الكافي لأحكام التجويد
المرحلة الثالثة
جمعية القرآن الكريم
للتوجيه والإرشاد
بيروت - لبنان
الطبعة الأولى
ربيع الأول
1434هـ // 2013م |
|
باب ما انفرد به حفصٌ من الحروف والقراءات |
انفرد حفص بالسكت وجوباً في المواضع
الأربعة ﴿عِوَجًا﴾
﴿قَيِّمًا﴾
بأول الكهف، و﴿مَرْقَدِنَا
هَذَا﴾
بسورة يس، و﴿مَنْ
رَاقٍ﴾
بالقيامة، و﴿بَلْ
رَانَ﴾
بالمطففين.
وانفرد حفص بضم الهاء في ﴿وَمَا
أَنسَانِيهُ﴾
بالكهف، و﴿عَلَيْهُ
اللَّهَ﴾
في الفتح.
وانفرد حفص بقراءة الحروف التالية
بالياء ﴿فَيُوَفِّيهِمْ
أُجُورَهُمْ﴾،
﴿وَكَرْهًا
وَإِلَيْهِ
يُرْجَعُونَ﴾،
﴿خَيْرٌ
مِّمَّا
يَجْمَعُونَ﴾
جميعها بآل عمران، و﴿سَوْفَ
يُؤْتِيهِمْ
أُجُورَهُمْ﴾
في النساء، وكذا قرأ ﴿يَحْشُرُهُمْ﴾
في المواضع التالية بالياء ﴿يَعْمَلُونَ
(127) وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ﴾
بالأنعام، ﴿يَظْلِمُونَ
(44)
وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ﴾
بيونس، ﴿الرَّازِقِينَ
(39) وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ﴾
بسبأ.
وقرأ حفص وحده بفتح التاء الفوقية
وفي ﴿اسْتَحَقَّ
عَلَيْهِمُ﴾
بالمائدة، وقرأ بفتح العين المهملة في ﴿مَتَاعَ
الْحَيَاةِ﴾
بيونس، وبفتحها في ﴿فَأَطَّلِعَ
إِلَى
إِلَهِ
مُوسَى﴾
بغافر.
وانفرد حفص بقراءة ﴿نُوحِي
إِلَيْهِمْ﴾
بالنون بيوسف والنحل، والأنبياء.
وفتح حفص وحده ياء: ﴿مَعِيَ﴾
في القرآن بالتوبة والكهف والأنبياء وغيرها، وكذا ياء: ﴿لِيَ
عَلَيْكُمْ مِن
سُلْطَانٍ﴾
بإبراهيم، وص، وتمام ما يتعلق بالياء مذكور في الأصول.
وقرأ حفص وحده بفتح همزة: ﴿دَأَبًا﴾
بيوسف.
وقرأ حفص وحده: ﴿تُسَاقِطْ﴾
في مريم بضم التاء الفوقية وفتح السين المهملة الخفيفة.
وقرأ حفص وحده: ﴿تَلْقَفْ﴾
بسكون اللام وفتح القاف الخفيفة حيث وقعت.
وقرأ حفص وحده: ﴿قَالُواْ
مَعْذِرَةً﴾
في الأعراف بالنصب.
وقرأ حفص وحده: ﴿آمَنتُم
بِهِ
قَبْلَ﴾
في الأعراف، وطه، والشعراء بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية
على الخبر.
وقرأ حفص وحده: ﴿مُوهِنُ
كَيْدِ
الْكَافِرِينَ﴾
في الأنفال بسكون الواو وتخفيف الهاء وحذف التنوين وخفض دال: كيد.
وقرأ حفص وحده: ﴿وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ
وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ﴾
بالنحل بنصب الشمس والقمر، ورفع: والنجوم مسخرات.
وقرأ حفص وحده: ﴿مِن
كُلٍّ
زَوْجَيْنِ﴾
بهود والمؤمنون بالتنوين.
وقرأ حفص وحده: ﴿وَرَجِلِكَ﴾
في الإسراء بكسر الجيم.
وقرأ حفص وحده: ﴿لِمَهْلِكِهِم
مَّوْعِدًا﴾
بالكهف، و﴿مَهْلِكَ﴾
في النمل بفتح الميم وكسر اللام.
وقرأ حفص وحده: ﴿إِنْ
هَذَانِ﴾
بإسكان نون إن، وهذان بألف ثم نون خفيفة بطَه.
وقرأ حفص وحده: ﴿قَالَ
رَبِّ
احْكُمْ﴾
بالأنبياء بألف بعد القاف.
وقرأ حفص وحده: ﴿سَوَاءً
الْعَاكِفُ﴾
في الحج بنصب الهمزة.
وقرأ حفص وحده: ﴿وَالْخَامِسَةُ﴾
الثانية في النور بالنصب.
وقرأ حفص وحده: ﴿فَمَا
تَسْتَطِيعُونَ
صَرْفًا﴾
بالفرقان بالتاء الفوقية.
وقرأ حفص وحده: ﴿كِسَفًا﴾
في الشعراء وسبأ بفتح السين.
وقرأ حفص وحده: ﴿مِنَ
الرَّهْبِ﴾
في النمل، والقصص بسكون الهاء.
وقرأ حفص وحده: ﴿لَخَسَفَ
بِنَا﴾
في القصص.
وقرأ حفص وحده: ﴿لِّلْعَالِمِينَ﴾
في الروم بكسر اللام.
وقرأ حفص وحده: ﴿وَيَتَّخِذَهَا
هُزُوًا﴾
في لقمان بفتح الذال.
وقرأ حفص وحده: ﴿يَا
بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ﴾
بلقمان ويوسف بفتح الياء.
وقرأ حفص وحده: ﴿لَا
مُقَامَ
لَكُمْ﴾
في الأحزاب بضم الميم الأولى.
وقرأ حفص وحده: ﴿وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ﴾
في سبأ بياء تحتية في يحشرهم ويقول.
وقرأ حفص وحده: ﴿أَوْ
أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾
بغافر بزيادة ألف قطع مفتوحة قبل الواو، وسكون الواو بعدها وضم ياء
يظهر، وكسر الهاء، ونصب دال الفساد.
وقرأ حفص وحده: ﴿بَالِغُ
أَمْرِهِ﴾
في الطلاق بضم الغَيْن وكسر الراء.
وقرأ حفص وحده: ﴿نَزَّاعَةً
لِّلشَّوَى﴾
في سأل سائل بنصب التاء منونة.
وقرأ حفص وحده: ﴿بِشَهَادَاتِهِمْ﴾
بالجمع في سأل سائل.
وقرأ حفص وحده: ﴿مِن
مَّنِيٍّ
يُمْنَى﴾
في القيامة بالياء التحتية.
وقرأ حفص وحده: ﴿وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ﴾
في المدثر بضم الراء.
وقرأ حفص وحده: ﴿انقَلَبُواْ
فَكِهِينَ﴾
في المطففين بحذف الألف بعد الفاء.
وقرأ حفص بترك الهمز في: ﴿هُزُوًا﴾
و﴿كُفُّوًا﴾
وكان حفص لا يهمز: ﴿هُزُوًا﴾
في القرآن.
قرأ حفص بإسكان الياءات التي يقع
بعدها همزة قطع، سواء كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة نحو: ﴿إِنِّي
أَعْلَمُ﴾،
﴿وَإِنِّي
أُعِيذُهَا﴾،
﴿إِنِّي
إِذًا﴾
وأشباه ذلك.
واستثنى حفص من ذلك ثلاثة عشر
موضعاً فتح فيها الياء: ﴿يَدِيَ
إِلَيْكَ﴾
و﴿وَأُمِّي
إِلَهَيْنِ﴾
بالمائدة و﴿مَعِي
أَبَدًا﴾
في التوبة. و﴿أَجْرِي
إِلَّا﴾
في تسع مواضع: واحد بيونس، وموضعَيْن بهود، وخمسة بالشعراء، وموضع
بسبأ، و﴿مَعِي
أَوْ﴾
بسورة الملك.
وفتح حفص كل ياء وقع بعدها لام
تعريف نحو: ﴿رَبِّيَ
الَّذِي
يُحْيِي﴾،
واستثنى من ذلك ﴿عَهْدِي
الظَّالِمِينَ﴾
فسكنها، ويلزم من ذلك حذفها وصلاً.
وأما الياءات اللاتي لم يقع بعدهنّ
شيء مما تقدم وفتحها حفص هي: ﴿بَيْتِيَ﴾
بالبقرة والحج ونوح، و﴿وَجْهِيَ﴾
بآل عمران والأنعام، ﴿وَمَحْيَايَ﴾
بالأنعام، و﴿مَعِيَ
بَنِي
إِسْرَائِيلَ﴾
بالأعراف، و﴿مَعِيَ
عَدُوًّا﴾
بالتوبة، و﴿مَعِيَ
صَبْرًا﴾
ثلاثة بالكهف، و﴿ذِكْرُ
مَن
مَّعِيَ﴾
بالأنبياء، ﴿كَلَّا
إِنَّ
مَعِيَ﴾،
و﴿مَن
مَّعِيَ﴾
كلاهما بالشعراء، و﴿مَعِيَ
رِدْءًا﴾
بالقصص، و﴿مَا
كَانَ
لِيَ﴾
بإبراهيم و﴿مَا
كَانَ
لِيَ﴾
بص و﴿وَلِيَ
فِيهَا﴾
بطه، و﴿مَالِيَ
لَا
أَرَى﴾
بالنمل ﴿وَمَا
لِيَ
لَا
أَعْبُدُ﴾
بيس، ﴿وَلِيَ
نَعْجَةٌ﴾
بص ﴿وَلِيَ
دِينِ﴾
بالكافرين.
وأسكن منها ﴿وَلْيُؤْمِنُواْ
بِي﴾
بالبقرة، و﴿صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا﴾،
﴿وَمَمَاتِي
لِلَّهِ﴾
كلاهما بالأنعام، ﴿وَرَائِي﴾
بمريم، و﴿أَرْضِي
وَاسِعَةٌ﴾
بالعنكبوت، و﴿شُرَكَائِي
قَالُواْ﴾
بفصلت، ﴿تُؤْمِنُواْ
لِي﴾
بالدخان.
مذهب حفص في الياءات الزّوائد (وهي الياءات المتطرفة
الزائدة) على خط المصحف القرآني |
قرأ حفص بحذف ياءات الزائدة على خط
المصحف باستثناء ﴿فَمَا
آتَانِيَ
اللَّهُ﴾
فأثبتها مفتوحة وصلاً، وأثبتها ساكنة وقفاً بخلف عنه، أي بحذفها في
الرواية الثانية عنه.
وقرأ ﴿يَاعِبَادِ
لَا خَوْفٌ﴾
في الزخرف بحذف الياء في الحالَيْن.
مذهب حفص في الإظهار والإدغام
إذا التقى في الخط حرفان متحركان
متماثلان أو متقاربان أو متجانسان فليس لحفص في ذلك إلاّ الإظهار
قولاً واحداً.
أظهر حفص ذال «إذْ» عند التاء
والجيم والدال والزاي والسين والصاد، نحو: ﴿إِذْ
تَبَرَّأَ﴾،
﴿إِذْ
جَاءَكُمْ﴾،
﴿إِذْ
دَخَلُواْ﴾،
﴿وَإِذْ
زَيَّنَ﴾،
﴿إِذْ
سَمِعْتُمُوهُ﴾،
﴿وَإِذْ
صَرَفْنَا﴾.
وكذا أظهر دال «قد» عند: الجيم
والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والظاء، نحو: ﴿قَدْ
جَعَلَ﴾،
﴿وَلَقَدْ
ذَرَأْنَا﴾،
﴿وَلَقَدْ
زَيَّنَّا﴾،
﴿قَدْ
سَمِعَ﴾،
﴿قَدْ
شَغَفَهَا﴾،
﴿لَقَدْ
صَدَقَ﴾،
﴿فَقَدْ
ضَلَّ﴾،
﴿فَقَدْ
ظَلَمَ﴾.
وكذا أظهر كل تاء تأنيث اتصلت
بالفعل، عند التاء، والجيم والزاي والسين والصاد والظاء نحو: ﴿كَذَّبَتْ
ثَمُودُ﴾،
﴿نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ﴾،
﴿خَبَتْ
زِدْنَاهُمْ﴾،
﴿حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ﴾،
﴿أُنزِلَتْ
سُورَةٌ﴾،
﴿كَانَتْ
ظَالِمَةً﴾.
وكذا لام «هل» عند التاء والثاء
والنون نحو: ﴿هَلْ
تَنقِمُونَ﴾،
﴿هَلْ
ثُوِّبَ﴾،
﴿هَلْ
نَحْنُ﴾.
وكذا لام «بل» عند التاء والزاي
والسين والضاد والطاء والظاء والنون نحو: ﴿بَلْ
تَأْتِيهِمْ﴾،
﴿بَلْ
زُيِّنَ﴾،
﴿بَلْ
سَوَّلَتْ﴾،
﴿بَلْ
ضَلُّواْ﴾،
﴿بَلْ
طَبَعَ﴾،
﴿بَلْ
ظَنَنتُمْ﴾،
﴿بَلْ
نَتَّبِعُ﴾.
والباء المجزومة عند الفاء نحو: ﴿أَوْ
يَغْلِبْ
فَسَوْفَ﴾.
واللام عند الذال: ﴿وَمَن
يَفْعَلْ
ذَلِكَ﴾
حيث وقع.
والفاء عند الباء في: ﴿نَخَسِفْ
بِهِمْ﴾.
والذال عند التاء في: ﴿عُذْتُ﴾
و﴿فَنَبَذْتُهَا﴾،
و﴿اتَّخَذْتُمْ﴾
﴿وَأَخَذْتُمْ﴾
وما تصرف منهما.
والثاء عند التاء في: ﴿أُورِثْتُمُوهَا﴾
و﴿لَبِثْتُ﴾
كيف جاء.
والدال عند الذال في: ﴿كهيعص
(1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾
وعند الثاء في: ﴿وَمَن
يُرِدْ
ثَوَابَ﴾.
والراء المجزومة عند اللام نحو: ﴿نَغْفِرْ
لَكُمْ﴾
﴿وَاصْبِرْ
لِحُكْمِ﴾.
والنون عند الواو من: ﴿يس
(1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾
و﴿ن
وَالْقَلَمِ﴾.
وأظهر النون الساكنة عند حروف الحلق
الستة المجموعة في أوائل كلم قول الإمام الشاطبي: ألا هاج حكم عم
خالية غفلاً.
وأدغمها بلا غنة في اللام والراء،
وبغنة في الأحرف الأربعة التي يجمعها قولك (يُومِن) إلا إذا اجتمعت
النون مع الياء أو الواو في كلمة كـ ﴿دُنْيَا﴾
و﴿صِنْوَانٌ﴾
فإنها تظهر اتفاقاً، وقلبهما ميماً بغنة مع الإخفاء عند الباء،
وأخفاهما بغنة عند باقي الأحرف.
وأدغم الثاء في الذال في ﴿يَلْهَث
ذَّلِكَ﴾
في الأعراف، والياء في الميم في ﴿ارْكَب
مَّعَنَا﴾
بهود، والنون في الميم من ﴿طسم﴾.
وجائز عنده الإدغام الكامل والناقص
في ﴿نَخْلُقكُّمْ﴾ في
المرسلات.
قرأ حفص: ﴿لَا
تَأْمَنَّا﴾
في يوسف بنون مشددة بالروم أو الإشمام، و﴿مَا
مَكَّنِّي فِيهِ
رَبِّي﴾
في الكهف بنون واحدة مشددة على الإدغام.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) قوله: «إن
القرآن نزل بالحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»
(664).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «زيّنوا
القرآن
بأصواتكم».
إن تحسين الصوت بالقرآن مندوب إليه
إذا التزمت الحدود المرسومة في فن القراءة على أن لا يقرأ بألحان
الغناء كالأغاني ولا يُترنّم به الترنّم الكنائسي ولا يُناح به نوح
الرهبان.
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنّه سئل: «أي
الناس أحسن صوتاً بالقرآن؟ قال: من إذا سمعت قراءته رأيت أنّه يخشى
الله عزَّ وجل»
(665).
إن التالي للقرآن حق تلاوته هو الذي
يوصل معنى الآية إلى المستمع حيث يتفاعل معها بدوره تفاعلاً
روحياً، لذلك فالنغم القرآني الذي يتفاعل مع كل آية من حيث معناها
يضفي على آيات الله جواً إيمانياً وتدبراً وتفكّراً وتأثراً من
خلال شعور المستمع أنه يعيش مع الآية ومدلولاتها.
وقد قيل: «من
لم يهيّجه الربيع والأزهار والأصوات والأطيار فهو فاسد المزاج
يحتاج إلى علاج».
فالتغنّي المستحسن: هو الذي يجيء
على لحون العرب، ولحون العرب كانت تقوم على إخراج الحروف من
مخارجها وإعطاء المدود والأحكام حقها دون عناء أو كلفة مع الصوت
الجميل الحسن دون تشدّق أو تمطيط أو نشاز كما يفعله المغنون في
غنائهم أو تنويت الموسيقى إلى غير ذلك فإن ذلك لا يليق بحرمة
القرآن الكريم وقد وردت النصوص بتحريمه.
وإنما المراد بالتغني بالقرآن
الكريم هو التلاوة بالأداء الحسن والتقيّد التام بأحكام التجويد
والصوت الجميل مع إدراك المعاني القرآنية والتأثر بها وبمضمونها
حساً ومعنى.
فالتغني الحسن تطرب له القلوب قبل
الأسماع والأداء الجيد يساعد على الفهم وتذوق المعاني القرآنية.
إنّ تحسين الصوت في قراءة القرآن
أمر دعا إليه المشرع ووردت فيه الأحاديث الكثيرة، فالصوت الجميل
هبة من الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده وكل صوت له طابع خاص
وبصمة خاصة متميّز عن غيره من الأصوات وهذا دليل على أدلة وحدانيته
تعالى.
ويحسن بصاحب الصوت الجميل أن يكون
على معرفة ودراية بعلم الطبقات الصوتية والمقامات الموسيقية فإن
ذلك يزيده كمالاً وجمالاً، والتصرف الحسن باختيار الطبقات الصوتية
والنغمات والتنقل فيها من مقام إلى مقام بانسجام تام، ورقة وحنان،
فإن ذلك يساعد على فهم المعاني ويأخذ بالألباب، ويثير القلوب
والأسماع.
وعلم الأصوات والألحان والمقامات
علم قائم بذاته له قواعده وأساليبه، وهو علم كسبي يؤخذ بالتلقي
والمجالسة ويمكن معرفته بسهولة لكل راغب به، فهو علم مشاع للجميع
وليس منحصراً في فئة دون فئة، وليس مختصاً بأصحاب الأصوات الجميلة
فقط، فكم وكم من أناس على مستوىً عالٍ في فهم دقائق هذا الفن، وليس
عندهم أصوات شجية. فالعلم أكسبهم تذوقاً وإحساساً مرهفاً يتميزون
به عن غيرهم وإنما العلم بالتعلّم.
غير أن هذا العلم يحتاج إلى أُذن
صاغية وإلى رغبة صادقة وقلب مطمئن خاشع ودأب على استماع القرآن
الكريم من القرّاء المجيدين ومن أصحاب المواهب الصوتية وتدريب
مستمر.
إن النغمات العربية المتعارف عليها
هي سبع نغمات أصلية، وتسمى بالمقامات، وهي نغمة (الصبا)
و(النهوند)
و(العجم)
و(البيات)
و(السيكا)
و(الحجاز)
و(الرست)
ويقال رصد خطأ والصواب رست.
وهذه النغمات السبع مجموعة بقولك (صنع
بسحر)
فحرف الصاد يرمز إلى نغمة الصبا وحرف النون يرمز إلى نغمة النهوند،
وهناك عشرات الموشحات بنغمة النهوند، وحرف العين يرمز إلى نغمة
العجم، وحرف الباء يرمز إلى نغمة البيات، وحرف السين يرمز إلى نغمة
السيكا، وحرف الحاء يرمز إلى نغمة الحجاز، وحرف الراء يرمز إلى
نغمة الرست.
ونكتفي بمعرفة النغمات السبع
الأصلية دون التعرّض لذكر فروعها وتشعباتها حيث جعلها بعضهم تزيد
على ثلاثمئة نغمة.
والنغمات السبع الأصلية يُطلق عليها
المقامات، فيقال مقام الصبا ومقام البيات إلى غير ذلك.
ومعرفة كل نغمة من النغمات السبع
لها طريق سهل مبسط غير معقّد، وذلك بمعرفة بعض الموشّحات الدينية
في كل نغمة من النغمات أو قراءات القراء المشهورين مع بعض إرشادات
مبسطة من أستاذ مختص بهذا الفن ولا بد لكل قارىء في بادىء الأمر من
تقليد قارىء جيد ذي صوت حسن يتأثر به ويطرب لصوته وتلاوته فيتتبع
قراءته وطريقته، فيحاول تقليده فيعرف كيفية البداية في التلاوة
وكيفية التنقل من مقام إلى مقام، فإذا ما أدرك ذلك وتمكّن في نفسه
استمر بالتمرين حتى تُصقل نبرات صوته ويتشجع للتلاوة، ويثابر على
القراءة فترة من الزمن مع العناية التامة بأحكام التجويد والمدود
والتفخيم والترقيق إلى غير ذلك من الأحكام.
فإذا أراد الطالب المبتدىء أن
يبتدىء تلاوته بنغمة البيات مثلاً استحضر في ذهنه بعض ما يحفظ من
الموشحات الدينية أو بداية القُرّاء بنغمة البيات، إلى جانب ما
استفاده من تتبّع التلاوات من القراء الذين تأثّر بتلاوتهم،
ملاحظاً بدايتهم فيشرع بالتلاوة بهدوء وأناة مستهلاً تلاوته
بالتعوّذ والبسملة بصوت غير مرتفع محاولاً التقليد في بادىء الأمر
لأحد القرّاء، ويستمر بالتلاوة بنفس مطمئنة خاشعة، محافظاً على
التحكم بصوته من حيث المقام والطبقة الصوتية، فلا يخرج عن المقام
الذي ابتدأ به مدة لا تقل عن خمسة دقائق حتى يتأثر المستمعون
بتلاوته، ثم يشرع برفع صوته تدريجاً شيئاً فشيئاً بما لا يزعج
السامع ويطرب الحضور بسماعه، فيأتي بالقرار ثم الجواب، وهذا يعرف
بإرشاد الأستاذ المعلم، ثم يتنقل بعدها من مقام إلى مقام حسب ذوقه
وتصوراته المتناسبة مع التلاوة فيعطي الشدة مع آيات الترهيب
والقتال والجهاد، ووصف الجحيم والعذاب الأليم لأهل السعير، كما
يعطي الحنان بصوته الجميل والتشويق في آيات الترغيب ووصف الجنات
والنعيم وما أعدّه الله للمتّقين الصالحين، ثم يتنقل بعد تمكّنه من
مقام إلى مقام حسب ذوقه وعبقريته وتصوراته، دون شطط، أو خلل في
الأحكام ومخارج الحروف والمدود، وفق القواعد المتّبعة المعتمدة،
فإذا تمّ له ذلك بتوفيق من الله (عز وجل) آن له أن يترك التقليد
ويسلك سلوكاً خاصاً بنفسه وصوته ويحسن أن يكون ذلك تحت إشراف أستاذ
مختص بهذا الفن، فيأخذ بإرشاداته وملاحظاته، مع مراقبة الله سبحانه
وتعالى في سائر حركاته وسكناته، فلا يتلاعب بالمدود ويلتزم غاية
الأدب والكمال مع كتاب الله وكلام الله (عز وجل) ثم يختتم تلاوته
بمثل ما ابتدأ به من نفس المقام فإذا ما ترسّخ ذلك في فكره وقنع
بكفاءته أقلع عن التقليد نهائياً، ونهج طريقاً خاصاً بنفسه مظهراً
حقيقة صوته ونبراته ومواهبه وربما أجاد إجادة لم تتح لغيره والله
الموفق. وما توفيقي إلاّ بالله العليّ القدير.
إن أكثر القرّاء في هذا العصر يفتتح
قراءته بنغمة البيات، وهي النغمة المستحسنة في البداية بطبقة صوت
ليست مرتفعة، فيتلو القارىء فيها نحواً من عشرة دقائق تقريباً حسب
مقتضى الحال والزمن المقرر لتلاوته فيرتفع بها تدريجاً دون نشاز
وضمن الحد الذي يستمع الحضور إليه، ويأتي بهذه النغمة (البيات)
قراراً، وهو طبقة الصوت التي بدأ بها وبعد أن يتلو بها فترة من
الزمن، ثم يرتفع بها تدريجاً فيأتي بالجواب، وهي طبقة موازية
للقرار بارتفاع الصوت، ويتلو بها أيضاً بضع آيات حسب نشاطه ومقدرته
ثم يأتي بجواب الجواب إن كان المجلس متّسعاً والحضور والمستمعون
عدد كثير ويتنقل بين قرار وجواب وجواب الجواب حسب سياق الآيات
القرآنية وذوقه السليم. ثم ينتقل إلى نغمة الصبا وهو نغم حزين مؤثر
فيتلو فيه بعض آيات يتخللها نغم العجم وهو قريب جداً من نغمة
الصبا، ومن السهل جداً مبادرته من نغمة الصبا فيتلو بهذا المقام
فترة لا تقل عن خمس دقائق، ثم ينتقل إلى نغمة الحجاز وهي نغمة أهل
المدينة المنوّرة غالباً ونغمة أهل مكّة والحجاز، فيأتي بها قراراً
وجواباً وجواب الجواب إن أمكنه، ثم ينتقل بعدها إلى نغمة السيكا
وهي نغمة أهدأ من سابقتها نغمة الحجاز وهي نغمة جميلة تستهويها
القلوب وتطرب لها الأسماع، ويُحلِّق القارىء بها قراراً وجواباً
إلى غير ذلك.
ثم ينتقل إلى نغمة النهوند ومن
السهل جداً الإتيان به بعد نغمة السيكا، وهو نغمة يتعشقه كثير من
القرّاء، وكثيراً ما يقرؤون به بمدة أطول من غيره ثم بعد القراءة
به قراراً وجواباً ينتقل إلى نغمة الرست، وهي نغمة متأصلة في
النفوس، وكثيرا ما يُقرأ بها في الليالي، والأمسيات حيث يقال إذا
جنَّ ليلك فارست، فيقرأ القارىء بنغمة الرست فترة زمنية لا تقل عن
خمسة دقائق، ثم يعرج بعدها إلى نغمة فرعية تُسمى نغمة (الجهاركاه)
وهي نغمة مؤثرة تتعشقها القلوب وتستهويها الأرواح.
ثم بعد هذا النغم المحب نغم
(الجهاركاه) يعود إلى نغم البيات الذي كانت البداية به وفي الطبقة
الصوتية التي ابتدأ بها، وبذلك يُنهي تلاوته ويكون هذا السُّلَّم
المتدرِّج قد طاف مطافاً كاملاً، وجال تجوالاً رائعاً في سائر
المقامات والنغمات ناهياً تلاوته بصوت منخفض كما ابتدأ. والله
الموفق لما فيه الخير. وقد اختير لكل موضوع من القرآن الكريم ما
يناسبه من النغم:
الصبا:
يناسب آيات وصف أهل الجنة وآيات الاستغفار وقصص الأنبياء وآيات
الزواج والإرث والنفقة.
﴿إِنَّ
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ
وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56)
لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ
قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)﴾
(666).
﴿رَبَّنَا
اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ
الْحِسَابُ﴾
(667).
السيكاه:
يناسب آيات التهديد والوعيد والخوف ووصف النار وأصحاب النار.
﴿يَوْمَ
تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ
لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ
يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾
(668).
الحجاز:
يناسب آيات عظمة الخالق وقدرته في خلق الأرض والجبال والبحار
والأنهار والدواب والشجر والرياح وخلق الإنسان.
﴿أَلَمْ
تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15)
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً﴾
(669).
﴿إِنَّا
خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ
فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾
(670).
البيات:
يناسب آيات القتال والحث على الاستشهاد، وقصار السور(موعظة، قدرة
الخالق، تذكير).
﴿وَلَا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً
بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
(671).
الرست:
يناسب آيات دعاء المؤمنين وآيات الحمد والشكر.
﴿وَذَا
النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ
عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي
الْمُؤْمِنِينَ (88)﴾
(672).
العجم:
يناسب آيات وصف قيام الساعة ويوم القيامة.
﴿وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾
(673).
يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعٍ |
مُحَمّدُ بْنُ الْجزَريِّ الشَّافِعِي |
الحَمدُ لِلّهِ وصَلَّى اللّه |
عَلَى نَبِيّه ومُصْطَفَاهُ |
مُحمّد وَربِهِ وَصَحْبِهِ |
ومُقْرِىءِ القُرْآنِ مَعْ مُحِبّه |
وَبَعْدُ إِنَّ هذِهِ مُقَدِّمَه |
فيما عَلى قَارِئِه أَنْ يَعْلَمَهْ |
إِذْ وعاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ |
قَبْلَ الشُّرُوعِ أَوّلاً أَنْ يَعْلَمُوا |
مَخَارِجَ الحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ |
لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ |
مُحَرِّري التَّجْوِيدِ وَالمَوَاقِفِ |
وَمَا الذي رُسِمَ في المصَاحِفِ |
مِنْ كُلِّ مقطُوعٍ وَموْصُولٍ بها |
وَتَاءِ أُنْثى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِها |
مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبعَةَ عَشَرْ |
على الَّذي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتبَرْ |
فَأَلِفُ الْجوْفِ وَأُخْتَاهَا وَهِي |
حُرُوفُ مَدٍ لِلهَوَاءِ تَنتهِي |
ثمَّ لأَقصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ |
ثمَّ لِوَسْطِهِ فَعينٌ حَاءُ |
أَدْنَاهُ غَيْنٌ خَاؤُهَا وَالقَافُ |
أَقْصى اللسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الكَافُ |
أَسْفَلُ والوَسَطُ فَجِيمُ الشِّينِ يَا |
والضّادُ مِنْ حَافَتِهِ إذْ وَلِيَا |
الأَضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرِ أَوْ يُمْنَاهَا |
واللاّمُ أَدْناهَا لِمُنْتَهاهَا |
والنُّونُ مِنْ طَرَفِهِ تحتُ اجعلوا |
والرَّا يُدانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخَلُ |
وَالطَّاءُ والدَّالُ وَتَامِنْهُ وَمِنْ |
عُلْيَا الثَّنَايَا وَالصَّفِيرُ مُسْتَكِنُ |
مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلى |
وَالظَّاءُ والذَّالُ وَثَا للعُلْيَا |
مِنْ طَرَفَيْهما وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ |
فَالْفَا مَعَ أَطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ |
للشَّفَتَيْنِ الوَاوُ بَاءٌ مِيمُ |
وغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الخَيشُومُ |
صِفَاتُها جَهْرٌ وَرِخْوٌ مُسْتَفِلْ |
مُنْفَتِحٌ مُصْمعتَةٌ وَالضَّدَّ قُلْ |
مَهْمُوسُهَا فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ |
شَديدُهَا لَفْظُ أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ |
وَبَيْنَ رِخْوٍ وَالشَّديدِ لنْ عُمَرْ |
وَسَبْعُ عُلْو خُصَّ ضَغْطٍ قِظ حَصَرْ |
وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطبَقَهْ |
وَفَرَّ مِنْ لُبِّ الحُرُوفِ المُذْلَقَهْ |
صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ |
قَلْقَلَةٌ قُطْبُ جَدٍ وَاللِّينُ |
واوٌ وَيَاءٌ سَكَنَا وَانْفَتَحَا |
قَبْلَهُمَا والانحرَافُ صُحِّحَا |
في اللاَّمِ والرَّا وبتكْرِيرٍ جُعِلْ |
وَلِلتَفَشِّي الشِّينُ ضادٌ اسْتُطِلْ |
والأَخْذُ بالتَّجْويد حَتْمٌ لاَزِمُ |
مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ القُرآنَ آثِمُ |
لأَنَّهُ بِهِ الإلهُ أَنْزَلا |
وهكذا مِنْهُ إليْنَا وَصَلا |
وَهْوَ أيْضاً حِلْيَةُ التّلاوَةِ |
وَزِينةُ الأَدَاءِ والقِرَاءَةِ |
وَهْوَ إعْطَاءِ الحُرُوفِ حَقَّها |
مِنْ صِفة لَهَا ومُسْتَحَقَّها |
وَرَدُّ كُلٌّ وَاحدٍ لأصْلِهِ |
وَاللّفْظُ في نَظيرِهِ كَمِثْلِهِ |
مُكَمَّلاً مِنْ غَيْر مَا تكَلُّفِ |
بِاللُّطْفِ في النُّطْقِ بِلا تَعَسُّفِ |
وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْن تَرْكهِ |
إلاّ رِيَاضَةُ امْرِىء بِفَكِّهِ |
فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أحْرُف |
وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظٍ الأَلِفِ |
كَهَمْزِ الحَمْدُ أَعُوذُ اِهْدِنَا |
اَللّهِ ثُمَّ لاَم لِلّهِ لَنَا |
وَلْيتَلَطَّفْ وَعَلَى اللّهِ ولا الضْ |
والمِيمِ مِنْ مَخْمَصَةٌ ومِنْ مَرَضْ |
وَبَاءِ بَرْقٌ بَاطِلٌ بِهِمْ بِذِي |
فَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ والجَهْرِ الذي |
فِيهَا وَفي الجِيمِ كَحُبِّ الصَّبْرِ |
وَرَبْوَةٍ اجْتُثَّ تْوَحَجُّ الفَجْر |
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا |
وَإِنْ يَكُنْ في الْوَقْف كَان أبْينَا |
وَحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطْتُ الحَقُّ |
وَسِينَ مُسْتَقِيمَ يَسْطُوا يَسْقُوا |
وَرَقِّقِ الرَّاءَ إذا مَا كُسِرَتْ |
كَذاكَ بَعْدَ الكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ |
إِنْ لم تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلا |
أو كانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أصْلاً |
وَالخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ |
وَأَخْفِ تَكْريراً إذا تُشَدَّدُ |
وَفخِّم اللاَّمَ مِن اسْمِ اللّهِ |
عَنْ فَتْح أو ضم كَعَبْدُ اللّهِ |
وَحَرْفَ الاسْتِعْلاءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا |
الاطْبَاقَ أقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالعَصَا |
وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطْتُ مَعْ |
بَسَطْتَ وَالخُلْفُ بنَخْلُقْكُم وَقَعْ |
واحْرِصْ على السُّكُونِ في جَعَلْنا |
أنْعَمْتَ وَالمغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا |
وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُوراً عَسَى |
خوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمحْظُوراً عَصَا |
وَرَاعِ شِدَّةٌ بِكافٍ وَبِتَا |
كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا |
وَأَوَّلَىْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ |
أدْغِمْ كَقُلْ رَبِّيَ وَبَلْ لا وَأبِنْ |
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ |
سَبِّحْهُ لا تُزِغْ قُلُوبَ فَالتَقَمْ |
وإنْ تَلاقَيَا البَيَانُ لازِمُ |
أنْقَضَ ظَهْرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ |
وَاضْطُرَّ مَعَ وَعَظْتَ مَعْ أفَضْتُمُ |
وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُمْ عَلَيْهِمُ |
وَأظْهِر الغُنَّةَ منْ نُونٍ وَمِنْ |
ميم إذا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ |
اَلْمِيمَ إنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةِ لَدَى |
بَاء عَلى الْمُخْتَارِ مِنْ أهْلِ الأَدَا |
وَأظْهِرَنْها عِنْدَ بَاقِي الأحْرُفِ |
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تُخْتَفي |
وَحُكْمُ تَنْوِينٍ وَنُونٍ يُلْفَى |
إظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ إخْفَا |
فَعنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أظْهِرْ وادَّغِمْ |
في اللاَّم والرَّا لا بِغُنَّةٍ لَزِمْ |
وَأدْغمَنْ بِغُنَّةٍ في يُومِنُ |
إلا بكلْمَةٍ كَدُنْيا عنْوَنُوا |
وَالقَلْبُ عِنْدَ البَا بِغُنَّةٍ كَذَا |
الاِخْفَا لَدى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا |
وَالمدُّ لازِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى |
وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتا |
فَلازِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدِّ |
سَاكِنُ حَاليْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ |
وَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ |
مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَاً بكلِمَة |
وَجَائِزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاً |
أوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاً مُسْجَلاً |
وَبَعْدَ تَجْويدِكَ للْحُرُوف |
لا بُدَّ منْ مَعْرِفَةِ الوُقوفِ |
والابْتِدَا وَهْيَ تُقْسَمُ إذنْ |
ثَلاثةٌ تامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ |
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ |
تَعَلُّقٌ أوْ كَانَ مَعْنىً فابتَدى |
فَالتّامُ فَالكافي وَلَفْظاً فَامْنَعَنْ |
إلا رُؤوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالحَسَنْ |
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبيحٌ وَلَهُ |
يُوقَفُ مُضْطَراً وَيُبْدَأُ قَبْلَهُ |
وَلَيْسَ فِي القُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ |
ولا حَرَامٍ غَيْرَ مَا لَهُ سَبَبْ |
وَاعْرِفْ لِمَقْطُوع ومَوْصُول وتَا |
في مُصْحِفِ الإمامِ فِيما قَدْ أَتَى |
فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أَنْ لا |
مَعْ مَلْجَإ وَلاَ إلَه إلاّ |
وَتَعْبُدُوا يَاسينَ ثَاني هُودَ لاَ |
يُشْرِكْنَ تُشْرِك يَدْخُلَنْ تَعْلُوا عَلَى |
أَنْ لا يَقُولُوا لاَ أَقُولَ إِنْ مَا |
بِالرَّعْد وَالمَفْتُوحَ صلْ وَعَنْ مَا |
نُهُوا اقْطعُوا مِنْ مَا بِرُوم والنِّسَا |
خُلْفُ الْمُنَافِقِينَ أمْ مَنْ أَسَّسَا |
فُصِّلَتِ النِّسَا وَذِبْحِ حَيْثُ مَا |
وَأَنْ لم الْمَفْتُوحَ كَسْرَ إِنَّ مَا |
الأنْعام وَالمَفْتُوحَ يَدْعَوْنَ مَعَا |
وَخُلْفُ الأنْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا |
وَكُلٌّ مَا سَأَلْتُمُوهُ واخْتُلِفْ |
رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالوَصْلَ صِفْ |
خَلَفْتُمُونِي واشْتَرَوْا في مَا اقْطَعَا |
أُوحِي أفَضْتُمْ وَاشْتَهَتْ يَبْلُو مَعَا |
ثَاني فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُوم كلا |
تَنْزِيلُ شُعَرَا وَغَيْرَ ذي صلاَ |
فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَمُخْتَلَفْ |
في الشُّعَرَا الأحْزَابِوَالنِّسَا وُصِفْ |
وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلَ |
نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى |
حَجٍّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ |
عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلّى يَوْمَ هُمْ |
وَمَال هذَا وَالذِينَ هَؤُلاَ |
تَ حِينَ في الإمام صِلْ وَوُهْلا |
وَوَزَنُوهُمْ وَكَالُوهُمْ صِلِ |
كَذَا مِنَ آلْ وَهَاوَيَا لا تَفْصِلِ |
وَرَحْمَتَا الزُّخْرُفِ بِالتَّا زَبَرَهْ |
الاَعْرَافِ رُومٍ هُودَ كَافِ البَقَرَهْ |
نعْمَتُهَا ثَلاثُ نَحْلٍ إِبْرَهَمْ |
مَعَاً أخِيرَاتِ عُقُودِ الثَّانِ هَمْ |
لُقْمانَ ثُمَّ فَاطِرٍ كَالطُّورِ |
عِمْرَان لَعَنَتْ بِهَا وَالنُّورِ |
وَامْرَأَتُ يُوسُفَ عمرَانَ القَصَصْ |
تَحْريم مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ تَخُصْ |
شَجرَتَ الدُّخَانِ سُنَّتْ فَاطِرِ |
كُلاًّ وَالأنْفَالِ وحَرْفِ غَافِرِ |
قُرَّتُ عَيْنٍ جَنَّتٌ في وَقَعَتْ |
فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتْ وَكَلِمتْ |
أَوْسَط الأعْرَافِ وكُلُّ مَا اخْتُلِفْ |
جَمْعاً وَفَرْداً فِيهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ |
وابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِن فِعْلٍ بِضَمْ |
إن كَانَ ثَالِثٌ مِنْ الفِعْلِ يُضَمْ |
وَاكْسِرْهُ حَالَ الكَسْرِ والفَتْح وفِي |
الأسْمَاء غَيْرِ اللاَّم كَسْرُهَا وَفِي |
ابْنٍ مَعَ ابْنَتَ امرىء واثْنَيْنِ |
وَامرَأَة وَاسْمَ مَعَ اثْنَتَيْنِ |
وَحَاذِرِ الوَقْفَ بِكُلِّ الْحَرَكَةَ
|
إلاّ إذا رُمْتَ فَبَعْضُ حَرَكَهْ |
إلا بفَتْحٍ أو بِنَصْبٍ وَأَشِمْ |
إشَارَةً بِالضَّمِّ في رَفْعٍ وَضَمْ |
أبْياتُهَا قافٌ وزايٌ بالعَدَدْ |
مَنْ يُتْقِنِ التَّجْويدَ يَظْفَرُ بالرَّشَد |
والحمد لله أولاً وآخراً
اللّهم اجعلنا ممن يستمعون القول
فيتّبعون أحسنه وصلّى الله على رسوله محمد وعلى آله الطيبين
الطاهرين.
اللّهم نوّر قلوبنا بالقرآن، وزيّن
أخلاقنا بالقرآن، وفرّج همومنا وغمومنا بالقرآن، وتقبّل أعمالنا
بالقرآن، وأصلح أمورنا بالقرآن، وارحم موتانا وشهداءنا بالقرآن،
وأدخلنا الجنة بالقرآن، ونجِّنا من العذاب والنار بالقرآن، وفك
أسرانا بالقرآن، وانصر المجاهدين وعساكر المسلمين بالقرآن.
اللّهم اجعل القرآن لنا في الدنيا
قريناً، وفي القبر مؤنساً وأنيساً، وفي القيامة شافعاً وشفيعاً،
وفي الجنة نوراً ورفيقاً يا أرحم الراحمين.
[664]
- جامع الأخبار: ج7، ص13.
[665]
- بحار الأنوار: ج89، ص195.
[666]
- سورة يس، الآيات: 55- 58.
[667]
- سورة إبراهيم، الآية: 41.
[668]
- سورة إبراهيم، الآيتان: 49 - 50.
[669]
- سورة نوح، الآيتان: 15 - 16.
[670]
- سورة الإنسان، الآية: 2.
[671]
- سورة آل عمران، الآية: 169.
[672]
- سورة الأنبياء، الآيتان: 87 - 88.
[673]
- سورة الزمر، الآية: 68.