لقد ثبت تاريخياً - كما تقدم - أن القرآن
قد جُمع قبل عثمان وعمر وأبي بكر، بمعنى آخر أنه جمع في زمن النبي وهذا هو الجمع
الأول وكان على يد علي بن أبي طالب، وهذا الجمع من قبل الإمام علي هو بحد ذاته كان
على مرحلتين؟ المرحلة الأولى جمعه من مادته الأولى من العسب والرقاع والأقتاب
واللخاف والأكتاف وغير ذلك فضم السور بعضها إلى البعض الآخر ثم ربطها بخيط بحيث
كانت السور مشخّصة بآياتها ابتداءً وانتهاءً .
أما المرحلة الثانية فربمّا كان عمله في
توحيد صحائف أجزاء وسور القرآن ، إذ جعل ذلك كلّه من جنس واحد، وكما عرفت أن هذه
المرحلة تمت عقيب وفاة النبي .
أمّا العمل الذي أقدم عليه عثمان فلم يكن
بكراً، بل أن عمله كان منصبّاً على توحيد القراءة والرسم ، ثم أوكل هذا الأمر إلى
لجنة تضم عدّة من الصحابة.
قال الزهري أخبرني أنس بن مالك قال: فأمر
عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن
هشام أن ينسخوها - أي الآيات أو السور أو الصحف المحضرة من بيت حفصة في المصاحف
وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربيّة القرآن فاكتبوها بلسان
قريش فاكتبوها بلسان قريش فإن القرآن أُنزل بلسانهم ففعلوا
[1].
عن أنس بن مالك قال قدم حذيفة بن اليمان
على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق فأفزع
حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل
أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن ارسلي إلينا
بالصّحف ننسخها في المصاحف ثم نردّها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن
ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في
المصاحف ،وقال عثمان للرّهط القريشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في
شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنّما نزل بلسانهم ففعلوا حتى اذا نسخوا الصحف
في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوه وأمر بما
سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحفٍ أن يحرق .. [2].
ونقل أبو بكر السجستاني : أن عثمان سأل
جماعة من أكتب الناس ؟ قالوا زيد بن ثابت. قال فأي الناس أعرب ؟ قالوا سعيد بن
العاص. قال عثمان : فليمل سعيد وليكتب زيد [3].
وأخرج ابن أبي داود، من طريق محمد بن
سيرين ، عن كثير بن أفلح ، قال : لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف، جمع له اثني عشر
رجلاً من قريش والأنصار [1]
فبعثوا إلى الرّبعة [2]
التي في بيت عمر، فجيء بها، وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارؤوا
[3]
في شيء أخّروه. قال محمد: فظننت إنّما كانوا يؤخّرونه لينظروا أحدثهم عهداً بالعرضة
الأخيرة، فيكتبونه على قوله.
في هذا الخبر يظهر لنا عدّة أمور:
أ - أن جمع القرآن بأمر عثمان كان منوطاً
بلجنة قوامها اثنا عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، والمهاجرون جلّهم من قريش.
ب - أن اللجنة اعتمدت - فى جمعها - على النسخة التي جمعت زمن أبي بكر والتي كانت
مودعة عند حفصة.
ج - إن خلافاً كان يحصل بين قريش وآخرين
من الأنصار في شأن القراءة.
د - يبدو من الخبر أن تسوية الخلاف بين
الكتّاب في شأن توحيد القراءة منوط بعثمان. لكونه من قريش.
هـ- ما ورد في الخبر من (كتابة المصاحف
والجمع) إنّما قصد القراءة, ودليله: ما أخرجه ابن أبي داود عن سويد بن غفلة قال
عليّ: لا تقولوا في عثمان إلا خيراً، فوالله ا فعل في المصاحف إلاّ عن ملأ منّا،
قال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول : إن قراءتي خير من
قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً؟ بم قلنا: فما ترى؟ قال : أرى أن يجمع الناس على مصحف
واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف قلنا نِعَم ما رأيت [1]
وممّا يؤكّد هذا المعنى قول ابن التين في الفرق بين جمع أبي
بكر وجمع عثمان. قال: إن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته
...وجمع عثمان : كان لمّا كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على
اتِّساع اللغات، فأدّى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض ، فخشي من تفاقم الأمر في ذلك ،
فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتّباً لسُوَره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش
، محتجاً بأنّه نزل بلغتهم ، وإن كان قد وسّع قراءته بلغة غيرهم ، رفعاً للحرج
والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك وقد انتهت، فاقتصر على لغة
واحدة.أضف إلى ما تقدّم قول الحارث المحاسبي، قال : المشهور عند الناس أن جامع
القرآن عثمان وليس كذلك ، إنّما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار
وقع بينه وبين مَنْ شهده من المهاجرين والأنصار، لمّا خشي الفتنة عند اختلاف أهل
العراق والشام في حروف القراءات ... وهكذا قال أبو بكر الغاضي في (الانتصار) : لم
يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس م القرآن بين لوحين، وإنّما قصد جمعهم على
القراء ات الثابتة المعروفة عن النبي وإلغاء ما ليس كذلك.
ومّما يذكر في المقام أن جمع عثمان - سواء
كان اشتنساخه المصحف أو جمعه في توحيد القراءة - كان باقتراح من الإمام علي بن أبي
طالب وهذا ما ذكره ابن طاووس في (سعد السعود) والشهرستاني في مقدمة تفسيره، ذكر ابن
طاووس نقلاً عن كتاب جعفر بن محمد بن منصور ورواية محمد بن زيد بن مروان في اختلاف
المصاحف أن القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت، وخالفه في ذلك (أُبي) و (عبد
الله بن مسعود) و (سالم) مولى أبي حذيفة، ثم عاد عثمان فجمع المصحف برأي مولانا علي
بن أبي طالب وأخذ عثمان مصاحف أبي وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي
حذيفة فغسلها . وفي رواية أخرى أنه أحرقها وفى رواية ثالثة سلقها بالماء الحار
والخل [1]
.
أما عدد المصاحف التي نسخها عثمان فذلك
ما اختلف فيه المؤرّخون وإليك أشهر الأقوال :
قال أبو عمر الداني في (المقنع في رسم
القرآن) وهو من علماء القرن الرابع الهجري توفي سنة 444 هـ قال: أكثر العلماء إن
عثمان لمّا كتب المصاحف جعلها أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً : الكوفة والبصرة
والشام ، وترك واحداً عنده [1]
وبمثل ذلك أخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزياتي.
2 - قال السيوطي : اختلف في عدّة المصاحف
التي أرسل بها عثمان إلىالآفاق ، فالمشهور أنها خمسة [2].
3 - قال أبو عبد الله الزنجاني. وكتب
عثمان مصحفاً لنفسه، ومصحفاً لأهل المدينة ومصحفاً لأهل مكّة، ومصحفاً لأهل الكوفة،
ومصحفاً لأهل البصرة، ومصحفاً لأهل الشام [3]
فهذه ستة مصاحف.
4 - وفي رواية ابن أبي داود قال سمعت أبا
حاتم السجستاني يقول : كتب سبعة مصاحف ، فأرسل إلى مكة ، وإلى الشام ،وإلى اليمن ،
وإلى البحرين ، وإلى البصرة وإلى الكوفة ، وحبس بالمدينة واحداً
[1].
5 - وذكر ابن الجزري أنها ثمانية قال:
(فكتب منها عدّة مصاحف: فوجه بمصحف إلى البصرة ومصحف إلى الكوفة ،ومصحف إلى الشام،
وترك مصحفاً بالمدينة وأمسك لنفسه مصحفاً الذي يقال له الام، ووجّه بمصحف إلى مكة،
وبمصحف إلى اليمن ، وبمصحف إلى البحرين [2].
6- وأما اليعقوبي فادّعى أنها تسعة قال :
(... وبعث مصحف إلى الكوفة، ومصحف إلى البصرة، ومصحف إلى المدينة، ومصحف إلى مكّة ،
ومصحف إلى مصر، ومصحف إلى الشام ، ومصحف إلى البحرين ، ومصحف إلى اليمن ، ومصحف إلى
الجزيرة وأمر الناس أن يقرأوا على نسخة واحدة [3].
هذه أهم الأقوال في نسخ عدد المصاحف
العثمانية على أن بعض الصحابة قد استنسخوا لهم نسخاً شخصية، أخذوها - ربمّا - من
نسخة الامّ في المدينة، من هؤلاء الصحابة: عبد الله بن الزبير وأمّهات المؤمنين كأم
سلمة وعائشة وحفصة ، وغيرهم كثير .
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ المصاحف التي
كتبت - كلّها - حتى زمن خلافة أمير المؤمنين كانت خالية من النقط والتشكيل والزخرفة
والشروح والتفاسير والتعليق ، إلاّ ما ورد في مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ومصحف ابن عباس وأُبي.
فيما تقدّم من الروايات عرفنا حقيقة (جمع
القرآن) والذي ترجح عندنا أن الجامع الأول هو الإمام علي بن أبي طالب ، والذي
ذكرناه كان بإجماع أهل الحديث والتاريخ ، كما أن المصادر التي اعتمدناها كانت من
الفريقين. وقد ناقشنا الدكتور عبد الصبور شاهين عندما نسب خير الجمع إلى أحد الرواة
والذي ادّعى ضعفه وكونه ليّن الحديث ، في الوقت نفسه توجد عشرات الروايات وبطرق
معتبرة ومن مصادر موثوق بها، إلاّ أنه تركها لغاية في نفسه، عصمنا الله من الزلل
والخطل إنه سميع بصير.
بعد هذا - وحسب المنهجيّة التي رسمناها -
نتطرّق إلى الفرقة الثامنة والتي تشير أن الجامع للقرآن هو رجل من أهل العراق جاء
إلى عائشة وإليك الخبر عن: البخاري بسنده عن يوسف بن مامك قال إني عند عائشة أمّ
المؤمنين (رضي) إذا جاءها عراقي فقال أي الكفن خيرٌ؟ قالت: ويحك وما يضرك قال يا أم
المؤمنين أريني مصحفك قالت: لِمَ ؟ قال لعلّي أؤلّف القرآن عليه فإنّه يقرأ غير
مؤلّفٍ قالت وما يضرك أيّة قرأت قبل إنّما أنزل أوّل ما أنزل منه سورة من المفصّل
فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام. نزل الحلال ولو نزل أوّل شيء
لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندعُ الخمر أبداً ولو نزل لاتزنوا لقالوا لا ندعُ الزنا
أبداً لقد نزل بمكة على محمد وإني لجارية ألعب " بل الساعة موعدهم والساعة أدهى
وأمرُّ " وما نزلت سورة البقرة والنساء إلاّ وأنا عنده قال فأما خرجت له المصحف
فأملت عليه آي السور. (صحيح البخاري 1/ 101). كما يتضح للقارئ العزيز أن الرجل
مجهول ولم يُذكر اسمه في هذا الخبر، كما أن البخاري قد تفرّد بهذا النقل ، ولم
يعتمد أهل الفن على خبر آحاد في مثل ذلك فهو ساقط عن الاعتبار. وشبيه هذا ما ورد في
الإتقان ، من أن أوّل جامع للقرآن هو سالم مولى حذيفة، فهو خبر مكذوب.
قال السيوطي من غريب ما ورد في أوّل من
جمعه: ما أخرجه ابن آشتة في كتاب المصاحف من طرق كهمس ، عن ابن بريدة قال: أوّل من
جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة، أقسم لا يرتدي برداء حتى يجمعه فجمعه ، ثم
ائتمروا ما يسمّونه ؟ فقال بعضهم سمّوه السِّفر قال: ذلك تسمية اليهود فكرهوه،
فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف قال
السيوطي: إسناده منقطع أيضاً، وهو محمول , على أنه كان أحد الجامعين بأمر أبي بكر.
(الأتقان 1/ 58).
فمن هو زيد؟
زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري يكنّى أبو
سعيد ويقال أبو خارجة في المدني قدم النبي المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة. قال عنه
ابن حجر في تهذيب التهذيب كان يكتب له - للنبي - الوحي ... وقال عاصم عن الشعبي غلب
زيد الناس على اثنتين الفرائض والقرآن ... تهذيب التهذيب 3/ 399.
وقال ابن الأثير في الكامل وفيها- أي سنة
45- مات زيد بن ثابت الأنصاري وبهامشه قال: أحدكتاب الوحي وهو الذي كتب المصحف
الإمام الذي بالشام عن أبوعثمان ، تعلّم لسان اليهود وكتابهم في خمسة عشر يوماً
والفارسية في 18 يوماً، أوّل مشاهده الخندق. وقد استعمله عمر بن الخطاب على القضاء.
مات هذه السنة وقد قارب الستين الكامل 2/ 476 ط 1989 دار إحياء التراث العربي.
قال القشيري في قاموس الرجال روي عن
الباقر قال الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في
الفرائض بحكم الجاهلية. انظر الكافي ج 7/ كتاب القضاء والأحكام باب أصناف القضاة
والتهذيب ج 6/ حديث 512.
وقال الجزري كان يكتب للنبي الوحي وغيره
وكانت تتردد على النبي كتب بالسريانية فأمر زيد فتعلّمها، وكتب لأبي بكر وعمر، وكان
على بيت المال لعثمان وكان عثمانياً ولم يشهد مع علي شيئاً من حروبه
[1]
وكان يظهر فضل علي وتعظيمه وكان أعلم الصحابة بالفرائض.
قال التستري بعدما نقل نص كلام صاحب
الاستيعاب، أقول: أما غلبه الناس على القرآن فلأنه كان في حرفه هوى عثمان فشهره
لهوى عثمان الحجاج وحظره غيره قال الإسكافي في نقض عثمانية الجاحظ أن بعض الملوك
ربّما أحدثوا قولاً أو ديناً لهوى يحملون الناس على ذلك حتى لا يعرفون غيره كنحو ما
أخذ الناس الحجاج بقراءة عثمان وترك قراءة ابن مسعود . . .
ثم قال وأما غلبة الناس على الفرائض فإنما
كان لخبر وضعوه له في قبال ما تواتر عن النبي (أقضاكم علي) ويشهد لوضعه تكذيب أمير
المؤمنين له وإنّما غلب أيضاً لمعاضدة عثمان له.
ثم ذكر الشيخ المفيد في إرشاده مخالفة
عثمان في الإفتاء لأمير المؤمنين والعمل بقول زيد بن ثابت في (مكاتبة زنتْ) قاموس
الرجال 4/ 240.
نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء أن
القرآن جمع زمن الرسول والذي جمعه ستة وهم من الأنصار : معاذ ، وأبو الدرداء ، وزيد
، وأبو زيد ، وأُبي ، وسعد بن عبيد. سير أعلام النبلاء 2/ 245.
وفيه جمع القرآن على عهد النبي أربعة وذكر
زيد منهم ا/ 281، 1,319.
وعن ابن سيرين أن عثمان جمع اثني عشر
رجلاً من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن . سير أعلام
النبلاء ا/ 287 و288.
وقال الذهبي في 3/ 306 : وكان عمر بن
الخطاب يستخلف إذا حج على المدينة، وهو الذي توقف قسمة الغنائم يوم اليرموك سير
أعلام النبلاء 2/ 306 وقال له أبو بكر : أنك رجل شاب عاقل لا نتهمّك سير أعلام
النبلاء 2/ 308 وقال : لمّا توفي رسول الله قام خطباء الأنصار فتكلّموا وقالوا: رجل
منّا ورجل منكم . فقام زيد بن ثابت فقال: أن رسول الله كان من المهاجرين ونحن
أنصاره وإنّما يكون الإمام من المهاجرين ونحن أنصاره.
فقال أبو بكر جزاكم الله خيراً يا معشر
الأنصار وثبّت قائلكم ، لو قلتم غير هذا ما صالحناكم سير أعلام النبلاء 2/ 310 ثم
قال للأنصار: إنكم نصرتم رسول الله فكنتم أنصار الله خليفته تكونوا
أنصاراً لله مرّتين فقال الحجاج بن غزية والله إن تدري هذه البقرة الصيحاء ما تقول
. . . انظر أنساب الأشراف 5/ 90 و78 والكامل لابن الأثير 3/ 191 وتاريخ الأمم
والملوك 4/ 430 وقال الذهبي : كان عمر يستخلف زيداً في كل سفر سير أعلام النبلاء 2/
31 وقال : قال خارجة بن زيد كان عمر يستخلف أبي فقلّما رجع إلاّ أقطعه حديقة من نخل
سير أعلام النبلاء ص 110
وقال استعمل عمر زيداً على القضاء وفرض
له رزقاً ص 3112 سير أعلام.
وقال : لمّا حُصر عثمان اتاه زيد بن ثابت
فدخل عليه الدار. فقال له عثمان أنت خارج الدار أنفع لي منك هاهنا، فذب عني . فخرج
فكان يذب الناس ويقول لهم فيه حتى رجع أناس من الأنصار، وجعل يقول يا للأنصار،
كونوا أنصار الله - مرّتين - انصروه والله إن دمه لحرام . فكان بينهما كلام وأخذ
بتلابيب زيد، هو وأناس معه. فمرّ به ناس من الأنصار، فلمّا أوهم أرسلوه ... سير
أعلام النبلاء 2 ص 312.
وقال عن الشعبي: أن مروان دعا زيد بن ثابت
، وأجلس له قوماً خلف ستر فأخذ يسأله وهم يكتبون ، ففطن زيد فقال: يا مروان أغدراً
إنّما أقول برأي فمحوه . سير أعلام النبلاء 2ص 313.
وكان زيد عثمانياً يحرض الناس على سب أمير
المؤمنين سفينة البحار 1/ 575.
وفي أنساب الأشراف : كان أحد الأربعة
الذين نصروا عثمان ولم ينصره من الصحابة غيرهم أنساب الأشراف 5 / 60 وتاريخ الطبري
5/ 97 وتاريخ ابن خلدون 2/ 391 وتاريخ أبي الفداء 1/ 68.
ويبدو أنه كان أحد المهاجمين لبيت فاطمة
بعد وفاة الرسول 1/ 375.
وعن المسعودي . خلّف - زيد - من الذهب
والفضة ما كان يكسر باكفؤوس غير ما خلّف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار
ا/ 434.
وممّا أقطعه عثمان من المال إلى زيد مائة
ألف دينار في وقعة واحدة إذن ليس عجيبا أن ينكر زيد بن ثابت خلافة أمير المؤمنين
لأنه قال ألا ان كل قطيعة أقطعها عثمان وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت
المال . . نهج البلاغة.
وفي الأنساب للبلاذري: لمّا بايع الناس
أبا بكر اعتزل علي والزبير، فبعث عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت ، فاتيا منزل علي
فقرعا الباب . . . الخ وبعد هذا الخبر نقل البلاذري عن ابن عون أن أبا بكر أرسل إلى
علي يريد البيعة، فلم يبايع . فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب فقالت
فاطمة : يا ابن الخطاب ، أتراك محرّفاً عليّ بإبي ؟ قال : نعم وذلك أقوى فيما جاء
به أبوك. وجاء علي . . أنساب الأشراف 1/ 586 تحقيق الدكتور محمد حميد الله ط دار
المعارف بمصر 1959.
1- مّما تقدّم ثبت أن قول (الدير
عاقولي) الذي نقله السيوطي وهو أنه قال (قبض النبي ولم يكن القرآن جمع في شيء) إن
هذا القول يتنافى مع الأدلة التي ذكرناها لك في الصفحات السابقة.
2- إن القرآن جمع في زمن النبي وكان
جبرائيل يأتيه في كل عام ليعارض عليه القرآن وفي السنة التي توفي بها النبي عارضه
مرّتين. ثم شهد بعض الصحابة العرضة الأخيرة، بمعنى أن القرآن كان مجموعاً بحيث تمكن
الصحابة من عرض ما حفظوه أوكتبوه اوكتبوه على النبي مباشرة. قال البغوي في شرح
السنّة : يقال أن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة ئم التي بيّن فيها ما نُسِخ وما
بقي، وكتبها لرسول الله وقرأها عليه ، وكان يقريء الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمد
أبو بكر وعمر في جمعه وولاّه عثمان كتب المصاحف. صحيح البخاري 6/ 96.
3- القرآن جمعه عدّة من الصحابة في زمن
الرسول.
4- حمل كلهة جمع على الحفظ لا دليل
عليه.
5- أوّل من باشر في ضم السور بعضها إلى
بعض هو الإمام علي وعلى أشهر الروايات أنه جمعه بُعيد وفاة الرسول .
6- ما قام به أبو بكر بإشارة من عمر بن
الخطاب أنه عمل قبال عمل الإمام علي بن أبي طالب والداعي إلى ذلك ما قاله الدكتور
مصطفى مندور والمستشرق بلاشير، نقتطف هنا مورد الشاهد قال بلاشير:
أولاً: إن جمع القرآن كان عملاً شخصياً
قصد به تحقيق رغبة أبي بكر وعمر. ثانياً : وأن هذه الرغبة كانت منبعثة عن غيرةٍ
شخصيةٍ وإحساس لديهما بالنقص - Inferiorite بالنسبة إلى بعض
الصحابة.
ثالثاً: وأن عملهما هذا كان مسبوقاً
بأعمال أخرى لدى كثير من الصحابة انظر المدخل إلى القرآن ص 30 و 36 ورسالة الشواذ
المقدّمة ص 6.
7 - أن عمر بن الخطاب لم يدوّن ولم
يجمع القرآن قط [1]
وربّما كانت له - محارلة في تجديد النظر فيما صنعته اللجنة - زمن أبو بكر - والتى
أنيطت رئاستها بزيد بن ثابت.
8 - ما ورد عن الرجل العراقي الذي جاء
إلى عائشة ليؤلّف القرآن لم يتضح من هو الرجل وما سند الخبر فهو مجهول لا ينفع
علماً ولا عملاً.
9 - وهكذا ما جاء في رواية كهمس عن بن
بريدة وفيما أخرجه بن أشتة في كون سالماً مولى حذيفة قد جمعه ، غير ثابت بل هو من
الموضوعات، وقد مرّ عليك أن السيوطي قال إسناده منقطع.
10 - أما عمل عثمان بن عفّان فلا يشك
من أنه جمع القرآن على قراءة واحدة وأتلف بقية نسخ المصاحف التي كانت على قراء ات
مختلفة وهكذا ما كتب متفرّقاً فقد أمر بحرقه وإتلافه.
ولا شك أن حرق المصاحف التي كانت في
الأمصار الإسلامية وعند جلّ الصحابة أنه أمر يوآخذ عليه عثمان بن عفّان ولا يعذر
عليه لأن تلك النسخ تعد من تراث الأمة الإسلامية ولا يحق لأحد أن يقدم على إتلافها
كما أنها وثائق مهمّة ينبغي الحفاظ عليها وأما سند حرق المصاحف فإليك أحد طرقه :
[1]
وفي رواية : (.. المهاجرين والانصار منهم أبي بن كعب
وزيد.. المصاحف ص 26).
[2]
الرَّبعة : إشارة إلى المصحف، الكتب المجتمعة.
[3]
تدارؤوا : تدافعوا ، أي دافع كل منهم تول الأخر
وردّه وخالفه.
[1]
تاريخ القرآن للزنجاني 75 والإتقان 1/ 88.
[1]
تاريخ القرآن ص 674 تاريخ اليعقوبي 2/ 170.
[1]
أضاف الزنجاني في تاريخ القرآن : وعيّن زيد بن ثابت
أن يقرئ بالمدني، وبعث عامر بن قيس الأشعري - أخو أبي موسى - مع البصري ،
وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي والمغيرة بن شهاب مع الشامي ، وقرأ كل
مصر بما في مصحفه. ص 74، البرهان للزركشي 1/ 240.
[1]
الإتقان ا/ 189. وكتاب المصاحف ص 34.
[2]
النشر في القراء ات العشر 1/ 7.
[3]
تاريخ اليعقوبي 2/ 170.
[1]
أسد الغابة 2/ 222 والإستيعاب بهامش الإصابة 4/ 430
والكامل فى التاريخ 3/ 91 .
[1]
قال صبحي الصالح: وأن أول من جمع كتاب الله بين
اللوحين أبو بكر، أمّا عمر فقد سجّل له التاريخ أنه صاحب الفكره ، كما سجّل
لزيد أنّه موضع التنفيذ. مباحث في علوم القرآن ص 77.