أريج القرآن، نشرة قرآنية شهرية

العدد الثاني: شهر ذو القعدة/1428 هـ.ق

قال أمير المؤمنين (ع)

واعلموا أنّه شافعً مشفَّعٌ، وقائلٌ مُصَدَّقٌ، وأنَّهُ من شَفَعَ له القرآنُ يوم القيامة شُفِّعَ فيه، ومَنْ مَحَلَ به القرآن يوم القيامةِ صُدِّقَ عليه، فإنَّهُ يُنادي مُنادٍ يوم القيامةِ: ألا إنَّ كلَّ حارثٍ مبتلى في حرثِهِ وعاقبةَ عملِهِ غير حَرَثَةِ القرآن، فكونوا من حرثتِهِ وأتباعه..

نهج البلاغة – الخطبة /176.

لا يوجد أفضل من القرآن ولا مدرسة أسمى من مدرسة القرآن، فالقرآن هو الوحيد الذي يوصلنا إلى الأهداف السامية.

عندما تتحكّم الثقافة القرآنية في جميع فئات المجتمع، سينبعث النور من هذا المجتمع إلى جميع أنحاء العالم.

لتكن الأولوية في أعمالنا الثقافية هي في التركيز على القرآن.

قصة آية

 القرية الخاوية
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة / (٢٥٩).

٭ الآية الكريمة تتحدث عن المعاد والحياة بعد الموت وهي من الشواهد الحية على مسألة البعث، وتشير الى حكاية رجل سافر على حماره ومعه طعام وشراب، فمرَّ بقرية قد تهدَّمت وتحوّلت الى أنقاض تتخلّلها عظام أهاليها النخرة وإذ رأى هذا المشهد المروِّع قائلاً:
كيف يقدر الله على إحياء هؤلاء الأموات؟
لم يكن التساؤل من باب الشك والانكار، بل كان من باب التعجب والدهشة، إذ أن القرائن في الآية تدل على أنه كان أحد الأنبياء، وقد تحدث الله إليه، والأحاديث المروية عن أهل البيت (ع) تؤيد هذا المعنى..
عند ذلك أماته الله مدة مائة سنة، ثم أحياه مرة أخرى وسأله، كم تظن أنك بقيت في هذه الصحراء؟

فقال وهو يحسب أنه بقي ساعات معدودة: يوماً أو أقل، فخاطبه الله بقوله بل بقيت هنا مائة سنة، انظر كيف أن طعامك وشرابك طوال هذه المدة لم يصبه أي تغير بإذن الله، ولكن لكي تؤمن بأنك قد أمضيت مائة سنة كاملة هنا انظر الى حمارك الذي تلاشى ولم يبق منه شيء بموجب نواميس الطبيعة، بخلاف طعامك وشرابك، ثم انظر كيف أننا نجمع أعضاءه ونحييه مرة أخرى. فعندما رأى هذه الأمور أمامه قال: «أعلم أن الله على كل شيء قدير» أي: إنني الآن على يقين بعد أن رأيت البعث بصورة شاخصة أمامي.

وهذا النبي الذي تحدثت عنه هذه الآية هو «العزير» كما ورد في حديث عن الامام الصادق (ع).

معجم المفسرين

اسم التفسير: مخزن العرفان في تفسير القرآن.
اسم المفسر: هي السيدة نصرت بنت السيد محمد علي أمين، كانت من كبار علماء الشيعة وفقهائها.

تفردت إصفهان في إيران من بين البلاد الإسلامية بأن فيها سيدة انصرفت الى العلوم الإسلامية انصرافاً كاملاً حتى بلغت درجة الاجتهاد ونالت إجازته.

ولدت صاحبة التفسير في اصفهان سنة 1313 هـ وكان والدها من كبار تجار إصفهان، فنشأت في اسرة عُرفت في التدين، قد درست اول الأمر في كتاتيب اصفهان مع لدّاتها وكان سنّها حين بدأت التعلم أربع سنين، ثم درست القرآن واللغة الفارسية وشيئاً من آدابها، ثم علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبيان، ثم تابعت دراسة الفقه والأصول والمنطق والحكمة والفلسفة طيلة خمسة عشر عاماً، بلغت في نهايتها درجة الاجتهاد.

٭ لها مؤلفات عدة في الأخلاق والأحكام الفقهية وتفسير لأربعين حديث منقول عن طريق الكليني صاحب الكافي.
٭ وتفسيرها يُعد تفسيراً موجزاً، شاملاً لجميع آيات القرآن، يقع في 15 مجلداً، نهجت فيه المنهج البياني والتحليلي وهو من التفاسير العرفانية والفلسفية الذي يهتم بذكر المباحث الاشارية والقواعد العقلية، مع العناية بالجهة التربوية والاهتمام بذكر المأثورات الواردة عن النبي (ص) ولهذا لم تُعنَ بمشكلات الاعراب والقراءات، ولا بمشكلات اللغة عموماً.

طبع هذا التفسير باللغة الفارسية الطبعة الأولى في اصفهان، والطبعة الثانية في طهران من قبل حركة النساء المسلمات. توفيت هذه العارفة والفقيهة ومفسرة القرآن في شهر رمضان المبارك سنة 1403هـ في مدينة اصفهان ودُفنت فيها، ومزارها معروف هناك.

أشهر القرّاء المبدعين

ينتسب الشيخ محمد صديق المنشاوي الى أسرة وهبت أبنائها للقرآن ابتداءً من كبيرهم والده الشيخ صدِّيق المنشاوي.
امتدت حياة – المترجم له – 49 عاماً منذ خروجه للحياة في محافظة سوهاج بلدة – المنشاه / في مصر - في الأسبوع الثالث من كانون الثاني عام 1920م، وحتى رحيله بالقاهرة في الأسبوع الثالث من حزيران عام 1969، وما بين مولده ورحيله حفظ الشيخ محمد صدِّيق المنشاوي القرآن في كُتّاب القرية في سن مبكرة على يد الشيخ محمد النمكي بعد أن بدأ حفظه على يد والده الشيخ صدِّيق المنشاوي، وحفظ الشيخ الصغير القرآن كاملاً قبل أن يبلغ الحادية عشرة من عمره.
حرص محمد صدِّيق المنشاوي على مرافقة والده وعمه في رحلاتهما لإحياء ليالي الذكر الحكيم في سوهاج وخارج سوهاج قبل أن يُعتمد في الاذاعة المصرية عام 1953م ويُسجِّل لها ما يزيد على مائة وخمسين تسجيلاً إضافة الى ختمة قرآنية كاملة سجلها لإذاعة القرآن الكريم بصوته الرخيم الذي يُحلّق بالمستمع في آفاق عذبة عامرة بالمعاني ومفعمة بالأحاسيس القرآنية الرائعة.
وشيخنا المنشاوي يتميز بأدائه الجميل والحزين الذي يختلف كثيراً عن نخبة من القراء المصريين وغيرهم في العالم الاسلامي، وهذا الأداء المصحوب بالخشوع والحزن والرخامة يأتي تجسيداً وانطلاقاً من قول الرسول الأعظم (ص): (إقرؤوا القرآن بالحزن، فإنه نزل بالحزن).

حوارات أهل القرآن

الحافظ اللبناني نوح مرعي

٭ 1- نود أن نُعرِّف القرّاء الكرام ببطاقة هوية الحافظ نوح مرعي؟
ج: إسمي نوح علي مرعي.
عمري: اثنتا عشرة سنة.
بلدتي: البقاع الغربي / مشغرة.
مدرستي: ثانوية الشهيد محمد بجيجي.
مرحلتي الدراسية: الصف السابع الأساسي.
معلمتي في دورة الحفظ: الحاجة غالية مرعي (والدتي).

٭ 2- متى بدأت بحفظ القرآن الكريم؟
ج :بدأت بحفظ القرآن الكريم منذ ثلاث سنوات من خلال دورة خاصة قامت بها جمعية القرآن الكريم.

٭ 3- كيف حفظت القرآن الكريم وما هي الطريقة التي سلكتها في هذا المجال؟
ج: كنت أجزّء الصفحة الى 3 أجزاء واقرأ كل جزء 3 مرات ثم رابعاً أقرؤها غيباً هكذا الى نهاية الصفحة فحصلت على النعمة الإلهية الكبرى بحفظ كامل القرآن الكريم، اما وقت متابعتي للحفظ فكان بعد دوام المدرسة بمعدل يومين في الأسبوع حصتين في اليوم الواحد.

٭ 4- ما هي الدوافع التي دفعتك الى حفظ كتاب الله المجيد؟
ج: الذي دفعني لحفظ كتاب الله المجيد أولاً سماعي الدائم لآيات القرآن من والدي الذي كان يدعونا لقراءة القرآن خمس عشرة دقيقة يومياً قبل النوم، وثانياً بتشجيع من جمعية القرآن الكريم أدامها الله فوجدت لدي رغبة شديدة لهذا النهج القويم.

٭ 5- ما هو رأيك بمشروع الحفـظ الذي اعتمدته جمعية القرآن الكريم؟ وهل لديك ملاحظات حول هذا المشروع؟
ج: إن مشروع الحفظ الذي اعتمدته جمعية القرآن الكريم هو الأفضل والانجح لجيل الناشئة حيث تقوده الى أرقى درجات العلم الإلهي وأتمنى على الجمعية أن تستقطب اكبر عدد من الذين يرغبون في حفظ القرآن الكريم.

٭ س: هل يجب السجود عند سماع آية السجدة أو استماعها من آلة التسجيل غير المباشرة؟
ج: نعم يجب السجود عند الاستماع ولو كان من آلة التسجيل.

٭ س: ما هو حكم درج أسماء الأنبياء (عليهم السلام) والآيات القرآنية في الصحف مع احتمال احتراقها أو وقوعها تحت اليد او القدم؟
ج: لا مانع شرعاً من كتابة آيات القرآن الكريم وأسماء المعصومين (عليهم السلام) في الصحف والمجلات وغيرها، ولكن يجب الاجتناب عن هتكها وتنجيسها، وعن مسها بلا طهارة.

آية وتفسير

- قال تعالى: {قُلْ كُلٌّ يعملُ على شاكِلَتِهِ، فربُكُّم أعلمُ بمن هو أهدى سبيلاً} سورة الاسراء / الآية 84.

٭ التفسير:
الشاكِلة: هي كل عادة وطريقة ومذهب وأُسلوب يعطي للانسان إتجاهاً مُعيّناً.
لذا فإن العادات والصّفات التي يكتسبها الانسان بتكرار الأعمال اختيارياً وإرادياً، وكذلك الاعتقادات التي يقتنع بها ويعتمدها بسبب الاستدلال أو التعصب لرأي معين، إنّما يطلق عليها كُلها تعبير «شاكلة».
وفي بعض الروايات تم تفسير «الشاكلة» بأنها النية فقد ورد عن الامام الصادق (ع)، قوله:
(النية أفضل من العمل، ألا وإنَّ النية هي العمل، ثم تلا قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يعملُ على شاكِلَتِهِ} يعني على نيته).
والنية شرط لقبول الأعمال، وما يترتب على ذلك من آثار أُخروية حيث ورد أن الناس يُحشرون على نيّاتهم يوم القيامة، عن رسول الله (ص) انه قال: (إن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة).
فالمراد من الآية الكريمة هو الاحاطة الكلية من قبل الله سبحانه لعباده، فليعملوا ما بدا لهم فهو المحيط بأعمالهم وبنياتهم وسيجازيهم بما عملوا ولا يظلم ربك أحداً.

أخبار قرآنية

٭ فيما يلي خلاصة أعمال جمعية القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك. أقيمت الأمسيات القرآنية بمشاركة القراء والحفاظ الدوليين والمميزين اللبنانيين من القرّاء والحفاظ.
1- عدد الأمسيات: 37 أمسية، عدد الحضور: 12540 نفر.
2- عدد الحفلات الصباحية: 12 حفلة عدد الحضور: 3435 نفر.
3 – البرنامج التلفزيوني (الم): 5 حلقات.
4- لقاءات إذاعية مختلفة: 10 لقاءات.
5- لقاءات اعلامية / قناة الكوثر: 9 لقاءات.
6- لقاءات إعلامية / قناة المنار: 29 لقاءً.
7- اختبار وتكريم الدفعة الأولى ممن أكملوا حفظ القرآن الكريم.
٭ في أجواء شهر رمضان المبارك وفي ظل الضيافة الإلهية للمؤمنين تم تشكيل لجنة مركزية في جمعية القرآن الكريم لاختبار الطلاب الذي أكملوا حفظ القرآن في لبنان البالغ عددهم اثنا عشر حافظاً من منطقتي الجنوب الأولى والثانية (صور والنبطية) على وجه الخصوص.