|
|
|
تفسير سورة مريم - جمعية القرآن الكريم |
يقول المولى سبحانه وتعالى:
{الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون} (1).
هذا التعبير العميق بأنهم (يتلونه حق تلاوته) يضع لنا خطاً واضحاً تجاه القرآن الكريم والكتب السماوية، فالناس امام الآيات الالهية على أقسام.
قسم يكرسون اهتمامهم على أداء الألفاظ بشكل صحيح وعلى قواعد التجويد.
وقسم يتجاوز إطار الألفاظ ويتعمق في المعاني ويدقّق في الموضوعات القرآنية.
وقسم ثالث، وهم المؤمنون حقاً، يقرأون القرآن باعتباره كتاب عمل، ومنهجاً كاملاً للحياة، ويعتبرون قراءة الألفاظ والتفكير في المعاني مقدمة للعمل، ولذلك تصعد في نفوسهم روح جديدة كلما قرأوا القرآن، وهذه هي التلاوة الحقة.
ورد عن الامام الصادق (ع) في تفسير هذه الآية: «يرتلون آياته، ويتفقهون به، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخافون وعيده، ويعتبرون بقصصه، ويأتمرون بأوامره، وينتهون بنواهيه، ما هو والله حفظ آياته ودرس حروفه، وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده وإنما هو تدبّر آياته والعمل بأركانه»، قال الله تعالى:
{كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدَّبَّروا آياته} (2).
ونحن في جمعية القرآن الكريم وفي أجواء ولادة النبي عيسى (ع) نقدم للأخوة والأخوات الأعزاء تفسير (سورة مريم (ع)) ونحرص على ان تكون القراءة لهذه السورة والحفظ لها وتدبرها مقدمة للعمل لأنه لا فائدة من العلم إذا لم يعقبه العمل، كما قال أمير المؤمنين (ع) :«العلم بلا عمل كالرامي بلا وتر».
جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد
دائرة الدراسات
|
|
|
إصدار: |
17\07\2009 |
1 طبعة/طبعات |
الفهرس |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
684042 |
|
|
40 |
|
|
|
|
|
|