تمهيد:
الصفات: جمع صفة، والصفة.
لغةً: ما قام بالشيء من المعاني ليس من حقيقته كالبياض والسواد.
اصطلاحاً: عوارض تعرض للأصوات الواقعة في الحروف عند النطق بها من الجهر والرخاوة والشدة وأمثال ذلك، أو هي كيفية تعرض للحرف عند حصوله في مخرجه.

ولولا الصفات لما اختلفت الحروف بعضها عن بعض، فلولا الإطباق لكانت الطاء دال، لأنه ليس بينهما إلا الإطباق.
والصفات لازمة للحروف لا تنفك عنه، والغاية منها لتمييز القوي من الضعيف من الحروف.
وعددها سبع عشرة صفة، وهي على قسمين: صفات لها ضد، وصفات ليس لها ضد.
فالذي له ضد: خمس، وضده خمس، والذي لا ضد له: سبع.
فلا بد لكل حرف من حروف الهجاء أن يكون له خمس صفات من ذوات الأضداد، وقد يكون له صفة أو صفتان من ذوات غير الأضداد.
وإذا اتصف الحرف بصفة فلا يمكن أن يتصف بضدها.

والصفات التي لها ضد هي:
1 - الجهر وضده الهمس.
2 - الشدة والتوسط وضدهما الرخاوة.
3 - الاستعلاء وضده الاستفال.
4 - الاطباق وضده الانفتاح.
5 - الاصمات وضده الإذلاق.

والصفات التي ليس لها ضد هي:
الصفير، والقلقلة، اللين والانحراف، والتكرير، والتفشي، والاستطالة.
 

1 - الهمس وضده الجهر:
أ - الهمس:
لغةً: معناه الخفاء.
اصطلاحاً: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد عليه في مخرجه، وحروفه عشرة، وهي مجموعة في تعبير «فحثه شخص سكت». وتظهر صفة الهمس في الحرف إذا كان مشدد، أو متحرك، ويكون أوضح إذا كان الحرف ساكن، نحو:
 {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} (1).  {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي} (2).
 {يَفْقَهُوا قَوْلِي} (3). {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} (4).
 {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (5).

ب - الجهر:
لغةً: الظهور والإعلان.
اصطلاحاً: ظهور الحرف لقوته وانحباس النفس عند النطق به لقوة الاعتماد عليه في مخرجه، وتظهر صفة الجهر في الحرف إذا كان ساكن، أو مشدد، أو متحرك، نحو:
 {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (6).
والحروف الجهرية هي المتبقية عن حروف الهمس.

2- الإستعلاء وضده الاستفال:
أ - الإستعلاء:
لغةً: معناه العلو والارتفاع.
اصطلاحاً: هو ارتفاع أقصى اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف المستعلي.
وسميت حروفه مستعلية لأن الصوت يستعلي عند النطق بها إلى الحنك الأعلى، وحروفه سبعة مجموعة في تعبير: «خص ضغط قظ» ويجب أن تلفظ هذه الحروف مفخَّمة مشبَّعة إذا كانت حركتها ساكنة، أو مشددة، أو متحركة، نحو:
 {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (7). {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} (8). {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} (9)

وأما «خ - غ - ق» فإنه يقل تفخيمها إذا جاءت مكسورة، نحو:
 {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} (10). {وَغِيضَ الْمَاءً} (11). {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} (12).

وكذا يقلُّ تفخيم «خ - غ» إذا جاءتا ساكنتين مكسوراً ما قبلهم، نحو:
 {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ} (13). {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرً} (14).

ب - الإستفال:
لغةً: معناه الانخفاض.
اصطلاحاً: هو عدم ارتفاع أقصى اللسان عند النطق بالحرف المستفل إلى الحنك الأعلى وحروفه ما عدا الاستعلاء ، وتظهر صفة الإستفال في هذه الحروف مهما كانت حركتها ساكنة، أو مُشدِّدة، أو مُحرَّكة، باستثناء اللام من لفظ الجلالة، والراء في بعض أحوالهما على تفصيل يأتي في مكانه إن شاء اللَّه.
وأما الألف فلا توصف بتفخيم ولا بترقيق، بل تتبع ما قبله، فإن كان ما قبلها مُفخَّماً فُخِّمت، وإن كان ما قبلها مُرقَّقاً رُقِّقت، نحو:
طال - حال.
 

 (1) سورة طه/26.
 (2) سورة طه/27.
 (3) سورة طه/28.
 (4) سورة طه/29.
 (5) سورة طه/32.
 (6) سورة المائدة/55.
 (7) سورة الزمر/62.
 (8) سورة الكهف/21.
 (9) سورة الرحمن/10.
 (10) سورة التوبة/28.
 (11) سورة هود/44.
 (12) سورة يس/26.
 (13) سورة يوسف/58.
 (14) سورة البقرة/250.
 

الشدة والتوسط وضدهما الرخاوة:

أ - الشدة:
لغةً: القوة.
اصطلاحاً: قوة في الحرف لانحباس الصوت من الجريان معه عند النطق به لقوة وكمال الاعتماد عليه في مخرجه، وحروفها ثمانية مجموعة في تعبير «أجد قط بكت».
وتظهر صفة الشدة في هذه الحروف إذا كانت ساكنة، أو مشددة، أو متحركة، نحو:
 {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} (1).

ب - الرخاوة:
لغةً: اللين.
اصطلاحاً: هي جريان الصوت مع الحرف لضعف الاعتماد عليه في المخرج، وحروفها ما عدا الشدة والتوسط.

ج - التوسط:
لغةً: الاعتدال.
اصطلاحاً: اعتدال جريان الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه كما في الشَّدة، وعدم كمال جريانه كما في الرخاوة، أي هي صفة كامنة بين الشَّدة والرخاوة، وحروفها خمسة مجموعة في تعبير: «عن رمل» وتظهر صفة التوسط في الحرف إذا كان ساكن، أو مُشدَّد، أو مكسور، نحو: {لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللّه} (2).
 

 (1) سورة ص/16.
 (2) سورة يوسف/66.
 

الإطباق وضده الإنفتاح:

أ - الإطباق:
لغةً: الإلصاق.
اصطلاحاً: هو محاذاة اللسان للحنك الأعلى عند النطق بالحرف المطبق، وحروفه أربعة هي: «ص - ض - ط - ظ» فأقواها الطاء وأضعفها الصاد. وتظهر صفة الإطباق في الحرف إِذا كان ساكن، أو مُشَّدد، أو مكسور، نحو:
 {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} (1). {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} (2). {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} (3).

ب - الانفتاح:
لغةً: الافتراق.
اصطلاحاً: ابتعاد اللسان وتجافيه عن الحنك الأعلى حتى يخرج
النفس من بينهما عند النطق بالحرف، وتظهر صفة الانفتاح في الحرف إذا كان ساكن، أو مُشَّدد، أو مكسور، نحو:
 {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (4).
وحروفه المتبقية عن حروف الإطباق.

الإذلاق وضده الإصمات:
أ - الإذلاق:
لغةً: الطَرَفْ.
اصطلاحاً: خفّة الحرف عند النطق به لخروجه من طَرَفِ اللسان، أو إحدى الشفتين، أو منهم، وحروفه ستة مجموعة في تعبير: «فرّ من لب» وله موضعان:
- الشفتان، وفيهما: «ب - ف - م».
- طرف اللسان، وفيه: «ر - ل - ن».

ب - الإصمات:
لغةً: المنع.

اصطلاحاً: ثقل الحرف عند النطق به لخروجه بعيداً عن طرف اللسان والشفتين.

وصفتا الإذلاق والإصمات يختصان في علم الصرف ولا دخل لهما في هذا الفن لأن الكلام إنما هو في صفات يطلب من القارئ مراعاتها عند النطق بالحرف.ولذلك لم يذكرها الإمام الشاطبي في منظومته.
 

 (1) سورة الطارق/12.
 (2) سورة الطارق/1.
 (3) سورة المطففين/33.
 (4) سورة البقرة/2.
 

1 - الصفير:
لغةً: الحدة في الصوت.
اصطلاحاً: صوت زائد يخرج من بين الشفتين عند النطق بالحرف يشبه صوت بعض الطيور، وحروفه ثلاثة: الصاد والزاي والسين.
تظهر صفة الصفير في حروفها إذا كانت ساكنة، أو مُشَّددة، أو متحركة، نحو:
 {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجً} (1). {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} (2). {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّ} (3).

2 - القلقلة:
لغةً: الاضطراب والحركة.
إصطلاحاً: هو تحريك مخرج الحرف المقلقل الساكن حتى يسمع له نبرة قوية.
وحروفها خمسة، مجموعة في عبارة: «قطب جد».
وكيفية أدائها أن تلفظ الحرف المقلقل الساكن دون أن يصاحبه شائبة حركة من الحركات الثلاث.
وتظهر صفة القلقلة عند النطق بحروفها إذا كانت ساكنة، والقلقلة على قسمين: صغرى وكبرى.
القلقلة الصغرى:
إذا كان حرف القلقلة في وسط الكلمة أو في آخرها غير موقوفاً عليه نحو:
 {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ} (4). {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} (5).
 {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ} (6). {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (7).
 {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} (8). {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى} (9).
القلقلة الكبرى:
إذا كان حرف القلقلة آخر الكلمة موقوفاً عليه نحو:
 {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} (10). {إِنَّ اللَّهَ بَماَ يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (11).

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} (12). {وَالْيَوْمِ الْمَوعْودِ} (13). {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ} (14).

3 - اللين:
لغةً: السهولة.
اصطلاحاً: إخراج الحرف بسهولة وعدم كلفة على اللسان، وله حرفان: هما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
وتظهر صفة اللين في حرفيهما إذا سُكِّنا وتحرَّك ما قبلهما بالفتح، نحو:
 {وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} (15). {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} (16).

4 - الانحراف:
لغةً: الميل عن الشيء.
اصطلاحاً: ميل صوت الحرف عن مخرجه عند النطق به حتى يتصل بمخرج آخر، وله حرفان: هما «الراء واللام».
 فاللام ينحرف الصوت بها إلى جانبي اللسان لاعتراض الطرف طريقه، أمّا الراء فينحرف الصوت بها من جانبي اللسان إلى وسطه.
وتظهر صفة الانحراف في حرفيها إذا كانا ساكنين، أو مُشَدِّدين، أو متحركين، نحو:
 {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (17). {إنَّهُمْ أَلْفَواْ آباَءَهُمْ ضَالِّينَ} (18).

5 - التكرير:
لغةً: إعادة الشيء مرة بعد أخرى.
اصطلاحاً: ارتعاد رأس اللسان بالحرف ارتعاداً خفياً عند النطق بحرف الراء، وهو ما يؤدي إلى تكريره سيِّما إذا كان ساكن، أو مُشدَّداً.
وينبغي إخفاء صفة التكرير في الراء، ويتم ذلك بإلصاق ظهر اللسان بالحنك الأعلى إلصاقاً محكماً مع الرشاقة والخفة، نحو:
 {لا يَذُوقُونَ فيهاَ بَرْداً وَلا شَرَاب} (19). {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (20).

6 - التفشي:
لغةً: الإنتشار والإتساع.
اصطلاحاً: انتشار الهواء في الفم عند النطق بحرفه، ولها حرف واحد، هو: الشين.
وتظهر صفة التفشي بحرفها إذا كان ساكن، أو مُشدَّد، أو مُتحرِّك، نحو:
 {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (21). {لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ} (22).

7 - الاستطالة:
لغةً: الامتداد.
اصطلاحاً: امتداد الصوت من أول إحدى حافتي اللسان إلى آخره، ولها حرف واحد، هو: الضاد.
وتظهر صفة الاستطالة بالضاد إذا كان ساكن، أو مُشدَّد، أو مُتحرِّك، نحو:
 {وَعِنَبًا وَقَضْبً} (23). {ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} (24).
 

 (1) سورة النبأ/8.
 (2) سورة عبس/20.
 (3) سورة عبس/24.
 (4) سورة الأعراف/181
 (5) سورة الانسان/8
 (6) سورة المؤمنون/50
 (7) سورة النحل/121
 (8) سورة النمل/12
 (9) سورة البقرة/87
 (10) سورة آل عمران/62
 (11) سورة آل عمران/12
 (12) سورة البروج/1
 (13) سورة البروج/2
 (14) سورة الرعد/29
 (15) سورة آلبقرة/243.
 (16) سورة ص/34.
 (17) سورة طه/5.
 (18) سورة الصافات/69.
 (19) سورة النبأ/24.
 (20) سورة طه/5.
 (21) سورة الإنسان/6.
 (22) سورة النحل/66.
 (23) سورة عبس/28.
 (24) سورة عبس/29.
 

لقراءة حرف الراء حسب حركتها وحركة ما قبلها ثلاثة أحكام هي:
1- التفخيم 2- الترقيق 3- وجواز الوجهين.

التفخيم:
تفخم الراء في الحالات التالية:
أ - إذا كانت مفتوحة نحو:
 {رَبَنَّا آتِناَ فِي الدُّنْياَ حَسَنَة} (1).
 {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ} (2).
ب - إذا كانت ساكنة مفتوحاً ما قبله، سواءً أكانت في وسط الكلمة أم في آخره، نحو:
 {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (3).
 {لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} (4).
ج - إذا كانت مضمومة، سواءً أكانت في أول الكلمة أم في آخره، نحو:
 {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ} (5).
 {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى} (6).
د - إذا كانت ساكنة بعد كسر عارض، نحو:
 {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} (7).
 {أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُو} (8).
هـ - إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء غير مكسور في كلمة واحدة، نحو:
 {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاد} (9).
 {فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ} (10).
و - إذا كانت ساكنة للوقف بعد ساكن غير الياء وقبل الساكن فتح أو ضم، نحو:
 {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (11).
 {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} (12).

الترقيق:
تُرقَّق الراء في الحالات التالية:
أ - إذا كانت مكسورة سواءً أكانت في أول الكلمة أم في وسطها أم في آخره، نحو:
 {لا نَسئْلُكَ رِزْق} (13). {وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} (14).
 {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (15).  {وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} (16).
ب - إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وليس بعدها حرف استعلاء، نحو:
 {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ} (17). {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} (18).
 {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} (19).
ج - إذا كانت ساكنة للوقف بعد ياء مدية أو لينية، نحو:
 {واَللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (20). {وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ} (21).
د - إذا كانت ساكنة للوقف بعد ساكن مكسور ما قبله، نحو:
 {وَمَا عَلَّمنْاهُ الشِّعْرَ} (22). {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} (23).

جواز الوجهين:
يجوز تفخيم الراء أو ترقيقها في مواضع، منها:
أ - إذا كانت ساكنة للوقف بعد حرف استعلاء ساكن مكسوراً ما قبله، نحو:
 {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (24).
 {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} (25).
والتفخيم أولى نظراً للاستعلاء الذي قبل الراء.
ب - إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور، نحو:
 {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (26).
ولا ثانٍ لها في القرآن، والوجهان جيدان.
ج - إذا كانت ساكنة للوقف في آخر الكلمة وبعدها ياء محذوفة للتخفيف، ولم ترد في القرآن إلا في {وَنُذُرِ} (٭) بمواضعها الستة في سورة القمر والتفخيم أولى.
وفي {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} (27) والترقيق أولى.
 

 (1) سورة البقرة/201.
 (2) سورة الشورى/43.
 (3) سورة هود/7.
 (4) سورة محمد/15.
 (5) سورة البقرة/9.
 (6) سورة عبس/4.
 (7) سورة الأنبياء/28.
 (8) سورة النور/50.
 (9) سورة النبأ/21.
 (10) سورة التوبة/122.
 (11) سورة العصر/2.
 (12) سورة القدر/2.
 (13) سورة طه/132.
 (14) سورة سبأ/51.
 (15) سورة الفجر/1-2.
 (16) سورة ابراهيم/44.
 (17) سورة القصص/4.
 (18) سورة المؤمنون/11.
 (19) سورة النحل/127.
 (20) سورة المجادلة/11.
 (21) سورة النساء/25.
 (22) سورة يس/69.
 (23) سورة الحجر/9.
 (24) سورة الزخرف/51.
 (25) سورة سبأ/12.
 (26) سورة الشعراء/63.
 (٭) سورة القمر/16-18-21-30-37-39.
 (27) سورة الفجر/4.
 

إعلم أنَّ للفظ الجلالة حالتين في اللفظ هما: التفخيم والترقيق.

1 - التفخيم:
يُفخَّم لفظ الجلالة في خمسة مواضع هي:
أ - إذا كان مبدوءاً به، نحو: {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (1).
ب - إذا سبقه ضم، نحو:  {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَ} (2).
ج - إذا سبقه فتح، نحو: {ومَنَ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (3).
د - إذا سبقه ألف ساكن مفتوح ما قبله، نحو: {ألا إِلى اللِّه تَصِيرُ الأُمُورُ} (4).
هـ - إذا سبقه واو ساكنة مضموم ما قبله، نحو: {ذَكَرُوا اللَّه فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (5).

2- الترقيق:
يُرقَّق لفظ الجلالة في ثلاثة مواضع، هي:
أ - إذا كان مسبوقاً بكسر، نحو: {صِرَاطِ اللَّه الَّذِي لَهُ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} (6).
ب - إذا كان مسبوقاً بتنوين، نحو: {لِمَ تَعِظُونَ قَومْاً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ} (7).
ج - إذا كان مسبوقاً بياء ساكنة مكسور ما قبله، نحو: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} (8).
 

 (1) سورة آل عمران/2.
 (2) سورة البقرة/229.
 (3) سورة الطلاق/1.
 (4) سورة الشورى/53.
 (5) سورة آل عمران/135.
 (6) سورة الشورى/53.
 (7) سورة الأعراف/164.
 (8) سورة ابراهيم/10.
 

1 - إدغام المتماثلين:
هو إدغام حرفين: أولهما ساكن، والثاني متحرك. اتفقا صفة ومخرج، ولا يكون ذلك إلا إذا اتفقا اسم، كالذَّالين والدَّالين، نحو:
 {وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ} (1). {وذا النون إذ ذهب مُغَاضِب} (2)
لا يغن إدغام المتماثلين إلا عند الميم مع الميم، والنون مع النون، ويسمى إدغام متماثلين بغنَّة، نحو:
 {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مسئوُلُون} (3).
 {وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} (4).
يأتي إدغام المتماثلين في كلمة واحدة وفي كلمتين، نحو:
- (يدرككم) في قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ} (5).
- (يوجهه) في قوله تعالى: {أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} (6).
- (يكرههنّ) في قوله تعالى: {ومَنَ يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (7).

يستثنى من إدغام المتماثلين الواو والياء المديتين، نحو:
 {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ} (8).
 {إِلاَّ الَّذِين آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (9).
أما الواو والياء فإن كانا حرفي لين، فيدغمان، نحو:
 {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ} (10). {بِأَييِكُمُ الْمَفْتُونُ} (11).
ولم يرد في القرآن الكريم «إدغام الياء مع الياء» غير هذا المثال.

يمتنع إدغام المتماثلين في حالتين:
- «هاء» «ماليه» في قوله تعالى:
 {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ٭ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه} (12).
يجوز فيها ثلاثة أوجه:
- الإظهار في حالة الوقف.
- السكت والإدغام في حالة الوصل.

2 - إدغام المتقاربين:
هو إدغام حرفين: أولهما ساكن والثاني متحرك، تقاربا مخرجاً وصفة، وله صورتان:
أ - أن يتقارب الحرفان مخرجاً وصفة بحيث يكون أحدهما قريباً من الآخر، ولا يختلفان إلا في صفة واحدة (كاللام والراء)، نحو:
 {بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (13).
 {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْم} (14).
ويستثنى من ذلك قوله تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم} (15). في سورة المطففين لما فيها من السكت المانع للإدغام.
ب - أن يتقارب الحرفان مخرجاً بحيث يكون مخرج كل منهما قريباً من الآخر، أمَّا صفاتهما فتكون مختلفة (كالقاف والكاف)، نحو:
 {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ} (16).
ولم يرد «ق - ك» في القرآن الكريم غير هذا المثال، ويجوز فيه وجهان:
- الإدغام الكامل وذلك بتشديد الكاف {أَلَمْ نَخْلُقكُّم} (16) وهو الأقوى.
- الإدغام الناقص، ادغام القاف في الكاف بشكل تبقى صفة الاستعلاء ظاهرة.

3 - إدغام المتجانسين:
هو إدغام حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك، اتفقا مخرجاً واختلفا صفة، دون نظر إلى كون الاختلاف في صفة «كالثاء» مع «الذال»، أو في أكثر من صفة «كالدال» مع «التاء»، وله ثلاث فئات من الحروف هي:
«ت - د - ط / ث - ذ - ظ/ ب - م».

1 - «ت - د - ط»:
- إذا كان الأول «دالاً» والثاني «تاء»، نحو:
 {وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيد} (17). {قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (18).
- إذا كان الأول «تاءً» والثاني: «دالاً»، نحو:
 {فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ} (19).
- إذا كان الأول «تاءً» والثاني «طاءً»، نحو:
 {فَآمَنَت طَّائفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ} (20).
- يمتنع الإدغام الكامل إذا كان الأول «طاءً» والثاني «تاءً»، نحو:
 {فَقَالَ أَحَطتُ بِماَ لَمْ تُحِطْ بِهِ} (21). {لئن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لتَقْتُلَنِي} (22).
 {وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطُتمْ} (23).
وهنا يجب في اللفظ منع القلقلة في الطاء وتظهر صفة الإطباق فقط. وهذا ما يسمّى بالادغام الناقص.

2 - «ث - ذ - ظ»:
- إذا كان الأول «ذالاً» والثاني «ظاءً»، نحو:
 {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ} (24).
 {ولَنَ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ} (25).
ولم يرد في القرآن الكريم غيرهما.
- إذا كان الأول «ثاءً» والثاني «ذالاً»، نحو:
 {أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِين كَذَّبُوا بِآيَاتِنَ} (26).
ولم يرد في القرآن الكريم غير هذا المثال.

3 - «ب - م»:
يجب أن تكون الباء متقدمة على الميم، نحو:
 {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ولاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} (27).
ولم يرد في القرآن الكريم غير هذا المثال.
 

 (1) سورة المائدة/61.
 (2) سورة الأنبياء/87.
 (3) سورة الصافات/24.
 (4) سورة يس/68.
 (5) سورة النساء/78.
 (6) سورة النحل/76.
 (7) سورة النور/33.
 (8) سورة يوسف/7.
 (9) سورة العصر/3.
 (10) سورة المطففين/3.
 (11) سورة القلم/6.
 (12) سورة الحاقة/28.
 (13) سورة الأنبياء/56.
 (14) سورة طه/114.
 (15) سورة المطففين/14.
 (16) سورة المرسلات/20.
 (17) سورة المدثر/14.
 (18) سورة البقرة/256.
 (19) سورة الأعراف/189.
 (20) سورة الصف/14.
 (21) سورة النمل/22.
 (22) سورة المائدة/28.
 (23) سورة يوسف/80.
 (24) سورة آلنساء/64.
 (25) سورة الزخرف/39.
 (26) سورة آلأعراف/176.
 (27) سورة هود/42.

تعريفها:
لغةً: هي صوت في الخيشوم وقيل أن يشرب الحرف صوت الخيشوم (1).
اصطلاحاً: صوت يخرج من التجويف الأنفي، لا عمل للسان به وتصاحب في اللغة العربية حرفي النون والميم بكل أوضاعهما ويختلف زمنها باختلاف الحكم.

مواضعها:
أ - النون والميم المُشدَّدتان تغنَّان دائم، والوقف عليهما لا يكون إلا بغنَّة، ويسمى كل حرف منهما حرف أغنّ مُشدَّد، نحو:
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ {17} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ {18} (2).

ب - الميم الساكنة إذا جاء بعدها ميم أو باء تغن دائم، نحو:
 {لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيم} (3).
 {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ} (4).

ج - النون الساكنة والتنوين يغنَّان دائماً إلاَّ إذا جاء بعدهما أحد حروف الحلق الستة، وهي: «ء - ه- - ع - ح - غ - خ» وكذا لا يغنَّان إذا جاء بعدهما حرفي «ل - ر»، نحو:
 {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتً} (5).
 {فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} (6).
 {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (7).

مراتبها:
للغنة ثلاث مراتب هي:
أ - أقواها في المُشدَّد، نحو:
 {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبً} (8).
ب - ثم المدغم، نحو:
 {كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ} (9).
ج - ثم المخفى، نحو:
 {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (10).
 

 (1) لسان العرب ج13، ص315، باب غنن.
 (2) سورة آلغاشية/25-26.
 (3) سورة آلمائدة/9.
 (4) سورة الكهف/5.
 (5) سورة المرسلات/27.
 (6) سورة المرسلات/39.
 (7) سورة المرسلات/43.
 (8) سورة الأنعام/76.
 (9) سورة الأنعام/85.
 (10) سورة الأنعام/81.