أريج القرآن، نشرة قرآنية شهرية

العدد الثاني عشر: شهر رمضان /1429 هـ.ق

عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله (ع) قال:

قلت له: جعلت فداك إنّي أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأه على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل، أما علمت أنّ النّظر في المصحف عبادة.

أصول الكافي: ج 2/ص578.

القرآن هو الدعاء النازل كما أن الدعاء هو القرآن الصّاعد.

بانتشار دورات تعليم القرآن يصبح المجتمع مستنيراً بنور القرآن.

نتوجّه في البداية إليكم وإلى جميع المسلمين في العالم بالتّهنئة والتّبريك بمناسبة حلول شهر الله، شهر ضيافة الله شهر الصّيام والقيام والجهاد والقرآن والدّعاء والعبادة والإنابة والتّوبة شهر رمضان المبارك.

قصة آية

يقول سبحانه: «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ». هود/ 114

روي أنّ عليّا (ع) أقبل على النّاس فقال: أيّ آية في كتاب الله أرجى عندكم. فقال بعضهم: «إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ» إلخ. فقال: حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: «وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ» إلخ. قال: حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} إلخ. قال: حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً} إلخ. قال: حسنة وليست إيّاها قال ثمّ أحجم النّاس فقال: ما لكم يا معشر المسلمين. فقالوا: لا والله ما عندنا شيء. قال (ع): سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول: أرجى آية في كتاب الله: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} إلى آخرها، والّذي بعثني بالحقّ بشيرًا ونذيرًا إنّ أحدكم ليقوم في وضوئه فيتساقط عن جوارحه الذّنوب فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أمّه فإن أصاب شيئًا بين الصّلاتين كان له مثل ذلك حتّى عدّ الصّلوات الخمس ثمّ قال: يا عليّ إنّما منزلة الصّلوات الخمس لأمّتي كنهر جار على باب أحدكم فما يظنّ أحدكم لو كان في جسده درن ثمّ اغتسل في ذلك النّهر خمس مرّات أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصّلوات الخمس لأمّتي.

كنز العرفان:ج1/ص73.

أشهر القرّاء المبدعين

القارئ الشّيخ سيّد متولي عبد العال

ولد القارئ الشّيخ سيّد متولي بقرية الفرادنة بمحافظة الشّرقيّة عام 1947م، وكانت أمّه قد دعت الله عزّ وجلّ بأن يرزقها ولدًا لتهبه لحفظ القرآن الكريم وقد استجاب سبحانه لها، أخذه والده إلى الشّيخة "مريم السّيّد رزيق" التي ستقوم بتلقينه الآيات والذّكر الحكيم، وجدت الشّيخة فيه علامات النّبوغ ومؤشّرات الموهبة فانصبّ اهتمامها عليه وعاملته معاملة مميّزة. يقول: "...لولا الشّيخة مريم وفضلها عليّ ما استطعت أن أحفظ القرآن بهذا الإتقان"... ولأنّها كفيفة اعتبرت عملها رسالة ودعوة إلى الله وكانت تردّد لنا قول النّبي (ص): "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه".
ثمّ أخذه والده إلى الشّيخ الصّاوي فعلمه أحكام التّجويد برواية حفص عن عاصم.. كما أنّه تعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشّيخ طه الوكيل.
لمّا بلغ العشرين عامًا ذاع صيته في كلّ المحافظات المجاورة لمحافظة الشّرقيّة، وقد كان متمتّعًا بأحبال صوتيّة قويّة جدًا وطول في النّفس بغير شهيق، وصوت عريض جميل وقدرة على التّلوين وفهمه لمعاني كلمات القرآن.
سافر إلى الكثير من الدّول العربيّة والأفريقيّة والاسلاميّة - منها لبنان وإيران - لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك، له تسجيلات تذاع بالأردن وإيران ولبنان من قبل جمعية القرآن الكريم وبعض دول الخليج.
استضافته جمعيّة القرآن الكريم في لبنان، وكان حضوره مميّزًا في الأمسيات القرآنيّة في كافّة المناطق اللبنانيّة خلال السّنوات الماضية.

حوارات أهل القرآن

الاسم: فاطمة كامل حمد حافظة لكامل القرآن الكريم، وقد تميزت بالفطنة وقوة الارادة والذكاء.

س 1: بداية نود ان نعرّف القرّاء الكرام ببطاقة هويتكم الشخصية.
عمري: 17 سنة.
بلدتي: عيترون.
مدرستي: ثانوية بنت جبيل الرسمية، في الصف الثالث ثانوي.
معلمتي: الأخت الحاجة عبير السيد مشرفة علی حفظي من قبل جمعية القرآن الكريم.

س 2: ما هي الطريقة التي اتبعتها في حفظ كتاب الله عزّ وجل؟
ج: أقسّم الصفحة ثلاثة أقسام ثم أكرّر كل قسم ثلاث مرّات وعند إتمام حفظ الصفحة أعيدها كاملة مرتين.

س 3: أنت من أهل الجنوب الأبيّ وتعيشين على مقربة من الشّريط الحدوديّ مع فلسطين المحتلة، وبما أنّك من حفظة القرآن الكريم وقد مرّت عليك حرب تمّوز 2006م، فما هي أهم ذكرياتك عن تلك الأيّام، وهل كان لنفس حفظ القرآن دور وأثر فيها؟
ج: بقيت في منطقتي حتى منتصف الحرب. وكنت أقرأ القرآن دائمًا بين أهلي وأقربائي. ولاسيّما حين وقوع مجزرة عيترون. كنت أساهم في رفع معنويّات النّاس واقوّي روحيّتهم من خلال آيات النّصر وآيات الصّبر، وبفضل القرآن وحفظه ما عرفت الخوف والقلق، بل كان عندي يقين بنصر الله تعالى.

س 4: هل لوالديك دور مؤثر في حفظك للقرآن الكريم؟ وهل ساعداك في الحفظ والمتابعة والاشراف؟
ج: نعم فهما يهتمّان بالتسميع لي ويوفّران الوقت والجو المناسبين لهذا المشروع.

س 5: ما هي الكلمة التي توجهينها الى محبي حفظ القرآن الكريم؟ وبماذا تنصحينهم؟
ج: أنصحهم أن يشاركوا في حلقات الحفظ وأن يكون عملهم خالصاً لوجه الله عزّ وجلّ ليتمكنوا من أن يكونوا أنصاراً للحجة المهدي (عج).

س 6: ما هو طموحك بعد حفظك للقرآن الكريم ؟ وما هو هدفك في المستقبل؟
ج: أطمح في أن أصبح مدرّسة للقرآن الكريم وأهدف الى التخصص في مجال العلوم القرآنية للتعرّف أكثر على اسرار هذا الكتاب العزيز.

الجواب: باسمه تعالى، نعم يجب السّجود على المستمع.

سؤال: كيف نصلّي صلاة العيدين؟

الجواب: صلاة العيدين ركعتان فيها تسعة قنوتات، ففي الرّكعة الأولى يقرأ الحمد وسورة، ثمّ يكبّر خمس تكبيرات يقنت بعد كل تكبيرة، وبعد الإتيان بالقنوت الخامس يكبّر ويهوي إلى الرّكوع ثمّ يسجد السّجدتين وفي الرّكعة الثّانية أربع تكبيرات يقنت بعد كلّ تكبيرة، وبعد الإتيان بالقنوت الرّابع يكبّر ويهوي إلى الرّكوع ثمّ يسجد السّجدتين ثمّ يتشهّد ويسلم.

آية وتفسير

يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. البقرة/ 183

تناولت هذه الآية واحدة من أهمّ العبادات التّربويّة، ولمّا كانت هذه العبادة مقرونة بالمعاناة والصّبر على ترك اللذائذ المادّيّة، وخاصّة في فصل الصّيف، فإنّ الآية طرحت موضوع الصّوم بأسلوب رائع، لتهيّئ روح الإنسان لقبول هذا الحكم حيث تقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وهو نداء يشحذ الهمم، ويرفع معنويّات الإنسان، وفيه لذّة قال عنها الإمام الصّادق (ع): «لذّة ما في النّداء أزال تعب العبادة والعناء».
ثمّ بيّن سبحانه أنّ الصّوم فريضة كتبت أيضًا على الأمم السّابقة، وأنّ فلسفة الصّوم والهدف منه هو تربية روح التّقوى في الإنسان من جميع الأبعاد والجهات.
فعن رسول الله (ص) أنّه سئل عن طريق مجابهة الشّيطان، قال: «الصّوم يسوّد وجهه، والصّدقة تكسر ظهره، والحبّ في الله والمواظبة على العمل الصّالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه».

أخبار قرآنية

 في رحاب شهر رمضان المبارك، شهر الله عزّ وجلّ وفي ضيافته، شهر ربيع القرآن، أقامت جمعيّة القرآن الكريم والوحدة الثقافيّة سلسلة من الأمسيات والحفلات القرآنيّة في المساجد والقاعات العامّة بمشاركة نخبة من القرّاء والحفّاظ ومنشدي التّواشيح الدّينيّة الدّوليّين من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وجمهوريّة مصر العربيّة، والمملكة العربيّة السّعوديّة، ولبنان.

بحول الله وقوّته أجرت جمعيّة القرآن الكريم 45 دورة قرآنيّة تخصّصيّة في صيف هذا العام أفرادها من كافّة المناطق اللبنانيّة في المجالات التّالية:
إعداد مدرّس: للقرآن الكريم لأساليب الحفظ للصّوت والنّغم ولمفاهيم وتفسير القرآن الكريم، للتّحكيم في المسابقات القرآنيّة، ودورات تجويد متوسّطة وعالي، وكان مجموع المشاركين أكثر من 680 مشاركًا.

شاركت جمعيّة القرآن في المسابقات القرآنيّة التي أقيمت في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بمشاركة 77 دولة إسلاميّة وعربيّة وغيرها، وقد نال مرشحها فضيلة الشّيخ علي صالح المرتبة الثانية في القراءة، والأخ عثمان النّجدي العاشر في مسابقة حفظ كامل القرآن الكريم.