العبادة في القرآن الكريم
يقول الله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ (1)
إذا راجعنا القرآن الكريم نجد مجموعة كبيرة من الأوامر العبادية سواء الاعتقادية كتوحيد الله سبحانه أم البدنية كالصلاة والصيام والحج والجهاد وغير ذلك من الأعمال التي تعد من العبادات.. ويكون القيام بها عبادة أيضاً.
ولا بد أن تكون هذه العبادة خالصة لله سبحانه وحده لأنه هو المالك الحقيقي للموجودات ومنها العباد فهي تحت تصرفه ومحتاجة إليه سبحانه ومرتبطة به في جميع شؤونها الوجودية.
يقول الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ (2) .
على ضوء ذلك يكون الإنسان بل وجميع الموجودات في عالم الخلق وحتى الكفار والمشركون عبيداً لله تعالى واقعاً وحقيقة وهي مسلمة وخاضعة أمام إرادة الله وقوانينه الحاكمة على الكون، يقول سبحانه:
﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ﴾ (3) . ومن هنا نفهم ويتوضح لنا عبودية الانسان التكوينية لله سبحانه..
ومن هذا الطريق يمكننا الوصول إلى معنى العبادة التشريعية ووجوب الطاعة لله سبحانه باعتبار أنه مالك لنا فله الحق في إصدار القوانين والتشريعات وعلى العباد أن يظهروا لله سبحانه غاية الخضوع ونهاية التذلل والعبودية، وأن يسلموا لأوامره ودساتيره تسليماً مطلقاً وخالصاً.
ومن هنا أن العبادة والخضوع والتذلل وإظهار العبودية لغير الله لا يجوز على الإطلاق كان من كان ذلك الغير وكان ما كان الشيء المعبود وبناءً على ذلك لا يليق غير الله سبحانه للعبادة والمعبودية ولا يستحقها سواه ولهذا كان جميع الأنبياء يدعون الناس إلى عبادة الله عزّ وجلّ الواحد وينهون عن عبادة غيره يقول الله سبحانه في هذا المجال: ﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴾ (4) .
إذاً فالعبادة من خلال الصلاة والحج وغير ذلك لو أتى بها لغير الله سبحانه كان شركاً أو حراماً وسنوضح ذلك من خلال الآيات القرآنية إن شاء الله تعالى.
مفهوم العبادة:
العبادة: الطاعة وهي غاية الخضوع والتذلل. ولذلك لا تحسن إلا لله تعالى الذي هو مولى أعظم النعم فهو لائق بغاية الشكر.
قال الحكماء: عبادة الله ثلاثة أنواع:
الأول: ما يجب على النفوس كالاعتقادات الصحيحة من العلم بتوحيد الله سبحانه وما يستحقه من الثناء والتمجيد والفكر فيما أفاضه الله سبحانه على العالم من جوده وحكمته ثم الاتساع في هذه المعارف..
الثاني: ما يجب على الأبدان كالصلاة والصيام والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته جل ذكره.
الثالث: ما يجب عند مشاركات الناس في المدن وهي المعاملات والمزارعات وتأدية الأمانات ونصح البعض للبعض بضروب المعاونات وجهاد الأعداء والذب عن الحريم.
والعبد الذي هو أيضاً مشتق من هذه المادة يطلق على من يكون مملوكاً للغير ينفذ أوامره ويبدي له غاية التسليم ويعطيه الحق في أن يتدخل في جميع شؤونه ويخضع أمامه غاية الخضوع ويتذلل له نهاية التذلل. ولهذه المناسبة يُطلق وصف العبد على الإنسان ويعتبر الجميع عبيد لله تعالى لأنهم جميعاً مملوكون لله سبحانه.
دعوة الأنبياء الى عبادة الله سبحانه:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ ﴾ (5) .
يعني بعثنا في كل جماعة وقرن رسولاً كما بعثناك يا محمد رسولاً إلى أمتك لتقول لهم اعبدوا الله سبحانه واجتنبوا عبادة الطاغوت أي الشيطان ويقول الله سبحانه في هذا السياق: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ ﴾ (6) .
وقال سبحانه: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ ﴾ (7) .
وقال عز وجل: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ ﴾ (8) .
وقال تبارك وتعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ (9) .
وقال عزَّ وجل: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ﴾ (10) .
العبادة غاية الخلق:
يقول الله سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ (11) . يعني لم أخلق الجن والانس إلا لعبادتي فإذا عبدوني استحقوا الثواب. فالله سبحانه لا تنفعه طاعة من اطاعه ولا تضره معصية من عصاه وإنما المستفيد والمتضرر هو المكلف.
دعوة أهل الكتاب الى عبادة الله سبحانه:
يقول الله سبحانه: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ (12) .
يقول المفسرون في ذيل تفسير هذه الآية إن ( عدي بن حاتم ) الذي كان نصرانياً ثم أسلم عندما سمع هذه الآية فهم من كلمة «أرباب» أن القرآن يقول إن أهل الكتاب يعبدون بعض علمائهم، فقال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كنا نعبدهم يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما كانوا يحلّون لكم ويحترمون فتأخذون بقولهم؟ فقال نعم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هو ذاك.
العبادة على حرف:
يقول الله سبحانه: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾ (13) . يعني على ضعف في العبادة كضعف القائم على حرف أي طرف حبل..ذكر أن الآية نزلت في جماعة كانوا يقدمون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة فكان أمرهم إذا صح جسمه ونتجت فرسه وولدت امرأته غلاماً وكثرت ماشيته رضي به واطمأن إليه وإن أصابه وجع في المدينة وولدت امرأته جارية قال ما أصبت في هذا الدين إلا شراً عن ابن عباس.
ضرورة استمرارية العبادة لله سبحانه:
يقول الله سبحانه: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾(14) . يعني إلى أن يأتيك الموت.. فقد أمر بالإقامة على العبادة أبداً ما دام حياً فإذا لقي الله سبحانه لقيه عابداً له لا لغيره.
الصلاة من أفضل العبادات:
يقول الله سبحانه: ﴿ قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ﴾ (15) . إن الإنسان المسلم يفرّغ نفسه كل يوم عدة مرات من الأعمال الدنيوية اليومية.. ويتوجه إلى ربه الكريم ويستمد منه العون والمدد فيتوضأ ويشتغل بالصلاة ويقيم اتصالاً مباشراً مع خالق الأرض والسماء ويكلمه ويتحدث اليه... ويقف في كمال الخضوع والتواضع بين يدي رب العالمين.
ويتوجه إليه بقلبه، ويظهر له العبودية، وينير فؤاده بذكر الله ويجليه من صدأ الغفلة والغفوة. وهناك آيات كثيرة تشير إلى أهمية وقيمة هذه العبادة الكبرى..
الصوم من العبادات الكبرى:
يقول الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (16) .
إن الصوم يحظى من بين العبادات الإسلامية بمكانة متميزة جداً وقد وردت حوله روايات عديدة منها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصائم في عبادة الله وإن كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً، هذه العبادة تتحقق بأن يمسك الإنسان عن الأكل والشرب وغيرها من المفطرات.. من طلوع الفجر إلى المغرب بقصد الصوم.
الحج أيضاً من العبادات الكبرى:
يقول الله سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ (17) . فالحج من الفرائض والواجبات الالهية التي عدّت من أركان الاسلام..
الإنفاق في سبيل الله سبحانه:
يقول الله عزَّ وجل: ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ (18) . لقد حث القرآن وأكد وبالغ في الدعوة إلى الإنفاق في سبيل الله عزَّ وجل وقد تكرر الطلب لذلك في أكثر من آية.
الزكاة:
يقول الله سبحانه: ﴿ وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ﴾ (19) . الله سبحانه يأمر الغني بدفع الزكاة لينتفع الفقير باليسير من ماله عن طيب خاطره أداءً لواجبه ورغبة بطلب المثوبة من ربه، والفقير يأخذها من غير مهانة ولا ذلة لأنه أخذ الحق الواجب من مالكه وخالقه، وفي ذلك غرس بذور المحبة بين الفقير والغني.
الإخلاص في العبادة:
يقول الله سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ (20)
يقول الله سبحانه للنبي قل للناس إنني جعلت صلاتي ومطلق عبادتي ومحياي ومماتي.. جعلتها كلها لله رب العالمين من غير أن أشرك به فيها أحداً. يستفاد من هذه الآية الشريفة عدة أمور من ضمنها وجوب الإخلاص في عبادة الله سبحانه.
عبادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
يقول الله عز وجل: ﴿ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ (21) . يعني ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب ولكن لتستعد به ولتنال الكرامة به في الدنيا والآخرة.. قال قتادة كان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم فأمره الله سبحانه بأن يخفف على نفسه.
وعن علي (عليه السلام) لما نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ (22) ، قام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلاً ويضع رجلاً فهبط عليه جبريل وقال: ﴿ طه ﴾ الأرض بقدميك يا محمد: ﴿ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ وأنزل ﴿ فَاقْرَؤُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾. وروي أنه: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند عائشة ليلتها فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبداً شكوراً.
التشريع للعبادة:
يقول الله سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ﴾ (23) . إن مصاديق العبادة وكيفيتها لا يعينها إلا الله عزَّ وجل والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يحق لأحد أن يشرّع أو يخترع من لدن نفسه عبادة، فكيف ومن أين يستطيع الانسان أن يعرف أي عمل يوجب التقرب الى الله سبحانه ويورث كمال النفس ويستوجب السعادة الأخروية؟ إنه لا طريق إلى مثل هذا الأمر إلا الاستفادة من هدايات الله تعالى وإرشادات النبي ولهذه الجهة يعتبر تشريع العبادة من غير هذا الطريق بدعة وحراماً.
والبدعة في الدين بمعنى جعل عبادة أو حكم من دون الاستناد إلى القرآن والسنة النبوية الشريفة ونسبته إلى الإسلام من المحرمات والمعاصي الكبيرة التي نهى عنها نهياً شديداً وقاطعاً قال (صلى الله عليه وآله وسلم): كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قصة الاعتدال في العبادة:
قال المفسرون جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فذكر الناس ووصف القيامة فَرَقَّ الناس، وبكوا واجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمعي... واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفرش ولا يأكلوا اللحم ولا الودك ولا يقربوا النساء، والطيب، ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا وهمّ بعضهم أن يجب مذاكره، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتى دار عثمان فلم يصادفه فقال لامرأته أم حكيم بنت أبي أمية: أحق ما بلغني عن زوجك وأصحابه؟ فكرهت أن تكذب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكرهت أن تبدي على زوجها فقالت: يا رسول الله إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فانصرف رسول الله فلما دخل عثمان أخبرته بذلك، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو وأصحابه فقال لهم: ألم أنبئكم أنكم أتفقتم على كذا وكذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لم أومر بذلك، ثم قال: إن لأنفسكم عليكم حقاً، فصوموا وافطروا وقوموا، وناموا فإني أقوم، وأنام، وأصوم، وأفطر وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني، ثم جمع الناس وخطبهم وقال: ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم، وشهوات الدنيا، أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهباناً فإنه ليس في ديني ترك اللحم، ولا النساء، ولا اتخاذ الصوامع وأن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتهم الجهاد، اعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً وحجوا واعتمروا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان واستقيموا يستقم لكم فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع فأنزل الله تعالى الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ (24).
عبادة الأحرار:
العبادة ثلاثة كما ورد وأفضلها هي عبادة الأحرار فعن علي (عليه السلام) قال: «إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلْعَبِيدِ وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ»(25).
اللهم وفقنا لعبادتك والالتزام بطاعتك وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين آمني رب العالمين (26) .
(1) - سورة الإسراء، الآية: 23.
(2) - سورة فاطر، الآية: 15.
(3) - سورة مريم، الآية:93.
(4) - سورة هود، الآية: 1 – 2.
(5) - سورة النحل، الآية: 36.
(6) - سورة الأعراف، الآية: 65.
(7) - سورة الأعراف، الآية: 73.
(8) - سورة الأعراف، الآية: 85.
(9) - سورة الأعراف، الآية: 59.
(10) - سورة العنكبوت، الآية: 16.
(11) - سورة الذاريات، الآية: 56.
(12) - سورة آل عمران، الآية: 64.
(13) - سورة الحج، الآية: 11.
(14) - سورة الحجر، الآية: 99.
(15) - سورة إبراهيم، الآية: 31.
(16) - سورة البقرة، الآية: 183.
(17) - سورة آل عمران، الآية: 97.
(18) - سورة البقرة، الآية: 261.
(19) - سورة البقرة، الآية: 43.
(20) - سورة الأنعام، الآيتان:162 – 163.
(21) - سورة طه، الآية: 1 -2.
(22) - سورة المزمل، الآية: 1 – 2.
(23) - سورة الأحزاب، الآية: 36.
(24) - سورة المائدة، الآيتان: 87 – 88.
(25) - نهج البلاغة: الحكمة:229.
(26) - مفاهيم قرآنيّة: (إعداد جمعية القرآن الكريم).
|