البرامج القرآنية
تعمل على زيادة الوحدة الإسلامية
مع القارئ الشيخ رضا جمعة منصور حسن، من جمهورية مصر العربية، يحمل ليسانس آداب في اللغة العربية، وهو من مواليد قرية النخاس في محافظة الشرقية عام /1971م، متزوج وله 3 اولاد، جاء بدعوة من جمعية القرآن الكريم للمشاركة في الأمسيات القرآنيّة وقد أجريت معه هذه المقابلة.
س 1 ـ بداية حدّثنا عن علاقتك ومسيرتك واستئناسك بالقرآن الكريم؟ (المؤسّسة والمدينة، المدرّس) .
حفظت القرآن الكريم بفضل الله في المكتب المخصص لحفظ القرآن بقريتي وأنا في سن الخامسة من عمري وكنت أذهب الى المدرسة حتى انهيت حفظ القرآن الكريم على يد شيخي الشيخ حسين منصور رحمه الله.
س 2 ـ ما هو الباعث أو المشجّع الأساسيّ لانضمامك إلى مسيرة القرآن المباركة؟
المشجع أن جدي كان حافظاً للقرآن ومن مشاهير القراء وكان شقيقي الأكبر له دور كبير في ذلك فضلاً أني نشأت في أسرة قرآنية.
س 3 ـ ما هي التّخصّصات الّتي حصلت عليها خلال رحلتك مع القرآن الكريم؟
ليسانس آداب قسم اللغة العربية جامعة الزقازيق عام 1993.
دبلوم عام في التربية عام 2000م عضو بنقابة القراء المصرية وقارىء للسورة بوزارة الأوقاف.
س 4 ـ ما هي أهمّ النّشاطات القرآنيّة الّتي تقوم بها في حياتك؟
تعليم اولادي حفظ القرآن، القراءة في المحافل الدينية.
قراءة جزئين من القرآن كل يوم، الاطلاع ومتابعة أخبار الأمة الإسلامية.
س 5 ـ هل شاركت في مسابقات قرآنيّة محلّيّة أو دوليّة، وما هي النّتائج الّتي حقّقتها فيها؟
شاركت في المسابقة الدولية في سن الشباب والطفولة أما الآن الحمد لله السن لا يسمح بدخول مسابقات وقد دخلت مسابقة قراء السورة بوزارة الأوقاف وتم اعتمادي قارئاً للسورة وبدرجة ممتاز.
س 6 ـ ما هو مقدار حفظكم للقرآن الكريم؟
الحمد لله أحفظ القرآن كاملاً وبتقدير جيد.
س 7 ـ ما هي الطّريقة الّتي اتّبعتها في حفظ كتاب الله عزّ وجلّ؟
كنت أحفظ كل يوم عشرة أسطر وأقوم بكتابتها ثم بعد ذلك انتقل الى عشرة أسطر آخرى وكنت أقوم بتلاوة الماضي مع الجديد من الحفظ.
س 8 ـ برأيك ما هي مواصفات الحافظ النّموذجيّ؟
أن يكون ذا خلق يخشى الله تبارك وتعالى. اجتناب محارم الله.
مجالسة الصالحين تجنب الجلوس في الأماكن التي لا تليق بأهل القرآن أن يدرك للقرآن عزة فلا يحقر ما عظم الله تبارك وتعالى
س 9 ـ ما هي تجربتك الخاصّة في حفظ أو تعليم أو تلاوة القرآن الكريم وتعتقد أنّها مفيدة للآخرين؟ لو سمحت بشرحها لنا وللقرّاء الأعزّاء.
كنت أحفظ القرآن قراءة وكتابة وكنت أقرأ وأنا أكتب ما أقرأ ويجب على صاحب القرآن أن يجعل وقت فراغه كله قرآن وأن يكون دائم الاطلاع في كتب القراءات والتجويد.
س 10 ـ ما هو دور المسابقات القرآنيّة في إيجاد روح التّنافس لدى الشّباب في تلاوة القرآن؟
تمثل المسابقات القرآنية حافزاً لدى حافظ القرآن وقارئه حيث أنها تعطيه الفرصة ليعرف أين هو من حفظه للقرآن، وهل أصبح حافظاً حقاً وهل درجة حفظه ممتازة أم أن هناك بعض نقاط الضعف التي يجب تجنبها.
س 11 ـ برأيك ما هي الأمور الّتي يجب أن يتبّعها القرّاء للوصول إلى القمّة في التّلاوة؟
أن يداوم على قراءة القرآن،استغلال أوقات الفراغ، أن يكون لدى الفرد العزيمة لحفظ كتاب الله، أن يستمع الى العديد من المدارس القرآنية، الاستفادة من خبرات الآخرين، أن يكون لديه هدف يريد الوصول إليه.
س 12 ـ من هو القارئ المفضّل لديك والّذي تستمتع باستماع أو تقليد تلاوته؟ ولماذا؟
هناك العديد من القراء ولكن أخص منهم فضيلة الشيخ محمد الليثي رحمه الله وفضيلة الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ محمود علي البنا.
س 13 ـ برأيك ما هي المميّزات الّتي يجب أن يتحلّى بها معلّم أو مدرّس القرآن؟
أن يكون حافظ للقرآن ودارس لعلوم تجويده على دارسه بأحكامه.
أن يكون أميناً وحسن الخلق حيث أن ابناءنا أمانة وخاصة إذا كان الاطفال صغاراً.
س 14 ـ ما هي الأساليب التي يجب إتّباعها مع الأطفال لتنشئتهم تنشئة قرآنيّة؟
اولاً: تشجيعهم مادياً ومعنوياً الحرص على أخذ الأطفال الى الأمسيات والمحافل الدينية، ترغيبهم في حفظ القرآن عن طريق مكافأتهم.
س 15 ـ كيف يساعد التّدبّر في القرآن الكريم على تزكية النّفس الإنسانيّة؟
يُساعد إذا قرأنا القرآن بتدبر وإمعان فالقرآن هو الذي فك العقول من عقالها والنفوس من أسرها. دعنا الى النظر في النفس وما فيها من عجائب وغرائز وأسرار حيث قال تعالى ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ .
س 16 ـ ما هي الآية القرآنيّة الشّريفة الّتي كان لها تأثير عليك واستفدت منها عمليًّا في حياتك؟
﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ (1) . أي أن كل شيء من متاع في هذه الحياة زائل ليس له قيمة ولا يبقى غير تقوى الله والعمل الصالح.
س 17 ـ ماذا تفهم من قوله سبحانه: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ﴾ ؟
أي إذا فسدت إسرائيل في الأرض بنشر الظلم والطغيان وقتل النفس وأكل الربا وانتشار الفواحش ومخالفتهم لأمر الله عزّ وجل بعث الله تعالى عليهم عباداً أشد منهم قوة وبأساً فغصبوا أرضهم وشردوا أبناءهم كما فعل طالوت بجالوت وهذا وعد لله.
س 18 ـ من خلال عملكم القرآنيّ وتجربتكم كيف نفهم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه»؟
نفهم من ذلك أنه ينبغي على كل مسلم حافظ لكتاب الله عزَّ وجل أن يقوم بتعليم من حوله من إخوانه ومساعدتهم على حفظ كتاب الله عزَّ وجل حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «بلغوا عنّي ولو آية»
س 19 ـ ما هي الإرشادات لمجاميع القرّاء والمسابقات القرآنيّة الدّوليّة والمحلّيّة؟
على القارىء أن يعمل بالقرآن ويتخلق بأخلاقه، وأن يحرص على تعليم القرآن وتبليغ آياته للناس وأن يتعاهد القرآن مخافة نسيانه ويحفظ بطنه من أكل الحرام ولسانه عن لغو الكلام. وتشجيع المتسابقين في المسابقات مادياً ومعنوياً.
س 20 ـ ما هي البلدان الّتي زرتها للمشاركة في الأمسيات أو الحفلات القرآنيّة؟
باكستان 4 مرات - لبنان مرة واحدة - بريطانيا 4 مرات - السعودية 3 مرات.
س 22 ـ زُرتم لبنان بدعوة من جمعيّة القرآن الكريم للمشاركة في الأمسيات القرآنيّة، فحبّذا لو تحدّثنا عن تقييمك لآثار هذه الأمسيات لدى الشّباب والمجتمع الّذي يواجه العدوّ الصّهيونيّ وكيانه؟
حقيقة وجدنا شباباً لديهم عزيمة حقيقية لحفظ كتاب الله والسعي الدائم على تحصيل العلوم القرآنيَّة وخاصة أن عالمنا اليوم مليء بالكثير من الفتن وأشكر جمعية القرآن الكريم على المجهود الذي تبذله من أجل نشر كتاب الله.
س 23 ـ ما هو تأثير القرآن الكريم على العلاقات بين الدّول الإسلاميّة؟ وما هو رأيك بالنّشاطات القرآنيّة في لبنان ومدى انعكاسها على المستوى الدّوليّ؟
القرآن هو التشريع الخالد الذي تكفل بجميع ما يحتاج إليه البشر في أمور دينهم ودنياهم من عقائد وأخلاق وعبادات ومعاملات في السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية في السلم والحرب، أما النشاطات القرآنية بلبنان فهذه نشاطات محمودة حيث توثيق الصلة بين الشباب والقرآن ونشر الوعي والفكر المستنير بين شباب العالم الإسلامي.
س 24 ـ ما هو دور وسائل الإعلام في العالم الإسلاميّ لتغطية ونشر النّشاطات والثّقافة القرآنيّة؟
يجب ان تهتم وسائل الاعلام بنقل تلك المسابقات والأمسيات الدينية وتخصص برامج تعمل على حث الشباب على الإقبال على حفظ القرآن ونشر الوعي الديني ونشر الثقافة بين الشباب.
س 25 ـ كيف يمكن للبرامج القرآنية أن تساعد على تقديم الصّورة الحقيقيّة للإسلام أمام العالم؟
يقول الحق تبارك وتعالى ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ أي أن القرآن هو كتاب الهداية الى الطريق المستقيم والأخلاق الفاضلة التي نحن من أشد الحاجة إليها في هذه الأيام والتي من خلالها نوضح للعالم روح الاسلام وأخلاق المسلمين ومعاملاتهم مع الغير.
س 26 ـ كيف نستفيد من البرامج القرآنيّة لتقوية الوحدة الإسلاميّة بين المسلمين؟
البرامج القرآنية تعمل على زيادة الوحدة الاسلامية والتقريب بين أفراد المجتمع الواحد وكذلك المجتمعات التي تختلف في اللغة فنحن نجتمع في المحفل القرآني كل واحد يتكلم لغة مختلفة عن الآخر وعند قراءة القرآن يكون بلسان عربي مبين وهذا هو سر الوحدة.
س 27 ـ ما هو واجب ودور النّاشطين القرآنيّين في مواجهة ظاهرة الإرهاب في العالم الإسلاميّ؟
الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يكون الناشط ممن يعرف عنه حسن الخلق ولديه من الوسائل المقنعة للغير بأسلوب علمي وأن لا يكون لديه تعصب في حديثه وأن يكون بشوشاً متسامحاً طاهر النفس.
س 28 ـ ما هي نصيحتكم لحفّاظ وقرّاء القرآن الكريم ولمن لديه رغبة في حفظه وتلاوته؟
أن يتأمل القرآن ومعانيه وما فيه من أوامر في أثناء القراءة فإذا مر بتسبيح سبح وإذا مر باستغفار استغفر وأن يحسّن صوّته بالقرآن عند قراءته ويراعي في قراءته مراتب القراءة وتطبيق أحكام التلاوة ويُحافظ على ما تمَّ حفظه.
س 29 ـ نطلب منكم نصيحة للشّباب والمجتمع في لبنان ليصبحوا مجتمعًا عاملاً بالقرآن؟
أقدم للشباب في لبنان حديثاً شريفاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وأفشوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من المخاض في العقل».
فالقرآن الكريم هو كتاب الهداية الربانية الكبرى الذي نستمد منه نوراً يضيء لنا الطريق في الحياة فهو التشريع الخالد الذي تكفل بجميع ما تحتاج إليه البشر فعليكم بالقرآن وعلومه حتى تكونوا من عباد الله المخلصين (2) .
أشكر جمعية القرآن الكريم والسادة أصحاب الفضيلة القائمين عليها على ما يبذلونه من جهد كبير في سبيل نشر وتعليم القرآن على مستوى دولة لبنان والعالم الاسلامي ونسأل الله أن يكون هذا العمل خالص لوجهه الكريم وأن يكون القرآن شافعاً لنا يوم القيامة وأن يتقبل الله منا ومنهم صالح الأعمال.
(1) - سورة القصص ، الآية : 60.
(2) - أجرى الّلقاء مدير قسم العلاقات العامة الحاج عباس عساف.
|