أهمية تدريس وتعليم القرآن
الكريم.
أسلوب إدارة جلسات البحث.
كيفية إقامة جلسات الحفظ للكبار.
كيفية إقامة جلسات الحفظ للصغار.
التركيز بمسائل خاصة بحفظ القرآن
الكريم.
سننظر في هذا القسم إلى الأبحاث
التخصصية في حفظ القرآن الكريم، وشرح مبادئ وأساليب تدريس
الحفظ: والإضاءة أكثر على الموضوع،
وسنقوم ببحث المسألتين التاليتين:
أ: مبادئ تدريس الحفظ وكيفية إدارة
الصف أو جلسات الحفظ.
ب: الاستفادة من أساليب الحفظ في
تربية الحفاظ وتدريبهم.
كما أنه من اللازم في هذا الموضوع الإشارة إلى المسائل التالية والتي ستكون مفيدة جداً لأساتذة دورات
الحفظ،
وهي:
طرق وأساليب المساءلة
(49)
في صفوف وجلسات الحفظ.
إيجاد تنوع في الأساليب بهدف تنشيط
الصف وتقويته.
النكات اللافتة حول تدريس وتعليم
حفظ الآيات.
ولأهمية تعليم القرآن الكريم،
نشير إلى رواية عن النبي محمد (ص) حيث قال: (مُعَلِّمُ الْقُرْآنِ
وَمُتَعَلِّمُهُ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ
فِي الْبَحْرِ)
(50).
سبق وبينا في الدرس الأول، أن العمل
الجماعي من أهم أركان جلسات الحفظ، وله الأثر الكبير في نجاح
الإنسان، بشرط أن تتم الاستفادة خلال هذه الجلسات من الأساليب
المعتبرة.
لكنه ينبغي الالتفات إلى أن طريقة
إجراء جلسات الكبار تختلف عن تلك التي للصغار. حيث أن لجلسات
الحفظ (للكبار) مقتضياتها الخاصة،
نعرضها ضمن البيان التالي:
ينبغي العمل في هذه الجلسات على
قسمين من الآيات:
في القسم الأول، الآيات
الجديدة
(يكون السؤال حول الآيات التي تم حفظها بعد الجلسة
الماضية).
وفي القسم الثاني، يكون السؤال حول
الآيات السابقة
(أي الآيات التي تم حفظها قبل الجلسة الماضية).
كما ينبغي قبل ذلك وفي البداية،
سؤال جميع الحاضرين في الجلسة عن الدرس الجديد، حتى يطمأن إلى أن
الجميع قد حفظوا واجباتهم.
ثم يعمل على توجيه أسئلة متفرقة حول
الآيات السابقة التي حفظت خلال الأيام أو الأشهر الماضية،
وبهذه الطريقة يضطر الأخوة الذين لديهم برنامج منتظم للتكرار، لعرض
محفوظاتهم بهذا الشكل أثناء الصف.
والجدير قوله، إضافة إلى أن نفس
القراءة في الجلسة يساهم في تثبيت محفوظات القارئ والموجه إليه
الأسئلة، هو أن يستفيد الحاضرون والمستمعون أيضاً من خلال العرض
المتكرر للآيات في حفظ الآيات وتقوية ذاكرتهم.
وفي القسم الثالث، يجب على أستاذ
الصف في دورة الحفظ السعي لتهيئة الظروف اللازمة لحفظ آيات جديدة،
ومعنى ذلك أن يبدؤوا في الواقع
درساً جديداً
(حفظ آيات جديدة) بأسلوب سهل طبقاً للتوضيحات التي
نحن بصددها.
ففي البداية
(في الجلسة الأولى
مثلاً)، يتم قراءة الآيات معاً، بحيث يقرأ الأستاذ ويردد الطلاب
وراءه، وهكذا يصبح الطلاب مهيّئين للحفظ.
في الجلسات التالية، يقوم الأستاذ
بالإضافة إلى تكرار الآيات، بشرح معانيها وبيان المفردات الصعبة
أمامهم.
ومن الجيد أن يقوم الأستاذ بعرض
النكات المهمة الخاصة ببعض الآيات.
والأهم من ذلك كله، أن يبين الأستاذ
موارد الآيات المتشابهة، ويذكر أن الآية الجديدة التي حفظتموها
مشابهة للآية التي مرت في الدرس الفلاني في الصفحة الفلانية.
فما العمل حتى لا نقع في الخلط بين
الآيات المتشابهة؟
الترميز -أي وضع الإشارات والرموز-
هو إحدى الطرق التي تساعد على الحفظ الصحيح للآيات.
ينبغي تعريف طلاب حفظ القرآن الكريم
بالرموز من خلال توجيه عناية الطلاب إلى معاني الآيات أو ألفاظها
أو شكل الخط، حتى يسهل عليهم وبقليل من التوجه الحد من الأخطاء
والخلط بين الآيات المتشابهة.
القسم الأول: طرح أسئلة حول الآيات
الجديدة.
القسم الثاني: طرح أسئلة حول الآيات
السابقة.
تهيئة الأرضية المناسبة لحفظ
الآيات من خلال:
أ - التفسير والشرح
ب- بيان موارد التشابه بينها.
من الطبيعي الالتفات إلى أهم ميزة
لجلسات الحفظ للكبار، أن يكون الطلاب حافظين للآيات في
بيوتهم قبل الجلسة، ويعرضون ما حفظوه في أثنائها. لذلك فالقسم
الأكبر من أعمال جلسات الحفظ للكبار هو تقديم المحفوظات وعرضها على
الأستاذ، ورفع ما يعتريها من مشاكل.
ملاحظة:
هناك فرق أساسي بين جلسات الحفظ
للكبار وبين التي للصغار، وهو أن على الكبار القيام بما عليهم من
حفظ في أثناء الجلسة. وهذا يعني أن يدير الأستاذ جلسة الحفظ بطريقة
تمكن الحاضرين من حفظ الآيات التي عليهم حفظها في الجلسة نفسها.
القسم الأول: طرح الأسئلة حول
الآيات.
القسم الثاني: حفظ الآيات الجديدة
بالاستفادة من الوسائل التعليمية المساعدة
( لوح، وسائل سمعية
وبصرية).
يبدأ الأستاذ
-في جلسات حفظ
الصغار- بطرح الأسئلة حول الآيات التي تم حفظها خلال الجلسة
السابقة.
ويجري لهم امتحانا ويشجعهم على حفظ
الآيات الجديدة التي ينبغي أن يحفظوها خلال الجلسة.
ومن المفيد جدا الاستفادة من وسائل
الإيضاح التعليمية كاللوح وآلة التسجيل
(المسجلة).
يبدأ الأستاذ بقراءة الآيات، ويردد
الصغار وراءه، ثم يقوم بتوضيحها وشرحها. ويساعدهم على تثبيتها في
أذهانهم بالاستفادة من أشرطة الترتيل، ويكمل على هذا المنوال، جملة
بعد جملة، وكلمة اثر كلمة المراحل التي ينبغي طيها.
ويداوم على جلسات الحفظ بهذا الشكل،
وبهذه الطريقة يحفظ أطفالنا الأعزاء في نفس الجلسة الآيات
المطلوبة.
والفرق بين حفظ الكبار والصغار أن
الكبار يحفظون الآيات في منازلهم ويعرضونها خلال الجلسة، أما
الصغار فيحفظون الآيات ويعرضونها
(يقرؤونها غيبا) خلال الجلسة.
ولذلك فمن الطبيعي أن تكون جلسات
الحفظ وساعات التدريس بالنسبة للصغار أكثر مما هي للكبار.
فالراشدون يمكنهم إقامة جلسة
أسبوعيا، ويكملون عمل الحفظ على هذا النحو، أما الصغار فينبغي أن
يكون لديهم على الأقل ثلاث جلسات أسبوعية، جلستان، لكل منهما
ساعتان، ليتمكنوا خلال مدة معينة، على حفظ عدة سور من الجزء
الواحد.
وهنا لا بد من أمر مهم وهو أنه
ينبغي الشروع من الجزء الثلاثين بالنسبة للأحداث،
حتى أنه من المفضل بالنسبة للراشدين حفظ الجزء الثلاثين أولاً، وبعد
التمكن التام منه، يشرع بحفظ الجزء الأول، ثم بقية الأجزاء.
والأمر الآخر المهم،
هو أساليب طرح الأسئلة في جلسات الحفظ:
يمكننا خلال جلسات حفظ القرآن
الكريم، أن نسأل الطلاب عن الآيات بأساليب مختلفة، لنوجد في الصف
تنوعاً ونضفي عليه مزيد من الحيوية حتى لا يشعروا بالتعب، وكذلك
لتصبح علاقتهم بالصف والمواظبة على الحضور في ظل هذا التنوع أقوى
وأفضل.
على سبيل المثال: يمكننا طرح السؤال
بصورة منفردة أو انفرادية. بمعنى أن نسأل كل واحد من الحافظين على
حدة، وعندما يقرأ آياته ومحفوظاته يكون الآخرون مستمعين ليس إلا.
من سلبيات هذا الأسلوب أن الأستاذ
قد لا يستطيع خلال الوقت المحدد للصف، أن يسأل الجميع عن مقدار
كبير من محفوظاتهم، ومن الطبيعي عدم كفاية الوقت لعدة أشخاص خاصة
عندما يكون عدد الحضور كبيراً.
لكن الأستاذ يستطيع بشكل ما أن يشغل
الآخرين. ومثال على ذلك بأن نطلب منهم أن يلتقطوا أخطاء القارئ، أي
أن يلتفت الآخرون إلى مواقع الاشتباه التي وقع بها، ثم يقوموا
بعرضها عندما ينتهي من القراءة.
(يغلق الجميع المصاحف ويصغون جيداً
إلى قراءته ويكتشفوا الأخطاء التي وقع بها).
وهذه الطريقة تحفز الآخرين وتدفعهم
لتركيز حواسهم على الآيات.
ويعتمد في هذا الأسلوب على الطلب
من الحضور أن يقرؤوا محفوظاتهم معاً بصورة جماعية.
وهذا الأسلوب مشوق جداً، وموجب
لمشاركة جميع الحاضرين في الصف، وبهذه الطريقة يعيدوا قراءة
(تكرار) ما لديهم من المحفوظات.
بالإضافة إلى انه يمكنك خلال فترة
قصيرة الاطمئنان إلى حفظ جميع المشاركين في الصف، ومن خلال نظرة
على وجوه المشاركين في الدورة تستطيع التمييز بين الذي حفظ الآيات
وغيره والذين واكبوا هذه الجلسات وتلوا محفوظاتهم على الملأ، فمن
الواضح أن البرنامج الذي أعطي لهم جعلهم يحفظون القرآن ويساهموا في
تقوية ذاكرتهم القرآنية.
وهذه الطريقة توجد تنوعاً وأنسا في
الصفوف، وتصبح جلسات الحفظ ممتعة.
وهي الطريقة المشتركة، أن يتلو أحد
الحاضرين جزءاً من محفوظاته ثم يتبعه الثاني ويكمل التلاوة ثم
الثالث.. وبهذا الشكل يشارك جميع الحاضرين واحداً تلو الآخر في
تلاوة الآيات وفي مدة قصيرة.
وبهذه الطريقة تشجع الحاضرين على
التركيز، والتنبه، حتى إذا جاء دورهم تلو الآيات بدقة أو أن يأتوا
ببضع آيات، أو أن يعيدوا ويتابعوا.
وبهذه الطريقة تقوى ذاكرتهم
أكثر من ذي قبل.
ويمكنكم أيضاً إجراء مسابقة، لأن
المسابقة لها جاذبية كبيرة، بحيث تعلنوا فيها أن الذي يتلو آية
خطأً أو يخلط بين الآيات يخرج من مباريات حفظ القرآن الكريم! فلو
كان المشاركون على سبيل المثال عشرة ومرت دورة كاملة عليهم
فمن الممكن أن يصبحوا ثمانية.
ونفس الأمر في المرحلة الثانية، فقد
يتم حذف آخرين، وهكذا تستمر التصفية إلى الدور الأخير، فالشخص
الباقي هو الذي يكون حاوياً لمحفوظاته أكثر من غيره ويستحق التنويه
والتكريم، ويعطى له جائزة.
وهذا النمط من جلسات الحفظ، إضافة
إلى انه يعزز روح المنافسة السليمة والأخوية بين المشاركين، يحفز
الجميع على التركيز والاهتمام، والحضور على رأس الجلسات
التالية باستعداد تام، وإجادة تلاوة الآيات وتجنب الوقوع في الزلات
السالفة.
أ - الأسلوب الانفرادي.
ب - القراءة الجماعية.
ج - المشاركة في القراءة.
برأينا يمكن أن نبدأ بالتدريس في
الصف بهذا الأسلوب:
في البداية، يقرأ الحاضرون خمس آيات
من سورة البقرة معاً، والأستاذ معهم أيضاً ويتابعون دون تأخر أو
تقدم. وإذا ما ركز الطلاب على تلفظ الأستاذ، فلن يتأخروا عنه في
القراءة، وعندما يتوقف الأستاذ يتوقفون معه في نفس المكان.
ينبغي السعي لاختيار اللحن
(النغمة)
السهل، ليسهل على الطلاب مواكبة الأستاذ وقراءة الآيات بيسر.
والمسألة الأخرى التي سنبحثها، هي
المتعلقة بأساليب طرح الأسئلة على المشاركين في جلسات الحفظ. لأن
عمل الحفظ يحتاج إلى تنوع غير عادي لما ينتج عنه إرهاق ومتاعب،
لأنه ينبغي أن يشعر الطلاب براحة ولذة، حتى يشجعهم على الجد
والحضور الفعال في الجلسات.
ولهذا السبب من الواجب أن تكون
جلسات الحفظ متنوعة، ومن غير المبرر أن تكون على رسل واحد.
لتنشيط الجلسات القرآنية يمكنكم
الاستفادة من الطرق التالية:
أ: استفيدوا من الحزازير القرآنية،
وهذا يساعد كثيرا على إبعاد الأجواء المملة في جلسات الحفظ. ومعنى
ذلك، أن تطرح الأسئلة على الحضور فينصرفوا للتفكير والبحث عن
الإجابة في محفوظات ذاكرتهم.
ب: الأمر الآخر، يمكنكم طرح أسئلة
حول أرقام الآيات على شكل مسابقة، حيث تؤدي في الواقع إلى إيجاد جو
من المنافسة الايجابية بين المتبارين، وبالتالي خلق جو تنافسي،
واتسام الصف بمتعة وجاذبية استثنائية.
أو أن تسأل عن رقم الآية وعلى
الطلاب الإجابة مباشرة، و الأسبق في إعطاء الإجابة الصحيحة هو
الرابح. أو أن تعمدوا إلى طرح أرقام آيات بشكل عشوائي وتطلبوا
قراءة الآية، والفائز هو من سبق الجميع في قراءتها.
ج: والمسألة الأخرى، عبر بيان
اللطائف القرآنية، حيث تؤخذ مجموعة من اللطائف في الآيات والقصص
القرآنية. ونماذجها كثيرة، ذُكرتْ في الكثير من الكتب. وعليه،
تستطيع بهذه الطريقة إيجاد تنوع وحيوية في الصف، وهذا الأمر نفسه
جاذب وممتع للشباب وخاصة الأحداث.
وكمثال على ذلك: عندما نصل إلى
الآية 249 من سورة البقرة {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ
بِالْجُنُودِ...}
قال طالوت لجنوده: {إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم
بِنَهَرٍ
فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً}.
وهنا توجد إشارة لطيفة: أن شخصاً
بخيلاً طلب أن يصنعوا له كوزاً وكأساً. ولما سألوه ماذا نكتب لك
على جلد الكوز؟ أجاب: «فمن شرب منه فليس مني».
قالوا فماذا نكتب على الكأس إذاً؟
قال: اكتبوا آية أخرى من الكتاب العزيز: «ومن لم يطعمه فإنه مني»،
أي أن كل من لم يستفد من هذه الكأس فهو مني ومن عائلتي.
وهذه تضفي جواً من روح النكتة على
الصف، وإضافة إلى ذلك تجعل الطلاب يحفظون الآيات، كما تساهم في
تثبيت مضمونها في أذهانهم، وبالتالي يصبح عمل الحفظ سهلا بالنسبة
لهم.
ملاحظات هامة: في الختام نعرض
مجموعة من النقاط حول تدريس وتعليم القرآن المجيد،
وهي نقاط مهمة وضرورية:
هي التأثير القرآني على الأولاد،
فبعضهم يتصور أنه يمكن بالإجبار دفع ابنه لحفظ القرآن الكريم، في
وقت أن الأب والأم لا يحفظون شيئا من القرآن الكريم، وليس هذا فحسب
بل ليس لديهم أي أنس بالقرآن.
وبعضهم لا يقرأ القرآن ولو مرة
واحدة لا في الليل ولا في النهار، وهؤلاء يتوقعون أن يحفظ أولادهم
القرآن، وهذا في غير محله!.
فمن يريد أن يصبح ابنه ابناً
قرآنياً، عليه أن يكون هو أولاً من أهل القرآن فالعائلة ينبغي أن
تكون عائلة قرآنية، حتى تشملها عناية الباري تعالى ليصبح لديها
ابناً قرآنياً.
لا ينبغي في الأصل تعليم الأولاد
العلوم القرآنية تحت الضغط والإكراه، فالآثار السلبية الناتجة عن
الضغوط التي يتلقاها الابن من والديه في سني الطفولة وأحيانا من
المعلمين
(أساتذة القرآن) تصل إلى حد النفور الكلي من القرآن ومن
الجلسات القرآنية. فلو حدث لا سمح الله ووجدت مثل هكذا حالات
فإن الوالدين والمعلمين هم المقصرون في حق الابن حيث أجبروه
على حضور الجلسات تحت الضغط والتهديد.
لذلك، من الضروري توجيه الأبناء نحو
البرامج والدروس القرآنية بالأساليب المحببة والجاذبة مع مراعاة
طبيعة الأحداث وقدراتهم لأن عودهم طريّ.
يجب علينا أن نوفر للأبناء في سني
الطفولة وما دون الظروف المؤاتية للحفظ. فلا ينبغي أن نتوقع من
أطفالنا وخلال سنين محددة إن يصبحوا حافظين لكل القرآن الكريم
بالضغط والإكراه.
فهذا الأمر غير معقول، باستثناء
نماذج نادرة معدودة من الأطفال: فمن غير المعقول أن يصبح الأطفال
من الحفاظ للقرآن الكريم بتمامه إلا في موارد استثنائية.
لذلك فإن أفضل عمل نقوم به
مع الأطفال هو أن نهيئ لهم الأرضية الملائمة للحفظ لا غير، من خلال
حفظ السور القصار: ومع حفظ سور الجزء الثلاثين،
يسلك الأبناء طريق الحفظ في سن الطفولة من خلال إتباع طريقة محببة
ومشوقة.
برأينا، وبرأي الكثير من خبراء
الحفظ، فإن أفضل عمر لحفظ القرآن الكريم هو ما بين 12 و 18 سنة.
لذلك من المفيد كثيراً بالنسبة لمن
هم في سن الطفولة بعد أن وجدوا ظروفا مناسبة لحفظ القرآن الكريم أن
يقتصروا على تكرار محفوظات التي حفظوها آنذاك.
وليحفظ
(الولد) السور الصغيرة من
الجزء الثلاثين، حتى يتسنى له إن شاء الله في السنين القادمة، الترقي إلى مراتب أعلى ويحفظ القرآن الكريم، ويمكن خلال 3 أو
4 سنوات من خلال إتباع القواعد التي سبق ذكرها أن يحفظ كامل القرآن
الكريم، حفظاً يبقى على الدوام في ذاكرته ويأنس به وينهل من بركاته
المعنوية والعلمية.
(49) - طرح
الأسئلة والتسميع.
(50) -
مستدرك
الوسائل، ج4، ص235، ( باب وجوب تعلم القرآن وتعليمه).
|