المقدمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمّد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

يقول الله عزّ وجلّ: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُواْ الْأَلْبَابِ [1].

لا بد من علم التفسير لنفهم كتاب الله المنزّل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) ولنبيِّن معانيه، ونستخرج أحكامه وحكمه، من خلال الاستفادة من علم اللغة والنحو والصرف، وعلم البيان، وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج علم التفسير كذلك إلى معرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.

فعلم التفسير يكشف به عن معاني القرآن الكريم، عن طريق العلم بنزول الآيات القرآنية وشؤونها وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومحكمها ومتشابِهِهَا، وناسخِهَا ومنسوخِهَا، وخاصِّهَا وعامِّها، ومطلَقِها ومُقيّدها، ومجملها ومفصَّلِها، وحلالها وحرامها، وَوَعْدِهَا ووعِيدِهَا، وأمرِهَا ونَهْيِهَا، وعِبَرِهَا وأمثالِها إلى غير ذلك.

من هنا رأت جمعية القرآن الكريم أن تخصص هذه المادة لتتعرف من خلالها على مناهج التفسير بأَصْلَيْه العقلي والنقلي، هذه الدروس الأساس في مصدرها هو « كتاب المناهج التفسيرية » للمحقق العلامة الشيخ جعفر السبحاني بالإضافة إلى ما استفدناه من « علوم القرآن عند المفسرين » نسأل المولى عزّ وجلّ أن يوفقنا وإياكم للوصول إلى فهم كتاب الله المجيد كما يريد الله سبحانه ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام).

والحمد لله رب العالمين

 

جمعية القرآن الكريم

للتوجيه والإرشاد


[1]  آل عمران، الآية: 7.


 


المقدمات التمهيدية للتفسير


 

 

 

 


الدرس الأول: حاجتنا إلى تفسير القرآن وتأويله


 

 

لغة: التفسير مأخوذ من الفسْر وهو الإبانة والكشف، قال في لسان العرب في مادة (ف س ر): الفسر البيان فسر الشيء يفْسِره بكسر السين، ويفسُره بالضم فَسْراً، وفسّره أبانه، ثم قال: « الفسر »: « كشف المغطى، والتفسير كشف المراد عن اللفظ المشكِل ».

وقال الراغب: الفَسر والسَفر يتقارب معناهما كتقارب لفظيهما، لكنْ جعل الفسْر لإظهار المعنى المعقول، كقوله سبحانه: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا [2] أي أحسن تبييناً، وجعل السّفر لإبراز الأعيان للأبصار، يقال: سفرتْ المرأة عن وجهها، وأسفر الصبح.

وأمّا في الاصطلاح: فبما أنَّ التفسير علم كسائر العلوم فله تعريفه وموضوعه ومسائله وغايته.

أمّا التعريف فقد عرف بوجوه:

1- هو العلم الباحث عن تبيين دلالات الآيات القرآنية على مراد الله سبحانه.

وبعبارة أُخرى: إزالة الخفاء عن دلالة الآية على المعنى المقصود.

2- وهناك تعريفات أُخرى نشير إلى بعضها:

فقد عرّفه الزركشي بقوله: علم يعرف به فهم كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمّد (صلى الله عليه وآله) وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه [3].

قال الطبرسي (قده) في ذكر التفسير والتأويل والمعنى: « التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر والتفسير والبيان، وقال أبو العباس المبرد التفسير والتأويل والمعنى واحد، وقيل التفسير كشف المغطى، والتأويل انتهاء الشيء ومصيره وما يؤول إليه أمره، والمعنى مأخوذ من قولهم: عنيت فلاناً أي قصدته، فكان المراد من قولهم عنى به كذا، وقيل: هو من قولهم: عنيت بهذا الأمر أي تكلفته » [4].

أمّا موضوعه: فهو كلام الله سبحانه المسمّى بالقرآن الكريم.

أما مسائله: فهي ما يستظهر من الآيات بما أنَّه مراده سبحانه.

وأمّا الغرض منه: فهو الوقوف على مراده سبحانه في مجالَي المعارف والمغازي والقصص واستنباط الأحكام الشرعية منه.

 ثمّ إنّ الرأي السائد بين المسلمين أنَّ القرآن غير غني عن التفسير، إمّا من جانب نفسه كَتَبْيِين معنى آية بأُختها أو تبيينه بكلام من نزل على قلبه.

والذي يكشف عن حاجة القرآن إلى التبيين أُمور، نذكر منها ما يلي:

1 - يقول سبحانه: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [5] ولم يقل « لتقرأ » بل قال: ﴿ لِتُبَيِّنَ ﴾ إشارة إلى أنّ القرآن يحتاج وراء قراءة النبي إلى تبيين، فلو لم نقل أنَّ جميع الآيات بحاجة إليه، فلا أقل أنّ هناك قسماً منها يحتاج إليه بأحد الطريقين: تفسير الآية بالآية، أو تفسيرها بكلام النبي (صلى الله عليه وآله).

2 - إنَّ أسباب النزول للآيات القرآنية كقرائن حالية، اعتمد المتكلم عليها في إلقاء كلامه بحيث لو قطع النظر عنها، واقتصر على نفس الآية، لصارت الآية مجملة غير مفهومة، ولو ضمّت إليها تكون واضحة شأن كل قرينة منفصلة عن الكلام، مثلاً لاحظ قوله سبحانه: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [6] ترى أنَّ الآية تحكي عن أشخاص ثلاثة تخلّفوا عن الجهاد حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فعند ذلك يسأل الإنسان نفسه، مَن هم هؤلاء الثلاثة؟ ولماذا تخلّفوا؟ ولأيّ سبب ضاقت الأرض والأنفس عليهم؟

وما المراد من هذا الضيق؟ ثم ماذا حدث حتى انقلبوا وظنّوا أنّه لا ملجأ من الله إلاّ إليه؟ إلى غير ذلك من الأسئلة المتراكمة حول الآية، لكن بالرجوع إلى أسباب النزول تتخذ الآية لنفسها معنى واضحاً لا إبهام فيه.

وهذا هو دور أسباب النزول في جميع الآيات، فإنّه يُلقي ضوءاً على الآية ويوضح إبهامها، فلا غنىً للمفسِّر من الرجوع إلى أسباب النزول قبل تفسير الآية.

3 - إنَّ القرآن مشتملٌ على مجملات كالصلاة والصوم والحجّ لا يفهم منها إلاّ معاني مجملة، غير أنَّ السُّنَّة كافلة لشرحها، فلا غنىً للمفسّر من الرجوع إليها في تفسير المجملات.

4 - إنَّ القرآن يشتمل على آيات متشابهة غير واضحة المراد في بدء النظر، وربما يكون المتبادر منها في بدء الأمر غير ما أراد الله سبحانه، وإنّما يعلم المراد بإرجاعها إلى المحكمات حتى تفسّر بها، غير أنّ الذين في قلوبهم زيغ يتبعون الظهور البدائي للآية لإيجاد الفتنة وتشويش الأذهان ويجعلونه تأويل الآية أي مرجعها ومآلها، وأمّا الراسخون في العلم فيتّبعون مراده سبحانه بعدما يظهر من سائر الآيات التي هي أُم الكتاب.

5 - قال سبحانه: ﴿ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ [7].

وعلى هذا لا غنىً من تفسير المتشابهات بفضل المحكمات، وهذا يرجع إلى تفسير القرآن نفسه بنفسه، والآية بأُختها.

6 - إنَّ القرآن المجيد نزل نجوماً، لغاية تثبيت قلب النبي طيلة عهد الرسالة.

قال سبحانه: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [8]، فمقتضى النزول التدريجي تفرق الآيات الباحثة عن موضوع واحد في سور مختلفة، ومن المعلوم أنَّ القضاء في موضوع واحد يتوقف على جمع الآيات المربوطة به في مكان واحد حتى يستنطق بعضها ببعض، ويستوضح بعضها ببعض آخر، وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي المعروف: « القرآن يفسّر بعضه بعضاً » [9].

وقال الإمام علي (عليه السلام): « كتاب الله تبصرون به، وتنطقون وتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولا يختلف في الله ولا يخالف بصاحبه عن الله » [10].

وفي كلامه (عليه السلام) ما يعرب عن كون الرسول (صلى الله عليه وآله) هو المفسر الأوّل للقرآن الكريم يقول: « خلّف فيكم أي رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتابَ رَبِّكم، مبيّناً حلالَه وحرامَه، وفرائضَه، وفضائلَه وناسخَه ومنسوخَه، ورُخَصَه وَعَزَائمَه، وخاصَّه وعامَّه، وعِبَره وأمثالَه، ومُرسَلَه وَمَحْدوده، ومُحْكَمه ومتشابهه، مفسِّـراً مجمله، ومبِّيناً غوامضه » [11].

وهذه الوجوه ونظائرها تثبت أنّ القرآن لايستغني عن التفسير.


[2]  سورة الفرقان، الآية: 33.

[3]  البرهان في علوم القرآن: 33/1.

[4]  علوم القرآن عند المفسرين: ج 85 / ص 209.

[5]  سورة النحل، الآية: 44.

[6]  سورة التوبة، الآية: 118.

[7]  آل عمران: 7.

[8]  الفرقان: 32.

[9]  يوجد مضمون هذا الحديث في كلام الإمام علي (عليه السلام) التالي.

[10]  نهج البلاغة / الخطبة رقم 133.

[11]  نهج البلاغة /  الخطبة رقم 1.


 

 

أمّا السؤال: فربما يتصور أنَّ حاجة القرآن إلى التفسير ينافي قوله سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [12].

ونظيره قوله سبحانه في موارد مختلفة: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [13] فإنَّ تَوصيف القرآن باليسر وَكَونِه بِلسان عَرَبي مُبين يهدفان إلى غناه عن أيّ إيضاح وتبيين؟

وأمّا الإجابة: فإنَّ وصفه باليسر، أو بأنّه نزل بلغة عربية واضحة يهدفان إلى أمر آخر، وهو أنَّ القرآن ليس ككلمات الكهنة المركَّبة من الأسجاع والكلمات الغريبة، ولا من قبيل الأحاجي والألغاز، وإنّما هو كتاب سهل واضح، من أراد فهمه، فالطريق مفتوح أمامه. وهذا نظير ما إذا أراد رجل وصف كتاب أُلّف في علم الرياضيات أو في الفيزياء أو الكيمياء فيقول: أُلّف الكتاب بلغة واضحة وتعابير سهلة، فلا يهدف قوله هذا إلى استغناء الطالب عن المعلِّم ليوضح له المطالب ويفسر له القواعد.

ولأجل ذلك قام المسلمون بعد عهد الرسالة بتدوين ما أُثر عن النبي أو الصحابة والتابعين أو أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في مجال كشف المراد وتبيين الآيات، ولم تكن الآيات المتقدّمة رادعة لهم عن القيام بهذا الجهد الكبير. نعم إنَّ المفسّرين في الأجيال المتلاحقة ارتوُوا من ذلك المنهل العذب (القرآن) ولكلِّ طائفة منهم منهاج في الاستفادة من القرآن والاستضاءة بأنواره، فالمنهل واحد والمنهاج مختلف: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [14].


[12]  القمر، الآية: 17.

[13]  الشعراء، الآية: 195.

[14]  المائدة، الآية: 48.


 

 

يتميّز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية بآفاقه اللامتناهية كما عبّر عن ذلك خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) وقال : « ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه » [15].

وقد عبّر عنه سيد الأوصياء (عليه السلام)، بقوله: « وسراجاً لا يخبو توقّده، وبحراً لا يدرك قعره ... إلى أن قال: وبحر لا ينزفه المستنزِفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون » [16]. ولأجل ذلك صار القرآن الكريم، النسخة الثانية لعالم الطبيعة الذي لا يزيد البحث فيه والكشف عن حقائقه إلاّ معرفة أنَّ الإنسان لا يزال في الخطوات الأُولى من التوصّل إلى مكامنه الخفية وأغواره البعيدة.

والمترقّب من الكتاب العزيز النازل من عند الله الجليل، هو ذاك وهو كلام من لا تتصور لوجوده وصفاته نهاية، فيناسب أن يكون فعله مشابهاً لوصفه، ووصفه حاكياً عن ذاته، وبالتالي يكون القرآن مرجع الأجيال وملجأ البشرية في جميع العصور.

ولَمَّا ارتحل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والتحق بالرفيق الأعلى، وقف المسلمون على أنّ فهم القرآن وإفهامه يتوقف على تدوين علوم تسهل التعرّف على القرآن الكريم، ولأجل ذلك قاموا بعملين ضخمين في مجال القرآن:

الأوّل: تأسيس علوم الصرف والنحو واللغة والاشتقاق وما شابهها، لتسهيل التعرّف على مفاهيم ومعاني القرآن الكريم أوّلاً، والسنّة النبوية ثانياً، وإن كانت تقع في طريق أهداف أُخرى أيضاً لكن الغاية القصوى من القيام بتأسيسها وتدوينها، هو فهم القرآن وإفهامه.

الثاني: وضع تفاسير لمختلف الأجيال حسب الأذواق المختلفة لاستجلاء مداليله، ومن هنا لا نجد في التاريخ مثيلاً للقرآن الكريم من حيث شدّة اهتمام أتباعه به، وحرصهم على ضبطه، وقراءته، وتجويده، وتفسيره، وتبيينه.

وقد ضبط تاريخ التفسير أسماء ما ينوف على ألفين ومائتي تفسير وعند المقايسة يختص ربع هذا العدد بالشيعة الإمامية.

هذا ما توصّل إلى إحصائه المحقّقون من طريق الفهارس ومراجعة المكتبات عدا ما فاتهم ذكره مما ضاع في الحوادث المؤسفة كالحرق والغرق والغارة.

وعلى ضوء هذا يصعب جداً الإحاطة بعدد التفاسير وأسمائها وخصوصياتها طيلة أربعة عشر قرناً حسب اختلاف المفسّرين وبيئاتهم وقابلياتهم وأذواقهم.

 

خلاصة الدرس


 التفسير لغة: هو الإبانة والكشف.

 واصطلاحاً: التفسير إزالة الخفاء عن دلالة الآية على المعنى المقصود.

 وأما موضوع التفسير فهو القرآن الكريم، ومسائله فهي ما يستظهر من الآيات، وأما الغرض منه فهو الوقوف على مراده سبحانه في مجال المعارف والمغازي والقصص واستنباط الأحكام الشرعية منه.

 - أمور تكشف عن حاجة القرآن إلى التبيين هي:

 1- أسباب النزول.

 2- اشتمال القرآن على المعاني المجملة.

 3- اشتماله على آيات متشابهة.

 4- نزوله نجوماً على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 وقد أشارت الأحاديث إلى هذه الحاجة فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): « القرآن يفسر بعضه بعضاً ».

 وفي كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ما يعرف عن كون الرسول (صلى الله عليه وآله) هو المفسّر الأول للقرآن الكريم يقول: « خلَّف فيكم  أي رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتاب ربكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه، وفضائله وناسخه ومنسوخه، ورُخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعِبَرِه وأمثاله، ومرسِلِه ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه ».

 هذه الوجوه ونظائرها تثبت الحاجة للتفسير.

 


[15]  الكافي: 38/2.

[16]  نهج البلاغة / الخطبة 198