أَصْدِقائي ...
لا كِتابَ تَحْلو رِفْقَتُهُ في أَوْقاتِ الْفَرَحِ وَالْحُزْنِ، وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، وَعِنْدَ طَلَبِ الْمَشورَةِ وَالْمَعونَةِ وَالدُّعاءِ، وَطَلَبِ الرَّحْمَةِ وَقَضاءِ الْحاجاتِ، مِثْلَ الْقُرْآنِ الْكَريمِ.
فَهُوَ أَنيسُنا في الْوَحْشَةِ، وَنَسْمَةُ أَرْواحِنا في الضّيقِ، وَجِسْرُها في الْعُبورِ إِلى الصَّفاءِ وَالسَّكينَةِ.
وَالْكَثيرونَ مِنّا عَوَّدوا أَنْفُسَهُمْ عَلى أَنْ تَكونَ لَها أَوْقاتٌ يَوْمِيَّةٌ عَلى ضِفافِ جَدْوَلِ السَّعادَةِ، في رِحابِ كَلامِ اللهِ الْعَظيمِ، وَهِيَ أَفْضَلُ الْعاداتِ، وَأَكْثَرُها فائِدَةً لِلنَّفْسِ الْإِنْسانِيَّةِ.
لِقِراءَةِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ فَضْلٌ عَظيمٌ، لا يَعْرِفُهُ إِلاّ مَنْ لَمَسَهُ، وَاسْتَضاءَ بِنورِهِ.
وَقَدْ أَعَدَّ اللهُ تَعالى لِعُشّاقِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ ثَوابًا أَعْظَمَ، وَأَجْرًا أَكْبَرَ في يَوْمِ الْقِيامَةِ، فَتِلاوَةُ كُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُروفِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ بِعَشْرِ حَسَناتٍ، وَكُلُّ آيَةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تَعالى تَرْفَعُ الْمُؤْمِنَ دَرَجَةً في يَوْمِ الْقِيامَةِ.
وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعالى في كِتابِهِ الْعَزيزِ فَضْلَ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ في عِدَّةِ آياتٍ، مِنْها:
1- تِلاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ سَبَبٌ لِلْإِيمانِ:
﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)﴾ البقرة.
2- تِلاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ سَبَبٌ لِزِيادَةِ إيمانِ الْمُؤْمِنينَ:
﴿... وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)﴾ الأنفال.
3- تِلاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ عِنْدَ اللهِ تَعالى تِجارَةٌ لا تَبورُ وَلا تَعْرِفُ الْخَسارَةَ:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)﴾ فاطر.
4- تِلاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ، تَجْعَلُ قَلْبَ الْعَبْدِ مَليئًا بِالْخَشْيَةِ مِنَ اللهِ تَعالى:
﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا(58)﴾ مريم.
5- تِلاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ تَزيدُ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ خُشوعًا وَخُضوعًا وَتَذَلُّلًا للهِ تَعالى:
﴿إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)﴾ الإسراء.
6- تِلاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَريمِ تَحْمِلُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْهُدى، وَالرَّحْمَةَ وَالْبِشارَةَ:
﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(89)﴾ النّحل.
فَلْنَجْعَلْ أَوْقاتَنا مَعْمورَةً بِكِتابِ اللهِ تَعالى، وَلْنَمْلَأْ سِلالَنا بِخَيْراتِ الْكَنْزِ الْمَوْجودِ في بُيوتِنا، فَنَكونَ مِمَّنْ نالوا حَظَّ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
|