الكافي لأحكام التجويد

المرحلة الثالثة

 جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد

بيروت - لبنان

الطبعة الأولى

ربيع الأول 1434هـ // 2013م

 

 

 الدرس الحادي عشر: التفخيم والترقيق (1)

 الدرس الثاني عشر: التفخيم والترقيق (2)

 الدرس الثالث عشر: فوائد مهمة في التفخيم والترقيق

 الدرس الرابع عشر: الحروف من حيث تجاورها (1)

 الدرس الخامس عشر: الحروف من حيث تجاورها (2)

 


 



 

التفخيم والترقيق (1)

 

اللام من اسم الله - لام التعريف
 

أسئلة تمهيدية

1- إلى كم قسم تنقسم الحروف العربية من حيث التفخيم والترقيق؟

2- ما ترتيب حرف اللام ومن أين مخرجها؟

3- هل اللام حرف مفخم أو مرقق؟

4- ما خصوصية اللام من (اسم الله)؟

5- ما الحركات الموجبة للتفخيم والترقيق؟

6- ما هي لام التعريف؟ وكم حالة لنطقها؟

7- هل لام التعريف حرف أصلي أم زائد؟


 

تقسم الحروف العربية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:

1 - حروف مفخمة دائماً وهي مجموعة في عبارة (خص ضغط قظ).

2 - حروف تفخم أحياناً: وهي الألف الساكنة واللام من لفظ الجلالة ﴿اللَّهُ﴾ والراء في بعض أحكامها. فالألف لا توصف بتفخيم أو ترقيق واللام فمن حقها الترقيق ولكن تفخم أحياناً والراء من حقها التفخيم وقد ترقق أحياناً، وأيضاً صفة الغنة فقد تفخم أحياناً بحسب الآتي بعدها من الحروف، فإن كان مفخماً فتفخم نحو ﴿مِن طَيِّبَاتِ﴾، وإن كان مرققاً فترقق نحو ﴿مَن كَانَ.

3 - حروف مرققة دائماً: وهي باستثناء ما ذكر أعلاه.

تعريف التفخيم: هو سِمَنٌ يعتري الحرف فيمتلىء الفم بصداه.

تعريف الترقيق: هو نحول يعتري الحرف فلا يمتلىء الفم بصداه.

 

أمّا مراتب التفخيم: ففيه مذهبان:

المذهب الأول: وفيه ثلاثة مراتب وهو ما ذهب إليه بعض أهل الأداء وهي:

1 - المفتوح: ﴿صَبَرَ﴾، ﴿غَفُورٌ﴾.

2 - المضموم: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾، ﴿فَغُلِبُوا﴾.

3 - المكسور: ﴿صِرَاطٍ﴾، ﴿وَغِيضَ﴾.

أما السَّاكن فيُعْتبر مشكولاً بحركة ما قبله نحو: ﴿يَقْرَأُونَ﴾، ﴿سُقْنَاهُ﴾، ﴿شِقْوَتُنَا﴾.

 

المذهب الثاني: وفيه خمس مراتب وهي:

1 - المفتوح وبعده ألف: ﴿الْغَالِبُونَ﴾، ﴿صَادِقُونَ﴾.

2 - المفتوح وليس بعده ألف: ﴿غُلِبَتِ﴾، ﴿صَدَّقَ﴾.

3 - المضموم: ﴿فَغُلِبُوا﴾، ﴿صُمٌّ﴾.

4 - الساكن: ﴿يَغْفِرُ﴾، ﴿يَصْبِرُ﴾.

5 - المكسور: ﴿وَغِيضَ﴾، ﴿الصِّيَامُ﴾.

 

حروف مفخمة أحياناً:

أ - الألف الساكنة : فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها، فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيماً، نحو: ﴿وَحَالَ﴾، ﴿طَالَ﴾.

ب - اللام من اسم الله (سيأتي شرحها بعد قليل).

ج - الراء في بعض أحوالها(سيأتي شرحها في الدرس اللاحق).

 

 

للام من لفظ الجلالة حالتان: التفخيم والترقيق.

تفخم اللام من لفظ الجلالة في المواضع التالية:

1 - إذا كان في بداية الكلام: ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾.

2 - إذا كان مسبوقا بفتح: ﴿هُوَ اللَّهُ﴾.

3 - إذا كان مسبوقا بضم: ﴿أَمْرُ اللَّهِ﴾.

4 - إذا كان مسبوقاً بساكن قبله فتح (ألف مدِّيَّة): ﴿وَعَلَى اللَّهِ﴾.

5 - إذا كان مسبوقا بساكن قبله ضم (واو مدية): ﴿ذَكَرُوا اللَّهَ﴾.

 

ترقق اللام من لفظ الجلالة في المواضيع التالية:

1 - إذا كان مسبوقاً بكسر: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾.

2 - إذا كان مسبوقاً بساكن قبله كسر (ياء مدِّيَّة): ﴿يَهْدِي اللَّهُ﴾.

3 - إذا كان مسبوقاً بتنوين: ﴿أَحَدٌ اللَّهُ﴾، ﴿قَوْمًا اللَّهُ﴾.

 

 

هي لام ساكنة زائدة على بنية الكلمة تجعلها العرب قبل أسماء النكرة لتعريفها نحو: «والشَّمس والقمر» ولها قبل حروف الهجاء كاملة حكمان:

1 - الإظهار القمري.

2 - الإدغام الشمسي.

وضع لام التعريف مع الحروف العربية:

الإظهار القمري: هو أن تظهر لام التعريف بشكل واضح وجلي إذا أتى بعدها أحد حروف الإظهار الأربعة عشر، وهي مجموعة في قول: «اِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ»، وتسمى حروفه بـ «الحروف القمرية» نسبة للام القمر.

ويتم إظهار لام التعريف بتوضيح سكونها، ثم توضيح حركة حروف الإظهار من غير فصل بينهما. وسبب إظهارها هو بعد مخرجها عن الحروف القمرية. نحو: ﴿وَالْعَصْرِ﴾، ﴿الْقَارِعَةُ﴾، ﴿الْجِبَالُ﴾، ﴿الْوَاقِعَةُ﴾.

ملاحظة: على القارىء أن ينتبه ويحرص على إظهار اللام عند حرف الجيم، خوفاً من أن يسبق اللسان إلى إدغامها فيه كما يفعله بعض الطلاب والعوام نحو (الجنّة - الجبال - الجحيم).

 

الإدغام الشمسي: هو أن تُدغم لام التعريف إذا أتى بعدها أحد حروف الإدغام الأربعة عشر، أي المتبقية من الحروف القمرية، وهي مجموعة في أوائل كلمات هذا البيت:

طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحِماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ     دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفاً لِلْكْرَمْ

وتسمى حروفه بـ «الحروف الشمسية» نسبة للام الشمس. وسبب إدغامها هو القرب في المخرج أو الصفة من الحروف الشمسية، ويتم إدغام لام التعريف بدمجها فيما يليها من حروف الإدغام بحيث يصير الحرفان حرفاً واحداً مشدَّداً، نحو: ﴿وَالذَّارِيَاتِ﴾، ﴿الصِّرَاطَ﴾، ﴿الضَّالِّينَ﴾، ﴿اللَّيْلِ﴾.

فائدة: تظهر لام الفصل الساكنة مطلقاً في نحو: ﴿الْتَقَى، وَقُلْ، وَأَنزَلْنَا، وَالْتَفَّتِ﴾ ولام الحرف نحو: ﴿هَلْ﴾ و ﴿بَلْ﴾ إذا وقع بعدهما كل الحروف العربية باستثناء حرفي اللام نحو: ﴿نَجْعَل لَّهُ﴾، ﴿بَل لَّا﴾ أو حرف الراء نحو: ﴿وَقُل رَّبِّ﴾، ﴿بَل رَّفَعَهُ﴾ فيجب إدغامها فيهما للتماثل بالنسبة إلى اللام والتقارب بالنسبة إلى الراء.

أما لام الاسم نحو: ﴿أَلْسِنَتُكُمُ﴾، ﴿وَأَلْوَانِكُمْ﴾، ﴿أَلْفَافاً﴾، ﴿سُلْطَاناً﴾ فيجب إظهارها مطلقاً.

 

أجب عن ما يأتي

1- ما هي لام التعريف؟ وكم حالة لها؟

2- ما هو الإظهار القمري؟ وما حروفه؟ ممثّلاً.

3- ما هو الإدغام الشمسي؟ وما حروفه؟ ممثّلاً.

4- بم جمعت الحروف القمرية والشمسيّة؟

5- ما حكم لاميِ الفعل والحرف مع ما بعدهما من الحروف؟

6- متى تفخّم اللام من لفظ الجلالة؟ ممثّلاً.

7- متى ترقق اللام من لفظ الجلالة؟ ممثّلاً.


تطبيقات

اِقرأ وبيّن نوع اللام التعريف واللام من لفظ الجلالة في الآيات المباركة:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29) كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) (148).

حديث شريف

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لو كان القرآن في إهاب (149) ما مسَّته النار» (150).

 


 



 

التفخيم والترقيق (2)

 

أحكام حرف الراء
 

أسئلة تمهيدية

1- ما هو ترتيب حرف الراء بين الحروف؟

2- ما هو مخرج حرف الراء؟

3- اذكر بعض صفات حرف الراء؟

4- كم حالة لنطقها؟


 

 

خصّ العرب حرف الراء بأحكام ميّزته عن غيره من الحروف، والقارئ الناجح هو الذي يعمل على رياضة فكّه على نطقه بشكل متقن وسليم.

للراء ثلاث حالات: التفخيم والترقيق، وجواز الوجهَيْن.

قبل البدء عن ذكر مواضع التفخيم والترقيق. لا بدّ من ذكر القاعدة التي تقول إن الفتح والضم ومعهما الألف والواو موجبات للتفخيم والكسر ومعه الياء موجبان للترقيق إلا في حالات نادرة وخاصة.

فإذا كانت الراء متحركة فلا حاجة للنظر إلى ما قبلها أو بعدها وإذا كانت ساكنة فتحتاج للنظر إلى حركة الحرف الذي قبلها فإذا كان ساكناً نظرنا إلى حركة الحرف الذي قبله. وإليك موارد التفخيم والترقيق.

 

تُفخّم الراء في المواضع التالية:

1 - إذا كانت مفتوحة: ﴿شُرَكَاءُ﴾، ﴿وبَرَكَاتٍ﴾.

2 - إذا كانت ساكنة بعد فتح: ﴿مَرْيَمَ﴾، ﴿وَزَرْ﴾.

3 - إذا كانت ساكنة للوقف وقبلها ساكن غير حرف الياء وقبل الساكن فتح: ﴿وَالْعَصْرِ﴾، ﴿الأَبْرَارَ﴾.

4 - إذا كانت مضمومة: ﴿كَفَرُواْ﴾، ﴿أُمِرُواْ﴾.

5 - إذا كانت ساكنة بعد ضم: ﴿مُرْسِلِينَ﴾، ﴿الْغُرْفَةَ﴾.

6 - إذا كانت ساكنة للوقف وقبلها ساكن غير حرف الياء وقبل الساكن ضم: ﴿خُسْرٍ﴾، ﴿الْيُسْرَ﴾، ﴿شَكُورٍ﴾.

7 - إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء غير مكسور: ﴿قِرْطَاسٍ﴾، ﴿فِرْقَةٍ﴾.

8 - إذا كانت ساكنة بعد كسر عارض (همزة الوصل) فتفخم وصلاً وابتداء نحو: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾، ﴿أَمِ ارْتَابُواْ﴾، ﴿الَّذِي ارْتَضَى﴾.

 

ترقق الراء في المواضع التالية:

1 - إذا كانت مكسورة: ﴿فَرِيضَةً﴾، ﴿فَرِيقٌ﴾.

2 - إذا كانت ساكنة للوقف بعد كسر: ﴿الْمُدَّثِّرُ﴾، ﴿فَأَنْذِرْ﴾.

3 - إذا كانت ساكنة للوقف بعد ياء ساكنة: ﴿خَيْرٌ﴾، ﴿قَدِيرٌ﴾.

4 - إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي وليس بعدها حرف استعلاء: ﴿مِرْيَةٍ﴾، ﴿فِرْعَوْنَ﴾.

5 - إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء أو غيره لكن مفصول عنها في أول الكلمة الثانية: ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا﴾، ﴿تُصَعِّرْ خَدَّكَ﴾، ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ﴾.

6 - إذا كانت ساكنة للوقف وقبلها ساكن غير استعلاء وقبله كسر: ﴿الذِّكْرَ﴾، ﴿السِّحْرَ﴾.

 

جواز الوجهَيْن:

1 - إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور: ﴿فِرْقٍ﴾، وفيه مذهبان:

المذهب الأول: قال بالتفخيم ولم يعتد بحركة الاستعلاء المكسور.

المذهب الثاني: قال بالترقيق نظراً إلى حركة حرف الاستعلاء المكسور، لأنّ الكسر أضعفَ تفخيمَه، وذلك في حالة الوصل. والترقيق مقدم في الأداء. أما الوقوف على ﴿فِرْقٍ﴾ فهناك تفصيل عند العلماء:

فمن يرى التفخيم في الوصل فليس له في الوقف إلاّ التفخيم قولاً واحداً سواء أَوَقَف بالسكون أم بالرَّوم.

ومن رقّقها وصلاً فيجوز عنده الوجهان وقفاً: التفخيم والترقيق إذا وقف بالسكون المحض، والترقيق مقدم أداءً. وأما إذا وقف بالرَّوم فليس له إلاّ وجه الترقيق.

 

2 - إذا كانت ساكنة للوقف وقبلها استعلاء ساكن مكسور ما قبله، نحو: ﴿مِصْرَ﴾، ﴿الْقِطْرِ﴾.

والمختار عند بعضهم التفخيم في راء مِصْر، والترقيق في راء القِطر، نظراً للوصل وعملاً بالأصل وقد أشار إلى ذلك بعضهم بقوله: واختير أن يوقف مثل الوصل في راء مصر، القطر، يا ذا الفضل.

وهناك من يرى التفخيم في الكلمتَيْن نظراً لحالة الاستعلاء قبل الراء، وعليه العمل به عند أكثر أهل الأداء.

 

3 - الوقف على الراء في كلمة: ﴿يَسْرِ﴾، و﴿فَأَسْرِ﴾ و﴿أَنْ أَسْرِ﴾، وفيه مذهبان:

المذهب الأول (لم يعتد بالأصل): قال بالتفخيم حيث اعتبر أن الراء مسبوقة بساكن وقبل الساكن فتح.

المذهب الثاني (اعتد بالأصل) وقال بالترقيق نظراً إلى أن أصل الكلمة يسري، والياء حذفت تخفيفاً. والترقيق مقدم أداءً عند ابن الجزري.

 

4 - الوقف على الراء في كلمة: ﴿النُّذُرُ﴾ في المواضع الستة في سورة القمر. وفيه مذهبان:

المذهب الأول (لم يعتد بالأصل): قال بالتفخيم حيث اعتبر أن الراء مسبوقة بضم.

المذهب الثاني (اعتد بالأصل): قال بالترقيق نظراً إلى أن أصل الكلمة: نُذري. والتفخيم مقدم أداءً.


 

أجب عن ما يأتي

 

1- كم حكماً لقراءة الراء؟ اذكرها.

2- متى تفخم الراء؟ اذكر كل موضع ومثّل له من القرآن.

3- متى ترقق الراء؟ اذكر كل موضع ومثّل له من القرآن.

4- ما هي المواضع التي يجوز فيها تفخيم الراء وترقيقها؟

5- ما هو حكم الراء في كلمة (ونذر) بمواضعها الستة؟


تطبيقات

إِقرأ وبيِّن الراءات المفخمة والمرققة، والتي يجوز فيها الوجهان من هذه الآيات الكريمة:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُواْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32) (151).

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) (152).

 

فضل سورة القمر:

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة» (153).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من قرأ اقتربت الساعة في كل ليلتين بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر» (154).


ملخص أحكام الراء

1 - التفخيم:

- إذا كانت مفتوحة أو مضمومة ﴿رُحَمَاءُ﴾، ﴿بِرَبِّكُمْ﴾.

- إذا كانت ساكنة وقبلها فتحٌ أو ضم ﴿زَرْعٍ﴾، ﴿زُرْتُمُ﴾.

- إذا كانت ساكنة وقبلها كسرٌ عارض ﴿لِمَنِ ارْتَضَى﴾.

- إذا كانت ساكنة وقبلها كسرٌ أصلي وبعدَها حرفُ استعلاء غيرُ مكسور ﴿قِرْطَاسٍ﴾، ﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾، ﴿فِرْقَةٍ﴾.

- إذا سُكّنت وقفاً، وكان قبلها ساكنٌ وقبلَ الساكن فتحٌ أو ضمٌ، ﴿الْقَدْرِ﴾، ﴿خُسْرٍ﴾.

 

2 - التَّرقيق:

- إذا كانت مكسورة ﴿رِزْقًا﴾.

- إذا كانت ساكنة وقبلها كسرٌ أصلي ﴿فِرْعَوْنَ﴾.

- إذا سُكِّنت وكان قبلها ياءٌ ساكنة ﴿قَدِيرٌ﴾، ﴿خَيْرٍ﴾.

- إذا سُكنت وقفاً وكان قبلهاحرف استفال ساكن قبله كَسِّر ﴿السِّحْرُ﴾.

 

3 - جواز الوجهَيْن:

- إذا كانت ساكنة وقبلها كسرٌ أصلي وبعدَها حرف استعلاء مكسور ﴿فِرْقٍ﴾.

- إذا سُكِّنت في آخرِ الكلمة وكان قبلها حرفُ استعلاء وقبله كسر ﴿مِصْرَ﴾، ﴿الْقِطْرِ﴾.

- توجد كلمات أُخرى قد ورد فيها الترقيق والتفخيم حالَ الوقف عليها ﴿فَأَسْرِ﴾، و﴿أَنْ أَسْرِ﴾، و﴿يَسْرِ﴾.

 

 

 


 



 

فوائد هامة في الترقيق والتفخيم

 

معرفة الترقيق والتفخيم

 

أول ما يجب على مريد إتقان القرآن، هو تصحيح إخراج كل حرف من مخرجه المختص به تصحيحاً يمتاز به عن مقاربه، وتوفية كل حرف صفته المعروفة به توفية تخرجه عن مجانسه، ويعمل لسانه وفمه بالرياضة في ذلك إعمالاً يصير ذلك له طبعاً وسليقة. فكل حرف شارك غيره في مخرجه فإنه لا يمتاز عن مشاركه بالصفات، وكل حرف شارك غيره في صفاته فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج، فإذا أحكم القارىء النطق بكل حرف شارك غيره في صفاته فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج، فإذا أحكم القارىء النطق بكل حرف على حدته موفياً حقه فليعمل نفسه بأحكامه حالة التركيب لأنه ينشأ عن التركيب ما لم يكن حالة الأفراد، وذلك ظاهر فكم ممن يحسن الحروف مفردة ولا يحسنها مركبة بحسب ما يجاورها من مجانس ومقارب وقوي وضعيف ومفخّم ومرقق فيجذب القوي الضعيف، ويغلب المفخَّم المرقق، فيصعب على اللسان النطق بذلك على حقه إلاّ بالرياضة الشديدة حالة التركيب، فمن أحكم صحة اللفظ حالة التركيب حصل على حقيقة التجويد بالإتقان والتدريب، وسنورد من ذلك ما هو كافٍ إن شاء الله.

 

اعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شيء منها إلا «اللام» من اسم الله تعالى «والراء» في بعض الأحوال. والحروف المستعلية كلها مفخّمة لا يستثنى منها حال من الأحوال.

وأما «الألف» فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيماً.

فـ «الهمزة» إذا ابتدأ بها القارىء من كلمة فليلفظ بها سَلِسَة في النطق سهلة في الذوق، وليتحفظ من تغليظ النطق بها نحو: ﴿الْحَمْدُ﴾، ﴿الَّذِينَ﴾ و﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾، ولا سيما إذا أتى بعدها «ألف» نحو: ﴿أَتَى﴾، ﴿لَآيَاتٍ﴾ و﴿أَمِينٍ﴾. فإن جاء حرف مفخم كان التحفظ آكد نحو: ﴿اللَّهَ﴾، ﴿الطَّلاَقَ﴾، ﴿اصْطَفَى﴾ و﴿وَأَصْلَحَ﴾. فإن كان حرفاً مجانسها أو مقاربها كان التحفظ بسهولتها أشد وبترقيقها أوكد نحو: ﴿اهْدِنَا﴾، ﴿أَعُوذُ﴾، ﴿أَعْطَى﴾، ﴿أَحَطْتُ﴾ و﴿أَحَقُّ﴾. فكثير من الناس ما ينطق بها في ذلك كالمتهوع.

وكذا «الباء» إذا أتى بعدها حرف مفخم نحو: ﴿بَطَلَ﴾، ﴿بُغِيَ﴾ ﴿وَبَصَلِهَا﴾. فإن حال بينهما «ألف» كان التحفظ بترقيقها أبلغ نحو: ﴿بَاطِلًا﴾، ﴿بَاغٍ﴾، ﴿وَالأَسْبَاطِ﴾، فكيف إذا وليها حرفان مفخمان نحو: ﴿بَرِقَ﴾، ﴿البقرة﴾ و﴿طَبَعَ﴾. وليحذر في ترقيقها من ذهاب شدّتها سيما إذا كان الحرف خفيفاً نحو: ﴿رَبِّهِمْ﴾، ﴿بِهَا﴾، ﴿بَاسِطٌ﴾ و﴿بَارِئِكُمْ﴾ أو ضعيفاً نحو:﴿بِثَلاَثَةِ﴾، ﴿بِذِي﴾ و﴿بِسَاحَتِهِمْ﴾. وإذا سكنت كان التحفظ بما فيها من الشدة والجهر أشد نحو: ﴿رَبْوَةٍ﴾، ﴿كَحُبِّ﴾، ﴿قَبْلُ﴾، ﴿فَانْصَبْ﴾ و﴿الْخَبْءَ﴾. وكذلك الحكم في سائر حروف القلقلة لاجتماع الشدة والجهر فيها نحو: ﴿يَجْعَلُونَ﴾، ﴿الْحَجَرَ﴾، ﴿الْفَجْرِ﴾، ﴿وَجْهَكَ﴾ و﴿النَّجْدَيْنِ﴾.

ونحو: ﴿العَدْل﴾، ﴿الْقَدْرِ﴾، ﴿عَدُوٌّ﴾، ﴿قَدْ نَرَى﴾، و﴿وَاقْصِدْ﴾. ونحو: ﴿يَطْمَعُونَ﴾، ﴿الْبَطْشَةَ﴾، ﴿مَطْلِعَ﴾، ﴿إِطْعَامُ﴾ و﴿مَا لَمْ تُحِطْ﴾. ونحو: ﴿يَقْطَعُونَ﴾، ﴿بَقْلِهَا﴾ و﴿إِن يَسْرِقْ﴾.

و «التاء» يتحفظ بما فيها من الشدة لئلا تصير رخوة - كما ينطق بها بعض الناس - وربما جُعلت «سيناً» لا سيما ذا كانت ساكنة نحو: ﴿فِتْنَةً﴾، ﴿فَتْرَةٍ﴾ و﴿يَتْلُونَ﴾. وليكن التحفّظ بها إذا تكررت آكد نحو: ﴿تَتَوفَّاهُمُ﴾، ﴿تَتَوَلَّوْاْ﴾، ﴿كِدتَّ تَرْكَنُ﴾ و ﴿تَتْبَعُهَا الرَّاجِفَة﴾. كذلك كلما تكرر من مثلَيْن نحو: ﴿ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾، ﴿حَاجَجْتُمْ﴾، ﴿لَا أَبْرَحُ حَتَّى﴾، ﴿يَرْتَدَّ﴾، ﴿اشْدُدْ﴾، ﴿صَدَدْنَاكُمْ﴾، ﴿وَعَدَّدَهُ﴾، ﴿ذِي الذِّكْرِ﴾، ﴿مُحَرَّرًا﴾، ﴿تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾، ﴿بِشَرَرٍ﴾، ﴿فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ﴾، ﴿شَطَطًا﴾، ﴿نَطْبَعُ عَلَى﴾، ﴿يُخَفَّفُ﴾، ﴿تَعْرِفُ فِي﴾، ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾، ﴿إِنَّكِ كُنتِ﴾، ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ﴾، ﴿جِبَاهُهُمْ﴾، ﴿وُجُوهَهُمْ﴾، ﴿فِيهِ هُدَىً﴾، ﴿فَاعْبُدُوهُ هَذَا﴾، ﴿وُورِيَ﴾، ﴿يَسْتَحْيِي﴾، ﴿وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ﴾، ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ﴾ و﴿حُيِّيتُمْ﴾ لصعوبة اللفظ بالمكرر على اللسان، ويعتنى ببيانها وتخليصها مرققة إذا أتى بعدها حرف إطباق ولا سيما «الطاء» التي شاركتها في المخرج، وذلك نحو: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ﴾، ﴿تَطْهِيرًا﴾، ﴿وَلَا تَطْغَوْاْ﴾، ﴿تَصْدِيَة﴾، ﴿تَصُدُّونَ﴾ و﴿تُظْلَمُونَ﴾.

و «الثاء» حرف ضعيف فإذا وقع ساكنها فليحتفظ في بيانه لا سيما إذا أتى بعده حرف يقاربه نحو: ﴿لَبِثْتُ﴾ و﴿لَبِثْتُمْ﴾. وكذا إن أتى قبل حرف استعلاء وجب التحرز في بيانه لضعف وقوة الاستعلاء بعده نحو: ﴿أَثْخَنتُمُوهُمْ﴾ و﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ﴾.

و «الجيم» يجب أن يتحفّظ بإخراجها من مخرجها فربما خرجت من دون مخرجها فينتشر بها اللسان فتصير ممزوجة بـ «الشين» كما يفعله بعض الناس، وإذا سكنت وأتى بعدها بعض الحروف المهموسة كان الاحتراز بجهرها وشدّتها أبلغ نحو ﴿اجْتَمَعُواْ﴾، ﴿اجْتَنَبُواْ﴾، ﴿خَرَجْتَ﴾، ﴿تُجْزَوْنَ﴾، ﴿زَجْرًا﴾ و﴿رِجْسًا﴾. لئلا تضعف فتمتزج بـ «الشين» وكذلك إذا كانت مشددة نحو: ﴿الْحَجَّ﴾ و﴿أَتُحَآجُّونِّي﴾، ولا سيما نحو: ﴿لُّجِّيٍّ﴾ و﴿يُوَجِّههُّ﴾، لأجل مجانسة «الياء» وخفاء «الهاء».

و «الحاء» تجب العناية بإظهارها إذا وقع بعدها مجانسها أو مقاربها لا سيما إذا سكنت نحو: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾ ﴿وَسَبِّحْهُ﴾، فكثيراً ما يقلبونها في الأول «عين» ويدغمونها، ويقلبون «الهاء» في سبِّحه «هاء» لضعف «الهاء» وقوة «الحاء» فتجذبها فينطقون بـ «حاء» مشددة، وكذلك يجب الاعتناء بترقيقها إذا جاورها حرف الاستعلاء نحو: ﴿أَحَطتُ﴾ و﴿الْحَقِّ﴾. فإن اكتنفها حرفان مفخمان كان ذلك أوجب نحو: ﴿حَصْحَصَ﴾.

و «الخاء» يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ، وإذا وقع بعدها «ألف» أمكن نحو: ﴿خَلْقٍ﴾، ﴿غَلَبَ﴾، ﴿طَغَى﴾، ﴿صَعِيدًا﴾، ﴿ضَرَبَ﴾، ﴿خَالِقٌ﴾، ﴿صَادِقَ﴾ و﴿طَائِفٌ﴾.

و «الدال» فإذا كانت بدلاً من «تاء» وجب بيانها لئلا يميل اللسان بها إلى أصلها نحو: ﴿مُزْدَجَرٌ﴾ و﴿تَزْدَرِي﴾.

و «الذال» يعتني بإظهارها إذا سكنت وأتى بعدها «نون» نحو: ﴿فَنَبَذْنَاهُ﴾ و ﴿وَإِذْ نَتَقْنَا﴾. وكذلك يعتنى بترقيقها وبيان انفتاحها واستفالها إذا جاورها حرف مفخم، وإلاّ ربما انقلبت «ظاء» نحو: ﴿ذَرْهُمْ﴾، ﴿ذَرَّةٍ﴾، ﴿أَنذَرْتُكُمْ﴾ و﴿الأَذْقَانِ﴾. ولا سيما في نحو: ﴿الْمُنذَرِينَ﴾، ﴿مَحْذُورًا﴾ و ﴿وَذَلَّلْنَاهَا﴾، لئلا تشتبه نحو: ﴿الْمُنظَرِينَ﴾، ﴿مَحْظُورًا﴾ و ﴿وَظَلَّلْنَا﴾، فبعض الناس ينطق بها «ذال».

و «الراء» انفرد بكونه مكرراً، صفة لازمة له لغلظه، والصواب التحفّظ من ذلك بإخفاء تكرارها كما هو مذهب المحققين، فيجب أن يلفظ بها مشددة تشديداً ينبو اللسان نبْوة واحدة وارتفاعاً واحداً من غير مبالغة في الحصر والعسر نحو: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ﴿وَخَرَّ مُوسَى﴾، ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا﴾.

و «الزاي» يتحفظ ببيان جهرها لا سيما إذا سكّنت نحو: ﴿تَزْدَرِي﴾، ﴿أَزْكَى﴾، ﴿رِزْقًا﴾، ﴿مُزْجَاةٍ﴾، ﴿لَيُزْلِقُونَكَ﴾ و﴿وِزْرَكَ﴾. وليكن التحفظ بذلك إذا كان مجاورها حرفاً مهموساً آكد لئلا يقرب من «السين» نحو: ﴿كَنَزْتُمْ﴾.

و «السين» يعتني ببيان انفتاحها واستفالها إذا أتى بعدها حرف إطباق لئلا تجذبها قوّته فتقلبها «صاد» نحو: ﴿بَسْطَةً﴾، ﴿مَسْطُورًا﴾، ﴿تَسْتَطِيعَ﴾ و﴿أَقْسَطُ﴾. وكذلك نحو: ﴿لَسَلَّطَهُمْ﴾، ﴿سُلْطَانٍ﴾ و﴿تُسَاقِطْ﴾. ويتحفظ ببيان همسها إذا أتى بعدها غير ذلك نحو: ﴿مُسْتَقِيمًا﴾ و﴿مَسْجِدٍ﴾، فربما ضارعت في ذلك «الزاي». ونحو: ﴿وَأَسَرُّواْ﴾، ﴿عَسَى﴾، ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ و﴿قَسَمْنَا﴾، لئلا يشتبه نحو: ﴿وَأَصَرُّواْ﴾، ﴿وَعَصَى﴾، ﴿تُصْبِحُونَ﴾ و﴿قَصَمْنَا﴾.

و «الشين» انفردت بصفة التفشي فليعنى ببيانه لا سيما في حال تشديدها أو سكونها نحو: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ﴾، ﴿اُشْتَرَاهُ﴾، ﴿اشْدُدْ﴾ و﴿الرُّشْدِ﴾، ولا سيما في الوقف. وفي نحو: ﴿شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ و﴿شَجَرَةٌ تَخْرُجُ﴾، فليكن البيان أوكد للتجانس.

 و «الصاد» ليحترز حال سكونها إذا أتى بعدها «تاء» أن تقرب من «السين» نحو: ﴿وَلَوْ حَرَصْتَ﴾ و﴿حَرَصْتُمْ﴾. أو «طاء» أن تقرب من «الزاي» نحو: ﴿اصْطَفَى﴾ و﴿يَصْطَفِي﴾ أو «دال» نحو: ﴿أَصْدَقُ﴾، ﴿يُصْدِرَ﴾ ﴿وَتَصْدِيَةً﴾.

و «الضاد» انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة وقلَّ من يحسنه، فليحذر من قلبه إلى «الظاء» لا سيما فيما يشتبه بلفظه نحو: ﴿ضَلَّ مَن تَدْعُونَ﴾، يشتبه بقوله: ﴿ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾. وليعمل الرياضة في أحكام لفظه خصوصاً إذا جاوره «ظاء» نحو: ﴿أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾ و﴿يَعَضُّ الظَّالِمُ﴾. أو حرف مفخّم نحو: ﴿أَرْضُ اللَّهِ﴾. أو يجانس ما يشبهه نحو: ﴿الأَرْضِ ذَهَبًا﴾. وكذا إذا سكّن وأتى بعده حرف إطباق نحو: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾. أو غيره نحو: ﴿أَفَضْتُمْ﴾، ﴿وَخُضْتُمْ﴾، ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ﴾ و﴿فِي تَضْلِيلٍ﴾.

 و «الطاء» أقوى الحروف تفخيماً، فلتوّف حقها ولا سيما إذا كانت مشددة نحو: ﴿اطَّيَّرْنَا﴾ و﴿أَن يَطَّوَّفَ﴾. وإذا سكّنت وأتى بعدها «تاء» وجب إدغامها ناقصاً غير مستكمل بل تبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء لقوة «الطاء» وضعف «التاء» نحو: ﴿بَسَطتَ﴾، ﴿أَحَطتُ﴾ و﴿فَرَّطتُ﴾. كما يحكم ذلك في المشافهة.

و «الظاء» يتحفظ ببيانها إذا سكّنت وأتى بعدها «تاء» نحو: ﴿أَوَعَظْتَ﴾، ولا ثاني له.

و «العين» يحترز من تفخيمها لا سيما إذا أتى بعدها «ألف» نحو: ﴿الْعَالَمِينَ﴾ و﴿عَالِمُ﴾. وإذا سكّنت وأتى بعدها حرف مهموس فليبين جهرها نحو: ﴿الْمُعْتَدِينَ﴾ و﴿وَلاَ تَعْتَدُواْ﴾. وإن وقع بعدها «غين» وجب إظهارها لئلا يبادر اللسان للإدغام لقرب المخرج نحو: ﴿وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾.

و «الغين» يجب إظهارها عند كل حرف لاقاها وذلك آكد في حرف الحلق، وحالة الإسكان أوجب، وليحترز مع ذلك تحريكها لا سيما إذا اجتمعا في كلمة واحدة، وأمثلة ذلك نحو: ﴿يُغْشِي﴾، ﴿أَفْرِغْ عَلَيْنَا﴾، ﴿الْمَغْضُوبِ﴾، ﴿ضِغْثًا﴾، ﴿يَغْفِرُ﴾ و ﴿وَأَغْطَشَ﴾. وليكن اعتناؤه بإظهار ﴿لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ أبلغ وحرصه على سكونه أشد، لقرب ما بين «الغين» و«القاف» مخرجاً وصفة.

و «الفاء» فيجب إظهارها عند «الميم» و«الواو» نحو: و﴿تَلْقَفُ مَا﴾، ﴿لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ﴾. فليحرص على ذلك، وكذلك عند «الباء» نحو: ﴿نَخْسِفْ بِهِمُ﴾.

و «القاف» وليحترز على توفيتها حقها كاملاً، وليتحفظ مما يأتي به بعض الناس في إذهاب صفة الاستعلاء منها حتى تصير كـ «الكاف» نحو: ﴿خَلَقَ﴾ و﴿خَلَقَكَ﴾. فأما إذا كانت ساكنة قبل «الكاف» كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ فلا خلاف في إدغامها أو إبقاء صفة الاستعلاء فيها، والوجهان صحيحان والمقدّم هو الإدغام الكامل.

 و «الكاف» فليعنى بما فيها من الشدة والهمس، وليحذر من إجراء الصوت معها ولا سيما إذا تكررت أو شدّدت، أو جاورها حرف مهموس نحو: ﴿بِشِرْكِكُمْ﴾، ﴿يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ﴾، ﴿نَكْتَلْ﴾ و﴿كُشِطَتْ﴾.

و «اللام» يحسن ترقيقها لا سيما إذا جاورت حرف تفخيم نحو: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾، ﴿عَلَى اللَّهِ﴾، ﴿جَعَلَ اللَّهُ﴾، ﴿اللَّطِيفُ﴾، ﴿اخْتَلَطَ﴾، ﴿وَلْيَتَلَطَّفْ﴾ و﴿لَسَلَّطَهُمْ﴾. وإذا سكّنت أتى بعدها «نون» فليحرص على إظهارها مع رعاية السكون، وليحذر من الذي يفعله بعض الناس من قصد قلقلتها حرصاً على الإظهار، وهذا لا يصح، وذلك نحو: ﴿جَعَلْنَا﴾، ﴿أَنزَلْنَا﴾، ﴿فَضَّلْنَا﴾، ﴿وَظَلَّلْنَا﴾، ﴿أَرْسَلْنَا﴾، ﴿قُلْنَا﴾ و﴿قُلْ تَعَالَوْاْ﴾.

و «الميم» حرف أغن وتظهر غنّته من الخيشوم إذا كان مدغماً أو مخففاً. فإن أتى محركاً فليحذر من تفخيمه ولا سيما إذا أتى بعده حرف مفخم نحو: ﴿مَخْمَصَةٍ﴾، ﴿مَرَضٌ﴾، ﴿مَرْيَمَ﴾ و﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ﴾، فإن أتى بعده «ألف» كان التحرز من التفخيم آكد نحو: ﴿مَالِكَ﴾ و﴿وَمَا أُنزِلَ﴾.

و «النون» حرف أغن آصل في الغنة من الميم لقربه من الخيشوم، فليتحفظ من تفخيمه إذا كان متحركاً لا سيما إن جاء بعده «ألف» نحو:﴿أَنَا اللَّهُ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ﴾، ﴿نَصْرٌ﴾، ﴿نَكَصَ﴾ و﴿نَرَى﴾. وليحترز من إخفائها حالة الوقف على نحو: ﴿الْعَالَمِينَ﴾، ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ و﴿الظَّالِمُونَ﴾، فليعنى ببيانها فكثيراً ما يتركون ذلك فلا يسمعونها حالة الوقف.

 و «الهاء» يعتنى بها صفة ومخرجاً لبعدها وخفائها ولا سيما إذا كانت مكسورة نحو: ﴿عَلَيْهِمْ﴾، ﴿قُلُوبِهِمْ﴾ و﴿سَمْعُهُمْ﴾. وكذلك إذا جاورها ما يقاربها صفة صفة أو مخرجاً، فليكن التحفظ ببيانها آكد نحو: ﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾، ﴿مَعَهُمُ﴾، ﴿وَسَبِّحْهُ﴾. ولا سيما إذا وقعت بين ألفين نحو: ﴿بَنَاهَا﴾، ﴿طَحَاهَا﴾ و﴿ضُحَاهَا﴾. فقد اجتمع في ذلك ثلاثة أحرف خفية، وليكن التحفظ ببيانها ساكنة أوجب نحو: ﴿اهْدِنَا﴾، ﴿عَهْدًا﴾، ﴿يَسْتَهْزِىءُ﴾، ﴿اهْتَدَى﴾ و﴿كَالْعِهْنِ﴾. وليخلص لفظها مشددة غير مشوبة بتفخيم نحو: ﴿أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ﴾ و﴿الْقَهَّارُ﴾. وليحترز من فك إدغامها عند نطقه بها، كذلك نحو:﴿يُكْرِهْهُّنَّ﴾ و﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾. وقد جاز فيها الإدغام والإظهار والسكت.

و «الواو» فإذا كانت مضمومة أو مكسورة تحفظ في بيانها من أن يخالطها لفظ غيرها أو يقصر اللفظ عن حقها نحو: ﴿تَفَاوُتٍ﴾، ﴿وُجُوهُ﴾، ﴿وَلاَ تَنْسَوُاْ الْفَضْلَ﴾ و﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ﴾. وليكن التحفّظ بها حال تكرارها أشد نحو: ﴿وُورِيَ﴾. وليحترز من مضغها حال تشديدها نحو: ﴿عَدُوًّا وَحَزَناً﴾، ﴿بِالْغَدُوِّ﴾، ﴿وَأُفَوِّضُ﴾ و﴿لَوْ﴾ و﴿اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ﴾. فإن سكّنت وانضم ما قبلها وجب تمكينها بحسب ما فيها من المد. واعتنِ بضم الشفتين لتخرج «الواو» من بينهما صحيحة ممكنة. فإن جاء بعدها «واو» أخرى وجب إظهارهما واللفظ بكل منهما نحو: ﴿آمَنُواْ وَعَمِلُواْ﴾ و﴿قَالُواْ وَهُمْ﴾.

 و «الياء» فليعتنى بإخراجها محرّكة بلطف ويسر خفيفة نحو: ﴿تَرَيِنَّ﴾، ﴿لَا شِيَةَ﴾ و﴿مَعَايِشَ﴾. وليحترز من قلبها فيهما «همزة» وليحسن في تمكينها إذا جاءت حرف مد ولا سيما إذا وقع بعدها «ياء» محركة نحو: ﴿فِي يَوْمٍ﴾ و﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ﴾. وإذا أتت مشددة فليحتفظ من لوكها ومطّها نحو: ﴿إِيَّاكَ﴾، ﴿عِتِيًّا﴾، ﴿بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ﴾، ﴿لُّجِّيٍّ﴾ و﴿دُرِّيٌّ يُوقَدُ﴾. فيجب أن ينبو اللسان نبوة واحدة وحركة واحدة.

هذا ما تيسّر من الكلام عن تجويد الحروف مركبة، والمشافهة تكشف حقيقة ذلك، والرياضة والمراس والمِران توصل إليه.


 



 

الحروف من حيث تجاورها (1)

 

الإدغام المتماثل والمتقارب
 

أسئلة تمهيدية

1- ما هو الإدغام لغةً واصطلاحاً؟

2- ما معنى الحرفيْن المتماثليْن؟

3- ما معنى الحرفين المتقاربيْن؟

4- ما فائدة الإدغام؟


 

تقسم الحروف العربية من حيث تجاورها إلى أربعة أقسام:

1 - أن يكون الحرفان متماثلين (التماثل).

2 - أن يكون الحرفان متقاربين (التقارب).

3 - أن يكون الحرفان متجانسين (التجانس).

4 - أن يكون الحرفان متباعدين (التباعد).

وهنا نبدأ بدراسة الصفات العرضية التي لها علاقة بمجاورة الحروف بعضها لبعض وتأثيرها على بعضها. كالإدغام والمدّ وغيره.


 

لغة: الإدخال والدمج.

وفي اصطلاح القراء: هو إيصال حرف ساكن في حرف آخر متحرك بحيث يصيران بعد الإدغام حرفاً واحداً مشدداً كالثاني (أو هو لفظ الحرفين كالثاني مشدداً لفظاً لا كتابة) يرتفع المخرج بهما ارتفاعة واحدةً ويكونان في كلمتَيْن.


 

الحرفان المتماثلان: هما الحرفان المتفقان في المخرج والصفات. (اتفقا مخرجاً وصفة) كالدالَين والباءَيْن و...

 

1 - إدغام المتماثلَيْن: إذا التقى حرفان متماثلان الأول منهما ساكن والثاني متحرك وجب الإدغام لجميع القرّاء، نحو: ﴿رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ﴾، ﴿يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ﴾. ويسمى هذا النوع من الإدغام بالإدغام الكامل. وعلامته في المصحف الشريف هو تجريد الحرف الأول من السكون وتشديد الحرف الثاني.

ويسري هذا الإدغام على كل حرفَيْن متماثلَيْن أولهما ساكن ما عدا أحرف المد فإنه يمتنع لوجود المد، نحو:

1 - الواو المَدِّيَّة مع الواو غير المدية: ﴿آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾، ﴿قَالُواْ وَهُمْ﴾.

2 - الياء المَديَّة مع الياء غير المدية: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ﴾، ﴿فِي يُوسُفَ﴾.

ويأتي المتماثلان في كلمتَيْن متصلتَيْن نحو: ﴿يُدْرِككُّمُ﴾ أو منفصلتَيْن نحو:﴿إِذ ذَّهَبَ﴾.

ويصاحب إدغام النون في النون والميم في الميم غنة طويلة (أكمل ما تكون). نحو: ﴿مِن نَّارٍ﴾، ﴿أَم مَّنْ﴾.


 

الحرفان المتقاربان: هما الحرفان المتقاربان في المخرج والصفات. (تقارباً مخرجاً وصفةً). ومعنى التقارب هو أن يتفق الحرفان في أكثر الصفات.

 

2 - إدغام المتقاربَيْن: إذا التقى حرفان متقاربان الأول منهما ساكن والثاني متحرك وجب الإظهار عند حفص عن عاصم إلاّ في موضعَيْن فإنه أدغمهما وهما:

1 - اللام الساكنة في الراء: ﴿وقُل رَّبِّ﴾، ﴿بَل رَّفَعَهُ﴾.

2 - القاف الساكنة في الكاف: ﴿نَخْلُقكُّمْ﴾ وقد ذكِرَت مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة المرسلات الآية (20) ويكون بإدغام القاف في حرف الكاف إدغاماً كاملاً بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً أو إدغاماً ناقصاً بحيث تبقى صفة الاستعلاء للقاف ظاهرة، والإدغام الكامل مقدم في الأداء لحفص والوجهان صحيحان ومقروء بهما وسيأتي تعريف الإدغام الناقص في باب المتجانسَيْن.

كما أدغم حفص في باب التقارب مواضع أخرى وهي: النون الساكنة في (يرملون)، ولام التعريف في الأحرف الشمسية.

 

أجب عن ما يأتي

1- ما معنى إدغام المتماثلَيْن؟

2- متى يغن إدغام المتماثلَيْن؟ وفي كم كلمة يأتي؟

3- ماذا يستثنى من الإدغام المتماثلَيْن؟ مثل ذلك؟

4- ماهي أوجه قراءة (هاء) مالي في سورة الحاقة؟

5- ما معنى إدغام المتقاربَيْن؟

6- ماذا يستثنى من الإدغام المتقاربَيْن؟ وما السبب في ذلك؟

7- ما أوجه قراءة ﴿نَخْلُقكُّمْ﴾ في سورة المرسلات؟


تطبيقات

 إِقرأ وبيّن أحكام المتماثلَيْن، والمتقاربَيْن، والمتجانسَيْن، من هذه الآيات الكريمة:

- ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْاْ فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (155).

- ﴿ وَلَا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (156).

- ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً (157).

- ﴿ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُواْ الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (158).

- ﴿ قَالَ تاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ (159).

- ﴿ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (160).

- ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (161).

- ﴿ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (162).

- ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (163).

- ﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (164).

 


 



 

الحروف من حيث تجاورها (2)

 

المتجانس - المتباعد
 

أسئلة تمهيدية

 

1- ما هو الإدغام الكامل؟

2- ما معنى الحرفَيْن المتجانسَيْن؟

3- ما معنى الحرفَيْن المتباعدَيْن؟


 

الحرفان المتجانسان: هما الحرفان المتفقان في المخرج والمختلفان في بعض الصفات. (اتفقا مخرجاً وافترقا صفة).

 

3 - إدغام المتجانسَيْن: إذا التقى حرفان متجانسان الأول منهما ساكن والثاني متحرك وجب الإدغام إدغاماً كاملاً لحفص عن عاصم وذلك في ثلاث فئات بستة مواضع.

الفئة الأولى: الطاء والدال والتاء ويجب الإدغام الكامل في ثلاثة مواضع:

1 - التاء في الطاء: ﴿وَقَالَت طَّائِفَةٌ﴾، ﴿وَدَّت طَّائِفَةٌ﴾.

2 - التاء في الدال: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾، ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ﴾.

3 - الدال في التاء: ﴿قَد تَّبَيَّنَ﴾، ﴿عَبَدتُّمْ﴾.

أما إذا جاءت الطاء الساكنة قبل التاء نحو: ﴿بَسَطتَ﴾، ﴿فَرَّطتُمْ﴾، ﴿أَحَطتُ﴾ فيجب إدغامها إدغاماً ناقصاً.

تعريف الإدغام الناقص: هو إدغام حرف ساكن قوي الصفات في حرف أضعف منه بحيث تبقى الصفة القوية ظاهرة ومن تلك الصفات الإطباق والاستعلاء والغُنّة وعلامته في المصحف الشريف تجريد الأول من السكون وعدم تشديد الحرف التالي نحو: ﴿أَحَطتُ﴾، ﴿بَسْطَةً﴾، ﴿فَرَّطتُمْ﴾، مع الانتباه إلى عدم الإتيان بصفة القلقلة.

 

الفئة الثانية: الظاء والذال والثاء ويجب الإدغام الكامل في موضعين:

1 - الذال في الظاء: ﴿إِذ ظَّلَمُوا﴾.

2 - الثاء في الذال: ﴿يَلْهَث ذَّلِكَ﴾.

 

الفئة الثالثة: الباء والميم ويجب الإدغام الكامل في موضع واحد في القرآن الكريم: ﴿ارْكَب مَّعَنَا﴾ ويصاحب الإدغام هنا غنة طويلة (أكمل ما تكون).

4 - الحرفان المتباعدان: هما الحرفان المتباعدان في المخرج والصفات وحكمهما الإظهار لجميع القرّاء. نحو: ﴿إِذْ قَالَتْ﴾، ﴿مِنْ عَمَلِ﴾.

 

ملخص الإدغامات الثلاثة

الإدغام المُتماثل

 إدغام حرفٍ ساكنٍ بحرفٍ مثله متحرِّك، بحيث يصير حرفاً واحداً مشدَّداً، ويكون في كلمتَيْن منفصلتَيْن، مثل: ﴿رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ﴾، أو متصلتَيْن، مثل: ﴿يُكْرِههُّنَّ﴾، ﴿آوَواْ وَّنَصَرُواْ﴾.

ولا تدغم الياء المدِّيَّة مع غير المدِّيَّة، كما لا تدغم الواو المدِّيَّة مع غير المدِّيَّة لعدم اتِّحاد المخرج. مثل: ﴿اللاَّئي يَئِسْنَ﴾، ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ﴾، ﴿آمَنُواْ وَعَمِلُواْ.

- إدغام المتماثلَيْن لا يغنُّ إلاَّ في حالتَيْن:

1- الميم مع الميم (إدغام شفوي)، مثل: ﴿مِنْهُم مِّنْ﴾ = مِنْهُمِّنْ.

2- النُّون مع النُّون (إدغام بغنَّة). مثل: ﴿مِن نَّارٍ﴾ = مِنَّارٍ.

الإدغام المُتقارب

 إدغام حرف ساكن بحرف مثله متحرّك يجانسه في اللَّفظ، أي يخرج معه من مكان واحد، وله ثلاثةُ مخارج:

 1- مخرج الطاء والدال والتاء : ويجب الإدغام في ثلاثة مواضع :

 أ- الدَّال في التَّاء: ﴿قَد تَّبَيَّنَ﴾ = قَتَّبيَّنَ.

 ب- التاء في الدال: ﴿أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ = أُجِيبَدَّعْوَتُكُمَا.

 ج- التاء في الطاء: ﴿لَهَمَّت طَّائِفَةٌ﴾ = لَهَمَّطَّائِفَةٌ.

 الطاء في التاء: ﴿بَسَطتَ﴾ (وهو إدغام ناقص).

 3- مخرج الظاء والذال والثاء: ويجب الإدغام في موضعَيْن:

 - الذال في الظاء: ﴿إِذ ظَّلَمْتُمْ﴾ = إِظَّلَمْتُمْ.

 - الثاء في الذال: ﴿يَلْهَث ذَّلِكَ﴾ = يَلْهَذَّلِكَ.

 3- مخرج الميم والباء: إدغام في موضع واحد وهو:

 - إدغام الباء في الميم: ﴿ارْكَب مَّعَنَا﴾ = ارْكَمَّعَنَا.

الإدغام المُتجانس

 هو إدغام حرف بحرف يقاربه مخرجاً وصفة ويجب الإدغام في موضعَيْن:

 1- اللام في الرَّاء: ﴿وَقُل رَّبِّ﴾ = وَقُرَّبِّ.

 2- القاف في الكاف: ﴿نَخْلُقكُّم﴾:

 - نخلكُّم (إدغام كامل).

 - نخلقكم (إدغام ناقص).

 

أجب عن ما يأتي

1- ما أوجه قراءة ﴿نَخْلُقكُّمْ﴾ في سورة المرسلات؟

2- ما تعريف الحرفَيْن المتجانسَيْن.

3- ما عدد فئات الإدغام المتجانس؟ اذكرها؟

4- اذكر ومثّل للفئة الأولى.

5- اذكر ومثّل للفئة الثانية.

6- اذكر ومثّل للفئة الثالثة.


تطبيقات

استخرج أحكام المتجانسَيْن، من هذه الآيات الكريمة:

- ﴿ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (165).

- ﴿ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (166).

- ﴿ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (167).

- ﴿ وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (168).

- ﴿ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (169).

 


[148] - سورة الرعد، الآيات: 29- 31.

[149] - الإهاب: الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ.

[150] - بحار الأنوار: ج89، ص 184.

[151] - سورة القمر، الآيات: 18 - 32.

[152] - سورة المدثر، الآيات: 1 - 17.

[153] - بحار الأنوار، ج89، ص 305.

[154] - المصدر نفسه.

[155] - سورة البقرة، الآية: 60.

[156] - سورة الإسراء، الآية: 33.

[157] - سورة الكهف، الآية: 17.

[158] - سورة النحل، الآية: 91.

[159] - سورة الصافات، الآية: 56.

[160] - سورة الزخرف، الآية: 39.

[161] - سورة النساء، الآية: 78.

[162] - سورة الأنعام، الآية: 147.

[163] - سورة الإسراء، الآيتان: 23 - 24.

[164] - سورة المرسلات، الآية: 20.

[165] - سورة الإسراء، الآية: 74.

[166] - سورة طه، الآية: 86.

[167] - سورة الشعراء، الآية: 22.

[168] - سورة آل عمران، الآية: 69.

[169] - سورة التوبة، الآيات: 4 - 7.