عائلة قرآنية حافظة للقرآن
والصّلاة والسّلام على رسول الله محمّد وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين، ممّا ورد عن رسول الله(ص) أنّه قال: حقّ الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأن يؤدّبه وأن يعلّمه القرآن، من هذا المنطلق نحن أمام عائلة قرآنيّة بكلّ ما للكلمة من معنى حيث أنّنا أمام أحد الأخوة الأعزّاء الإيرانيّين الذي درّس أبناءه القرآن الكريم وحفّظهم إيّاه، فله بنت وولدان حفظوا كامل القرآن الكريم، وهو زار لبنان بدعوة من جمعيّة القرآن الكريم لإحياء الأمسيات والاحتفالات القرآنيّة الّتي تقيمها لمناسبة المولد النّبويّ الشّريف، مجلّة هدى القرآن التقَتْه مع ولدَيْه الحافظَيْن علي رضا وعلي أصغر وكان لنا معهم هذا الّلقاء.
س1: الوالد: في البداية نرحّب بكم في لبنان ونطلب منكم التّعريف عن نفسكم.
ج: شكرًا لكم، أنا حسن سيفي والد لثلاثة حفّاظ للقرآن الكريم أتينا من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وأشكر الله تعالى الّذي أعطاني هذا التّوفيق.
س2: الوالد: كيف كانت بدايتكم مع هذا التّوفيق الإلهيّ ليكون أولادكم حفّاظًا للقرآن؟
ج: أوّلاً أنا مدّاح لأهل البيت (عليهم السلام) وأشارك في الاحتفالات القرآنيّة وأحبّ كثيرًا تلك المشاركات، وكنت أتمنّى لو يسلك أبنائي هذا الطّريق، ويتعلّموا التّلاوة الصّحيحة بالحدّ الأدنى، وبتوفيق الله تعالى صرت آخذهم لحضور الأمسيات القرآنيّة والاحتفالات الدّينيّة وصار النّاس يشجّعونهم وبعد ذلك هم تعلّقوا وأحبّوا تلك المجالس فأرسلتهم الى مؤسّسة قرآنيّة للأطفال «مهد كودك» وأوّل مَنْ أرسلته منهم كان علي أصغر وهو أصغر أولادي، هناك رأينا أنّ لديه قدرات واستعدادات جيّدة على حفظ قصار السّور. فحبّ القرآن نمى لديهم شيئًا فشيئًا من المدرسة ومن المنزل والتحق الابن الثّاني علي رضا وتبعته بنتي الكبيرة زهراء وبدأوا بحفظ القرآن، وبلطف الله تعالى وبالتّوسّل بالمعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) وبالاستمرار لمدّة ثلاث سنوات استطاع أبنائي حفظ كامل القرآن الكريم.
س3: علي أصغر: سنبدأ مع علي أصغر لأنّه بدأ بحفظ القرآن أوّلاً: ماذا تحدّثنا عن بداية ذهابك إلى «مهد كودك».
ج: بسم الله الرّحمن الرّحيم: أنا علي أصغر سيفي حافظ للقرآن الكريم، عمري 11 سنة. في البداية ذهبت إلى مؤسّسة «مهد كودك” وبعد التّشجيع الّذي لاقيته من معلّميَّ ووالديّ تعلّمت تلاوة قصار السّور وحفظتها وبحمد الله وبالاعتماد على الله ونفسي حفظت كلّ القرآن.
س4: علي أصغر: هل كان لديك رغبة في حفظ القرآن الكريم؟
ج: نعم كان لديّ شوق كبير لذلك.
س5: علي أصغر: هل كان أحد من أقربائك أو جيرانك يشارك معك في حفظ القرآن؟
ج: نعم، إبن خالي حفظ القرآن وابن عمّتي وابن خالتي، الجميع تشجّع للمشاركة في حفظ القرآن. كنّا في صفّ واحد ولكن الآن تغيّر صفّي وانتقلت إلى صفٍّ خصوصيّ عند الدّكتور علي رجب. ونحن نلعب ونتنزّه سويًّا في الحدائق.
س6: علي أصغر: وهل كان هناك تنافس فيما بينكم؟ ومن كان الفائز منكم؟
ج: التّنافس قويّ جدًّا، وكنت أفوز عليهم، لأنّ تلاوتي الأفضل بينهم وأقرأ القرآن غيبًا.
س7: علي رضا: نعود للحافظ علي رضا، عرّفنا عن نفسك؟
ج: بسم الله الرّحمن الرّحيم، أنا علي رضا سيفي حافظ لكامل القرآن وعمري 12 سنة.
س8: علي رضا: كيف بدأت بحفظ القرآن الكريم؟ ومن شجّعك على ذلك؟
ج: والدتي كانت معلّمة في «مهد كودك» حيث تعلّم علي أصغر تلاوة القرآن، فاصطحبتني معها مرّة وقالت للإدارة إنّ ولدي يقرأ القرآن بصوت جميل، وتلَوْت لهم القرآن ووجدتّ في نفسي محبّة للقرآن وبدأت بالحفظ بمساعدة والدتي وتشجيعها المستمّرّ والكبير.
س9: علي رضا: ماذا تقول لوالدتك؟
ج: أقول لها سلِمت يداكِ أمّي لأنّك هديتني إلى هذا الطّريق.
س10: علي رضا: ولوالدك العزيز الحاضر معنا ماذا تقول له؟
ج: أيضًا أشكر والدي العزيز الّذي ساعدني كثيرًا حتّى استطعت أن أحفظ كامل القرآن.
س11: الوالد: ما هو شعورك خاصّة أنّكم عائلة مميّزة ولديها علاقة قويّة ومتينة مع القرآن؟
ج: هذا لطف الله سبحانه وتعالى، وأنا مسرور جدًّا، وما كنت أودّ الحصول عليه في هذه الدّنيا فقد حصلت عليه وأنا سعيد جدًّا بذلك، وصدّقني فإنّني أشكر الله تعالى أن وفّقني كي يحفظ أبنائي القرآن الكريم وكوني مدّاح لأهل البيت (عليهم السلام) فلديّ ميل كبير لذلك، فأشكر الله وهذا لطف منه. والمعلّمون في «مهد كودك» قالوا لي: أنت تمتلك ثروة كبيرة لا تنضب ويقيني أنّ قولهم صحيح. أنظر، الآن لديّ ثلاثة أبناء يحفظون القرآن فهذا بحدّ ذاته ثروة لا تنتهي ولها جانب دنيويّ وجانب أخرويّ والحمد لله.
س12: الوالد: ما هي طرق البرمجة الزّمنيّة الّتي اعتمدّتها كي يحفظ أبناؤك القرآن؟
ج: أوّلاً: إنّ زوجتي بذلت جهودًا كبيرة وجبّارة، فعند التحاق الأطفال بصّف الحفظ كان المعلّم يعطيهم البرنامج اليوميّ المحدّد بـ 5 أسطر وازداد رويدًا رويدًا حتّى أصبح صفحة كاملة، أي عليهم أن يحفظوا صفحة كاملة، وعند عودتهم إلى المنزل كنّا نضع لهم تلاوة المنشاويّ فيسمعونها 3 أو 4 مرّات ويردّدونها من على المصحف، وبعد إتقان الصّفحة يتلونها لنا آية آية ويبدأون بحفظها بشكل متسلسل، وبعد حفظ الصّفحة عليهم من جديد أن يتلوها غيبًا من بدايتها. وكنّا في الأثناء نشجّعهم ضمن برنامج معيّن، وبعد أن يحفظ كلٌّ من الأطفال تلك الصّفحة عليه أن يعيد تسميعها ليلاً وأن يكرّرها عدّة مرّات قبل النّوم، وأشكر الله على أنّ أبنائي حفظوا القرآن بيُسر وسهولة ولكن في بداية حفظهم للقرآن كان يوجد بعض الصّعوبات.
س13: علي رضا: هل واجهت صعوبة في حفظ القرآن؟
ج: نعم، بداية واجهت صعوبات تختصّ بالتّمرين على الحفظ وبعض الكلمات ومعانيها ولكن بعد مدّة قصيرة تجاوزت تلك الصّعوبات، وبعد أن تعرّفنا على القرآن أكثر فأكثر أصبح الحفظ ومعرفة المعاني أسهل من السّابق.
س14: علي رضا: كيف كنت توفّق بين الدّراسة المدرسيّة وبين حفظك للقرآن الكريم؟
ج: هذا نتيجة البرمجة، فمثلاً عندما نعود من المدرسة ظهرًا كنّا نستريح قليلاً ونتناول طعام الغداء وننام قليلاً، ثّم نستيقظ وندرس دروسنا ونبدأ بحفظ القرآن، أو نحفظ القرآن وبعد ذلك ندرس ونكتب ولكن ضمن برنامج، بحيث أنّنا لم نترك الدّرس وحفظ القرآن.
س15: علي أصغر: حسب العادة الطّفل يحبّ الّلعب فبماذا كنت تلعب؟
ج: كنت ألعب كرة قدم وكرة الطّاولة ping pong ... وفي الأثناء نستمع إلى ترتيل الشّيخ المنشاويّ ونرفع صوت التّلاوة بشكل كبير.
س16: علي أصغر: وهل كنت تشاغب في المنزل؟
ج: ولما لا؟ نعم كنّا نشاغب (يضحك ووالده)
الوالد: نعم لقد كسروا التّلفزيون في إحدى المرّات.
س17: الوالد: هل أنّ الّلعب لازم لإزالة الضّغط أو الحصر لدى الحافظ، وكيف تخطّيتم ذلك؟
ج: أوّلاً أولادي لديهم حبّ كبير للقرآن، وثانيًا كنّا نعدهم، مثلاً نقول لهم إحفظوا هذه الصّفحة وسنلعب لعبة معيّنة، وللحصول على ذلك كانوا يجدّون في حفظ المطلوب منهم ولتسميعه غيبًا. وبدورنا ننفّذ ما وعدناهم به من حيث الّلعب بكرة القدم أو كرة الطّاولة أو الرّكض داخل المنزل أو التّنزّه في الحديقة العامّة أو زيارة أحد الأقارب. على كلّ حال علينا تشجيع الأبناء بأساليب مختلفة، ومن الّلازم أن يلعب الأطفال لأنّه إن لم نوفّر لهم ذلك لن يصلوا إلى النّتيجة المتوخّاة.
س18: الوالد: كيف توضّح لنا أهميّة دور الوالد والوالدة في مشروع حفظ القرآن للأولاد؟
ج: أوّلاً نحن كوالد ووالدة كان لدينا حبٌّ كبير للقرآن، فهي تحبّه حبًّا كبيرًا وأنا كذلك، ولحدّ الآن نحن نتلو القرآن كثيرًا. لأجل ذلك رغبنا بأن يسلك أبناؤنا أيضّا هذا الطّريق. وعلى الإنسان أن يضع وقتًا كبيرًا لهذا العمل، فكلّ أعمالنا كانت منظّمة، ولم أكن أترك الأمر للحظّ والصّدف وأترك زوجتي ولا أسألها إذا حفظ الأولاد أم لم يحفظوا، أو أقول لها فلندع الأمر هذا اليوم، وعندما كانت زوجتي تحفّظهم وعندما أرجع ليلاً كنت أسألها وأدوّن ما حفظ أبنائي، أمّا زوجتي فهي قامت بأعمال جبّارة جدًّا. أولادي كانوا ثلاثة ويوجد تنافس قويّ بينهم، فمن لا ينجز حفظه يبقى حتّى الّليل ليكمله نظرًا للمنافسة الحادّة بحيث أنّ نظرات التّنافس والتّحدّي كانت تظهر جليّة عليهم، وعلى كلّ حال كانوا يكملون الحفظ. لذا كانت زوجتي تتحمّل كلّ تلك المتاعب، وكانت لمرّات عديدة تجلس معهم لمدّة 5 أو 6 ساعات وتكرّر لهم أشرطة التّلاوة للشّيخ المنشاويّ ليتعلّموا تلاوة الصّفحة المطلوبة ويحفظوها بشكل صحيح، وحتّى أنّهم كانوا يحفظون لحن التّلاوة، فما أن يذهب أحدهم ليلهو قليلاً حتّى يأتي دور الآخر ليستمع ويحفظ، وقصدي في النهاية أنّ زوجتي تحمّلت مشقّات كبيرة وأنا أعتبر أنّ 80 % من المتابعات هي الّتي كانت تقوم بها.
س19: علي رضا: صف لنا تعامل مدير المدرسة والمعلّمين معك؟
ج: كلّ من يراني من المدراء والمعلّمين يحترمني وهم يحمّلوني العديد من المسؤوليّات مثل إدارة صفّ القرآن ورفع الآذان والتّكبير في صلاة الجماعة، وكذلك زملائي في صفّ القرآن يحترمونني كثيرًا، فمثلاً عندما أقرأ القرآن يأتون ويستمعون لي ويتركون ألعابهم، وهذا ناتج عن التّشجيع والاحترام لي.
س20: علي أصغر: يمكن أن تكون أصغر حافظ في المدرسة؟ (الوالد يضحك ويقول: ولا يزال كذلك) حدّثنا عن تعاملك مع معلّميك أو أصدقائك؟
ج: صحيح أنا أشاغب في المدرسة ولكن معلّميَّ يحبّونني ويحترمونني، وعندما ندخل إلى الصّف أقرأ القرآن للطّلاب وبعدها تبدأ الدّروس.
س21: علي أصغر: حسنًا، بعد حفظ القرآن في هذا العمر، ماذا يدور في ذهنك لمستقبلك؟
ج: في المستقبل أودّ أن أدرس العلوم الدّينيّة وأن أدرّس القرآن، حتّى أستطيع أن أشجّع النّاس للعمل بالقرآن وأن يسلك العديد منهم في هذا الطّريق.
س22: علي رضا: ماذا تريد أو تحبّ أن تصبح في المستقبل؟
ج: أحبّ أن أصبح في المستقبل مبلّغًا للإسلام ومدرّسًا للقرآن حتّى أدرّسه للآخرين.
س23: علي رضا: برأيك كيف يجب أن يكون حافظ القرآن في المجتمع؟
ج: حافظ القرآن يجب أن يكون قدوة للمجتمع وللنّاس، وأن يصلّي الصّلاة لوقتها وأن يتلو القرآن ويراجعه بشكل دائم أن يقوم بأعماله على شكل حسن.
الوالد: بإذن الله بعد تثبيتهم للحفظ، وإن شاء الله نريد أن ندرّسهم مفاهيم وتفسير القرآن وأن يحفظوا نهج البلاغة والصّحيفة السَّجّاديّة، وسنبدأ الواحد تلو الآخر لأنّهم أكملوا الحفظ مجدّدًا، ولن نتوقّف عند حفظهم للقرآن فقط، بل هناك أمور أخرى.
س24: علي رضا: هل كان من الصّعب عليك حفظ الآيات المتشابهة؟
ج: أولاً: قرأنا وردّدنا الآيات كثيرًا فثبتت في أذهاننا، ثانيًا: وضعنا علامات وإشارات مثل اسم السّورة أو الجزء أو الصّفحة حتّى لا نخطأ بين الآيات ووضعنا علامات تخصّ معنى ومفهوم الآيات وكرّرناها وفقًا لذلك حتّى تركّزت في أذهاننا، وأيضًا شاركنا في صفّ الصّوت والّلحن فحفظنا لحن الآيات المتشابهة والفرق فيما بينها حتّى لا نخطئ في تسميعها.
س25: الوالد: التّثبيت والمراجعة اليوميّة يحتاجان إلى جهد خاصّ بعد إكمال عدّة أجزاء أو كلّ القرآن... كيف تعاطيتم مع هذا الأمر؟
ج: بعد حفظ جزء واحد على الحافظ أن يراجع ويسمّع للوالد أو الوالدة الصّفحة السّابقة لحفظه اليوميّ غيبًا، لأنّه إن لم يفعل ذلك فإنّه ينسى بشكل سريع، وعندما حفظ أبنائي عشرة أجزاء قسّمناها إلى ثلاثة أقسام، فكانوا يوميًّا يحفظون صفحة واحدة بالإضافة إلى تسميع قسم من الأجزاء العشرة، وكنا لا نترك هذا البرنامج أبدًا حتّى ليوم واحد لأنّ المحفوظات تذهب من أذهانهم بسرعة. وبعد أن أكملوا حفظ القرآن منذ سنة ولغاية اليوم لا زالوا يذهبون إلى الصّف، والمعلّم يعطيهم الدّروس والفروض، ونحن نسأل كلّ واحد منهم 5 أجزاء، 7 أجزاء، وأحيانًا 10 أجزاء خاصّة في المرحلة الأولى كان كلاً منهم يسمّع عشرة أجزاء يوميًّا ـ كنّا نختم القرآن في كلّ يوم ـ ومنذ ستّة أشهر صار التّسميع لخمسة أجزاء يوميًّا يعني خلال الأسبوع الواحد يسمّع الواحد منهم القرآن الكريم كاملاً، فهم يراجعون القرآن حتّى يثبّتوه بشكل قويّ، إضافة إلى ذلك لدينا في المنزل ثلاثة حفّاظ ويتنافسون فيما بينهم وأقوم أنا بسؤال أحدهم وزوجتي تسأل الآخر وحتّى ابنتي تقوم بهذا الأمر أو هم يسألون بعضهم البعض وعندما يجد أحدهم آية متشابهة فإنّه ينقل ذلك للآخرين بسرعة ويحدّد مكان الآية وينبّههم لذلك. وأشكر الله تعالى أنّهم سيكملون مرحلة التّثبيت وعندما تسألهم من أيّ مكان في القرآن فإنّهم يجيبونك مع ذكر السّورة والجزء بدون خطأ، وهم يعملون على حفظ أرقام الصّفحات. بالنّتيجة المراجعة مهمّة وإلا فإنّ الحافظ ينسى سريعًا والحدّ الأدنى للمراجعة والتّثبيت هو سنة كاملة بعد حفظ كامل القرآن وبشكل يوميّ. وأقول لك شيئًا آخر عندما تبدأ بحفظ القرآن فإنّك تنجذب نحوه وكلّما تقدّمت إلى الأمام فإنّك تجد نفسك محبًّا له أكثر ولذلك فإنّني قرّرت أنا وزوجتي على حفظ القرآن بعد أن أكمل أولادي الحفظ وأصبح لدينا متّسعًا من الوقت ونحن نحبّ القرآن كثيرًا فالإنسان بقدر ما يقرأ القرآن فإنّه يحبّ القرآن أكثر.
س26: الوالد: ما هو دور وسائل الإعلام في تشجيع الأطفال على حفظ القرآن؟
ج: دور وسائل الإعلام ومؤسّسة الأوقاف مهمّ جدًّا، فهم زارونا عدّة مرّات وأجروا مقابلات مع أبنائي وبثّوها في القنوات، وهذا ما حثّ العديد من أبناء أقربائنا على المشاركة في حفظ القرآن، فالآخرون يرَوْنَهم وينجذبون إلى خطّهم وسلوكهم، وعندما يذهب أبنائي للصّلاة في المسجد يلتحق بهم أطفال الحيّ، ويتلون القرآن بعد الصّلاة، والنّاس في الحيّ يحترمونهم بشكل كبير وهذا بسبب حفظهم للقرآن وأيضًا والشّهادة لله هم مؤدّبون وليسوا فقط حافظين للقرآن، وكما سمعنا أنّ حافظ القرآن الكريم يستطيع أن يشفع في الآخرة لعشرة أشخاص، وأشكر الله على ذلك.
س27: علي رضا: هل وجّه لكم التّلفزيون أو الصّحف دعوة لزيارتهم؟
ج: نعم، لقد دعانا التّلفزيون في إحدى المرّات وبثّوا المقابلة معنا، وكذلك الصحف، أجروا مقابلات معنا ووضعوا صورنا، ومرّة صوّرونا في المنزل وبثّوا الّلقاء أيضًا عبر القنوات. وكذلك قناة القرآن زارونا في المنزل، وصوّروا فيلمًا وبثّوه، والعديد من أقربائنا والأصدقاء رأوه وكلّ منهم كان يقول لنا لقد رأيتكم على التّلفزيون.
س28: علي أصغر: هل كان أقرباؤك يرونك أيضًا في التّلفزيون وماذا كانوا يقولون لك؟
ج: نعم كانوا يشاهدونني ويقولون ألم تبثّ صورك من التّلفزيون؟ وكذلك فإنّ إذاعة «البرز» أجرت لقاء معنا.
س29: علي أصغر: بماذا تشعر عندما تصعد المنبر أمام النّاس لتجيبهم على أسئلتهم؟
ج: أشعر بالافتخار وأنا مطمئنّ لحفظي، ولا أشعر بالاضطّراب أبدًا ولا بأيّ ضغوط، ومن أيّ جزء من القرآن يسألونني أستطيع الإجابة.
س30: علي رضا: وكذلك عندما تكون مقابل الحضور ما هو إحساسك في تلك الّلحظات؟
ج: أوّلاً أشكر الله أنّني استطعت السّير في هذا السّبيل والّذي أعطاني القدرة على الصّعود إلى المنبر حيث لا يستطيع أيّ شخص ذلك، وأستمدّ العون من الله، وأركزّ فكري في القرآن، فيزول أيّ اضطراب، لأنّني شاركت في العديد من الاحتفالات وفي كثير من الأماكن وأجيب على كلّ الأسئلة بشكل تامّ.
س31: علي أصغر: في بعض الاحتفالات لا يكون والدك حاضرًا معك فهل تشعر بنفس الحالة من الاطمئنان أم لا؟
ج: يكون والدي حاضرًا أم لا، فإنّني أستطيع تلاوة القرآن حفظًا وفي أيّ مكان ولا يوجد لديّ أيّ ارتباك أبدًا.
س32: علي أصغر: إذن، سأسألك وأجبني: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ ؟
ج: سورة القصص المباركة، الجزء العشرون، الجهة اليمنى من المصحف: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) ﴾ .
س33: علي أصغر: ما هي طرق التّسميع لحفظ القرآن لديك؟
ج: إكمال الآية، تحديد السّورة والجزء، أيّ جهة من المصحف، وذكر أوائل وأواخر الصّفحات.
س34: علي رضا: وأنت يا علي رضا ما أساليب تسميع القرآن لديك؟
ج: أكمل الآيات وأحدّد في أيّ سورة وجزء وفي أيّ جهة من القرآن وكذلك بداية الصّفحات وأواخرها، إضافة إلى الموضوعات القرآنيّة.
س35: الوالد: هل كنت تدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناءك القرآن؟
ج: (يضحك) أنا أوّلاً مدّاح لأهل البيت (عليهم السلام) وأنا أدعو الله بشكل دائم ليس فقط لأولادي بل لكلّ أطفال الدّنيا أدعو لهم جميعًا أن يكونوا في هذا الطّريق وأنا أدعو الله بعد كلّ صلاة, وكذلك فإنّ زوجتي تدعو الله وأنا وإيّاها نصلّي صلاة الشّكر لله على عطاياه.
س36: نريد إجراء مسابقة فيما بينكما وأنتما تسألان بعضكما الآخر فمن الّذي يبدأ.
علي رضا: بسم الله الرّحمن الرّحيم: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ﴾ .
علي أصغر: سورة سبأ، الجزء 22، الجهة اليسرى للمصحف ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) ﴾ .
علي أصغر: بسم الله الرّحمن الرّحيم: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ .
علي رضا: سورة إبراهيم، الجزء 13، الجهة اليسرى من المصحف صفحة 258.
س37: علي أصغر: لماذا سألته هذا السّؤال؟ فهل هو صعب برأيك؟
ج: نعم هو سؤال صعب وربّما يكون سهلاً له، فهذه آية متشابهة.
علي رضا: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) ﴾ . هو متشابه مع سورة فاطر، والتّشابه بينهما في وسط الآية، ولا أعتبره صعبًا جدًّا، والآية هي: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) ﴾ .
س38: علي رضا: أريد منك أن تسأل أخاك عن سؤال بالموضوعات القرآنيّة.
علي رضا: أريد أن أسأله عن الخُمْس؟
ج: سورة الأنفال المباركة، الجزء العاشر، في بداية الجزء العاشر صفحة 182، ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) ﴾ .
س39: علي رضا: أعطني آية تتحدّث عن الوالِدَيْن؟
ج: سورة لقمان المباركة الجزء الحادي والعشرين الصفحة 412، ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) ﴾ .
س40: الوالد: حدّثنا عن سفركم إلى لبنان للمرّة الأولى بدعوة من جمعيّة القرآن الكريم؟
ج: نشكر جمعيّة القرآن الكريم على دعوتنا للمشاركة في الاحتفالات القرآنيّة في لبنان، فأولادي تشجّعوا وفرحوا بهذه الزّيارة الممتازة ونشكر الله على ذلك ومشاركتهم في الأمسيات والاحتفالات القرآنيّة كانت مميّزة بحيث طُرِحت عليهم أسئلة كثيرة وأجابوا عليها بشكل كامل، والنّتيجة كانت عاملاً مشجّعًا لأولادي وللأطفال الّلبنانيّين الّذين حضروا الاحتفالات فزيارة لبنان كانت ممتازة جدًّا.
س41: الوالد: ما الكلمة الّتي توجّهها للشّعب الّلبنانيّ؟
ج: أقول للشّعب الّلبناني لا تتركوا القرآن وحيدًا فما لدينا هو من القرآن الكريم فرسول الله (ص) أوصانا بوصيّة هامّة أوصانا بالقرآن وأهل البيت (عليهم السلام). لذا فلا تتركوا القرآن ولا تنسوه وعلّموه لأولادكم وأكثروا من إقامة الاحتفالات والأمسيات القرآنيّة وشجّعوا أولادكم أكثر حتّى ينضمّوا إلى هذا الطّريق، فحياتنا تزهر بالقرآن وبأهل البيت (عليهم السلام) فكلّ ما لدينا هو من القرآن وأهل البيت (عليهم السلام).
س42: علي أصغر: ماذا تقول للأطفال في لبنان؟
ج: أوّلاًً أنا سعيد جدًّا لأنّي حافظ لكامل القرآن وأنصح أطفال هذا البلد العزيز أن يحفظوا القرآن وأن يعلّموه للآخرين وبعد ذلك عليهم أن يعملوا به وأن يبقوا على ذكر دائم للقرآن.
س43: علي رضا: أنت ماذا تقول أيضاً للأطفال الذين هم في سنّك؟
ج: أنا سعيدٌ جدًّا لأنّني أتيت إلى لبنان وفيه أماكن جميلة جدًّا والاحتفالات القرآنيّة كانت مليئة بالحضور ولديهم محبّة كبيرة للقرآن وأوصي الشّباب عندما يحفظون القرآن بأن يعملوا به وأن يكون لديهم الاستطاعة لتعليمه.
أحسنتم جميعًا ونشكركم وبارك الله بكم ونسأله تعالى أن تكونوا ذخرًا للأمّة الإسلاميّة.
أجرى الّلقاء مدير قسم العلاقات العامة الحاج عباس عساف
|