مجلة أريج القرآن، العدد الثاني والتسعون |
أريج القرآن
أريج القرآن، نشرة قرآنية دورية
العدد الثاني والتسعون : جمادي الآخر / 1437 هـ.ق.
|
|
|
عن الإمام العسكري (علیه السلام) - في قوله تعالى: ﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾ : أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو بالحروف المقطعة التي منها ألف، لام، ميم، وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم.
معاني الأخبار: ج١ ، ص٢٦.
|
« اجعلوا من تدريس القرآن بمختلف فنونه ديْدناً لكم، وهدفاً سامياً تبغونه »
|
« إنّ أصل تحقّق الجمهوريّة الإسلاميّة هو حقيقة واضحة من حقائق القرآن وهي خافية، في الغالب، رغم شدّة وضوحها. إنّها تجسيد للقرآن الكريم، ومن أكبر مصاديق العمل به »
|
« يقول الله في القرآن عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «ما أوذيَ نبيٌّ مثل ما أوذيت». يقول هذا مع أنه كما نؤمن نحن المسلمين أحبُّ الخلق إلى الله» .
|
يقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ... ﴾ سورة الممتحنة ، الآية: ١٠ .
قال ابن عباس صَالَح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحديبية مشركي مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده عليهم ومن أتى أهل مكة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو لهم ولم يردّوه عليه وكتبوا بذلك كتاباً وختموا عليه فجاءت سبيعة بنت الحرث الأسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحديبية فأقبل زوجها مسافر من بني مخزوم وقال مقاتل هو صيفي ابن الراهب في طلبها وكان كافراً فقال يا محمد اردد عليّ امرأتي فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا منا وهذه طينة الكتاب لم تجفّ بعد فنزلت الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ (1) .
قال ابن عباس امتحانهن أن يستحلفن ما خرجت من بغض زوج ولا رغبة عن أرض إلى أرض ولا التماس دنيا وما خرجت إلا حبّاً لله ولرسوله فاستحلفها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما خرجت بغضاً لزوجها ولا عشقاً لرجل منا وما خرجت إلا رغبة في الإسلام فحلفت بالله الذي لا إله إلا هو على ذلك فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردها عليه. فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرد من جاءه من الرجال ويحبس من جاءه من النساء إذا امتحنّ ويعطي أزواجهنّ مهورهن .
تفسير مجمع البيان: ٩-١٠، ص ٤١٠.
(1) - سورة الممتحنة ، الآية: ١٠.
|
سؤال: بما أن الآية وهي قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى للّمُتقين ﴾ ليست آخر الآيات القرآنية فلا يمكن أن يكون المقصود من الكتاب كل القرآن ، وإذا كان المقصود منه بعض القرآن وهو النازل لحين هذه الآية، فلا يكون فيه دلالة على نفي الريب عن كلّ القرآن ، فما هو المقصود منه؟
الجواب: يمكن أن يكون المقصود منه كلّ القرآن، حيث لا يشترط عند الإشارة إلى المندرج وجوده بتمام اجزائه بالفعل، كما تقول ـ قبل إكمال البناء ـ ((هذه العمارة محكمة)) إذا علمت أن العمال سيكملونها كذلك. وهناك رأي أن المقصود منه القرآن الكريم في اللوح المحفوظ، كما في قوله تعالى ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيم ﴾ ، والقرآن بوجوده المذكور موجود قبل تفصيل آياته ونزولها بالتدريج.
|
قال تعالى:﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (1) . أي ثوابهم على طاعاتهم واستقامتهم وصبرهم على شدائد الدنيا ولكثرته لا يمكن عده وحسابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال؛ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لأهل البلاء ميزان ولم ينشر لهم ديوان ثم تلا هذه الآية: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ » (2) . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في كتابه إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر، قال (عليه السلام): «قد قال الله تعالى: }يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة» (3) .
(1) - سورة الزمر ، الآية: ١٠ .
(2) - مجمع البيان: ج٨ ، ص٧٦٧ .
(3) - أمالي الطوسي: ج١ ، ص٢٥ .
|
القارئ والمدرِّس الإيراني وحيد خزاعي
س ١ـ حدِّثنا عن تجربتكم مع القرآن الكريم؟
ج١: أشكركم في البداية على هذا اللقاء، وتجربتي القرآنية اتجهت نحو التخصص في تلاوة القرآن بطريقة التحقيق، وأدرِّس تلاوة القرآن في المدارس أثناء العام الدراسي، ولكن ما يهمني أكثر من أي شيء آخر هو أن تكون حياتنا حياةً إلهية ونقية صافية.
س ٢ ـ ماذا تحفظ من كتاب الله عزَّ وجلّ؟
ج ٢: أنا أحفظ الآيات القرآنية بشكل موضوعي، وأحفظ الكثير من المقاطع التي أقرؤها في الاحتفالات والأمسيات القرآنية، وقد وفقني الله لحفظ الجزأين الأول والأخير وما زلت أتابع حفظ القرآن وأحاول أن أكمله في وقت قريب بإذن الله.
س٣ ـ كيف تقيّمون الأمسيات القرآنية التي شاركتم فيها في لبنان؟
ج٣: خلال زيارتي للبنان كنت أقرأ في الأمسيات القرآنية في كل يوم مرة أو مرتين، وبرأيي فإن هذه الأمسيات توجِد الإلفة أكثر بين الناس وتوحِّد بعضهم مع البعض الآخر وتجمعهم حول مائدة القرآن المباركة.
س ٤ ـ كيف وجدت حضور الجيل الشاب في الأمسيات القرآنية؟
ج٤: في الحقيقة أقول لكم إن إحدى الدوافع الكبيرة التي شجعتني كثيراً على التلاوة في الأمسيات القرآنية هو حضور الشباب اللبنانيين الغيارى، حيث أنني رأيت فيهم الأدب والعلم والإرادة ولهم الأثر الكبير في الحفاظ على مستقبل بلدهم لبنان العزيز، وأتمنى لكم ولهم السلامة والنصر.
س ٥ ـ ما هي نصيحتكم لقرّاء القرآن حتى يصبحوا قرّاءً مجيدين؟
ج٥: النقطة الأساسية التي يمكنني أن أقولها للإخوة القرّاء هي أن يتعلموا على يدي قارئ وأستاذ ذو علم وتجربة، وأن يتعرّف كل واحد منهم إلى قدراته وقابلياته، وبرأيي المتواضع وأهم من كل ذلك أن يكون القارئ قرآنياً ومتخلقاً بأخلاق القرآن.
|
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن الكريم
ليس الهدف من بعث الرسل هو سلب المسؤولية عن الناس وإلقائها على عاتق الأنبياء، كما كان يزعم البعض، فقد تطرق فريق من الناس فزعموا أن الرسول إنما يأتي ليكون مسؤولاً بدلاً عنهم، أو ليجبرهم على الهدى، أو حتى ليؤمِّن لهم عملياً كل وسائل السعادة. ولكن الله يفنِّد هذا الزعم قائلاً: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (1) .
فالهدف من بعث الرسل هو توفير وسيلة الأمان في النفوس وفي الواقع. فالذين يؤمنون بالرسل ويتبعونهم لا خوفٌ عليهم من المستقبل، مما يدل على وجود حالة السلام في أنفسهم، ولا هم يحزنون من الماضي مما يدل على وجود السلام في الواقع الخارجي حيث لا يصيبهم ما يحزنون بسببه لتمسكهم بمناهج الرسل.
إن الغاية من بعث الرسل هي: التبشير بحياة أفضل، والتحذير من الهلاك، حتى لا يقول الناس غداً: ربنا لِمَ لَمْ تبعث إلينا الرسل حتى لا نضل ولا نقع في الهلاك. إن هذا الهدف العقلاني لدليل على أنَّ الله قد بعث الرسل بالتأكيد، ثم لأن الله قادر على بعث الرسل، ولأنه سبحانه حكيم فهو لا يعذب البشر قبل أن يقطع عليهم الحجج، ويسوق إليهم الأعذار. قال الله تعالى: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ﴾ (2) .
(1) - سورة الأنعام ، الآية: ٤٨ .
(2) - سورة النساء ، الآية: ١٦٥.
|
سؤال: هل يشترط عند رمي أوراق الامتحانات المصحّحة في النفايات، أو عند إحراقها التأكّد من عدم وجود أسماء الله تعالى، والمعصومين (عليهم السلام) فيها؟ وهل رمي الأوراق التي لم يكتب على وجهها يعدّ إسرافاً أم لا؟
الجواب: لا يجب الفحص، وإذا لم يُحرز وجود اسم الله تعالى في الورقة، فلا إشكال في رميها مع النفايات، وأمّا الأوراق التي يكتب على قسم منها ويمكن الإنتفاع منها في الكتابة عليها، أو أمكن الاستفادة منها لصناعة الكارتون، ففي إحراقها ورميها شبهة التبذير ولا يخلو من إشكال.
سؤال: ما هي الأسماء المباركة المكتوبة التي يجب احترامها ويحرم مسّها بدون وضوء؟
الجواب: لا يجوز مسّ أسماء ذات الباري تعالى، وأسماء الصفات الخاصّة بالله المنّان بدون وضوء، والأحوط إلحاق أسماء الأنبياء العظام والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) بأسماء ذات الله المتعال في الحكم المذكور.
|
|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...﴾ سورة فاطر، الآية: ٣٢ .
تتقدم جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد في لبنان بالعزاء من صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومن الأمة الإسلامية جمعاء بارتحال نخبة من قرّاء القرآن الكريم الأجلاء وهم: شيخ القرّاء في لبنان القارئ الشيخ سلمان الخليل، والقارئ الكبير الشيخ راغب مصطفى غلوش من جمهورية مصر العربية، والقارئ الدولي الشيخ محمد رضا عباسي من الجمهورية الإسلامية في إيران، والقارئ أحمد عامر، الذين خسرنا بفقدهم مدارس جليلة من مدارس التلاوة والإبداع بعد أن قَضَوْا أعمارهم في خدمة القرآن، وتلَوْهُ حق تلاوته، ولهجت به ألسنتهم وأنفاسهم آناء الليل وأطراف النهار، وقدموا للمجتمع الإسلامي تلاوات تخشع لها القلوب وتتدبر فيها العقول.ونحن في جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد نسأل الله تعالى أن يعطيهم من رضوانه الأكبر، لتشملهم الرحمة والمغفرة والبركات، ويسكنهم في الغرفات آمنين، وأن يضاعف لهم الأجر الكريم، رحم الله قرّاءنا الأجلاء وأطال في عمر الباقين منهم، ونسأله تعالى أن يُخْلِف على المسلمين والمحبين لكتاب الله بالقرّاء المسارعين في الخيرات، الذين يتلون الآيات البينات الهادية إلى الصراط المستقيم.
|
|
|
|
|