تمهيد:
ما هي النون الساكنة؟
النون الساكنة هي: الحرف السادس والعشرون من حروف الهجاء، وهي الخالية من الحركة. مخرجها طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا. تكتب وتلفظ في حالة الوصل والوقف، وتكون في الأسماء والأفعال والحروف، وتأتي متوسطة ومتطرفة، نحو:
 {وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ} (1). {وأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} (2).

ما هو التنوين:
التنوين هو: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء النكرة. يُلفظ ولا يكتب. يُثبت وصلاً ويُسقط وقف، ويُرسم على شكل فتحتين، أو ضمتين، أو كسرتين، نحو: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ - تَصْلى نَاراً حَامِيَةً} (3).

كم حكماً للنون الساكنة والتنوين:
للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام مع ما يقع بعدهما من الحروف، وهي: «الإظهار - الادغام - الاقلاب - والإخفاء».
 

 (1) سورة محمد/15.
 (2) سورة الضحى/1.
 (3) سورة الغاشية/2-4.
 

الإدغام:
لغةً: دمج شيء في شيء.
اصطلاحاً: التقاء حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مُشدَّداً من جنس الثاني، ويرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة، مثلما ينطق بالحرف المشَّدد.
وحروف إدغام النون الساكنة والتنوين ستة، مجموعة في كلمة (يرملون)، فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة - بشرط أن يكون في كلمتين - أو التنوين ولا يكون إلا في كلمتين، وجب الإدغام، وينقسم الإدغام إلى قسمين:
أ - إدغام بغنة. ب - إدغام بلا غنة.

1 - الإدغام بغنة:
ويختص بأربعة أحرف مجموعة في كلمة (ينمو)، فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الادغام بغنة، نحو:
 {ومِنَ النَّاسِ منَ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} (1). {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَان} (2).
 {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَة} (3). {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد} (4).
 {ولِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} (5).

تنبيه: إذا تعلق الادغام بغنَّة بالنون الساكنة فإنه لا يأتي إلا في كلمتين. ويمتنع الادغام في كلمة واحدة، ويسمى إظهاراً مطلقاً أو شاذاً وقد ورد اجتماع النون مع الياء والواو في أربع كلمات في القرآن الكريم، وهي:

أ - اجتماع النون مع الياء في كلمتين: دنيا - بنيان، نحو:
 {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَ} (6).
 {لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْ} (7).

ب - اجتماع النون مع الواو في كلمتين: صنوان - قنوان، نحو:
 {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ} (8).
ولا ثالث لهما في القرآن.
 {قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ} (9).
ولا ثانٍ لها في القرآن.
وقد امتنع هذا الادغام للمحافظة على وضوح المعنى الذي لو أدغمت النون في الياء والواو لصار مبهماً.

تنبيه:
٭ إذا تعلق الادغام بغنة، بالتنوين فإنه لا يأتي إلا في كلمتين.
٭ يمتنع الإدغام في نون: {يس ٭ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.
   وكذا في: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}.

2 - الإدغام بلا غنة:
ويختص بحرفين، هما «ل - ر» فإذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة أو التنوين وجب إدغامهما بغير غنَّة، نحو:
 {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُو} (10). {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين} (11).
 {سَآئِغًا لِلشَّارِبِين} (12). {هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} (13).
 {جَزَاء مِّن رَّبِّكَ} (14). {فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٍ} (15).
 {إنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيم} (16). {مِّن رَّبٍّ رَّحيمٍ} (17).
ويسمَّى إدغاماً كاملاً وذلك لذهاب الحرف وصفته ولكمال التَّشديد.
تنبيه:

لا إدغام في نون {مَنْ راق} من قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} (18) في سورة القيامة لما فيها من السكت المانع للإدغام..
 

 (1) سورة البقرة/8.
 (2) سورة الفجر/23.
 (3) سورة الغاشية/8.
 (4) سورة المسد/5.
 (5) سورة البلد/9.
 (6) سورة طه/72.
 (7) سورة التوبة/11.
 (8) سورة الرعد/4.
 (9) سورة الأنعام/99.
 (10) سورة البقرة/24.
 (11) سورة المطففين/1.
 (12) سورة النحل/66.
 (13) سورة الهمزة/1.
 (14) سورة النبأ/36.
 (15) سورة الأنعام/145.
 (16) سورة النساء/16.
 (17) سورة يس/58.
 (18) سورة القيامة/27.
 

الإقلاب:
لغةً: تحويل الشيء عن وجهه.
اصطلاحاً: جعل حرف مكان آخر، وله حرف واحد هو «الباء»، فإن وقعت بعد النون الساكنة في كلمة أو كلمتين أو التنوين - ولا يكون إلا في كلمتين - وجب قلبهما ميماً.
وكيفيته: قلب النون أو التنوين ميماً ساكنة وإخفاء الميم في الباء مع غنة كاملة، نحو:
 {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} (1). {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} (2).
 {السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} (3). {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِير} (4).
 {وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (5).

الإظهار:
لغةً: هو البيان.
اصطلاحاً: هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر، وحروفه ستة مرموز إليها في أوائل هذه الكلمات:
«أخي هاك علماً حازه غير خاسر».
فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة في كلمة أو كلمتين أو التنوين - ولا يكون إلا في كلمتين - وجب الإظهار، نحو:
 {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْئَوْنَ} (6). {صِرَاطَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (7).
 {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (8). {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (9).
 {وَنَزَعْنَا مَافِي صُدُورِهِم مّن غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِليِنَ} (10).
ويسمى إظهاراً حلقياً لأن حروفه الستة تخرج من الحلق، ومراتبه ثلاثة:
أ - أعلى، وذلك عند الهمزة.
ب - وسطى وذلك عند العين والحاء.
ج - أدنى وذلك عند الغين والخاء.
 

 (1) سورة البقرة/91.
 (2) سورة الليل/8.
 (3) سورة المزمل/18.
 (4) سورة الإنسان/2.
 (5) سورة الحج/5.
 (6) سورة الأنعام/26.
 (7) سورة الفاتحة/7.
 (8) سورة فصلت/42.
 (9) سورة الحج/63.
 (10) سورة الحجر/47.

 

الإخفاء:
لغةً: الستر.
اصطلاحاً: النطق بالحرف بحالة متوسطة بين الإظهار والإدغام عارٍ عن التشَّديد مع بقاء الغنة، وحروفه خمسة عشر حرفاً مرموز إليها في أوائل كلم هذا البيت:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
                                   دم طيباً زد في تقىً ضع ظالماً
فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين - وجب الإخفاء، ويتم ذلك بستر كل منهما وعدم إظهاره في النطق والقراءة، نحو:
 {ومَاَ لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (1). {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ} (2).
 {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيل} (3). {إِنِّي أُلْقِي إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (4).
 {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} (5). {أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ} (6).
 {وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} (7). {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} (8).
 {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} (9). {مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} (10).
 {انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ} (11).

ويسمى إخفاءً حقيقي، وذلك لتحقيق إخفاء النون والتنوين قبل حروف الإخفاء، ومراتبه اثنتان:
أ - إخفاء حقيقي مفخم: إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرف استعلاء، نحو: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ} (12).
ب - إخفاء حقيقي مرقق: إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرف مستفل، نحو: {مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} (13).
 

 (1) سورة آل عمران/192.
 (2) سورة غافر/18.
 (3) سورة المزمل/5.
 (4) سورة النمل/29.
 (5) سورة ق/15.
 (6) سورة الواقعة/72.
 (7) سورة آل عمران/144.
 (8) سورة آلرحمن/14.
 (9) سورة سبأ/15.
 (10) سورة هود/82.
 (11) سورة الإسراء/48.
 (12) سورة الشورى/43.
 (13) سورة هود/4.
 

تعريفها:
هي الحرف الخامس والعشرون من أحرف الهجاء، وهي الخالية من الحركة، تلفظ بإطباق الشفتين مع، تكتب وتلفظ، وتثبت وصلاً ووقف، وتكون في الأسماء والأفعال والحروف، وتأتي متوسطة ومتطرفة، نحو:
 {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (1).
 {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (2).
 {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} (3).
ولها ثلاثة أحكام: الإدغام - الإخفاء - الإظهار وكل أحكام الميم الساكنة شفوية لأنَّ مخرجها من الشفتين.

1 - الإدغام الشفوي:
وله حرف واحد، وهو: الميم المتحركة، فإذا وقعت بعد الميم الساكنة - ولا يكون إلا في كلمتين - وجب إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة بحيث تصيران ميماً مُشدَّدة تلفظ بإطباق الشفتين مع غنة، نحو:
 {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} (4).
 {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِق} (5).

2 - الإخفاء الشفوي:
لغةً: الستر، وله حرف واحد هو الباء، فإذا وقعت بعد الميم الساكنة - ولا يكون إلا في كلمتين - وجب إخفاء الميم في الباء، ومراعاة الغنة كاملة، نحو:
 {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقّ} (6).
 {قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ} (7).

3 - الإظهار الشفوي:
لغةً: البيان، وله ستة وعشرون حرف، وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد إسقاط حرفي الإدغام والإخفاء (م - ب)، فإذا وقع حرف منها بعد الميم في كلمة أو كلمتين وجب إظهاره، ويتم ذلك بإيضاح سكون الميم الساكنة بدون غنة، وإيضاح حركة الحرف المظهر بعده، نحو:
 {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَج} (8).
 {أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَن} (9). {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ} (10).
 {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشد} (11). {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوع} (12).
 {وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} (13). {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيف} (14).
 {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (15). {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناَهُمْ هُدًى} (16).
 {اقْتَرَبَ للنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} (17).

تنبيه: يجب أن يحرص تالي القرآن على إظهار الميم الساكنة عند حرفي الفاء والواو أكثر من غيرها من الحروف لاتحادها في المخرج مع الواو. وقرب مخرجها من الفاء.
 

 (1) سورة الأعراف/54.
 (2) سورة البقرة/276.
 (3) سورة ص/28.
 (4) سورة قريش/4.
 (5) سورة الكهف/52.
 (6) سورة الكهف/13.
 (7) سورة الأنبياء/45.
 (8) سورة الكهف/1.
 (9) سورة الكهف/2.
 (10) سورة الكهف/9.
 (11) سورة الكهف/10.
 (12) سورة الإسراء/109.
 (13) سورة الإسراء/111.
 (14) سورة الإسراء/104.
 (15) سورة الكهف/13.
 (16) سورة الكهف/13.
 (17) سورة الأنبياء/1.
 

لام الفعل:
هي التي تكون من أصل بنية الفعل وليست زائدة عليه، وحكمها الإظهار دائم، ويتم ذلك بتوضيح سكونها ثم بتوضيح حركة الحرف المظهر بعده، نحو: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى} (1). {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (2).
  {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَ} (3).

لام التعريف:
هي التي تدخل على الاسم النكرة لتعريفه، ولما كانت هذه اللام ساكنة أدخل عليها همزة وصل لتسهيل نطقه، ولها حالتان مع ما يقع بعدها من حروف الهجاء: إحداهما مظهره وتسمى قمرية، والأخرى مدغمة وتسمى شمسية، نحو:
 {أَلَمْ نَجعْلِ الأَرْضَ مِهَاد} (4). {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاش} (5).

الإظهار القمري:
وله أربعة عشر حرفاً مجموعة في قول: «إبغ حجك وخف عقيمه».
فإذ وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف وجب إظهاره، ويتم ذلك بتوضيح سكونها ثم بتوضيح حركة الحرف المظهر بعده، نحو:
 {وَكُلٌّ مِّنَ الأَخْيَارِ} (6). {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ} (7).
 {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (8). {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} (9).
وسبب هذه الإظهار هو التباعد بين اللام وهذه الحروف مخرجا.

الادغام الشمسي:
ويختص بالأربعة عشر حرفاً الباقية المرموز إليها بأوائل كلمات هذا البيت:
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم
                                    دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف وجب إدغامه، ويتم ذلك بدمجها فيما يليها من حروف الإدغام بحيث يصير الحرفان حرفاً واحداً مُشدَّداً كالثاني منه، ولا يظهر في النطق أثر (للام التعريف)، نحو:
 {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ} (10).
 {أَيُّهاَ الثَّقَلانِ} (11). {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا٭ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَ} (12).
 {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} (13). {وَالتِّيِنِ وَالزَّيْتُونِ} (14).
وسبب هذا الإدغام هو تماثلها مع اللام وتقاربها مع غيرها من الحروف الشمسية.

تنبيه:
ترد اللام في بعض الأسماء وتكون أصلية، ويكون حكمها دائماً الإظهار، نحو:
 {واَخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَألْوَانِكُمْ} (15).
وكذا الأسماء الموصولة فإن اللام فيها زائدة لازمة - أي أنها لا تفارق الكلمة - نحو:
 {أَفَرَءَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بَآيَاتِنَ} (16). {وَالَّلذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ} (17).
 {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُو} (18). {وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللاَّئِي تُظَاهِرُونَ} (19).
 {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أرْضَعْنَكُمْ} (20). {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (21).

أما لامَيْ الفعل والحرف: فحكمهما الإظهار المطلق، إلا عند اللام والراء.وذلك لأجل التماثل مع اللام والتقارب مع الراء.
- إظهارها نحو: {وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ} (22). {بل ظننتم} (23).
- ادغامهما: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْم} (24). {بَلْ رَفَعَهُ اللَّه إليه} (25).
 

 (1) سورة طه/19.
 (2) سورة التكاثر/1.
 (3) سورة الشمس/8.
 (4) سورة النبأ/6.
 (5) سورة النبأ/11.
 (6) سورة ص/48.
 (7) سورة مريم/76.
 (8) سورة الغاشية/1.
 (9) سورة الكهف/63.
 (10) سورة ص/19.
 (11) سورة الرحمن/31.
 (12) سورة الشمس/3-4.
 (13) سورة الجاثية/24.
 (14) سورة التين/1.
 (15) سورة الروم/22.
 (16) سورة مريم/77.
 (17) سورة النساء/16.
 (18) سورة الفرقان/32.
 (19) سورة الأحزاب/4.
 (20) سورة النساء/23.
 (21) سورة مريم/61.
 (22) سورة الإسراء/81.
 (23) سورة الفتح/12.
 (24) سورة طه/ 114.
 (25) سورة النساء/ 158.
 

تمهيد:
المد

لغةً: هو مطلق الزيادة. قال تعالى:
 {ويُمْدِدكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} (1).
واصطلاحاً: هو إطالة الصوت بأحد حروف المد الثلاثة:
٭ الألف ولا تكون إلاَّ ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوح، نحو:
 {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي} (2).
٭ الواو الساكنة المضموم ما قبله، نحو:
 {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيد} (3).
٭ الياء الساكنة المكسور ما قبله، نحو:
 {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (4).

وقد جمعت أمثلتها في كلمة «نوحيها».
ويقابل المد القصر ومعناه لغةً: الحبس والمنع، قال تعالى:
 {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (5).
واصطلاحاً: إثبات حرف المد من غير زيادة عليه.
والمد على قسمين: أصلي وفرعي.

المد الأصلي:
ويسمى بالمد الطبيعي، وهو الذي لا تتحقق ذات الحرف إلا به، ويمد بمقدار حركتين وصلاً ووقف، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، بل يكفي وجود أحد حروف المد دون أن يليها همز أو سكون، نحو:
 {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} (6).
ويسمى أصلياً لأصالته لسائر المدود.
وطبيعياً لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيده عن المقدار المقرر له، ولا ينقصه عنه.

المد الفرعي:
هو ما زاد على المد الطبيعي، وذلك إذا جاء بعد حرف المد همز أو سكون، ويسمى فرعياً لتفرعه عن المد الأصلي، وهو على قسمين: قسم يتوقف على همز وآخر يتوقف على سكون.
٭ يسقط المد في مواضع، منها:
أ - إذا أتى بعده همزة وصل، نحو:
 {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} (7) {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ} (8).
 {فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ} (9) {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (10).
 {وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِيِ الْكَافِرِينَ} (11) {يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْ} (12).
ب - إذا جاء الهمز على حرف المد، نحو:
 {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (13).
 {إّنَّمَا الْمْؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (14).
 

 (1) سورة نوح/12.
 (2) سورة آل عمران/38.
 (3) سورة الأحزاب/70.
 (4) سورة السجدة/7.
 (5) سورة الرحمن/72.
 (6) سورة يس/39.
 (7) سورة يوسف/25.
 (8) سورة الأعراف/22.
 (9) سورة التوبة/5.
 (10) سورة يس/59.
 (11) سورة التوبة/2.
 (12) سورة الزمر/61.
 (13) سورة الأعراف/99.
 (14) سورة النور/62.
 

تنقسم المدود المتوقفة على همز إلى ثلاثة أقسام هي:
المد المتصل - المد المنفصل - والبدل.

1 - المد المتصل:
هو ما جاء فيه بعد حرف المد همز متصل به في كلمة واحدة، نحو:
 {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} (1) {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم} (2).
 {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} (3) {لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُم {(4).
 {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} (5) {فكلوه هنيئاْ مريئ} (6).
وسمي متصلاً لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة، ويسمى واجباً لإجماع القرَّاء على وجوب مده زائداً عن الطبيعي، ويجب مده مقدار أربع أو خمس حركات عند الوصل، وإذا وقف عليه فيزاد جوازاً على ما تقدم ست حركات إذا كان الهمز متطرفاً.

2 - المد المنفصل (٭):
هو ما جاء فيه بعد حرف المد همز منفصل عنه في أول الكلمة الثانية ، نحو:
 {إِنَّا أَرْسَلْنَاَك شَاهِد} (7). {قُوا أَنفُسكم وَأَهْلِيكُمْ نَار} (8).
 {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} (9).
وسمي منفصلاً لانفصال حرف المد عن الهمز، ويسمى جائزاً لجواز قصره ومده، ويمد أربع أو خمس حركات، ويجوز مده بمقدار حركتين.

3 - مد البدل:
وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد في كلمة واحدة، نحو:
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَاْمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ} (10).
 {وَأُوتِيتَ مِن كُلِ شَيْءٍ} (11) {لِيَزْدَادُوا إِيمَان} (12).
ويقع البدل في أول الكلام نحو «ءامن»، وفي وسطه نحو «رؤوسكم»، وفي آخره نحو «جاءُوا».

وهو نوعان: أصلي وشبيه بالبدل.
أ - البدل الأصلي: هو ما كان فيه حرف المد مبدلاً من الهمز، فإن أصل، ءَاْمنوا - أَأْمنو، وأُوْتيت - أُؤْتيت، وإِيماناً - إِئْمان، أبدلت الهمزة الثانية من جنس حركة ما قبلها فأصبحت: أَأْمنوا - ءَاْمنوا - أُؤْتيت - أُوْتيت وإِئْمانا - إِيماناً.

ب - التشبيه بالبدل: هو ما لم يكن فيه حرف المد مبدلاً من الهمز، نحو:
 {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ} (13).
 {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (14).
 {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ} (15).

يمد البدل بجميع أقسامه حركتين وصلاً ووقفاً.
 

 (1) سورة البروج/1.
 (2) سورة غافر/45.
 (3) سورة الفجر/23.
 (4) سورة الرعد/23.
 (5) سورة الإسراء/7.
 (6) سورة النساء/4.
 (٭) المنفصل نوعان: حقيقي وحكمي.
الحقيقي: أن ينفصل حرف المد عن الهمز رسماً نحو : ولا أنتم عابدون ما أعبد.
الحكمي: أن يتصل حرف المد مع الهمز رسماً نحو : يأيها الناس فاصلها يا أيها الناس.
 (7) سورة الفتح/8.
 (8) سورة التحريم/6.
 (9) سورة المعارج/24.
 (10) سورة الأحزاب/41.
 (11) سورة النمل/23.
 (12) سورة الفتح/4.
 (13) سورة الرعد/29.
 (14) سورة البقرة/143.
 (15) سورة الطور/12.
 

هذا السكون: إما أن يكون لازماً (وهو الذي لا يتغير وقفاً أو وصلاً) وإما عارضاً (وهو الذي يعرض للوقف).
فالمد المتوقف على سكون قسمان: مد متوقف على سكون لازم وآخر متوقف على سكون عارض.

المدود المتوقفة على سكون عارض:
أ - المد العارض للسكون:
هو ما جاء فيه بعد حرف المد سكون عارض بسبب حالة الوقف، نحو:
 {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} (1).
 {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (2).
 {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (3).
وسمي هذا المد عارضاً لعروض المد بعروض السكون، وحكمهُ الجواز لجواز قصره ومده، أي بمقدار حركتين، أو أربع، أو ست حركات، وأغلب ما يأتي في أواخر الآيات، ويمد كالطبيعي عند الوصل.

ب - مد اللين:

هو ما جاء فيه بعد حرفي اللين «الواو والياء الساكنان المفتوح ما قبلهما» سكون عارض بسبب الوقف، نحو:
 {حَذَرَ الْمَوْتِ} (4). {وَآَمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} (5).
 {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ} (6). {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ} (7).
وحكمه الجواز، لجواز قصره ومده، أي مده بمقدار حركتين، أو أربع، أو ست حركات، ولا يمد عند الوصل.
 

 (1) سورة الرحمن/5.
 (2) سورة المؤمنون/2.
 (3) سورة الفاتحة/5.
 (4) سورة البقرة/19.
 (5) سورة قريش/4.
 (6) سورة البلد/8.
 (7) سورة النور/60.
 

المدود المتوقفة على سكون لازم:
تعريف: المد اللازم هو ما جاء فيه بعد حرف المد سكون لازم (من بنية الكلمة) في كلمة، أو في حرف، في حالتي الوصل والوقف، وينقسم إلى قسمين:
أ - مد لازم كلمي. ب - مد لازم حرفي.
ويُمد ست حركات بجميع أقسامه.

المد اللازم الكلمي:
هو ما جاء فيه بعد حرف المد سكون لازم في كلمة، وله قسمان: مُثقَّل ومخفَّف.
المد اللازم الكلمي المثقَّل: هو ما جاء فيه بعد حرف المد حرف مُشَّدد في كلمة واحدة، نحو:
 {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ} (1). {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} (2) ويُمد ست حركات لزوماً.
وسمي كلمي لمجيئه في كلمة واحدة، ومثقَّل لأنه ثُقِّل بالتشَّديد.

المد اللازم الكلمي المُخفَّف: هو ما جاء فيه بعد حرف المد حرف ساكن غير مشدَّد، نحو:
 {آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (3). {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} (4).
ولم يرد غيرهما في القرآن الكريم.
ويُمد ست حركات لزوم، ويجوز فيه التسهيل (٭)، والمد أولى.
ويجب الانتباه إلى أن المد هو مد الألف الواقعة بين الهمزة واللام الساكنة.
 

 (1) سورة هود/6.
 (2) سورة الزمر/64.
 (3) سورة يونس/51.
 (4) سورة يونس/91.
 (٭) التسهيل: هو قراءة الألف المسهلة بين الهمزة والألف.
 

المد اللازم الحرفي:
هو ما جاء فيه بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفاً في حرفٍ هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطه حرف مد، أو لين، وآخره ساكن نحو: نون - من قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (1).
عين - من قوله تعالى: {عسق ٭ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} (2).
والحروف المقطعة أوائل السور القرآنية عددها أربعة عشر حرفاً مجموعة في قول «صِراطُ عليٍ حقٌ نُمسكه».

وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ - واحد منها لا يمد أصلاً وهو (الألف)، لأنَّ وسطه ليس حرف مد بل يلفظ كهجائه، نحو:
 {الم ٭ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (3).
 {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ الْحَكِيمِ} (4).

ب - خمسة منها هجاؤها على حرفين وهي: «ح - ي- ط - هـ - ر» وقد جمعت في قول «حي طهر» وتمد مقدار حركتين كالطبيعي،
نحو:
 {حم٭ وَالْكِتاَبِ الْمُبِيِنِ} (5). {يس٭ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} (6).
 {طه٭ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} (7). {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ الْمُبِينِ} (8).

ج - ثمانية أحرف باقية وهي: «س - ص - ع - ق - ك - ل - م - ن» وقد جمعت في قول «نَقُص عسلكم» وكلها تمد ست حركات لزوم،
نحو:
 {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (9). {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} (10).
 {الم٭ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} (11).

أما العين في فاتحة مريم والشورى فيجوز فيها التوسط والطول، والطول أولى، وجواز الأربع في العين لأن وسطها حرف لين، وهذه الحروف على قسمين: مد لازم حرفي مثقَّل ومد لازم حرفي مخفَّف.

المد اللازم الحرفي المثقَّل:
هو ما يدغم آخر هجاء الحرف الأول فيما بعده كاللام من «الم» والسين من «طسم»، نحو:
 {الم٭ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (12).
 {طسم٭ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (13).
«الم» هجاؤها: ألف لامْ مِيم. «طسم» هجاؤها: طا سينْ مِيم.
فإن الميم من آخر هجاء اللام أدغمت في الميم من أول هجاء الميم. وكذا النون من آخر هجاء السين أدغمت في الميم من أول هجاء الميم.
ويمد مقدار ست حركات لزوم، ولا إدغام إلاَّ في الميم مع الميم والنون مع الميم، وسمي مثقلاً لأنَّ الإدغام بين الميم الساكنة والميم التي جاءت بعدها لا بد فيه من التشَّديد والغنة.

المد اللازم الحرفي المخفَّف:
هو ما لا يدغم آخر هجاء الحرف الأول فيما بعده كاللام من «الر»، نحو:
 {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} (14).
«الر» هجاؤها: ألف لامْ رَا.
فإن الميم من آخر هجاء اللام لم تدغم في أول حرف من هجاء الر، ويمد ست حركات لزوماً.

تنبيه:
الميم من {الم} في فاتحة آل عمران يجوز فيها ثلاثة أوجه نظراً إلى الحركة العارضة:
1 - السكون الأصلي ومد الميم ست حركات مع الوقف عليها.
2 - تحريك الميم بالفتح للتخلص من التقاء ساكنين ومد الميم ست حركات مع وصلها بما بعدها.
3 - تحريك الميم بالفتح للتخلص من التقاء ساكنين ومد الميم حركتين مع وصلها بما بعدها.
 

 (1) سورة القلم/1.
 (2) سورة الشورى/2-3.
 (3) سورة آل عمران/1-2.
 (4) سورة يونس/1.
 (5) سورة الدخان/1-2.
 (6) سورة يس/1-2.
 (7) سورة طه/1-2.
 (8) سورة يوسف/1.
 (9) سورة ق/1.
 (10) سورة ص/1.
 (11) سورة البقرة/1-2.
 (12) سورة لقمان/1-2.
 (13) سورة الشعراء/1-2.
 (14) سورة ابراهيم/1-2.
 

مد الفرق:

(وهو من ألقاب المد) وأصله مد لازم كلمي مُثقَّل.
هو ما جاء فيه المد للتفريق بين الخبر والاستفهام ولولا المد لتوهّم أنه خبر.
وقد ورد في أربعة مواضع من القرآن الكريم:
- موضعان في سورة الأنعام: {قُلْ ءآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ} (1).
- موضع في سورة يونس: {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لكُمْ} (2).
- موضع في سورة النمل: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} (3).
يمد مد الفرق لست حركات، ويجوز فيه التسهيل.

مد التمكين:

(وهو من ألقاب المد) وأصله مد طبيعي.
هو ما اجتمع فيه ياءان في الكلمة، الأولى مُشدَّدة مكسورة والثانية ساكنة، نحو:
 {وإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ} (4).
 {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ} (5). {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (6).
ويمد كالطبيعي مقدار حركتين. وسمي بذلك لتمكين شدة الياءين وعدم مطهما.

مد العوض:
هو إبدال التنوين المنصوب ألفاً لدى الوقف، نحو:
 {ثُمَّ اجْعَلَ عَلَى كُلِ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْء} (7).
 {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيب} (8).

- يستثنى من مد العوض:
أ - التاء المربوطة المنونة فإنه يوقف عليها بهاء ساكنة، نحو:
 {وَاتَّقُوا قِتْنَةً} (9).

تنبيه:

يعامل التنوين في الأفعال نفس معاملته في الأسماء من حيث الوقف بالمد العوض، نحو: لنسفعاً - وليكوناً - إذاً.
يمد العوض لمقدار حركتين عند الوقف ولا يمد عند الوصل بل يبقى تنويناً.

مد التعظيم:

(وهو من ألقاب المد) وأصله مد منفصل
هو من أنواع المدود المعنوية، وهو: قصد المبالغةً في نفي الألوهية عمّا سوى اللَّه تعالى، نحو:
 {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (10).
ويمد مقدار حركتين، أو أربع، أو ست حركات.

قواعد يجب مراعاتها:
1 - إذا اجتمع مدان متصلان، كقوله تعالى:
 {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} (11).
فلا يجوز مد أحدهما أكثر من الآخر، فلو مد الأول أربع حركات فلا يجوز مد الثاني خمس حركات؛ بل تجب التسوية.
وكذا إذا اجتمع مدان منفصلان، كقوله تعالى:
 {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} (12).
فلا يجوز مد أحدهما أكثر من الآخر، فلو مد الأول حركتين فلا يجوز مد الثاني أربع حركات أو خمس حركات؛ بل تجب التسوية.

2 - إذا اجتمع سببان من أسباب المد فإن أقوى المدين ينفرد، نحو:
 {وَلا ءآمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (13).
ففيه بدل ولازم كلمي مُثقَّل، فيلغى البدل ويثبت اللازم الكلمي المثقَّل.
وأقوى المدود اللازم، فالمتصل، فالعارض للسكون، فالمنفصل، فالبدل. وقد أشير إلى هذه المراتب في هذا البيت من الشِّعر:
أقوى المدود لازم فما اتصل فعارض فذو انفصال فبدل
 

 (1) سورة الأنعام/143-144.
 (2) سورة يونس/59.
 (3) سورة النمل/59.
 (4) سورة يونس/59.
 (5) سورة الزمر/69.
 (6) سورة آل عمران/75.
 (7) سورة البقرة/260.
 (8) سورة الأحزاب/52.
 (9) سورة الأنفال/25.
 (10) سورة الأنعام/102.
 (11) سورة النحل/65.
 (12) سورة النساء/163.
 (13) سورة المائدة/2.