نافذة من السماء، العدد العاشر |
|
السنة الثانية، العدد العاشر ، شهرا رمضان وشوال / 1434 هجري،
تموز وآب
2013 م
مجلة قرآنية تربوية تصدر عن جمعية القرآن الكريم للتوجيه
والإرشاد
|
يا أَنيسًا إِن شَكَتْ أَرْواحُنا الْجَفاءْ
|
وَكَوْكبًا لَمّا نأَى عَنْ أُفْقِنا الضِّياءْ
|
إِذا ظَمِئْنا أَنتَ في يَباسِنا الْغُيومْ
|
وَجَدْوَلٌ تَرَقْرَقَتْ في مَائِهِ السَّماءْ
|
.........
|
قُرْآنُنا أَنتَ النَّصيحُ مُصْلِحُ الْعُيوبْ
|
وَسَطُرُكَ الْبَديعُ مِنْهُ تُهْجَرُ الذُّنوبْ
|
إِن رُتِّلَتْ آياتُكَ الْخَضْراءُ فَالطُّيوبْ
|
في كُلِّ قَلْبٍ جَنَّةٌ يَزِّفُّها الرَّجاءْ |
......... |
اقْرَأْ، وَكانَ في حِراءَ الْموعِدُ الْجَميلْ |
وَأَوَّلُ الْكَلامِ في الصِّراطِ وَالدَّليلْ |
فَحَسْبُنا في دَرْبِنا الْقُرْآنُ وَالرَّسولْ |
وَآلُهُ مَلاذُنا إِذا دَنا الْبَلاءْ
|
|
|
|
أحبّائي الصّغار ..
نعودُ لنلتقي في شهر الضّياء الجميل، شهر السّماء مفتّحة الأبواب،
وأنهار الدّعاء المتدفّقة من قلوب المؤمنين نحو بحار العلاء ..
حيث يستقبل اللهُ تعالى صلواتنا وتلاواتنا وأدعيتنا بالرّضوان
والرّحمة والمغفرة، فنلوذ بالعملِ الدّؤوبِ، والكلامِ الجميل،
والإحسان إلى عباد الله تعالى لنجنِيَ قطاف أعمالنا في الدّنيا
حسنة وفي الآخرة خيرًا وزادًا ...
ولأنّنا سنتنافس في هذا الشّهر المبارك بتلاوة القرآن الكريم،
ندعوكم وندعو أنفسنا إلى أن نستفيد من التّلاوة بالفهم والتّدبّر،
والاستفسار عمّا يصعب علينا فهمه من معاني الكلمات، لنتمكّن من
تهذيب سلوكنا وتأديب أنفسنا بالأدب القرآنيّ الّذي يرضي الله
تعالى، ويملأ قلوبنا غبطة وبهجة وسكينة.
أعمالاً مقبولة نرجوها لكم، ودعاء مستجابًا .. وأيّامًا رمضانيّة
حافلة بالطّاعات، لنلتقي بكم في العيد السّعيد وأنتم في رعاية الله
تعالى ومغفرته ورضاه .. وكلّ عام وأنتم بخير ...
|
|
صديقي:
كُلّما ازداد
المؤمن تركيزًا في صلاته وتوجّه إلى الله تعالى بقلبٍ واعٍ لمعاني
الصّلاة، ازدادت صلته بالخالق، وكانت صلاته أقرب للقبول ودعاؤه
للاستجابة.
ومع أنّنا نصلّي خمسَ صلواتٍ خلال اليومِ، لكنَّنا نشعر بحاجتنا
إلى وقت آخر وصلاةٍ مختلفةٍ في وقتٍ يخلو فيه المؤمن بخالقه
العظيم، ويبثّه مكنونات نفسه ويشكو إليه همومه ويسأله الدّعاء من
قلب متفرّغ للعبادة، وروح واعيةٍ لمعاني الصّلاة.
ولعلّ أفضل الأوقات ملاءمة لهذه الفسحة الرّوحانيّة الجميلة هو ما
بين منتصف اللّيل إلى موعدِ صلاة الفجر، حيث ينام النّاس وتسكن
الأرض، ويسود الهدوء والطّمأنينة.
إنّها صلاة اللّيل الّتي تهيّئ للمصلّي زادًا من السّكينة، يبعثها
في نفسه شعوره بالقرب من الله تعالى، والأنس بمناجاته بعيدًا عن
كلّ هموم الدّنيا وأعبائها.
وقد حثّ الله تعالى المؤمنين على هذه الصّلاة، ووعدهم بجزاء جميل
عليها في آيات قرآنيّة كريمة عديدةٍ، منها قوله تعالى:
﴿
لَيْسُواْ سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ
يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
(114) ﴾
سورة آل عمران.
فمن صفات المصلّين والسّاجدين في اللّيل أنّهم يتمتّعون بنور
الإيمان الّذي يظهر في وجوههم وأعمالهم وسلوكيّاتهم الخيّرة
والصّلاح من قولهم وفعلهم.
هدانا الله وإيّاك صديقي إلى أداء صلاة اللّيل خلال شهر رمضان
المبارك حيث يتضاعف الأجر، وتصفو النّفس وتتهيّأ لأفضل مناجاة
وتقرّب من الله تعالى.
ولا تنسنا والمجاهدين من صالح دعواتك.
|
|
أصدقائي:
قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث شهير: " إنّي تارك فيكم
الثّقلَيْن: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى
يَرِدا علَيَّ الحوض، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا
(1) ".
هكذا يكون آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع القرآن
الكريم منذ نزوله على الرّسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
حتّى يوم القيامة ليكونا معًا.
فلماذا قرن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آل بيته (عليهم
السّلام) بالقرآن الكريم؟
ماذا قال الله تعالى عن القرآن الكريم؟ وهل هي صفاتٌ مطابقةٌ
لصفاتِ آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما يجعلهما
معًا إلى يوم الحساب؟
قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)
﴾
سورة البقرة
﴿
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ ... (185)
﴾
سورة البقرة
﴿
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي
هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)
﴾
سورة الإسراء
هذا بعضٌ من كلام القرآن الكريم، فمن هم الّذين آمنوا؟
عن ابن عبّاس أنّه لمّا نزلت هذه الآية: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ
هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
﴾
سورة البيّنة، قال رسول
الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): " هم أنت يا عليّ وشيعتك، تأتي
أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين، وتأتي أعداؤك غضابًا
مقحمين". الصّواعق/ لابن حجر.
ولقد بيّن القرآن الكريم هذه المنزلة لآل بيت رسول الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) من خلال الآيات الّتي تحدّثت عن التّطهير،
والمباهلة والوفاء بالنّذر وغيرها. حتّى قال رسول الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم): " ما أنزل الله آيةً فيها: يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ، إلاّ وعليّ رأسها وأميرها".
فكيف لا يقترن أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) بالقرآن الكريم،
ويكون معه دليلًا للمسلمين، وهاديًا إلى الصّراط المستقيم؟!
(1) -
سنن
النّبيّ الأكرم (ص) - مجلّد 65 - ج ص 18
|
|
|
كان ذو نواس ملكًا يهوديًا من ملوك حِمْيَر، ولـمّا عرف أنّ في
نجران قومًا يدينون بالمسيحيّة، قرّر أن يقود جيوشه إليهم ويجبرهم
على اعتناق اليهوديّة.
﴿
قُتِلَ أَصْحَابُ
الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ
عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ
بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلَّا أَن
يُؤْمِنُواْ بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)
﴾
البروج
-
المعاون : وماذا إنْ أبى النّاس ترْك
المسيحيّة يا مولاي؟
- الملك : سيعتنقون دياتنا رغمًا عن
أنوفهم.
- قائد الجيش : أيّها النّاس! لقد
علم جلالة الملك بأنّكم تدينون بالمسيحيّة.
- قائد الجيش :
وإنّنا نرى أنّكم على ضلال وإنّ الدّين اليهوديّ الّذي نؤمن به هو
ما يجب أن تتّبعوه.
- الرجل : لكنّنا آمنّا وصدّقنا بدين
عيسى بن مريم!
- قائد
الجيش : وعليكم أن
تعودوا عن هذا الدّين.
- الرجل :
فإن لم نفعل!
|
|
-
قائد الجيش :
سيكون الموت مصير من يرفض أمر مَلْكِنا!
-
الملك :
احفروا أخدودًا عظيمًا واجمعوا الحطب.
- الملك : أشعلوا النّار في الحطب.
- الملك :
اقتلوا من يصرّ على مسيحيّته بالسّيف وألقوه في هذا الخندق!
- ﴿
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ
ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ
عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا
نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُواْ بِاللهِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ (8)
﴾ |
|
يصادف يوم الخامس
عشر من شهر رمضان المبارك ذكرى مولد السّبط الأكبر الإمام الحسن بن
عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام) وبهذه المناسبة العطرة نتقدّم
من المؤمنين جميعًا بأحرّ التّهاني والتّبريكات.
ولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) في العام الثّالث من
الهجرة النّبويّة الشّريفة بالمدينة المنوّرة ونشأ في حِجْر جدِّه
الرّسول الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورضع من لبن
الإيمان من أمّه فاطمة الزّهراء البتول (عليها السّلام) بنت
الرّسول، وتربّى على يد أبيه عليّ المرتضى (عليه السّلام) ربيب
الوحي والرّسالة.
وقد اشتهرَ هذا الإمام الهمام - شأنه شأن جدّه المصطفى (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) وأبيه المرتضى (عليه السّلام) وأمّه الزّهراء
(عليها السّلام) وجدّته خديجة الكبرى (عليها السّلام) - بالكرم
والجود حيث أنفق أمواله ثلاث مرّات في سبيل الله زاهدًا في الدّنيا
غير راغب فيها، وكيف لا يكون هكذا وقد غذّته أَكُفُّ سيّد
المرسلين، ورضع من ثدي الإيمان وفطم بالإسلام فطاب حيًّا وطاب
شهيدًا.
وقد أمر النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمجرّد ولادة سبطه
الأكبر بذبح شاة وحلق رأسه، ووزّع على قدر وزن شعره (ذهبًا) على
الفقراء، وطيّبه بالمسك والعنبر وأطلق عليه اسم الحسن ولقّبه بأبي
محمّد.
وكان النّبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يبدي حبًّا عظيمًا
وحنانًا كثيرًا على حفيدَيْه الإمامَيْن الهمامَيْن الحسن والحسين
(عليهما السّلام)، وكان يكرمهما ويبجّلهما أمام الملأ من النّاس
ويشيد بهما وبأبيهما وأمّهما (عليهم السّلام)، حيث نزلت الآية
الشّريفة: ﴿
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
(33)
﴾
سورة الأحزاب
وكان عمر الإمام الحسن (عليه السّلام) بعد رحيل جدّه المصطفى (صلّى
الله عليه وآله وسلّم) وأمّه الزّهراء (عليها السّلام) سبعة أعوام.
ترعرع بعدها على يد أبيه الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)
حتّى استشهاده، فتولّى إمامة المسلمين إلى أن دسَّ له معاوية بن
أبي سفيان السُّم فقتله على يد زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس
الكندي، بعد أن خدعها بتزويجها ولده يزيد، إلا أنّه خذلها بذريعة
أنّها قتلت ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكيف لا
تقتل ولده، وقد دفن الإمام الحسن (عليه السّلام) في مقبرة البقيع
بالمدينة المنوّرة.
من زهد وورع الإمام الحسن (عليه السّلام) أنّه حجّ بيت الله الحرام
25 مرّة راجلاً تضرّعًا لله سبحانه وتعالى، وكان يبكي بكاءً شديدًا
كلّما ذكر الموت أو القبر، ويغمى عليه من خشية الله ويجود بنفسه
إذا وقف للصّلاة.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا.
|
|
﴿
ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ
الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن
بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ
لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(69)
﴾
النحل
|
|
-
فاطمة : لقد تحسّنت يا جدّتي مع أنّك
لم تشربي دواء!
-
الجدة :
تناولت الدّواء الّذي أحضرته لي بنفسك.
-
فاطمة :
أنا أحضرت لك دواء للأنفلونزا؟
-
الجدة :
نعم ... والآن ستضعين لي ملعقة منه في كوب الشّاي ..
-
فاطمة :
العسل؟!!
- الجدة :
نعم ... إنّ في العسل ما يشبه المضاد الحيويّ الّذي يقتل الجراثيم
والفطريّات.
- فاطمة :
من اخترع هذا الدّواء يا جدّتي؟
- الجدة
: إنّه دواء من وحي الله علّمه للنّحل ومنحنا إياه .
- الجدة
: ﴿
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى
النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ
الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ
الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن
بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ
لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(69)
﴾
- فاطمة :
الحمد لله ربّ العالمين. |
|
|
قاتل المسلمون وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه
السلام) بشجاعة يوم أحد حتى انتصروا على المشركين. لكنّ المسلمين
لم يلتزموا بما أمرهم رسول الله (ص) وانطلقوا ليجمعوا الغنائم. أما
أمير المؤمنين عليّ (ع) فكان يبحث عن رسول الله (ص).
-
الإمام علي (ع) : لقد كنت أمام رسول
الله أضرب بسيفي فأين هو؟
- الإمام علي (ع) : ما كان رسول الله
(ص) ليفرّ .. وهو ليس بين الشّهداء ..
- الإمام علي (ع) : هل يمكن أنّ الله
قد رفعه إلى السّماء؟!
- الإمام علي (ع) : لأُقاتلنّ عنه
بسيفي هذا حتّى أُقتَل ..
- الإمام علي (ع) : بأبي وأمّي يا
رسول الله .
-
الرسول (ص) : ما صنع النّاس يا عليّ؟
-
الإمام علي (ع) : لقد ولّوا الدّبر
من العدوّ وأسلموك ...
|
|
-
الرسول (ص) : ما لك لم تلحق ببني
أبيك؟
- الإمام علي (ع) : يا رسول الله
أأكفر بعد إيماني؟ إنّ لي بك أسوة!
- الرسول (ص) : اكفني هؤلاء ..
- الرسول (ص) : أما تسمع يا عليّ
مديحك في السماء؟ إنّ ملكاَ يقال له رضوان ينادي لا سيف إلا ذو
الفقار ولا فتى إلا عليّ.
- الإمام علي (ع) : أرأيت كيف فاتتني
الشّهادة يا رسول الله؟
- الرسول (ص) : إنّها من ورائك
يا عليّ! |
|
|
|
-
الوزير (1) : منذ الأمس لم أستطع
النّوم ما حدث أمر غريب فعلاً.
- الوزير (1) : أهلاً وسهلاً بإخوتي
وأحبّائي الوزراء.
- الوزير (2) : ما أشهى هذه المائدة!
- الوزير (3) : أراك لست على ما يرام
يا تمليخا.
- الوزير (1) : ثمّة أمر يشغل بالي.
-
الوزير (4) : احكِ لنا لعلّ لدينا
تفسيراً إذ يمكننا مساعدتك.
-
الوزير (1) : هذه اللّيلة لم أتمكّن
من النّوم ..
-
الوزير (1) : إنّ اضطّراب الملك
وخوفه جعلني أنصرف عن تصديقه أنّه إله!
-
أحد الوزراء : من رفع السّماء؟ ومن
أجرى الشّمس والقمر؟ من خلق الأرض وخلقنا؟ لا يمكن أن يكون الملك
دقيانوس!
|
|
-
الوزير (1) : إنّ للكون صانعاً
ومدبّرًا .. هو ملك الملوك وجبّار السّماوات وليس دقيانوس.
- الوزير (5) : بك هدانا الله من
الضّلالة إلى الهدى فأشر علينا يا تمليخا.
- الوزير (1) : إتبعوني سأبيع ما
لديّ من تمر ونخرج معًا من المدينة.
- الوزير (3) : بكم بعت التّمر يا
تمليخا؟
- الوزير (1) : إنّها ثلاثة آلاف
درهم.
- الوزير (2) : ستكفينا إن شاء
الله. |
|
-
الوزير (1) : لقد قطعنا ثلاثة أميال
ما رأيكم لو نترك الخيول هنا؟
- الوزير (2) : هذا أفضل لعلّ الله
يجعل لنا من أمرنا فرجًا ومخرجًا.
- الوزير (5) : سمعًا وطاعة.
- الوزير (1) : أيّها الراعي هل لديك
ما نشربه من ماء أو لبن؟
- الراعي : عندي ما تريدون ولكن
أرى وجوهكم وجوه ملوك وأظنّكم هاربين من الملك دقيانوس؟!
- الوزير (1) : هل نخبرك
بالصّدق، فلا تؤذينا؟
- الراعي : أعاهدكم على ذلك.
يتبع
|
|
|
أصدقائي ...
في شهر رمضان المبارك تصادف ذكرى وفاة أبي طالب (عليه السّلام) عمّ
رسول الله الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ووفاةِ زوجته
ومولاتنا أمّ المؤمنين السّيّدة خديجة (عليها السّلام) بعد حياة
قضياها في خدمة رسالة الإسلام، وقد أدّيا ما عليهما في جميع
الظّروف الصّعبة بقوّة وصبر وإيمان.
نحن نعرف أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وُلِدَ يتيم
الأب، فكفله جدّه عبد المطّلب بضع سنواتٍ ليوصي بكفالته عمّه أبا
طالب (عليه السّلام)، الّذي ورث سيادة قريش عن أبيه عبد المطّلب،
فكان نِعْمَ الكفيل، إذ كان يؤثره على أولاده، وكذلك كانت تفعل
زوجته فاطمة بنت أسد الّتي كانت تقدّم له الطّعام قبل أولادها،
حتّى نسي آلام اليتم ولم يعرف الإحساس بالغربة بين أبناء عمّه، بل
تعلّق بهم وأحبّهم وكانوا أوّل مَنْ آمن به عندما بعثه الله تعالى
نبيًّا، ووقفوا إلى جانبه، ومنهم الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه
السّلام) الّذي بلغ من حبّه لرسول الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) أن فداه بنفسه وبات في فراشه في القصّة الشّهيرة.
وقد ذكّر الله تعالى نبيّه الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في
سورة الضّحى بأنّه هو مَنْ آواه مِن يُتمه وهداه وأغناه، فقد قدّر
له أن يعيش في كفالة عمّه العطوف أبي طالب وهو يتيم، ثمّ قدّر له
أن يلتقي بالسّيّدة الطّاهرة خديجة (عليها السّلام) الّتي كانت من
أشرف وأغنى نساء قريش، فأحبّته حبًّا جمًّا، وبذلت كلّ مالِها في
خدمة الإسلام، وكانت خلال حصار بني هاشم صاحبة اليد البيضاء الّتي
لم تقصّر في شراء الطّعام وإيصاله لبني هاشم رغم غلاء سعره وصعوبة
توفيره في تلك الفترة العصيبة.
وما زال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتذكّر مواقف عمّه
العظيمة، ومنها يوم كان طفلًا صغيرًا يتعلّق بثوبه ويطلب منه أن
يصحبه معه في رحلاته خارج مكّة، فيؤثره أبو طالب (عليه السّلام)
على أولاده ويحمله معه أينما حلّ، حتّى إذا شبّ وعلم مكانته وفضله،
ازداد خوفًا عليه، فكان يأمر أولاده بالوقوف خلفه في صلواته
ومواقفه والدّفاع عنه في كلّ وقت، وظلّ على هذه الحال حتّى وفاته،
إذ اجتمع حوله بنو عبد المطّلب ليعودوه، فقال لهم: " لن تزالوا
بخير ما سمعتم من محمّد، واتّبعتم أمره، فاتّبعوه وأعينوه تُرشدوا
.."
(1)
.
أمّا خديجة (عليها السّلام) الّتي أحبّت رسول الله (صلّى الله عليه
وآله وسلّم) حبًّا كبيرًا، فقد كانت أوّل النّساء إيمانًا به
وتصديقًا له، وقد وقفت إلى جانبه في كلّ مصاعب الدّعوة، وضحّت بكلّ
ما تملك من مال، وأنجبت له الأولاد، وكانت مولاتنا الزّهراء (عليها
السّلام) آخرهم وأصغرهم. وبقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) يذكرها بخير حتّى وفاته ..
توفّي أبو طالب والسّيّدة خديجة (عليهما السّلام) في شهر رمضان من
السّنة العاشرة للمبعث النّبويّ الشّريف، وأطلق رسول الله (صلّى
الله عليه وآله وسلّم) على هذا العام اسم: عام الحزن، لما لاقاه من
فقدان أحبّ النّاس على قلبه الشّريف.
(1) -
الغدير للأميني ج 7 ص 367
|
|
|
|
-
حسين :
أنت تكثر من قراءة سورة القدر يا حسن!
- حسن : إن فضل قراءة هذه
السّورة كبير في شهر رمضان يا أخي، وفي هذه الّليلة.
- حسين :
سأقرؤها أنا أيضًا.
- حسن : هل تعرف معنى كلمة "
الْقَدْرِ " يا حسين؟
- حسين : قدرُ الشّيء يعني ما يساويه
ويعادله دون زيادة أو نقصان.
- حسن : هذا صحيح وهل تعلم قدرَ هذه
الّليلة؟
- حسين : تقصد ليلة القدر؟
- حسن : نعم ..
- حسين : ولقد ورد في السّورة
أنّها خيرٌ من ألف شهر.
- حسن : لأنّ الله سبحانه باركها
ولأنّ الملائكة تتنزّل فيها.
- حسين : فلنقرأها معًا.
- حسين وحسن :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
﴾
|
صديقي:
وأنت تتلو القرآن
الكريم، قد يلتقي حرفان متقاربان ومتشابهان في اللّفظ مثل: اللّام
والرّاء أو القاف والكاف، فإذا كان الأوّل منهما ساكنًا والثّاني
متحرّكًا وجب عليك أن تُدغم السّاكن في المتحرّك ليصيرا حرفًا
واحدًا مشدّدًا.
أمثلة:
1- إدغام القاف
السّاكنة في الكاف، مثل:
﴿
أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ
﴾
وهذا هو المثل الوحيد في القرآن الكريم لهذه الحال، ويجوز لك أيضًا
أن تُبقي على صفة التّفخيم للقاف وهو ما يسمّى بالإدغام النّاقص
﴿
نَخْلُقكُّمْ
﴾
.
2- اللّام
السّاكنة في الرّاء، مثل:
﴿
وقُل رَّبِّ ارْحمهُما
﴾
.
- ملاحظة: يشترط أن تكون القاف قبل
الكاف، واللّام قبل الرّاء.
أمثلة توضحية :
الآية |
الحكم |
اللفظ مجودا |
الشرح |
وقُلْ رَبِّ
زِدْني عِلْمًا
|
إدغام
متقاربين
|
وقُرَّبِّ |
إدغام اللّام
في الرّاء وهما حرفان متقاربان |
بَلْ
رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ |
إدغام
متقاربين |
بَرَّفَعَهُ |
إدغام اللّام
في الرّاء وهما حرفان متقاربان |
نَخْلُقْكُمْ |
إدغام
متقاربين |
نَخْلُقكُّم |
إدغام القاف
في الكاف وهما حرفان متقاربان |
|
|
بعدَ
ثَمانية أعوامٍ من هجرةِ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
لمكّة المكرّمة، وإقامته في المدينة المنوّرة، اشتدّ الإسلام قوّة،
وازداد أتباعه عددًا واستعدادًا لفداء دينهم بكلّ ما لديهم.
كان الإمام علي (عليه السّلام) قائد جيوش المسلمين في كلّ المعارك،
البطل المغوار الّذي يهابه أعداء المسلمين جميعًا.
في ذلك العام نقضت قريش عهدًا كانت قد عاهدته لرسول الله (صلّى
الله عليه وآل وسلّم) ويجنّبها الحرب، بالاعتداء على بني خزاعة
الّذين دخلوا في الإسلام وصاروا من أَحْلاف رسول الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم).
كان ذلك الحدث سببًا ليأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
بتجهيز جيوش المسلمين الّتي بلغ عدد مقاتليها عشرة آلاف مقاتل خلال
الأيّام العشرة الأولى من شهر رمضان.
ثُمَّ انطلقتِ الجيوش نحو مكّة المكرّمة، فدخلتها بدون حرب، ووصل
رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الكعبة الشّريفة، حيث
كبّر فيها وكبّر معه المسلمون جميعًا، وكان في البيتِ الحرامِ
ثلاثمئة وستّون صنمًا، فأمر بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) فأُلقِيَت كلّها لوجوهها، وكان على البيت صنم طويلٌ يُقال
له: هُبَل، فنظر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى عليّ
بن أبي طالب (عليه السّلام) وقال له: " يا عليّ تركب (تصعد) أو
أركب عليك لألقي هُبَل عن ظهر الكعبة؟ "، فقال الإمام عليّ (عليه
السّلام): " يا رسول الله، بل تركبني "، فلمّا جلس رسول الله (صلّى
الله عليه وآله وسلّم) على ظهر أمير المؤمنين (عليه السّلام) لم
يستطع تحمّل وزنه لثقل الرّسالة، فقال له: " يا رسول الله، بل
أركبك"، فضحك ونزل وطأطأ ظهره ليصعد عليه الإمام عليّ (عليه
السّلام)، فألقى الصّنم الّذي كان من نحاس ومثبّتًا بالأرض بحبال
من حديد. فأنزل الله تعالى:
﴿
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ... (81)
﴾
سورة الإسراء (1) .
ثمّ دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى داخل الكعبة
الشّريفة وأمر بمحو الصّور الّتي ترتبط بعهود الوثنيّة وعبادة
الأصنام، بل إنّه قام بمحو بعضها بيده الشّريفة. وخرج بعد ذلك
يقول:" الحمد لله الّذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ".
وبذلك بدأ الإسلام عهدًا جديدًا، بتلاوة رسول الله (صلّى الله عليه
وآله وسلّم) الآية التّالية على النّاس:
﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ
اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
﴾
سورة الحجرات
في ذلك الوقت كان أهل مكّة يرتعدون خوفًا من أن ينتقم منهم رسول
الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعدائهم القديم للإسلام، لكنّه
سألهم: "ماذا ترون إنّي فاعل بكم؟ "، فقالوا له: " أخٌ كريم وابن
أخٍ كريمٍ، وقد قدرت وأصبح أمرنا بيدك! ".
فقال لهم: " إنّي أقول لكم ما قاله أخي يوسف لإخوته: لا تثريب
عليكم، اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الرّاحمين، اذهبوا فأنتم
الطّلقاء ".
كانت تلك هي الأخلاق المحمّديّة الأصيلة، الّتي لا تعرف الحقد
والضّغينة، وتسامح وتغفر حتّى لأشدّ النّاس عداوةً وأذًى.
(1) -
عليّ من المهد إلى اللّحد (القزويني) ص186
|
|
لقب عامِ فقدَ
فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمّه أبي طالب وزوجته
خديجة ، مؤلف من ثمانية أحرف :
الأحرف:
1+7+3= بمعنى قرّر.
3+4+5= بمعنى نقود
3+6+2= بمهنى أزال ومسح
8+4+3= بمعنى غفا
1+2+3= بمعنى سبح
|
|
أكمل : أختار الكلمة الصحيحة وأدونها في الفراغ :
(الباطل ، أتقاكم، فأغنى، الحقّ ، شعوباً فآوى، ذكرِ هوى)
- قل جاء .... وزهق .....
- يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من .... وأنثى وجعلناكم ......
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عن الله ......
- ألم يجدك يتيماً .... ووجدك ضالاً ....... وجدك عائلاً
...............
|
أضع إشارة (صح) أو (خطأ) مقابل كل جملة :
- تحدث القرآن الكريم عن فائدة عسل النحل في شفاء بعض الأمراض .
- صلاة الليل واجبة.
- شارك الإمام علي (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) في تحطيم الأصنام يوم فتح مكة.
- ورد ذكر صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان في القرآن الكريم .
|
|
مغامرات
|
|
|
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ
لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)
﴾
لقمان
أم هادي
: ثوب جميل جداً.
هدى : ستغار مني كلّ صديقاتي.
صديقة هدى : تعالي والعبي معنا يا
هدى.
هدى : لا أريد أن ألعب.
هدى :
يطلبن مني أن أشاركهن اللعب كي أوسّخ ثوبي !!
هدى : آه !!
أم هادي
: لقد اتسخ ثوبي بسبب غيره الفتيات .
هدى : لا بأس . بدّلي ثوبك بثوب آخر
..
هادي :
كوني متواضعة ولطيفة كي لا تخسري صديقاتك
﴿
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا
تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ
مُخْتَالٍ فَخُورٍ
﴾
...
|
|
|
|
|