القرآن الكريم في نهج البلاغة

 

 جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد - بيروت - لبنان

الطبعة الثانية، ذو الحجة 1433هـ // 2012م

فهرس الكتاب

الجزء الأول الجزء الثاني

الموضوع

الصفحة

 خطب الإمام (ع) وكتبه المرسلة في المناسبات 73
 2 - ومن خطبة له (ع) 73
 17 - ومن كلام له (ع) 73
 18 - ومن كلام له (ع) 74
 26 - ومن خطبة له (ع) 74
 47 - ومن وصية له (ع) 74
 50 - ومن كلام له (ع) 75
 69 - ومن كتاب له (ع) 75
 77 - ومن وصية له (ع) 75
 79 - ومن كلام له (ع) 76
 86 - ومن خطبة له (ع) 76
 125 - ومن كلام له (ع) 77
 127 - ومن كلام له (ع) 77
 133 - ومن خطبة له (ع) 78
 150 - ومن خطبة له (ع) 78
 152 - ومن خطبة له (ع) 79
 161 - ومن خطبة له (ع) 79
 167 - ومن خطبة له (ع) 80
 169 - ومن خطبة له (ع) 80
 173 - ومن خطبة له (ع) 80
 177 - ومن كلام له (ع) 81
 180 - ومن خطبة له (ع) 81
 182 - ومن خطبة له (ع) 81
 183 - ومن خطبة له (ع) 82
 192 - ومن خطبة له (ع) 82
 193 - ومن خطبة له (ع) 83
 خاتمة الكتاب 85

 

 

 



 

خطب الإمام (ع) وكتبه المرسلة في المناسبات التي ورد فيها ذكر القرآن فيها بشكل موجز جداً، وهي تشبه كثيراً في مضامينها ما شرحناه من الخطب فأبقيناها كما هي بدون شرح لوضوحها.

 



 

موضوعها: بعد انصرافه من صفين.

قال أمير المؤنين (ع) في منتصف الخطبة: « وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ، وَالْعِلْمِ الْمَأْثُورِ، وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللاَّمِعِ، وَالأَمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالآيَاتِ، وَتَخْوِيفاً بِالْمَثُلاَتِ ... ».

 



 

موضوعه: في صفة من يتصدَّى لِلْحكم بين الأمة وليس لذلك بأهل.

يقول أمير المؤمنين (ع) في المقطع الأخير من الخطبة: « إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ الْمُنْكَرِ ».

 



 

موضوعه: في ذم اختلاف العلماء في الفُتْيَا.

قال الإمام (ع) في آخر الخطبة: « وَإِنَّ القُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ. لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلاَّ بِهِ ».

 



 

موضوعها: يصف فيها العرب قبل البعثة.

قال الإمام (ع) في بداية الخطبة: « إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ ».

 


 




موضوعها: الإيصاء للحسن والحسين (عليهما السلام) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله.

قال أمير المؤمنين (ع) بعد جملة مهمة من الوصايا العظيمة، موصّياً بالقرآن الكريم. « والله الله في القُرْآنِ، لا يَسْبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ ».
 

 



 

موضوعه: وفيه بيان لما يخرب العالم به من الفتن وبيان هذه الفتن.

يقول الإمام (ع) في بداية الخطبة: « إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ. يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللهِ، وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً عَلَى غَيْرِ دِينِ اللهِ ».

 




موضوعه: التمسك بالقرآن إلى الحارث الهمداني

قال الإمام (ع) في بداية كتابه: « وَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ القُرْآنِ وانْتَصِحهُ وَأَحِلَّ حَلاَلَهُ، وَحَرِّمْ حَرَامَهُ ».


 




موضوعها: الإيصاء لعبد الله بن العباس «لما بعثه للاحتجاج على الخوارج».

قال (ع): « لا تُخَاصِمْهُمْ بالقُرْآنِ، فإِنَّ القُرْآنَ حَمَّالٌ ذُوِ وُجُوهٍ، تّقُولُ وَيَقُولُون، وَلَكِنْ حاجِجْهُمْ بِالسُّنَةِ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْها مَحِيصاً ».
 

 



 

موضوعه: قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم،

فقال (ع): « أَتَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ. وَتُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُ؟ فَمَنْ صَدَّقَ بِهَذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ، وَاسْتَغْنَى عَنِ الإعَانَةِ بِاللهِ فِي نَيْلِ الْمَحْبُوبِ وَدَفْعِ الْمَكْرُوهِ ... ».

 



 

موضوعها: وفيها بيان صفات الحق جل جلاله، ثم عظة الناس بالتقوى والمشورة.

قال الإمام (ع) متحدثاً عن القرآن: « فَاللهَ اللهَ أَيُّهَا النَّاسُ فِيمَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، وَاسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدىً، وَلَمْ يَدَعْكُمْ فِي جَهَالَةٍ وَلاَ عَمىً ».

 



 

موضوعه: في التحكيم وذلك بعد سماعه لأمر الحَكَمَيْن.

قال الإمام (ع) في بداية الخطبة: « إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ وَإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ، وَهَذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْتُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، لاَ يَنْطِقُ بِلِسَانٍ، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ، وَإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ.

وَلَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إِلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقَدْ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ [1] . فَرَدُّهُ إِلَى اللهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ، وَرَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ، فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ وَأَوْلاَهُمْ بِهِ ».


[1] سورة النساء، الآية: 59.
 

 



 

موضوعه: وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكَمَيْن.

قال (ع) في المقطع الأخير من الخطبة: « وَإِنَّمَا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِيُحْيِِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ، وَيُمِيتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ. وَإِحْيَاؤُهُ الاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ، وَإِمَاتَتُهُ الافْتِرَاقُ عَنْهُ. فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَيْهِمْ اتَّبَعْنَاهُمْ، وَإِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اتَّبَعُونَا ».

 



 

موضوعها: يُعظِّم الله سُبحانه ويذكر القرآن والنبي ويعظ الناس.

قال الإمام (ع) في شأن القرآن: « وَكِتَابُ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نَاطِقٌ لاَ يَعْيَى لِسانُهُ، وَبَيْتٌ لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَعِزٌّ لاَ تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ ».

وفي المقطع الأخير من الخطبة يذكر الأمير (ع) القرآن مرة أخرى ويقول: « كِتَابُ اللهِ تُبْصِرُونَ بِهِ، وَتَنْطِقُونَ بِهِ، وَتَسْمَعُونَ بِهِ، وَيَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَيَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. لاَ يَخْتَلِفُ فِي اللهِ وَلاَ يُخَالِفُ بِصَاحِبِهِ عَنِ اللهِ ».

 



 

موضوعها: يومي فيها إلى الملاحم ويصف فئة من أهل الضلال ويشير إلى التنزيل.

يقول (ع): « ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ. تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، وَيُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ، وَيُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ ».

 



 

موضوعها: في صفات الله جل جلاله، وصفات أئمة الدين والقرآن الحكيم.

كذلك يقول الإمام (ع) في آخر مقطع من الخطبة: « اصْطَفَى اللهُ تَعَالَى مَنْهَجَهُ وَبَيَّنَ حُجَجَهُ مِنْ ظَاهِرِ عِلْمٍ وَبَاطِنِ حِكَمٍ. لاَ تَفْنَى غَرَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ. فِيهِ مَرَابِيعُ النِّعَمِ، وَمَصَابِيحُ الظُّلَمِ. لاَ تُفْتَحُ الخَيْرَاتُ إِلاَّ بِمَفَاتِيحِهِ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلاَّ بِمَصَابِيحِهِ. قَدْ أَحْمَى حِمَاهُ، وَأَرْعَى مَرْعَاهُ. فِيهِ شِفَاءُ الْمُشْتَفِي، وَكِفَايَةُ الْمُكْتَفِي ».

 



 

موضوعها: في صفة النبي وأهل بيته وأتباع دينه، وفيها يعظ بالتقوى.

قال (ع) في بداية الخطبة: « بَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِيءِ، وَالْبُرْهَانِ الْجَلِيِّ، وَالْمِنْهَاجِ الْبَادِي، وَالْكِتَابِ الْهَادِي » ... إلى أن قال (ع) « أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ، وَمَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ، وَدَعْوَةٍ مُتَلاَفِيَةٍ. أَظْهَرَ بِهِ الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ، وَقَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ، وَبَيَّنَ بِهِ الأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ ».

 



 

موضوعها: في أوَّل خلافته.

قال الإمام (ع) في بداية الخطبة: « إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. فَخُذُوا نَهْجَ الْخَيْرِ تَهْتَدُوا، وَاصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ الشَّرِّ تَقْصِدُوا ».

 



 

موضوعها: عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة.

يقول الإمام (ع) في بداية الخطبة: « إِنَّ اللهَ بَعَثَ رَسُولاً هَادِياً بِكِتَابٍ نَاطِقٍ وَأَمْرٍ قَائِمٍ، لاَ يَهْلِكُ عَنْهُ إِلاَّ هَالِكٌ » ... إلى أن يقول (ع) في آخر الخطبة: « وَلَكُمْ عَلَيْنَا الْعَمَلُ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَسِيرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَالْقِيَامُ بِحَقِّهِ، وَالنَّعْشُ لِسُنَّتِهِ ».

 



 

موضوعها: في رسول الله (ص)، ومن هو جدير بأن يكون للخلافة، وفي هوان الدنيا.

قال (ع) في المقطع الأخير من الخطبة: « وَاسْتَتِمُّوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَالْمَحَاَفَظَةِ عَلَى مَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ ».

 



 

موضوعه: في مَعْنَى الحَكَمَيْنِ.

قال الإمام (ع) في بداية الخطبة: « فَأَجْمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ عَلَى أَنِ اخْتَارُوا رَجُلَيْنِ، فَأَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَنْ يُجَعْجِعَا عِنْدَ الْقُرْآنِ، وَلاَ يُجَاوِزَاهُ، وَتَكُونَ أَلْسِنَتُهُمَا مَعَهُ وَقُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ، فَتَاهَا عَنْهُ، وَتَرَكَا الْحَقَّ وَهُمَا يُبْصِرَانِهِ. وَكَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا، وَالاِعْوِجَاجُ دَأْبَهُمَا ».

 



 

موضوعها: في ذم العاصين من أصحابه.

قال (ع) في المقطع الأخير من الخطبة: « وَإِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ الْمَوْتُ. قَدْ دَارَسْتُكُمُ الْكِتَابَ، وَفَاتَحْتَكُمُ الْحِجَاجَ، وَعَرَّفْتَكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ ».

 



 

موضوعها: وفيها حمد الله، وبيان صفاته، والإرشاد والنّصح.

قال (ع) في المقطع الأخير من الخطبة: « أَوْهِ عَلَى إِخْوَانِي الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ، وَتَدبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ، أَحْيُوا السُّنَّةَ وَأَمَاتُوا الْبِدْعَةَ ».

 



 

موضوعها: في قدرة الله وفي فضل القرآن وفي الوصية بالتقوى.

قال الإمام (ع) في المقطع الثاني من الخطبة واصفاً القرآن الكريم: « فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ. حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِيثَاقَهُ، وَارْتَهَنَ عَلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ. أَتَمَّ نُورَهُ وَأَكْمَلَ بِهِ دِينَهُ ».

 



 

موضوعها: تُسمى القاصعة وتتضمن ذم إبليس على استكباره وتركه السجود لآدم (ع).

قال الإمام (ع) في المقطع الأخير من الخطبة: « وَإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لاَ تَأْخُذُهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ، وَكَلاَمُهُمْ كَلاَمُ الأَبْرَارِ، عُمَّارُ اللَّيْلِ وَمَنَارُ النَّهَارِ. مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ ».

 



 

موضوعها: يصف فيها المتقين.

يقول (ع) في أحد مقاطعها: « أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لأَِجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَها تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ. فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقَاً، وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ. وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغُوا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ ».

 

 



 

هكذا قضينا معاً ـ أعزاءنا الكرام ـ وقتاً ممتعاً ونحن نتفيأ الظلال الوريفة لسيد المتقين وقائد الغُرّ المحجّلين الإمام علي (ع) وهو يترجم بصدق القرآن الكريم في كلِّ حركاته وسكناته وهمساته، فغدا القرآن الناطق بحق، بكل ما لهذه العبارة من معنى، وقد أوضحنا من خلال رصْدنا لخطبه (ع) وكتبه المرسلة إلى أصحابه وعمَّاله على الولايات الإسلامية، كيف يتعامل مع كتاب الله المجيد، وكيف يصفه بصدق وحق، حتى كأنه قرآناً يمشي على الأرض يكلم الناس، ويحث العباد على التزود ليوم المعاد، وعدم التشبث بالدنيا الفانية والانشداد إلى الملذات المهلكة، التي أهلكت من كان قبلنا، ودمرت أقواماً فخضعوا لها، فكانت عاقبتهم السوأى والندم والخسران حيث لا ينفع هناك إلا العمل الصالح الذي به تُنال الرغائب وتمنح الجوائز المُعَدَّة لعباد الله الصالحين ...

وقد قمنا في هذا الكتاب بعرض الخطب والكتب الخاصة بالقرآن الكريم في نهج البلاغة، ومن ثم شرحها بالكلمة المعبِّرة والعبارة المبسَّطة والمفردة الواضحة ليطَّلع عليها الجميع ومن مختلف الثقافات وشرائح المجتمع المتنوعة، لنستفيد مما في هذه الخطب من إشارات لطيفة وإيضاحات قرآنية تتناول كلام الله العزيز بأفضل وصف وأجمل تعبير وأخصر عبارة وأوضح إشارة، ولا يمكن لغير هذا الإمام الهمام (ع) أن يصف فيُجمل، ويتحدث فيُقل، ويشرح فيختصر من غير إطالة بلا طائل، وإيجاز بلا إخلال.

وقد أعرضنا عن التفصيل ـ ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ـ لكونه ليس محله هنا، إذ نأمل بإخلاص أن تتبع هذا الجهد المتواضع جهودٌ أخرى حثيثة تستجلي وتستكشف الدرر الثمينة، والجواهر النفيسة التي هي بحاجة إلى استكشاف من قبل كل الحريصين على توثيق الصلة بين القرآن الكريم والعترة المطهَّرة.

وعملنا هذا ما هو إلا خطوة على الطريق اللاَّحب، تتبعها خطوات أخرى تُكمل الشوط وتقتحم المجهول لتسعد الدنيا ويفرح المؤمنون بنصر الله، ألا إن نصر الله قريب ...

وتحدثنا في الجزء الثاني من الكتاب بعرض الخطب المختصرة والقصيرة التي تتعرض لذكر القرآن الكريم وعرضناها كما هي بلا شرح لوضوحها بعض الشيء.

آملين أن يصار إلى إيضاحها وشرحها في مناسبات لاحقة، وضمن موضوعات محدَّدة، يدرسها الراغبون في تتبع آثار سيد البلغاء أمير المؤمنين (ع) لتتفتح لنا آفاق رحبة أخرى لا نهاية لفيضها، ولا نفاد لعطاءاتها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين محمد وآله الطاهرين.

 

جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد ـ لبنان