وهذا يمكن جعله في قسمين:
القسم الأول: الزيادة
في القرآن
وهذا التحريف لم يقع بإجماع المسلمين
بمعنى ليس في القرآن الذي بأيدينا ما هو زائد على كلام الله سبحانه بل كل ما فيه هو
كلامه جلّ وعلا.
القسم الثاني: النقيصة
في القرآن
هذا القسم من التحريف هو موطن الخلاف بين
المسلمين، فمنهم أثبته، وآخرون نفوه. أما الذين أثبتوه فقد أوردوا شواهد عديدة،
نذكر منها:
1
- روى مسلم والترمذي عن عائشة - بسند صحيح معتبر كما يزعمون - أنها قالت كان فيما
أُنزل من القرآن: (عشر رضعات معلومات يحرمن) ثم نسخ بخمس معلومات. قالت: وتوفي
رسول الله وهنّ فيما يقرأ من القرآن. صحيح مسلم 4/ 167 وسنن الترمذي 3/ 56 4.
مصادر - عشر رضعات - بين يدي القارئ
1
- سنن ابن ماجة 1/625
2 - البرهان للزركشي 2/ 39
3 - أصول السرخسي 2 / 79
4 - منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 2/
486
5 - الدر
المنثور 2/ 135
6 - السنن الكبرى 7/ 454
7 - سنن النسائي 6/ 100
8 - المحلّى 10/ 14/10 و5 ا
9 - الاتقان للسيوطي 2/ 22
10 - الأحكام للأمدي 3/ 129
تعليق لا بدّ منه
اتّفقت كتب علماء الجمهور على كون رواية
عائشة صحيحة ومعتبرة - وعلينا أن نسأل: إذا كانت عائشة فيما ترويه في شأن الرضعات
يعدّ آية من القرآن أو آيتين فكيف ضاعت بعد الرسول؟ وَمن الذي أسقطها من القرآن
بداعي النسخ؟!
وكما قالت عائشة: "وهن فيما يقرأ من
القرآن" وذلك بعد وفاة الرسول. فلماذا لم يشر الرسول إلى الآيتين ونسخها في حياته؟
فهل كان قد نسي نسخهما أم أوكل أمر القرآن إلى الصحابة حتى يعبثوا به كيفما شاءوا؟
أم أن الوحي الذي جاء في نسخ الرضعات قد
نزل على الخليفة الأول وبعد وفاة صاحب الرسالة؟
أمْ أن الرسول أخفى أمر نسخهما تعمّداً؟
عشرات الأسئلة تنقدح في الذهن ولا أدري أي
شق أو احتمال - مّما ذكر - يمكن الأخذ به، وأن العقل ليكذّب أخبار القوم، ومن ثم لا
بدّ من الإذعان إلى أنّ هذا النسخ لم يقع مطلقاً. والقائل بهذا النوع من النسخ لا
بدّ أن يقع في المحذور، لأنه يقوده إلى القول بتحريف القرآن.
إضافة إلى هذا قد بيّنا فيما تقدم أن خبر
الواحد لا يثبت نصّاً قرآنياً وخبر عائشة إنّما هو من أخبار الآحاد، وقد اتّفق
علماء المسلمين على أن أخبار الآحاد لا يعوّل عليها في شأن القرآن وإثباته، أي لا
تفيد علماً ولا عملاً [1].
غير أن الزرقاني في كتابه مناهل العرفان،
حاول أن يدافع عن الخبر المروي عن عانشة لكن دون جدوى [2].
2 - من الآيات المدّعى نسخها - حكماً
وتلاوة - ما يروى عن أبي بكر قال كنّا نقرأ "لا ترغبوا من آبائكم فإنه كفر بكم" رواه الواحدي وأخرجه الزركشي في البرهان
2/ 39.
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال. كنّا
نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم وإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم. الدر
المنثور ا/ 199
3 - ومن الآيات المدّعى نسخها ما رواه
القوم عن أنس بن مالك قال: قرأنا في القرآن: "بلّغوا قومنا إنّا قد لقينا ربّنا
فرضي عنّا وأرضانا".
4 - وكذا روي عنه أنه قال كنّا نقرأ على
عهد رسول الله سورة تعد لها سورة التوبة ما أحفظ منها غير آية واحدة. "لو كان لابن
آدم واديان... الخ.
مصادر القوم في - آية
- الإبلاغ والرضا
1 - صحيح البخاري 3/ 19
2- صحيح مسلم 2/136
3 - أصول السرخسي 2/ 79
4 - مجمع الزوائد 6/ 130
5 - فتح الباري 7/ 297
6 - الروض الأنف 3/ 239
7- مغازي الواقدي 1/ 350
8 - طبقات ابن سعد 2/ 35
9 - السير الحلبيّة 3/ 172
10- السيرة النبويّة لابن كثير 3/ 139
11- تاريخ الطبري 2/0 55
12- الكامل في التاريخ لابن الأثير 2/ 172
13- للإتقان للسبوطي 2/ 26
14- الدر المنثور1/198 ط دار الكتب
العلمية بيروت 1990
15-السير النبويّة لزيني دحلان 1/ 360
وهناك مصادر أخرى غير التي ذكرناها
فليراجع.
4 - ومن الآيات المدّعى نسخها ما رواه
علماء الجمهور عن عمر بن الخطاب قال: قرأنا آية الرجم ورعيناها.
مصادر هذه الآية
المزعومة
1 - الجامع لأحكام القرآن 41/ 113
2 - المنثور 1/ 199 طبعة و2/ 135
3 - أصول السرخسي 2/ 78
4 - سنن الدارقطني 4/ 179
5 - مسند أحمد 6/ 269
6 - سنن ابن ماجة 1/ 625
7- المحلّى 11/ 235
8 - تأويل مختلف الحديث 310
9 - الكشاف 3/ 318
ذكرنا ما رواه القوم في - آية - الرجم
عندما تحدّثنا في نسخ التلاوة دون الحكم، والذي نُقل إتّما هو برواية الخليفة عمر
بن الخطاب قال فيما نزل قوله: اذا زنيا الشيخ والشيخة
فارجموهما البتّة نكالاً من الله والله عزيزٌ حكيم.
وربّما وردت بألفاظ أُخر.
قال الصنعاني في المصنف، قال عمر: لا
تخدعن من آية الرجم فإنها قد نزلت في كتاب الله وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير
ذهب مع محمد وآية ذلك أنه قد رجم وأن أبا بكر قد رجم، ورجمت بعدهما. المصنف 7 /
330 ثم قال عمر، وهو على ملأ من الناس: (لولا أن يقول إلناس إن عمر زاد في كتاب
الله لكتبت آية الرجم بيدي).
انظر مصادر هذا النص
كل من
1 - صحيح البخاري 4/152 و 115
2 - صحيح مسلم 5/116
3 - سنن ابن ماجة 2/ 853
4 - السنن الكبرى 8/ 212
5 - مستدرك الحاكم 4/ 359
6 - سنن أبي داود 4/ 145
7 - مجمع الزوائد 6/ 5
8 - أصول السرخسي 2/ 17 و 79
9 - أحكام القرآن للجصّاص 3/ 264
10 - كنز العمال 5/238
11 - طبقات ابن سعد 3/334
12 - الروض الأنف 3/ 240
13 - المرطّأ 3/ 42
14 - البرهان للزركشي 2/ 35
15 - فتح الباري 12/ 104
16 - الدر المنثور 5/179
17 - الإتقان في علوم القران 1/58 و 2/ 26
18 - تأويل مختلف الحديث 113
ونقل السيوطي عن مسند أحمد وسنن النسائي
بإسنادهما عن عبد الرحمن بن عوف أن عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول ألا وإن
ناساً يقولون ما بال الرجم؟ وفي كتاب الله الجلد! وقد رجم النبي ورجمنا بعده ولولا
أن يقول قائلون ويتكلّم متكلّمون أن عمر زاد في كتاب الله ا ليس منه لأثبتها كما
نزلت. انظر الدر المنثور5/ 180
فعمر بن الخطاب يصرّ على أن الذي يرويه في
الرجم هو قرآن، وعبارته واضحة (كما نزلت) إلاّ أن زيد بن ثابت الذي جمع القرآن على
عهد أبي بكر وكذا في عهد عثمان لم يثبّت النص في كونه آية من القرآن، ورفض طلب عمر
لأن لم يشهد معه أحد وإنّما انفرد عمر بشهادته.
5 - ومن مدّعيات القوم في نقص القرآن ما
رووه عن أُبي بن كعب أنه قال إن سورة الأحزاب كانت مثل سورة البقرة أو أطول منها.
6 - ومن مدّعيات القوم في نقص القرآن ما
رووه عن أبي موسى الأشعري قال: إنهم كانوا يقرؤون سورة على عهد رسول الله
في طول سورة براءة، وأنها نسخت إلاّ آية منها وهي: لو كان لابن آدم واديان من مال
لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب.
مصادر هذه - الآية –
المزعومة
1
- صحيح مسلم 3/100
2 - الجامع الصحيح للترمذي 5/666
3 - حلية الأولياء 4/ 187
4 - كنز العمال 2/ 359
5 - الإتقان للسيوطي 2/ 25
6 - الدر المنثور 1/198 جاء بلفظ آخر.
7 - البرهان للزركشي 2/ 36
8 - مناهل العرفان 2/ 111
9 - تاريخ القرآن للأبياري 166
قال السيوطي وأخرج مسلم وابن مردويه وأبو
نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أبي موسى الأشعري قال: كنّا نقرأ سورة
نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها، غير أني حفظت منها: لو كان لابن ادم...
7 - ومما يدخل في التحريف ما رواه القوم
في نسخ سورتي الخلع والحفد وقد مرّت الإشارة إلى ذلك في باب النسخ حكماً وتلاوة.
أما مصدر هذا النسخ هو عمر بن إلخطاب وقد قرأ - السورتين - في قنوته، والسورتان
المزعومتان هما:
الأولى: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم
إنا نستعينك، ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك".
الثانية: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم
إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، واليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك
بالكفار ملحق".
مصادر القوم للسورتين
المزعومتين
ا - رواهما السيوطي في الإتقان عن ابن
ضريس والطبراني 1/ 65 و 2/ 26.
2 - البرهان للزركشي 2/ 37 و 127.
3- الفهرست لابن النديم 30.
4- الدر المنثور للسيوطي 6/ 421.
5- مناهل العرفان للزرقاني 1/ 257.
6 - روح المعاني للآلوسي 1/ 25.
ومصادر أخرى لا تخفى على المحقق.
لقد تصوّر البعض أن قراءة عمر بن الخطاب
في قنوته تلك العبائر إنما هو قرآن وازدادوا وهماً لما سمعوا الحسن البصري, وطاووس
بن اليمان، والغافقي قد قرأوا في قنوتهم تلك العبائر أيضاً...
غير أن إجماع الطائفة المحقّة وباقي
الفرق الإسلامية تنكر هذا الذي زعموه، فما تصوّره البعض ليس له أي حقيقة ولا يمكن
اعتباره قرآن، بل الذي ورد في بعض الأخبار أنه دعاء أنزله جبرائيل على النبي
ليعلمه إياه وليقرأه في قنوته، ومع ذلك لم يثبت في كون المقروء - في القنوت - هو
دعاء جاء به جبرائيل من عند سبحانه وتعالى.
8 - وروى السيوطي - فيما يخص النقص - عن
بعضهم قال: كنا نقرأ سورة نشبّهها بإحدى المسبّحات أولها سبح له ما في السموات
فأنسيناها غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم
تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة.
9 - وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس
عن أبي موسى الأشعري قال نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت وحفظت منها.
"إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاف لهم " الدر المنثور 1/198.
10- من مدّعيات القوم في نقص القرآن ما
رواه السيوطي - آية - الولد للفراش وللعاهر الحجر:
روى عن ابن عبد البر في التمهيد عن عمير
بن فروة قال: إن عمر بن الخطاب قال لأبي أو ليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله
إن انتفاءكم من آبائكم كفى بكم؟ فقال بلى. ثم قال: أوليس كنا نقرأ الولد للفراش
وللعاهر الحجر فيما فقدنا من كتاب الله؟ فقال. أبي بلى. انظر الدر المنثور
1/199.
11- وعن ابن عمر قال: قرأ رجلان سورة
أقرأهما إياها رسول فكانا يقرآن بها. فقاما ذات ليلة يصليان، فلم يقدرا منهما على
حرف، فاصبحا غاديين على رسول الله فذكرا ذلك له، فقال: أنها مما نسخ
فالهوا عنها.
مصادر الخبر
الاتقان 2 / 26.
والدر المنثور 1 / 104
والجامع لأحكام القرآن 2/ 163
ومجمع الزوائد 7/ 4 5 1 وتاريخ الإسلام
للذهبي 2/ 289.
12- عن ابن مسعود قال. أقرأني رسول الله
آية فحفظتها وكتبتها في مصحفي، فلما كان الليل رجعت إلى مصحفي فلم أرجع فيها بشيء
وغدوت على مصحفي، فإذا الورقة بيضاء، فإخبرت النبي فقال لي: يا ابن مسعود
تلك رفعت البارحة. تاريخ القرآن للأبياري ص 166.
13- روى السيوطي عن حميدة بنت أبي يونس
قالت قرأ علي أبي [1]
في مصحف عائشة: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيّها
الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلّون في الصفوف الأولى.
ثم في ذيل الرواية قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف. انظر الاتقان 2/ 25 ومستدرك
الحاكم 1 / 214 والمصنف 2/ 484.
14 - وروى السيوطي بسنده عن المسور بن
مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف ألم تجد فيما أنزل علينا:
أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرّة فإنا لا نجدها قال - عبد الرحمن -
أسقطت فيما أسقط من القرآن.
مصادره: الاتقان 2/ 25.
والدر المنثور 1/200.
وكنز العمال 2/ 358.
ومشكل الآثار 2/ 418.
15 - روى السيوطي في الدر المنثور عن أبي
أمامة بن سهل بن حنيف إن رجلاً كانت معه سورة فقام من الليل فقام بها فلم يقدر
عليها وقام آخر بها فلم يقدر عليها، وقام آخر فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول
الله فاجتمعوا عنده فأخبروه، فقال: إنها نسخت البارحة. الدر المنثور
1/198 ط 1990.
هذا وأمثاله - من مرويات القوم الذي جعلوه
قرآناً وقد نسخ - هو مردود عند كبار الأمّة وعلمائها ورؤساء المذاهب الإسلامية،
فالشافعي يردّه والسرخسي يشدّد نكيره ويبطل مقولات القوم فيقول والدليل على بطلان
هذا القول قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ومعلوم أنّه ليس المراد الحفظ لديه تعالى، فإنه يتعالى من أن يوصف بالغفلة أو
النسيان، فعرفنا أن ألمراد الحفظ لدينا... فلصيانة الدين إلى آخر الدهر أخبر الله
تعالى أنه هو الحافظ لما أنزله على رسوله. وبه يتبيّن أنة لا يجوز نسخ شيء منه بعد
وفاته. وما ينقل من أخبار الآحاد شاذ لا يكاد يصحّ شيء منها.
ثم قال وحديث عائشة لا يكاد يصحّ، لأنّه
- الراوي - قال في ذلك الحديث. وكانت الصحيفة تحت السرير فاشتغلنا بدفن رسول الله
فدخل داجن البيت فأكله. ومعلوم أن بهذا لا ينعدم حفظه من القلوب ولا يتعذّر عليهم
إثباته في صحيفة أخرى، فعرفنا أنه لا أصل لهذا الحديث. أصول السرخسي 2 / 78.
وقال فضيلة الأستاذ علي حسن العريض
المفتّش في الأزهر: إن كل ما ورد في هذا الموضوع من الأحاديث أخبار آحاد لا أستطيع
أن أعوّل عليها في إثبات القرآن، ولا رفعه. وبعضها غير صحيح وربّما كان مكذوباً
على رسول الله ومن المسلّم به عند جميع العلماء أن أخبار الآحاد لا يعمل بها في
إثبات القرآن، القطعي الثبوت والدلالة إذ القرآن إنما يثبت بالتواتر. وما ذكر عن
بعض الصحابة الثقاة بسند صحيح، فهو حديث وليس بقرآن، لأن الأمّة أجمعت على أن
القرآن الكريم هو ما, بين دفتي مصحف سيدنا عثمان، وما عداه لا يعدّ قرآنا ولا يعمل
به. فتح المنان 218.
ولا تعدمنا الذاكرة من نقل رأي السيوطي
دافعاً لما يحكيه القاضي أبو بكر في الانتصار عن قوم إنكار هذا الضرب لأن الأخبار
فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجّة فيها.
الإتقان في علوم القرآن.
وهذا ما حصل في قراءة أنس بن مالك للآية:
إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا. فقال له بعض المسلمين يا أبا حمزة
إنما هي (وأقوم) فقال: (أقوم) و(أصوب) و(أهدى) واحد.
وقول أبي الدرداء كان يقرىء رجلاً: (إنّ
شجرة الزقوم طعام الفاجر) أبدل كلمة الأثيم ب (الفاجر).
وأقرأ بعضهم سورة يس بتبديل كلماتها:
يس، والذكر العظيم، إنك لمن الأنبياء، على طريق سوي، إنزال الحميد الكريم،
لتخوّف قوماً ما خوّف أسلافهم فهم ساهون.
وقرأ ابن شنبوذ - محمد بن أحمد - الآية:
إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله. فقد بدل كلمة (فاسعوا)
وقرأ أيضاً: فلما خرّ تبيّنت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون
الغيب ما لبثوا حولاً في العذاب المهين بزيادة (الإنس أن). وقرأ أيضاً:
ولتكن منكم فئة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله
على ما أصابهم أولئك هم المفلحون غير (أمة) ب (فئة) مع زيادة:
يستعينون الله على ما أصابهم وموارد أخرى ذكرها ابن خلكان في الجزء الرابع
من وفيات الأعيان ص 300 وقرأ: (كالصوف المنفوش) أبدل (العهن) بالصوف.
وروى أن ابن مسعود كان يقرأ:
إن الله لا يظلم مثقال غلّة بدل كلمة ذرّة أكذوبة تحريف القرآن ص 22.
وروى أيضاً أنهم كان يقرأون:
وحيثما كنتم فولّوا وجوهكم قبلة بدل كلمة شطره اكذوبة تحريف القرآن ص
23.
وروى عن ابن عباس أنه كان يقرأ:
وإن عزموا السراح بدل كلمة (الطلاق) أكذوبة تحريف القرآن ص 24.
وروى عن ابن مسعود أنه كان يقرأ:} إن كانت
إلا زقية واحدة { بدل كلمة (صيحة) البرهان للزركشي 1/ 335.
وكان أنس يقرأ: إن
ناشئة الليل هي أشدّ وطأ وأصوب قيلا فقيل له إنّما نقرأ:
وأقوم قيلاً.
فقال أنس: (وأصوب قيلاً وأقوم قيلاً
وأهيا واحد). الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/ 48 تاريخ القران للزنجاني ص 38.
وهناك عشرات الموارد تجد فيها تبديل كلمة
بأخرى وهذا هو مسلك علماء الجمهور وثلّة من الصحابة والتابعين وعلى رأسهم أبو هريرة
وأنس بن مالك وعمر بن الخطاب وأبو الدرداء وابن مسعود وأبي بن كعب.
روي عن ابن مسعود أنه قال: ليس الخطأ أن
تقرأ بعض القرآن في بعض ولا أن تختم آية غفور رحيم بعليم حكيم أو بعزيز حكيم. ولكن
الخطأ أن تقرأ ما ليس فيه أو تختم آية رحمة بآية عذاب. المصنف للصنعاني 3/ 374.
وعن عمر بن الخطاب أنه قرأ في الصلاة
(صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين) وذكر بمثل ذلك السجستاني
سبعة روايات / المصاحف ص 51.
هذه بعض الأمثلة لا تقبل الشك من أنها
تؤدي إلى تحريف القرآن غير أن علماء الجمهور استدلّوا بجواز هذا التبديل والتغيير
بما رووه عن الرسول، أنه قال - كما يزعمون - (ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية
عذاب برحمة) [1]
قالوا هذا دال على التوسعة.
أقول وهذا مردود بجملة من الأدلّة منها:
قوله تعالى: قل
ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن اتبع إلاّ ما يوحى إليّ.
ومنها: أن النبي كان يعلّم البرّاء بن
عازب دعاء ورد فيه. (ونبّيك الذي أرسلت) فقرأ البرّاء (ورسولك الذي أرسلت) فامره أن
لا يبدّل كلمة بدل أخرى فلا يضع كلمة رسول بدل نبي.
فإذا كان الرسول ينهى صحابياً في تبديل
بعض الكلمات في دعاء هو قد صاغه، فكيف بك في (قول الله) المنزل من السماء الذي ليس
له أن يبدّله من تلقاء نفسه؟!
أضف إلى كل ذلك أن الذي رووه لا يعرف له
سند صحيح كما أن متنه يتعارض من نص القرآن الصريح.
[1]
وعلى هذا الرأي القاضي أبو بكر وآخرون. انظر البرهان 2/ 39.
[2]
متأهل العرفان 2/ 214.
[1]
صحيح مسلم 2/ 202، صحيح البخاري 3/ 90، 6/ 100 و111، 8/53 و 215، صحيح
الترمذي بشرح ابن العربي باب أنزل القرآن على سبعة أحرف 11/ 60، تفسير
القرطبي 1/ 43. هذا موقف علماء الجمهور ومصادرهم. والأمامية تخالف في ذلك
انظر الكافي، فضل القرآن باب نادر حديث 12.
[1]
صحيح مسلم 2/ 202، صحيح البخاري 3/ 90، 6/..1 و111، 8/53،215،صحيح الترمذي بشرح ابن العربي باب انزال القرآن على سبعة أحرف 11/ 60، تفسير القرطبي 1/ 430 هذا موقف علماء الجمهور ومصادرهم. والامامية تخالف
في ذلك أنظر الكافي، فضل القرآن باب نادر حديث 12.