكم، وهو أنَّه يقسّم فيها الآجال
والأرزاق وغيرها من أمور السنة إلى مثلها من العام القابل ويكتب
الحاج فلا يزيد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد.
(10)
فَارْتَقِبْ: فانتظرهم يا
محمد.
- بِدُخَانٍ
مُّبِينٍ: يأتي الدُّخان في السماء قبيل قيام
السَّاعة.
(11)
يَغْشَى النَّاسَ: يحيط بهم
جميعاً.
(13)
أَنَّى لَهُمُ
الذِّكْرَى:
من أين لهم التذكُّر والاتعاظ.
(14)
تَوَلَّوْاْ عَنْهُ: أعرضوا
عنه ولم يقبلوا قوله.
(16)
يَوْمَ نَبْطِشُ: نأخذ بشدة
وعنف.
(18)
أَدُّواْ إِلَيَّ: أرسلوا
معي بني إسرائيل.
(19)
لا تَعْلُوا: لا تتكبروا.
-
بِسُلْطَانٍ: بحجة وبرهان.
(20)
عُذْتُ بِرَبِّي:
إستجرت
وتحصنت به.
- أَنْ
تَرْجُمُونِ: من أن ترموني بالحجارة أو تشتموني.
(23)
فَأَسْرِ بِعِبَادِي: سر
ببني إسرائيل.
(24)
رَهْواً: ساكناً أو منفرجاً
على هيئته بعد العبور، أي: أتركه طريقاً يابساً.
(27)
وَنَعْمَةٍ: تنعم وسعة في
العيش.
- فَاكِهِينَ: ناعمين متمتعين، كما يتمتع بأكل الفواكه.
(29)
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ
السَّمَاءُ: كناية عن صغر قدرهم بحيث لا تبكي عليهم السَّماء.
- مُنْظَرِينَ: مؤخرين، ولم يمهَلوا.
(31)
عَالِياً: متكبراً متجبراً.
(37)
أهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ
تُبَّعٍ: أمشركو قريش خير أم قوم تُبَّع، وتُبَّع هو أبي كرب
الحميري ملك اليمن كان صالحاً وقومه كفرة.
(40)
يَوْمَ الْفَصْلِ: اليوم
الذي يفصل بين الحق والباطل وهو يوم القيامة.
(41)
لا يُغْنِي مَوْلًى عَن
مَّوْلًى: يوم لا ينفع ولا يدفع قريب أو صديق عن قريبه وصديقه.
(43)
شَجَرَةَ
الزَّقُّومِ: شجرة
خبيثة رائحتها نتنة وطعمها مر.
(44)
الْأَثِيمِ: الكثير الإثم
قيل أريد به أبو جهل.
(45)
كَالْمُهْلِ: المذاب من
النحاس أو الرصاص أو الزيت المغلي.
(46)
الْحَمِيمِ: الماء البالغ
غاية الحرارة.
(47)
فَاعْتِلُوهُ: جرُّوه بعنف
وغلظة.
- سَوَاءِ
الْجَحِيمِ: وسطها.
(50)
بِهِ تَمْتَرُونَ: فيه
تشكون وتجادلون.
(51)
فِي مَقَامٍ أَمِينٍ: في
مجلس يؤمن فيه الخوف.
(53)
سُندُسٍ: الحرير الرقيق
الذي يلبسونه.
- إِسْتَبْرَقٍ: الحرير السميك الغليظ الذي يفترشونه.
(3و4)- جاء في
الكافي عن حمران أنه سأل أبا جعفر(ع)
عن قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ
﴾
قال: « نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر
فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر، قال الله تعالى: ﴿ فِيها
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء
يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل: خير وشر وطاعة ومعصية ومولود
وأجل ورزق فما قدر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم ولله تعالى فيه
المشية »
[45].
(10)- جاء في جوامع الجامع في
قوله تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ
مُّبِينٍ
﴾ واختلف في الدخان فقيل: إنَّه دخان يأتي من السَّماء قبل
قيام الساعة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس
الحنيذ (المشوي)، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، ويكون الأرض كلها
كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص يمد ذلك أربعين يوماً، وروي ذلك عن علي
وابن عباس والحسن. ورواه في الدر المنثور عنهم وأيضاً عن حذيفة بن
اليمان وأبي سعيد الخدري عن النبي (ص)
[46].
(29)- جاء في مجمع البيان عن أبي
عبد الله (ع)
أنه قال: « بكت السَّماء على يحيى بن زكريا والحسين بن علي (ع)
أربعين صباحاً، قلت: فما بكاؤها؟ قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء »
[47].
(37)- جاء في المجمع في قوله
تعالى: ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ
﴾: روى سهل بن ساعد عن
النبي (ص)
أنه قال: « لا تسبُّوا تبَّعاً فإنَّه كان قد أسلم ». وفيه عن أبي
عبد الله (ع)
قال: « إنَّ تبَّعاً قال للأوس والخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا
النبي، أمَّا أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه »
[48].
[45] الميزان في تفسير القرآن 18: 134
نقلاً عن الكافي.
[46] الميزان في تفسير القرآن 18: 142، نقلاً عن جوامع الجامع.
[47] الميزان في تفسير القرآن 18: 142، نقلاً عن مجمع البيان.
[48] الميزان في تفسير القرآن 18: 152، نقلاً عن مجمع البيان.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1- اذكر معاني الكلمات
التالية: رَهْواً، كَالْمُهْلِ، الْحَمِيمِ.
2- اذكر بعض الأمور
التي تقدَّر للإنسان في ليلة القدر؟
3- علی من بكت
السَّماء احمراراً أربعين صباحاً؟
4- هل أسلم تُبَّع
قبل أن يری رسول الله
(ص)؟
5- اذكر معاني
الكلمات التالية: بِهِ تَمْتَرُونَ، سُندُسٍ، إِسْتَبْرَقٍ.
|