الآيات (1-74)
[52].
في رحاب
خلق الإنسان وتكريمه بالخلافة:
نزلت سورة
البقرة بالمدينة إلاَّ آية (281) فنزلت بمنى في حجة الوداع، وهي
ثاني سورة في ترتيب المصحف، وأطول سورة في القرآن، إذ عدد
آياتها 286 آية، وفيها أطول آية في القرآن: « آية الدَّين ».
وفي فضل
سورة البقرة ورد عن النبي (ص) أنَّه قال: « من قرأها فصلوات الله عليه
ورحمته وأعطي من الأجر كالمرابط في سبيل الله سنة، لا تسكن روعته »
[53].
ولقد
اخترنا من السورة 74 آية للتلاوة والتَّعرف علی معاني مفرداتها في
الليلة الثانية من الضيافة الإلهية من شهر رمضان المبارك. جاء في
صدر السورة إلى آية (29) خطاب عام حول القرآن وأثره، ثم بيان موقف
الناس منه، ثم ذكرت الآيات من آية (30-39) قصة خلق آدم وتكريمه
بالخلافة، وموقف الشيطان منه، ثم ذكرت الآيات من آية (39 -74) قصة
بني إسرائيل وبعض أفعالهم وأمرهم بذبح بقرة والتي سُميت السورة
بها.
[52] لزيادة الاطِّلاع حول موضوع
كيفية خلق الإنسان وقصة النبي آدم راجع السُّور التالية:
الأعراف، طه، السجدة.
[53] مجمع البيان 75. ومن اللازم
هنا التأكيد على حقيقة، وهي إنّ ما ذكر من ثواب وفضيلة
وجزاء لتلاوة بعض السور والآيات لا يعني قراءتها بشكل
أوراد فقط، ولا الاكتفاء بترديد ألفاظها، بل التلاوة
للفهم، والفهم من أجل التفكير، والتفكير لغرض العمل، ومن
الملاحظ أنّ كل فضيلة ذكرت لآية أو سورة إنما تتناسب
كثيراً مع محتوى السّورة والآية. (آية الله مكارم الشيرازي).
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم (1)
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ
(2) الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن
قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
(4)
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدىً مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ (5)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ
أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
(6) خَتَمَ
اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى
أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(7) وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَمَا يَخْدَعُونَ
إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
(9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا
كَانُواْ يَكْذِبُونَ (10)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ قَالُواْ
إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ
(12)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ
أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ
السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ
(13) وَإِذَا
لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ
إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ
مُسْتَهْزِؤُونَ (14)
اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ
يَعْمَهُونَ (15)
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا
رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ
(16)
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا
أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ
فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ (17)
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
(18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ
السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ
أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ
وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ
(19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ
أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا
أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ
بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ (20)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(21) الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً
لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ
تَعْلَمُونَ (22)
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا
فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن
دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
(23) فَإِن
لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
(24)
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ
لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا
رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي
رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا
أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(25) إِنَّ
اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً
فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ
أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ
فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ
كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا
الْفَاسِقِينَ (26)
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ
فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
(27) كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ
يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(28) هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(30)
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى
الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا
إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(32) قَالَ
يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم
بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ
غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا
كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُواْ لِآدَمَ فَسَجَدُواْ
إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
(34)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا
مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ
الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
(35)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا
كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
(36)
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ
هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم
مِّنِّي هُدىً فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(39) يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ
فَارْهَبُونِ (40)
وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا
تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي
ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ
(41) وَلَا تَلْبِسُواْ الْحَقَّ
بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42)
وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ
الرَّاكِعِينَ (43)
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
(44)
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)
وَاتَّقُواْ يَوْماً لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً
وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ
وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (48)
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ
الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ
نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
(49) وَإِذْ
فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
(50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ
وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51)
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ (53)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ
أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى
بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ
عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ (54)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى
اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ
تَنظُرُونَ (55)
ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (56)
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ
الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
(57) وَإِذْ
قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ
شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ
حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
(58)
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ
لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ
السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
(59) وَإِذِ
اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ
الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ
عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن
رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْاْ فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
(60)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ
فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ
مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا
قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ
خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ
بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
(61) إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(62) وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ
مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ (63)
ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ
فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ
الْخَاسِرِينَ (64)
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْاْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ
فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ
(65)
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا
وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن
تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ
أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
(67) قَالُواْ
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ
يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ
بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ
(68) قَالُواْ
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ
يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ
النَّاظِرِينَ (69)
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ
الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ
لَمُهْتَدُونَ (70)
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ
الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا
قَالُواْ الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ
يَفْعَلُونَ (71)
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ
فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
(72)
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ
الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
(73) ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ
أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ
مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ
مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(74)
(1)
الم: من الحروف المقطَّعة، وأسرار القرآن، وقيل إنَّها
من أسماء السور الدّالة علی أسماء الله تعالی.
(2)
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ: ذلك القرآن لا شك
أنَّه من الله، واستعمال اسم الإشارة للبعيد يدل علی سموّ القرآن
ورفعته.
-
هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ:
القرآن هاد من الضلالة للذين أرادوا الهداية وهم المتَّقون.
(3)
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ: يؤمنون بما
غاب عن حواسهم كالنشور والحساب والجنة والنار، وقيام القائم.
(4)
يُوقِنُونَ: يعتقدون، واليقين هو الاعتقاد الذي لا
يقبل الشك.
(7)
خَتَمَ: طبع.
- غِشاوَةٌ: غطاء، أي: لا يبصرون الحق.
(9)
يُخَادِعُونَ: يعملون عمل المخادع مع الله ومع الذين
آمنوا.
(13)
السُّفَهَاءُ: الطائشون، الأخفاء العقول والأراذل.
(14)
خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ: انفردوا بزعمائهم من
أعداء الإسلام.
(15)
وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ: يمهلهم
أو يزيدهم في تجاوزهم للحد في كفرهم.
-
يَعْمَهُونَ: يتحيرون.
(17)
اسْتَوْقَدَ نَاراً: أشعلها ليبصر بها ما حوله.
(18)
صُمٌّ بُكْمٌ
عُمْيٌ: لا يسمعون الحق، ولا
ينطقون به ولا يبصرون به.
(19)
كَصَيِّبٍ: كمطر غزير.
(20)
يَخْطَفُ
أَبْصَارَهُمْ: يذهب بها
بسرعة.
(22)
الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ
بِنَاءً: صيَّر الأرض
بساطاً، والسَّماء سقفاً مرفوعاً.
-
أَنْدَاداً: شركاء في العبادة.
(25)
وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً:
هذا الثَّمر يشبه بعضه بعضاً لوناً ويختلف طعماً.
-
أَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ: سليمة من عيوب
نساء الدنيا كالغِيرة والحيض.
(26)
بَعُوضَةً: البعوض صغار البَق، والمعاندون اتَّخذوا
من صغرها ذريعة للاستهزاء بالأمثلة القرآنية، لكنّهم لو أمعنوا
النظر في هذا الجسم الصغير، لرأوا فيه من عجائب الخلقة.
-
فَما فَوْقَهَا: أي: ما هو
أعظم من البعوضة.
(27)
يَنْقُضُونَ عَهْدَ
اللهِ: يهدمون ما عاهدوا الله
بالإيمان به وعبادته وعدم اتِّباع الشيطان وهوی النَّفس.
-
مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ: من
بعد توثيق العهد وإحكامه وتأكيده عليهم.
(29)
اسْتَوى إِلَى
السَّمَاءِ: أخذ في خلق
السَّماء وإتقانها وأتمهنَّ وأحكمهنَّ.
(30)
لِلْمَلَائِكَةِ: الملائكة موجودات من نور كالأرواح
مجردات عن المادة، يعبدون الله ليلاً ونهاراً وهم جنود الله الذين
يدبِّر بهم الأمور في العالم.
-
خَلِيفَةً:
خلق الله آدم وذريته وجعلهم خليفته في الأرض.
-
يَسْفِكُ
الدِّمَاءَ: يريق الدِّماء
المحرمة بالقتل كما فعلته الجن.
-
وَنُقَدِّسُ لَكَ: ننزهك عما لا يليق بك.
(31)
وَعَلَّمَ
آدَمَ
الْأََسْمَاءَ
كُلَّهَا: علَّمه جميع
أسماء المخلوقات.
(33)
مَا تُبْدُونَ:
ما تظهرون.
(34)
اسْجُدُواْ لِآدَمَ:
سجود تحية وتعظيم وتكريم لآدم لما في صلبه من نور محمد وأهل بيته،
وفي الواقع هو سجود طاعة وعبودية لله تعالی.
-
إِلاَّ إِبْلِيسَ: إبليس هو من جنس الجن الذي خلق من
النار، وما كان من جنس الملائكة، وقد شمله الخطاب في السَّجود
لأنَّه كان معهم يعبد الله آلاف السنين، ولما تكبَّر وعصی ربَّه
اصبح من المبعدين، وإبليس هو اسم علم للشيطان الذي وسوس لآدم.
(35)
اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ: هي جنّة
الدنيا في الأرض أو في السَّماء، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج
منها أبداً، وإنَّ جنَّة الخلد الموعودة هي نهاية مسير الإنسان كما
ورد ذلك في الروايات.
- رَغَداً: أكلاً واسعاً هنيئاً لا تعب فيه.
-
هَذِهِ الشَّجَرَةَ: المشهور أنَّها شجرة الحنطة، وإنّ نهي آدم عن
التقرب إليها لم يكن نهيا تحريمياً، بل كان ترك أولى، أو كان « نهياً
إرشادياً » لا نهياً مولوياً ولكن نظراً إلى مكانة آدم (عليه
السلام) ومرتبته عُدّ مخالفة هذا النهي أمراً خطيراً استوجب
تلك العقوبة والمؤآخذة من جانب الله تعالى.
(36)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ: أوقع آدم وحوَّاء (عليهما
السلام) في الزلل، فأكلا من الشجرة الممنوعة، وكلمة الشيطان:
بمعنی الخبيث والوضيع، والشيطان يطلق على كل موجود متمرد عاصٍ من
الإنس والجن.
(37)
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ
كَلِمَاتٍ: تلقَّی كلمات دعاء توسل بها إلى الله سبحانه.
والمعروف أنَّها الكلمات المذكورة في الآية 23 من سورة الأعراف:
قَالَا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
(38)
اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً: اخرجوا منها، قيل أراد
آدم وحوَّاء وذريتهما، وقيل أرادهما والشيطان.
(40)
يَا بَنِي إِسْرائِيلَ: يا أولاد يعقوب، وإسرائيل هو
يعقوب بن إسحاق (عليهما السلام)
وإنَّ « إسر » تعني العبد، و« ئيل » بمعنى الله، فيكون معنى إسرائيل
عبد الله.
(41)
وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي: لا تُحرِّفوا آيات
التوراة التي فيها صفة محمد (ص) بعرض يسير من الدنيا.
(44)
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ: ياعلماء اليهود
أتأمرون بالصَّدقات وأداء الأمانات و ...
(46)
الَّذِينَ يَظُنُّونَ:
يوقنون أنَّهم ملاقو ربِّهم.
(47)
عَلَى الْعَالَمِينَ:
عالمي زمانهم.
-
لاَ تَجْزِي نَفْسٌ: لا تدفع
عنها عذاباً قد استحقّته.
-
وَلاَ
يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ: أي: فدية.
(49)
يَسُومُونَكُمْ: يكلِّفونكم ويلزمونكم.
-
يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ:
يبقوهن أحياءً ليتَّخذوهُنَّ إماءً للخدمة.
(50)
فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ: فلقناه حتَّى صارت فيه
مسالك لكم تعبرون منها.
(51)
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً:
ليتلقَّى موسی (عليه السلام)
بعدها التوراة.
-
اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ:
جعلتموه إلهاً تعبدونه.
(53)
الْفُرْقَانَ: يفرق بين الحق والباطل.
(57)
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ: أي: السَّحاب حيث
كان يقيهم حرّ الشمس في التيه.
-
الْمَنَّ: مادة صمغية حلوة كالعسل تسقط على الشَّجر ولها
طعم حلو ممزوج بالحموضة.
- وَالسَّلْوَى: نوع من الطير يشبه الحمام
يعرف بالسَّماني يأتي علی شكل أسراب كبيرة.
(58)
هذِهِ
الْقَرْيَةَ: وهي أريحا من
بلاد الشام، وقيل بيت المقدس.
-
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً: أحد أبواب تلك القرية (بيت
المقدس) واشتهر بباب حطة.
- وَقُولُواْ
حِطَّةٌ: قولوا نسألك يا ربَّنا أن تحط وتسقط عنَّا
خطايانا.
(59)
فَبَدَّلَ الَّذِينَ
ظَلَمُواْ: قالوا مكان حطة
حنطة استهزاء، أو دخلوا الباب زاحفين غير منحنين.
-
رِجْزاً: عذاباً.
(60)
اثْنَتَا عَشْرَةَ
عَيْناً: بعدد قبائل بني
إسرائيل.
-
وَلاَ تَعْثَوْاْ:
لا تسعوا وتعتدوا.
(61)
بَقْلِهَا: ما تنبته الأرض من الخضر.
- قِثَّائِها:
نوع من الخيار.
- فُومِها: الحنطة وقيل الثوم.
-
اهْبِطُواْ مِصْراً: انزلوا
مصراً التي خرجتم منها، أو أي مصر من الأمصار.
-
وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ:
رجعوا.
(62)
وَالَّذِينَ
هَادُواْ: اليهود، وسموا بذلك
لأنَّهم من ولد يهودا بن يعقوب.
-
وَالنَّصَارَى: سموا بذلك لنصرهم المسيح أو لكونهم معه من
قرية تسمى الناصرة من بلاد الشَّام نزلتها مريم وعيسی (عليهما السلام)
بعد رجوعهما من مصر.
-
وَالصَّابِئِينَ: الصابئة تعني الخروج والانحراف من
الدِّين وتعني الغوص في الماء، وكانوا يدينون بدين سماوي ولكن
انحرفوا عن طريق الحق وأخذوا يقدِّسون الكواكب والنجوم وهم الآن في
قلَّة وانقراض، ويدَّعون أنَّهم علی دين يحيی (عليه
السلام) وتعاليمه ومنها غسل التعميد أو الغوص في الماء.
(63)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ:
المقصود من الميثاق هو نفس العهد الذي جاء في الآية (40) من هذه
السّورة وفي الآيتين (83 و84) أيضاً. ومواد هذا الميثاق عبارة عن:
توحيد الله، والإحسان إلى الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين،
والقول الصالح، وإقامة الصلاة، وأداء الزكاة، واجتناب سفك الدماء.
-
وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ: جبل الطور في سيناء
ارتفع فوق بني إسرائيل تخويفاً لهم لكي يؤمنوا بما جاء به موسی (عليه
السلام) من الألواح، أو رفع الجبل لإيجاد الظِّل عليهم.
(65)
اعْتَدَوْا
مِنْكُمْ
فِي
السَّبْتِ: حيث
تجاوزوا الحد واحتالوا لصيد السمك المنهي عنه في يوم السبت، فكانوا
يجعلونه في بركة يوم السبت ويصطادونه في يوم آخر.
- كُونُوا
قِرَدَةً خاسِئينَ: فمسخوا قردة مبعدين عن كل خير.
(66)
فَجَعَلْنَاهَا
نَكَالًا: جعلنا المسخة
التي أخزيناهم ولعنَّاهم بها عقوبة وعبرة لمن حضرها وشاهدها ولمن
بعدها أيضا.
(68)
لاَ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ: لا مسِّنة ولا صغيرة.
-
عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ: وسط بين
الصغيرة والكبيرة.
(69)
فَاقِعٌ لَوْنُهَا: حسنة الصفرة لا يشوبها لون آخر.
(71)
لاَ ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ: غير مذلَّلة لحرث
الأرض للزراعة.
- وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ:
ولا تعمل في النواعير لسقاية الأرض المهيأة للزراعة.
-
مُسَلَّمَةٌ: سليمة خالية من
العيوب.
- لاَ شِيَةَ فِيهَا: لا لون فيها غير الصفرة.
(72)
فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا: فاختلفتم وتخاصمتم في القتل.
(73)
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا: اضربوا بعض البقرة
بالمقتول كي يحيى ويخبركم بقاتله، وكان سبب القتل الحصول علی أموال
المقتول بالوراثة، وقيل إنَّ القاتل أراد الزَّواج من ابنة القتيل
فرفض ذلك.
(3)- جاء في معاني الأخبار عن
الصادق (عليه السلام): في
قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ
بِالْغَيْبِ ﴾، قال: من آمن بقيام القائم
(عليه السلام) أنه حق. وفي
المعاني عن الصادق (عليه السلام):
في قوله تعالى: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ
﴾ قال: ومما
علَّمناهم يبثون، وما علَّمناهم من القرآن يتلون
[54].
(26)- جاء في تفسير البرهان
عن الإمام الصادق (عليه السلام):
« إنّما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنّ البعوضة على صغر حجمها خلق
الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فأراد
الله سبحانه أن ينبّه بذلك المؤمنين على خلقه وعجيب صنعته »
[55].
(30)- جاء في تفسير العياشي
عن الصادق (عليه السلام)،
قال: « ما علمُ الملائكة بقولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك
الدماء، لولا أنَّهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك
الدماء ... »، يقول العلامة الطَّباطبائي: يمكن أن يشير بها إلى
دورة في الأرض سابقة على دورة بني آدم هذه كما وردت فيه الأخبار
[56].
(31)- جاء في تفسير العياشي
عن الفضيل بن العباس عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال سألته عن
قول الله سبحانه: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ ما هي؟ قال
(عليه السلام): « أسماء
الأودية والنبات والشجر والجبال من الأرض ».
وفي
المعاني، عن الصادق (عليه السلام):
إنَّ الله عزّ وجلّ علم آدم أسماء حججه كلها ثمَّ عرضهم وهم أرواح
على الملائكة فقال: ﴿ أَنْبِئُونِي
بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ﴾ أنَّكم أحق
بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم:
﴿
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا
إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
﴾ قال الله
تبارك وتعالى: ﴿ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ
بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأََسْمَائِهِمْ ﴾
وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره، فعلموا أنَّهم أحق بأن يكونوا خلفاء
الله في أرضه وحججه على بريته، ... »
[57].
(34)- جاء في عيون الأخبار عن
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه
السلام): « كان سجودهم للّه تعالى عبوديّة، ولآدم إكراماً
وطاعة، لكوننا في صلبه »
[58].
(35)- جاء في تفسير القمي عن
أبيه رفعه قال: سئل الصادق (عليه
السلام) عن جنة آدم أَمِنْ جنان الدنيا كانت أم من جنان
الآخرة؟ فقال (عليه السلام):
« كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان
الآخرة ما خرج منها أبداً ... »
[59].
(37)- جاء في الكافي في قوله:
﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ﴾
قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وروي ما يقرب من
ذلك من طرق أهل السنة أيضاً، كما روي في الدر المنثور عن النبي (ص) قال: « لما أذنب آدم
الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء فقال: أسألك بحق محمد إلا
غفرت لي فأوحى الله إليه، ومن محمد؟ قال: تبارك اسمك لما خلقتني
رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول
الله، فعلمت أنه ليس أحد عندك أعظم قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك
فأوحى الله إليه يا آدم إنَّه آخر النبيين من ذريتك ولولاه ما
خلقتك »
[60].
وفي رواية
عن الإمام محمّد بن علي الباقر
(عليه السلام) المقصود من الكلمات هذا الدعاء: « اللّهمّ لا
إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي، فاغفر لي إنّك
خير الغافرين ».« اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي
ظلمت نفسي، فارحمني إنّك خير الرّاحمين ». « اللّهمّ لا إله إلّا أنت
سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي، فتب عليّ إنّك أنت التّوّاب
الرّحيم »
[61].
(67)-
جاء في المعاني وتفسير العياشي عن البزنطي قال: سمعت الرضا (عليه
السلام) يقول: « إنَّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه
فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه،
فقالوا لموسى (عليه السلام): إنَّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً فأخبِرنا مَن قتله؟
قال موسى (عليه السلام): ائتوني ببقرة، ﴿ قَالُواْ
أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
﴾، ولو
أنَّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدَّدوا فشدَّد الله عليهم،
﴿ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا
مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ﴾، يعني لا صغيرة
ولا كبيرة ﴿ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾، ولو أنَّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن
شدَّدوا فشدَّد الله عليهم ﴿ قالُواْ ادْعُ
لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
﴾
ولو أنَّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شدَّدوا فشدَّد الله عليهم
﴿ قالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ
لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ
شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ
لاَ ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ
لاَ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾، فطلبوها
فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال لا أبيعها إلا بملء مسك
ذهباً، فجاؤوا إلى موسى (عليه السلام) وقالوا له ذلك، قال: إشتروها، فاشتروها وجاؤوا
بها فأمر بذبحها، ثم أمر أن يضربوا الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك
حيي المقتول وقال: يا رسول الله إنَّ ابن عمي قتلني، دون من أدعي
عليه قتلي، فعلموا بذلك قاتله، فقال لرسول الله موسى بعض أصحابه:
إن هذه البقرة لها نبأ، فقال: وما هو؟ قال: إنَّ فتى من بني إسرائيل
كان بارّاً بأبيه وأنَّه اشترى بيعاً فجاء إلى أبيه والأقاليد
تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال:
أحسنت، هذه البقرة فهي لك عوضاً مما فاتك، فقال له رسول الله موسى:
أنظر إلى البِّر ما بلغ بأهله »
[62].
[54]
الميزان في تفسير القرآن 1:
47، نقلاً عن معاني الأخبار.
[55]
الأمثل في تفسير كتاب الله
المنزل 1: 138، نقلاً عن تفسير البرهان.
[56]
الميزان في تفسير القرآن 1:
119، نقلاً عن تفسير العياشي.
[57]
الميزان في تفسير القرآن 1:
120، نقلاً عن معاني الأخبار.
[58]
الأمثل في تفسير كتاب الله
المنزل 1: 165، نقلاً عن عيون الأخبار.
[59]
الميزان في تفسير القرآن 1:
139، نقلاً عن تفسير القمي.
[60]
الميزان في تفسير القرآن 1:
148، نقلاً عن الكافي.
[61]
الأمثل في تفسير كتاب الله
المنزل 1: 176، نقلاً عن مجمع البيان.
[62]
الميزان في تفسير القرآن 1:
204، نقلاً عن معاني الأخبار.
أسئلة للمسابقة القرآنية
|
1- من
أيِّ شيء خلق الملائكة، وما هي وظيفتهم؟
2- هل كان
إبليس من الملائكة أم كان من الجن؟
3- سئل
الصادق (عليه السلام) عن جنة
آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة؟ فأجاب:
4- سئل
الصادق (عليه السلام)عن قوله
تعالی: ﴿ وَعَلَّمَ
آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ فأجاب:
5- ما هي
الكلمات التي تلقَّاها آدم من ربِّه فتاب عليه؟
|