مد الصلة:
هو مد هاء الضمير المفرد الغائب المذكر المتحركة بضمٍ أو كسر، والواقعة بين متحركين، فتوصل بواو لفظية إذا كانت مضمومة، وبياء لفظية إذا كانت مكسورة.
وتقع في:
أ - الاسم: في مثل قوله تعالى:
 {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (1).
ب - الفعل، في مثل قوله تعالى:
 {كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ} (2).
ج - الحرف، في مثل قوله تعالى:
 {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} (3).

وينقسم إلى قسمين: مد صلة صغرى ومد صلة كبرى.
مد الصلة الصغرى:
هو أن تأتي هاء الضمير متحركة بين متحركين ولم يأت بعدها همز، نحو:
 {إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (4). {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} (5).
ويمد مقدار حركتين وصلاً.
- يستثنى من مد الصلة الصغرى قوله تعالى:
 {وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} (6).
فلا تمد على الرغم من وقوعها متحركة بين متحركين.

مد الصلة الكبرى:
هو أن تأتي هاء الضمير متحركة بين متحركين، والحرف الذي بعدها همزة قطع، نحو:
 {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} (7). {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبعِينَ لَيْلَةً} (8).
ويمد مقدار حركتين، أو أربع، أو خمساً كالمنفصل.

٭ لا تمد هاء الضمير في هذه المواضع:
أ - إذا جاءت ساكنة بين متحركين، نحو:
 {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} (9). {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِم} (10).
ب - إذا جاءت متحركة بين ساكنين، نحو:
 {إِلْيْهِ الْمَصِيرُ} (11).
ج - إذا جاءت متحركة بعد متحرك وقبل ساكن، نحو:
 {وَلَهُ الْحَمْدُ} (12).
د - إذا جاءت متحركة بعد ساكن وقبل متحرك، نحو:
 {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (13).
عدا قوله تعالى: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَان} (14). من سورة الفرقان، فإنِّها تمد على الرغم من وقوعها بين ساكن ومتحرك.

- الهاءات الأصلية من الفعل والاسم ليس فيها مد صلة، نحو:
 {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ} (15).
 {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ} (16).
 {لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ} (17).
 

 (1) سورة الأحزاب/56.
 (2) سورة آل عمران/59.
 (3) سورة هود/12.
 (4) سورة الأنبياء/75.
 (5) سورة النور/35.
 (6) سورة الزمر/7.
 (7) سورة الأنعام/84.
 (8) سورة الأعراف/142.
 (9) سورة الأعراف/111.
 (9) سورة الشعراء/36.
 (10) سورة النمل/28.
 (11) سورة غافر/3.
 (12) سورة سبأ/1.
 (13) سورة يوسف/20.
 (14) سورة الفرقان/69.
 (15) سورة هود/91.
 (16) سورة الشعراء/116.
 (17) سورة المؤمنون/19.
 

تمهيد:
كما أنه لا يُبدأ بساكن؛ كذلك لا يوقف على متحرك، فالحركة لا بد منها في الابتداء، فإن كان الحرف المبدوء به ساكناً فلا بد من همزة وصل ليتوصل بها إلى النطق بالساكن.

همزة الوصل:

هي التي تثبت ابتداءً وتسقط وصل، وتقع دائماً في أول الكلام وقد سمّيت بذلك للتوصل بها إلى النطق بالحرف الساكن في بداية الكلمة، وتقع في الأسماء والأفعال و (أل) الحروف المعرَّفة، نحو:
 {وَاصْنّعِ الْفُلْكَ} (1) - {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (2).
ولها أحكام مع الاسم، والفعل، ومع أل المعرَّفة.

أ - أحكامها مع الاسم:
1 - يبدأ بكسر همزة الوصل في الأسماء المنكرة، وذلك في سبع كلمات من القرآن الكريم، هي:
- إثنان، نحو: {إثْنَانِ ذَوَا عَدْل} (3).

- اثنتان نحو {اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْن} (4).
- ابن نحو {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (5).
- ابنة نحو {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} (6).
- امرؤ نحو {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} (7).
- امرأة نحو  {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} (8).
- اسم نحو {اسْمُهُ أَحْمَدُ} (9).

ملحوظة:
كلمة (الاسم) من قوله تعالى: {بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ} (10) في سورة الحجرات يبدأ به بلام أو بهمزة مفتوحة، نحو: لِسْم - أَلِسْم.
وبلام عند الوصل: {بئس لِسْم الفسوق}.
2 - يبدأ بكسر همزة الوصل في مصادر الأفعال الخماسية والسداسية، نحو:
 {ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ} (11). {اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّيِء} (12).

ب - أحكامها مع (أل) المعرّفة:
1 - يبدأ بفتح همزة الوصل في (أل) الداخلة على الأسماء النكرة لتعرّفه، نحو:
 {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} (13).

ج - أحكامها مع الأفعال:
٭ أحكامها مع فعل الأمر:
أ - يبدأ بكسرة همزة الوصل إذا كان ثالثه مكسور، أو مفتوح، نحو:
 {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ} (14).
 {اذْهَب بِكِتَابِي} (15).
ب - يبدأ بكسر همزة الوصل إذا كان خماسي، أو سداسي، نحو:
 {انطَلِقُوا إلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} (16).
 {اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ} (17).
ج - يبدأ بضم همزة الوصل إذا كان ثالثه مضموماً ضماً لازم، نحو:
 {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} (18).
 {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ} (19).

أمّا إذا كان ثالثه مضموماً ضماً عارضاً فتكسر همزة الوصل نظراً إلى أصل الفعل، نحو:
 {ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَان} (20).
 {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} (21).
فإن أصل ابنوا - ابنيو، وأصل امضوا - امضيوا.
فإذا خاطبنا الواحد والاثنين قلنا: إمضِ - إمضي، فإننا نجد أنَّ ثالثه مكسور، بالأصل وليس مضموماً.

٭ أحكامها مع الفعل الماضي:
أ - يبدأ بضم همزة الوصل إذا كان مبنياً للمجهول، نحو:
 {اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ} (22).
 {اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} (23).
 {اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} (24).
 {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ} (25).
 {ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} (26).
ب - يبدأ بكسرة همزة الوصل إذا كان خماسي، أو سداسي، نحو:
 {وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ} (27).
 {وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (28).

ملحوظة: توجد بعض الأفعال تبدأ بهمزة ساكنة بعد همزة الوصل، نحو:
 {اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} (29).
 {ائْذَن لِّي وَلا تَفْتِنِّي} (30).
فعند البدء بهذه الأفعال تصبح: أُؤْتُمن أمانته - إِئْذن لي - إِئْت القوم.
ولما كانت القاعدة تمنع اجتماع همزتين، الأولى متحركة والثانية ساكنة، فتبدل الثانية بحرف مدّ يناسب حركة الأولى.
فإذا كانت الأولى مضمومة تبدل الثانية واو، نحو: «أُؤْتمن - أُؤْتمن».
وإذا كانت الأولى مكسورة تبدل الثانية ياءً، نحو: «إِئْذن - إِيذن».
 

 (1) سورة هود/37.
 (2) سورة المائدة/114.
 (3) سورة المائدة/106.
 (4) سورة الأعراف/106.
 (5) سورة المائدة/114.
 (6) سورة التحريم/12.
 (7) سورة النساء/176.
 (8) سورة آل عمران/35.
 (9) سورة الصف/6.
 (10) سورة الحجرات/11.
 (11) سورة النساء/104.
 (12) سورة فاطر/43.
 (13) سورة الأنبياء/33.
 (14) سورة الشعراء/63.
 (15) سورة النمل/28.
 (16) سورة المرسلات/29.
 (17) سورة القصص/26.
 (18) سورة مريم/41.
 (19) سورة العنكبوت/45.
 (20) سورة الكهف/21.
 (21) سورة الحجر/65.
 (22) سورة البقرة/173.
 (23) سورة البقرة/283.
 (24) سورة الأنعام/10.
 (25) سورة ابراهيم/26.
 (26) سورة الأحزاب/11.
 (27) سورة ص/6.
 (28) سورة البقرة/34.
 (29) سورة البقرة/283.
 (30) سورة التوبة/49.
 

الحذف: هو عدم إثبات ذات الحرف نطقاً مع ثبوته رسماً.
الإثبات: هو إثبات الحرف نطقاً.
٭ يحصل الحذف والإثبات في أحرف المد الثلاثة، ويقع إما في حالة الوصل أو حالة الوقف عليها في آخر الكلمة، فيجب على القارئ معرفة الثابت والمحذوف منها رسماً ليقف على ما ثبت رسماً بالإثبات، وما حذف بالحذف.

أ - حذف الألف وثبوتها:
٭ تحذف الألف وصلاً عند التقاء ساكنين، نحو:
 {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ} (1). {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَ} (2).
وتثبت عند الوقف.
٭ تحذف الألف وصلاً إذا كانت منونة، وتثبت عند الوقف نحو:
 {وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيم} (3).
 (ألف) إذا المنونة حيث وقعت في القرآن، نحو:
 {فَإِذا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ} (4).
وألف {ليكون} في سورة يوسف، وكذا ألف {لنسفع} في سورة العلق، فإنه يوقف عليهم بالألف اتّباعاً للرسم القرآني.
٭ ألف كلمة {ثمود} تحذف وصلاً ووقفاً مع إثباتها رسماً في مواضعها الأربعة من القرآن الكريم:
- {أَلا إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَروا رَبِّهُمْ} (5). {وثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} (6).
- {وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم} (7). {وَثَمُودَاْ فَمَا أَبْقَى} (8).
٭ ألف كلمة {أيُّه} تحذف وصلاً ووقفاً لحذفها رسماً في مواضعها الثلاثة من القرآن الكريم:
- {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} (9)، {أَيُّهَ السَّاحِرُ} (10)، {أَيُّهَ الثَّقَلانِ} (11).

ب - حذف الواو وثبوتها:
٭ تحذف الواو وصلاً عند التقاء ساكنين، وتثبت عند الوقف.
نحو: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (12). {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ} (13).
٭ تحذف الواو وصلاً ووقفاً إذا حذفت رسم، نحو:
 {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِل} (14). {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ} (15).
 {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} (16).

ج - حذف الياء وثبوتها:
٭ تحذف الياء وصلاً عند التقاء ساكنين، نحو:
 {إِلاَّ ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْد} (17). {وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ} (18).
وتثبت عند الوقف:
٭ تحذف الياء وصلاً ووقفاً إذا حذفت رسم، نحو:
 {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ} (19). {بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (20).

ملحوظة:

الياء في كلمة (ءاتان) من قوله تعالى: {فَمَا ءاتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ} (21) في سورة النمل تثبت وصلاً مع الفتح، ولها عند الوقف وجهان: الحذف والإثبات.
إثبات الياء أو حذفه، ءاتاني - ءاتان.
هذا موجز في بيان الثابت والمحذوف لحفص.
وإذا أردت معرفة تفاصيله، فارجع إن شئت إليه في الكتب المطولة.
 

 (1) سورة الأعراف/22.
 (2) سورة هود/40.
 (3) سورة النساء/39.
 (4) سورة النساء/53.
 (5) سورة هود/68.
 (6) سورة الفرقان/38.
 (7) سورة العنكبوت/38.
 (8) سورة النجم/51.
 (9) سورة النور/31.
 (10) سورة الزخرف/49.
 (11) سورة الرحمن/31.
 (12) سورة الفجر/9.
 (13) سورة القمر/27.
 (14) سورة الشورى/24.
 (15) سورة الإسراء/11.
 (16) سورة التحريم/4.
 (17) سورة مريم/93.
 (18) سورة الحج/35.
 (19) سورة النساء/146.
 (20) سورة طه/12.
 (21) سورة النمل/36.
 

تثبت الألف الواقعة في الكلمات التالية وقفاً وتحذف وَصْلاً.
- ألف كلمة {أَنَ} حيث وردت في القرآن، نحو:
 {وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ} (1). {وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (2).
- ألف كلمة {لَكِنَّ} من قوله تعالى:
 {لَكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي} (3).
- ألف كلمة {الظُّنُونَ} من قوله تعالى:
 {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ} (4).
- ألف كلمة {الرَّسُول} من قوله تعالى:
 {يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُول} (5).
- ألف كلمة {السَّبِيل} من قوله تعالى:
 {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّوناَ السَّبِيل} (6).
 

- ألف كلمة {سَلاسِل} من قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِل} (7).
ويجوز في {سَلاسِل} عند الوقف وجهان:
الحذف: وذلك بالوقف على لام ساكنة: سلاسلْ.
والإثبات: وذلك بالوقف على الألف: سلاسلاْ.
- ألف كلمة {قَوَارِيرَ} من قوله تعالى:
 {وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ} (8).
أما ألف {قَوَارِيرَ} في الموضع الثاني {قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ} (9) فتحذف وصلاً ووقفاً.
 

 (1) سورة يوسف/72.
 (2) سورة الأنعام/163.
 (3) سورة الكهف/38.
 (4) سورة الأحزاب/10.
 (5) سورة الأحزاب/66.
 (6) سورة الأحزاب/67.
 (7) سورة الإنسان/4.
 (8) سورة الإنسان/15.
 (9) سورة الإنسان/16.
 

تعريف:
السكت هو حبس الصوت على آخر الكلمة من غير نَفَس، زمناً قصيراً بنية متابعة القراءة، فإن لم يكن من نيته المتابعة صار وقفاً.
وحكمه حكم الوقف على الكلمات.

مواضع السكت:
في القرآن الكريم سكتات لطيفة يشار إليها بحرف (س) على آخر الكلمة في المواضع التالية:
1 - سكتة على ألف {عِوَج} من قوله تعالى:
 {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً٭ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ} (1).

2 - سكتة على ألف {مَرْقَدِنَ} من قوله تعالى:
 {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (2).

3 - سكتة على نون {مَنْ} من قوله تعالى:
 {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} (3).

4 - سكتة على لام {بَلْ} من قوله تعالى:
 {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم} (4).

5 - سكتة على هاء {مَالِيَهْ} من قوله تعالى:
 {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَه٭ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (5).
ويجوز في هاء «ماليه» الإدغام والسكت هو المقدم.
 

 (1) سورة الكهف/1-2.
 (2) سورة يس/52.
 (3) سورة القيامة/27.
 (4) سورة المطففين/14.
 (5) سورة الحاقة/28-29.
 

سجدة التلاوة:
هي سجدة واحدة بعد تلاوة آيات السجدة.
وآيات السجدات في القرآن الكريم أربع عشرة آية، عشر منها يستحب السجود عند قراءته، وأربع يجب لها.

السجدات المستحبة:
الآيات التي يستحب السجود عند قراءتها هي:
1 - {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون} (1).
2 - {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} (2).
3 - {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (3).
4 - {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدً} (4).
5 - {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّ} (5).
6 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} (6).
7 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (7).
8 - {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورً} (8).
9 - {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُون} (9).
10 - {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُون} (10).

السجدات الواجبة:
الآيات التي يجب السجود عند قراءتها هي:
1 {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (11).
2 {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (12).
3 {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُو} (13).
4 {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} (14).

متى يجب السجود:
يجب السجود عند تلاوة آية السجدة كاملة، ولا يجب بقراءة بعضه، وأن تكون قراءتها بقصد القرآنية، وكذا يجب السجود عند استماعها دون سماعه، ولا يجب لاستماعها من المسجل.

واجبات السجود:
لا يجب في هذا السجود استقبال القبلة، ولا الطهارة من الحدث والخبث، والأحوط وجوباً وضع المساجد السبعة ووضع الجبهة على ما يصح السجود عليه، وليس في هذا السجود تشهد ولا تسليم، بل يستحب قول: «لا إله إلا اللَّه حقاً حق، لا إله إلا اللَّه إيماناً وتصديق، لا إله إلا اللَّه عبودية ورق، سجدت لك يا رب تعبداً ورق، لا مستنكفاً ولا مستكبر، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير» (15).
سبحان ربي الأعلى وبحمده، اللهم صلِ على محمد وآل محمد.
وكذلك يستحب قول: بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآل محمد.
 

 (1) سورة الأعراف/206.
 (2) سورة الرعد/15.
 (3) سورة النحل/49.
 (4) سورة الإ سراء/107.
 (5) سورة مريم/58.
 (6) سورة الحج/18.
 (7) سورة الحج/77.
 (8) سورة الفرقان/60.
 (9) سورة النمل/25.
 (10) سورة الإنشقاق/21.
 (11) سورة السجدة/15.
 (12) سورة فصلت/37.
 (13) سورة النجم/62.
 (14) سورة العلق/19.
 (15) بحار الأنوار، ج89، ص207.

هو من أهم أبواب التجويد التي ينبغي للقارئ أن يهتم به، فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه سئل عن قوله تعالى:
 {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيل} (1).
فقال (ع): «هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف».
والوقف هو حلية التلاوة، وزينة القراءة، وفهم المستمع، وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعْنَيين المختلفين».

الوقف:
لغةً: الكف والحبس.
اصطلاحاً: قطع الصوت عن آخر الكلمة مقداراً من الزمن مع التنفس وقصد العودة إلى القراءة في الحال، ويقسم إلى ثلاثة أقسام إبتداءً: اختباري - واضطراري - واختياري.

الوقف الاختباري:
هو ما يتعلق بالرسم لبيان المقطوع والموصول، والثابت والمحذوف، ولا يوقف عليه إلا لحاجة: كسؤال ممتحن، أو تعليم مبتدئ لكيفية الوقف، كالوقف على التاء المبسوطة أو المربوطة، نحو:
 {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيل} (2).
 {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبدِيل} (3).
فيوقف على المبسوطة بإثباتها وعلى المربوطة بإبدالها هاءً.

الوقف الاضطراري:
هو الذي يعرض للقارئ بسبب ضيق النفس، أو العطاس، فله أن يقف على أي كلمة شاء، لكن يجب الابتداء بالكلمة الموقوف عليها إن صح الابتداء بها.

الوقف الاختياري:
هو الذي يقف عليه القارئ بمحض اختياره، وله أربعة أقسام: التام، الكافي، الحسن، القبيح - ويذكر القبيح ليعرفه القارئ فيحترز منه.
الوقف التام:
هو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لفظاً ولا معنى، ويوجد غالباً في أواخر الآيات وعند انقضاء القصص، كالوقف على:
 {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (4). {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (5).
ويسمى تاماً لتمام الكلام به واستغنائه عما بعده.

الوقف الكافي:
هو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنىً لا لفظ، ويحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، كالوقف على {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّ} في حين أنها متعلقة معنى ب {إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (6)، وسمي كافياً للاكتفاء به واستغنائه عما بعده.

الوقف الحسن:
هو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده في اللفظ والمعنى مع، ويحسن الوقف عليه، ولا يجوز الابتداء بما بعده، وإنما يعود القارئ إلى الكلمة التي وقف عليها فيبتدئ بها ويصلها بما بعدها إن صلح الابتداء به، وإلا فبما قبلها مما يصلح الابتداء به، كالوقف على {الْحَمْدُ لِلَّه} مع أنه متعلق ب {رَبِّ الْعَالَمِينَ} (7)، وسمي حسناً لأنه يحسن الوقف عليه.

الوقف القبيح:
هو الوقف على ما لم يتم معناه، وتعلق بما بعده لفظاً ومعنىً، كالوقف على المضاف دون المضاف إليه، والمبتدأ دون الخبر، أو الفعل دون فاعله، كالوقف على {الْحَمْدُ} من قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} (8) أو على {رَبِّ} من قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} (9).
ولا يجوز الوقف عليه إلاَّ لضرورة، فإن وقف عليه اضطراراً ابتدأ بالكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء به، وإلا فبما قبلها مما يصح الابتداء بها.
وأقبح القبيح الوقف على معنىً شنيعٍ خلاف المعنى المراد، كالوقف على {لا يَسْتَحْيِي} من قوله تعالى:
 {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَل} (10).
أو الوقف على {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} من قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} (11).

ملحوظة: ليس في القرآن من وقف واجب يأثم القارئ على تركه، ولا حرام يأثم القارئ على فعله، ولكن الأفضل مراعاة أحكام الوقف في القراءة.

الابتداء:
الابتداء نوعان: جائز وغير جائز.
أ - الابتداء الجائز: هو الابتداء بجملة مستقلة تبيِّن معنى تاماً أراده اللَّه سبحانه، نحو الابتداء بـ:
 {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (12). {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (13).

ب - ابتداء غير جائز: هو أن يبدأ بكلام يؤدي غير ما أراده اللَّه سبحانه، نحو الابتداء بـ: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَد} من قوله تعالى:
 {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَد} (14).
أو {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} من قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} (15).
 

 (1) سورة المزمل/4.
 (2) سورة فاطر/43.
 (3) سورة الفتح/23.
 (4) سورة البقرة/5.
 (5) سورة الشعراء/9.
 (6) سورة البقرة/127.
 (7) سورة الفاتحة/2.
 (8) سورة الفاتحة/2.
 (9) سورة الفاتحة/2.
 (10) سورة البقرة/26.
 (11) سورة النساء/43.
 (12) سورة آلإخلاص/1.
 (13) سورة الفاتحة/5.
 (14) سورة البقرة/116.
 (15) سورة التوبة/30.
 

تمهيد:
لا يصح بدء الكلام بساكن، ولا الوقف على متحرك، بل لا بد من البدء بمتحرك والوقف على المتحرك في الوصل، إمَّا بالروْم، أو الإشمام، والأصل في الوقف بالتسكين، إلاَّ تنوين الفتح فيبدل ألفاً.

الروْم:
هو الإتيان ببعض حركة الموقوف عليه بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد، والروْم يدركه الأعمى بحاسة السمع، ولا يكون إلا في الرفع والضم، والكسر والجر، وهو مضبوط بإذهاب ثلث الحركة وبقاء ثلثيه، نحو:
 {وَالْعصْرِ} (1). {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (2).

الإشمام:
هو ضم الشفتين دون صوت بعد إسكان الحرف الموقوف عليه مع انفراج قليل ليخرج النفس من بينها إشارة للحركة التي ختمت بها الكلمة، ولا يكون إلاَّ في المرفوع والمضموم، ويدركه البصير دون الأعمى، نحو: {اللَّهُ الصَّمَدُ} (3). {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (4).

ملحوظة: لا يدخل الروْم والإشمام على:
- ما كان آخره فتح، نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} (5).
- ما كان ساكناً في الوصل، نحو: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} (6).
- ما كان حركته عارضة، نحو: {وَأَنذِرِ النَّاسَ} (7).
- تاء التأنيث الموقوف عليها بهاء، نحو: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً} (8). {فَبِمَا رَحْمَةٍ} (9).
- ميم الجمع، نحو: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (10).
يدخل الروْم والإشمام على هاء الضمير:
- إذا كان مفتوحاً ما قبله، نحو: {لَّن تُخْلَفَهُ} (11).
- إذا كان قبلها ألف، نحو: {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ} (12).
- إذا كان قبلها ساكن صحيح، نحو: {نْخْرِجُ مِنْهُ} (13).
وغير هذه الحالات فلا روْم فيها ولا إشمام.
 

 (1) سورة العصر/1.
 (2) سورة الفاتحة/5.
 (3) سورة الإخلاص/2.
 (4) سورة الفاتحة/5.
 (5) سورة الفاتحة/2.
 (6) سورة الانشقاق/4.
 (7) سورة ابراهيم/44.
 (8) سورة الأنفال/25.
 (9) سورة آل عمران/159.
 (10) سورة التكاثر/1.
 (11) سورة طه/97.
 (12) سورة النحل/121.
 (13) سورة الأنعام/99.
 

هذه رسالة في التجويد، نرجو الله سبحانه أن ينفع به المؤمنين لينالوا بأدائهم الصحيح في تلاوة كتاب الله العزيز، وفي تصورنا أنها تعين القارئ كثيراً وتعصمه من الخطأ واللحن في الأداء إذا أضاف إليها الإنصات الجيد إلى تلاوات القراء المبدعين والمعروفين، وتمرّن على هذا الأداء، لأن التجويد كغيره من الفنون لا يمكن للمرء أن يتقنه ويُبدع فيه إلا بالمران الدائم والممارسة الحثيثة والمتابعة الواعية. وما أحرانا أن نردد مع إمامنا الصادق (ع): «اللهم حبَّب إلينا حسن تلاوته وحفظ آياته» .
٭ ٭ ٭ ٭ ٭ ٭
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وسلامٌ على خاتم المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.