أ - قال الفضل بن شاذان إلى هنا أصبت في
مصحف أبي بن كعب وجميع آي القرآن في قول أُبي بن كعب ستة آلاف آية ومائتان وعشر
آيات (6210) آية. ب -وجميع عدد سور القرآن في قول عطاء بن يسار مائة وأربع عشرة
سورة وآياته ستة الآف ومائة وسبعون آية. وكلماته سبعة وسبعون ألفاً وأربعمائة وتسعة
وثلاثون كلمة وحروفه ثلثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفً (323015).
ج - على قول يحيى بن الحارث الذماري 6226
آية وحروفه 321530 حرفاً.
د - أقول لا ينبغي الاختلاف في عدد سور
القرآن فالمتواتر أنها مائة سورة وأربع عشرة سورة لأن الأنفال سورة بنفسها،
والتوبة كذلك سورة أخرى أما من جعل (الأنفال والتوبة)، سورة واحدة ثم اعتذر على أن
سبب ذلك لعدم الفصل بينهما ببسملة، فهذا عذر واهٍ [1]
وأنك خبير إطلاق البسملة يراد بها الرحمة، وبمعنى الدعاء وطلب الخير من المولى، أما
سورة التوبة فقد ابتدأها سبحانه وتعالى بالبراءة من المشركين حيث قال وعزّ من قائل:
براءةٌ من الله
ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين ثم قال سبحانه:
وآذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الأكبر أنّ الله بريءّ من المشركين
ررسولهُ فان تبتم... [1].
فكيف تجتمع براءة الله من المشركين مع
رحمته؟
إنها نزلت بدون بسملة وهكذا قرأها رسول
الله، وقد ورد - فيما تقدّم - قول عثمان لابن عباس فراجع. وفي المستدرك للحاكم عن
ابن عباس قال: سالت علي بن أبي طالب: لِمَ لَمْ تكتب في براءة (بسم الله
الرحمن الرحيم)؟
قال: لأنها أمان، وبراءة نزلت بالسيف
[2].
هـ- في مصحف ابن عباس وأُبي وأبي موسى
وابن مسعود سورتان، الحَفد، والخلع بمعنى أن مجموع عدد السور مائة وست عشرة سورة
وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير: أن عمر
بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستغيثك
ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفّرك ونخلع، ونترك من يفجرُكَ.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهمَّ إيّاك
نعبد، ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى نقمتك إن عذابك
بالكافرين ملحِق.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق
قال: أمَّنا أميّة بن عبد الله ابن خالد بن أسِيد بخراسان فقرأ هاتين السورتين:
إنّا نستغيثك ونستغفرك. انتهى. أقول والسورة الثانية اللهم إيّاك نعبد ولك نصلّي.
وأخرج محمد بن نصر المروري في كتاب الصلاة عن أُبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين
فذكرهما، وأنه كان يكتبهما في مصحفه.
وقال ابن الضُّريس بسنده عن عبد الرحمن
قال في مصحف ابن عباس قراءة أُبي وأبي موسى بسم الثه الرحمن الرحيم، اللهمَّ إنّا
نستغيثك ونستغفرك... إلى آخره [1].
من ذلك نستظهر أن علماء الجمهور يؤكِّدون
على الحذف والتغير الذي طرأ في جمع القرآن، وأن مصحف عثمان لم يحوِ كل السور،
والآيات النازلة، وهذا أحد معاني التحريف وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله.
أما حدّ الآية: هو قرآن مركب من جمل ولو
تقديراً تفصلها عمّا سبقها فاصل وهكذا عمّا يلحقها.
وذكر السيوطي عن بعضهم: الصحيح أن الآية
إنّما تعلم بتوقيف من، لشارع كمعرفة السورة قال: فالآية طائفة من حروف القرآن
عُلِمَ بالتوقيف انقطاعها. يعني عن الكلام الذي بعدها في أوُّل القرآن. وعن
الكلام الذي قبلها في آخر القرآن وعمّا قبلها وما بعدها في غيرهما، غير مشتمل على
مثل ذلك، قال وبهذا القيد خرجت السورة
[1].
و - بعدما عرفنا عدد السور، وما في ذلك لا
من اختلاف، نشير إلى عدد الآيات، على أصح الأقوال. لقد عرفت ممّا سبق في خبر
الفضل بن شاذان أنه أصاب في مصحف أبي بن كعب [6210] آية،
وهناك آراء وأقوال كثيرة قد ذكر جملة منها السيوطي.
إلاّ أن الصحيح عندنا ستة آلاف وثلاثمائة
واثنتان وسبعون آية [6372] [2].
أمّا كلماته فهي خمسة وسبعون ألفاً
وستمائة وست وستون كلمة [666 75].
ولا يخفى أن سبب الاختلاف في الآيات
والكلمات والحروف منشؤه اختلاف القرّاء الذين استقلّوا ني الأمصار وما كانوا
يقرؤرنه على الناس، لذا تجد المفسّرين إذا ما عيّنوا عدد آي السورة قيّدوا العدد
بكلمة كوفي أو بصري أو شامي أو...
فأهل العراق لهم عددان، عدد أهل البصرة
عن عاصم بن العجاج الجُحدريّ وعدد أهل الكوفة عن الزيّات والكسائي وخلف بن هشام
وأبي عبد الرحمن السُّلمي عن علي بن أبي طالب.
وعدد أهل الشام عن الأخفش عن ابن ذكوان
عن هشام بن عمّار وعن غيره من القرّاء عن عبد الله بن عامر اليحصبيّ عن أبي
الدرداء. وعدد أهل مكة عن مجاهد عن بن عباس عن أُبي بن كعب.
وعدد أهل المدينة: عن يزيد بن القعقاع،
وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.
كل ما ورد من اختلاف في عدد آي القرآن
يعود إلى اختلاف هؤلاء القراء والرواة عن النبي، فالنبي
عندما يقرأ كان يقف على رؤوس الآي، وربّما لا يقف فيتوهّم السامع بفواصل الآي، وهذا
التوهُّم أعقب لنا الخلاف بين الرواة.
روى أحمد بن حنبل حديث واثلة بن الأسقع:
أن رسول الله قال: أعطيت مكان التوراة المسّبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين
وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضّلت بالمفصَّل [1].
وعن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن
جعفر بن بشير عن سعد الإسكافي قال: قال رسول الله أعطيت السور الطوال
مكان التوراة وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور و فضلت
بالمفصّل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب والتوراة لموسى والإنجيل لعيسى
والزبور لداود [2].
نستظهر من الحديثين المتقدّمين أن السور
على أربعة أقسام:
القسم الأول: السبع
الطوال
وهي السور السبع بعد الفاتحة، أوّلها
البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال والتوبة، على
رأي أن الأنفال والتوبة سورة واحدة
[3]،
لنزولها جميعاً في مغازي النبي وتدعيان مَدنِيَّتين يفصل بينهما بالبسملة.
وقيل بدل (الأنفال والتوبة) يونس عن سعيد
بن جبير، وفي رواية الحاكم أنّها الكهف وجميع هذه السور نزلت في المدينة.
القسم الثاني: المئون
السور التي كل منها تزيد على مائة آية أو
تقاربها وقيل سبب تسميتها بذلك لأنها تلي السبع الطوال. وقيل تبدأ من بني إسرائيل
إلى سبع سور.
القسم الثالث: المثاني
سور تلي المئين لأنها ثنتها أي كانت
بعدها.
وقيل بل هي تلي السبع الطوال فهي لها
ثوانٍ. رعددها سبع سور من بعد الطوال أو من بعد المئين، وقيل السور التي آيها أقلّ
من مائة وقد تطلق على القرآن كلّه وعلى الفاتحة.
القسم الرابع: المفصّل
ما ولي الأقسام الثلاثة المتقدّمة وهي
باقي السور وأغلبها القصار بل قل أغلبها السور المكية والتي تكثر فيها الفواصل
وآياتها قصار، وقيل ما كان منسوخه قليل وربّما سمّيت آياته بالمحكم.
ورواية علي بن إبراهيم تشير أن عدد هذا
القسم ثمان وستون سورة.
أقول: إن عدّة سور من هذا القسم تربو
آياتها على المائة وذلك فيما لو التزمنا التقسيم المتقدم، فعلى قول أن الطوال تنتهي
ب (الأنفالى والتوبة)، والمثاني تنتهي بالنحل، والمئين تنتهي ب (المؤمنون)، فمما
يبقى سورة الشعراء وهي
27 2 آية، رالصافات , 182 آية، وهاتان
السورتان تدخلان في المفصّل.
إذاً تحديد المئين والمثاني بالعدد (سبعة)
يبدو غير دقيق لهذا اختلف المصنّفون في تحديد إوّل سورة من هذا القسم، فعن أوس بن
حذيفة أن أول سورة من حزب المفصّل (ق) إلى نهاية القرآن [1].
وقول ثان: أول سورة الحجرات –
قول ثالث: سورة محمد
وقول رابع: الجاثية
قول خامس: الصافات
قول سادس: الصف
قول سابع: تبارك
قول ثامن: الفتح
قول تاسع: الرحمن
قول عا شر:الدهر
قول الحادي عشر: الحديد
قول الثاني عشر: الضحى.
أقول: ولا يخفى أن سبب هذا الاختلاف
ربّما يعود بعضه إلى سبب اختلاف ترتيب السور ني النزول، وما ألّت على اجتهاد
الصحابة. وإلاّ لا يعقل أن تكون سورة الفتح - مثلاً- أو سورة الضحى أوّل سورة من
المفصل وقد عرفت أن سورة (الفتح) في ترتيب نزولها قبل آخر سورة بثلاث سور نزلت
وترتيبها في المصحف السورة الثامنة والأربعون، وهكذا سورة الضحى فإن ترتيبها في
مصحف عثمان هي السورة الثالثة والتسعون في الوقت الذي يكون ترتيبها في النزول
السورة الحادية عشر وهي مكية بينما (الفتح) مدنية نزلت
بعد فتح مكّة. وعلى هذا فإن اختلاف الرواة لا عبرة فيه، ويمكن أن نكتفي في تحديد
عدد هذه السور كما رواه علي بن إبراهيم بسنده عن سعد الإسكافي كما تقدّم.
حدّ السورة: هو قرآن يشتمل على آي، ذي
فاتحة وخاتمة، المسمّاة باسم خاص بتوقيف من النبي، ودل على توقيف الاسم جملة من
الروايات منها ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: كان، المشركون يقولون: سورة
البقرة وسورة العنكبوت، يستهزئون بها، فنزل إنّا كفيناك
المستهزئين الحجر95.
لقد عرفت أن أسماء السور وردت فيها أخبار
جلّها عن الرسول كما أن بعض السور لها أكثر من اسم، نذكر ما عثرنا عليه
تاركين الروايات طلباً للاختصار:
ا - (فاتحة الكتاب) وتسمّى (الحمد) و (أّم
الكتاب) و (أّم القرآن) و(السبع) و (المثاني) و (الوافية) و(الكافية) و (الأساس) و
(الشفاء) و (الصلاة) و (الكنز) و (الشافية) و (الفاتحة) و (فاتحة القرآن) و (القرآن
العظيم) و (النور) و (الرقية) و (الحمد الأولى) و (الحمد القصرى) و (سورة الدعاء) و
(سورة المناجاة) و (سورة التفويض) و (سورة تعليم المسألة) و (السبع المثاني) و
(سورة الشكر).
2 - (سورة البقرة) وتسمّى سنام القرآن.
3 - (آل عمران) قيل هي وسورة البقرة تسمّى
/ (بالزهراوين).
4 - (المائدة) وتسمّى (العقرد) و (المنقذ
ة).
5 - (الأعراف) وتسمّى (المص).
6 - (الأنفال) وتسمّى (سورة بدر).
7 - (التوبة) وتسمّى (الفاضحة) و
(المنقّرة) و (البحوث) و (لمدمدمة) و (المقشقشة) و (المبعثرة) و (براءة) و
(الحافرة)، و (المثيرة) و (العذاب) و (المخزية) و (المنكّلة) و (المشرّدة).
8 - (يوسف) وتسمّى (أحسن القصص).
9 - (النحل) وتسمى (سورة النعم).
10- (الإسراء) وتسمى (بني إسرائيل) و
(سبحان).
11 -(الكهف) وتسمى (أصحاب الكهف).
12 - (طه) وتسمى (سورة الكليم).
13 - (الشعراء) وتسمى (سورة الجامعة).
14 - (النمل) وتسمى (سورة سليمان) و (طس
سليمان).
15 – (السجدة) وتسمى (المضاجع) و(سجدة
لقمان) و(جزر) و(آلم تنزيل).
16- (فاطر) وتسمى (سورة الملائكة) و
(الحمد).
17 - (سبأ) وتسمى هي وفاطر (الحمدين).
18 - (يس) وتسمى (قلب القرآن).
19- (الزمر) وتسمى (سورة الغرف).
20 -(المؤمن) وتسمى (غافر) و (الطول) و
(حم المؤمن).
21 - (فصّلت) وتسمى (حم السجدة) و (سورة
المصابيح).
22- (الشورى) وتسمى (حمعسق).
23 - (الجاثية) وتسمى (الشريعة) و (سورة
الدهر).
24 - (محمد) وتسمى (سورة القتال).
25 - (ق) وتسمى (الباسقات).
26 - (القمر) وتسمى (اقتربت الساعة).
27 - (الرحمن) وتسمى (عروس القرآن)
28 - (المجادلة) وتسمى (الظهار).
29 - (الممتحنة) وقيل تسمى ب(الامتحان) و
(المودّة).
30 - (الصف) وتسمى (سورة الحواريين) و
(عيسى).
31 - (الطلاق) وتسمى (النساء القصرى).
32 - (التحريم) وتسمى (المحرّم) و (لِمَ
تحرِّم) و (يا أيّها النبيّ).
33 - (الملك) وتسمى (تبارك و (المنجيّة) و
(الوافية) و (المانعة) و (المجادلة) 34 -(القلم) وتسمى (ن).
35 - (المعارج) وتسمى (سأل سائل) و
(الواقع).
36 - (الجن) و تسمى (قل أوحي).
37 - (القيامة) وتسمى (سورة لا أقسم).
38 - (الإنسان) وتسمى (الدهر) و(سورة
الأبرار) و (هل أتى).
39 - (النبأ) وتسمى (عم) و (المعصرا ت) و
(التساؤل).
40 - (عبس) وتسمى (سورة السفرة).
41 ـ (كورت) وتسمى (التكوير).
42 - (الانفطار) وتسمى (انفطرت).
43 - (المطففين: وتسمى (التطفيف).
44 - (الانشقاق) وتسمى (انشقّّت).
45 - (القدر) وتسمى (إنّا أنزلناه).
46 - (لم يكن)
وتسمى(البريّة)و(القيمة)و(البيّنة)و(سورة أهل الكتاب)و(الانفكاك).
47 - (قريش) وتسمى (لإيلاف).
48 - (أرأيت) وتسمى (الماعون) و(الدين).
49 - (الكافرون) وتسمى (الجحد) و
(العبادة) و (المقشقشة).
50 - (النصر) وتسمى (التوديع).
51 - (تّبت) وتسمى (المسد) و (سورة أبي
لهب).
52 - (الاخلاص) وتسمى (التوحيد) و (الصمد)
و (قل هو الله أحد) و (نسبة الرّب) و (المقشقشة) و (الأساس).
53 - (الفلق والناس) ويقال لها
(المعوذتان) و (المشقشقتان).
[1]
نقل صاحب الأقناع أن البسلمة ثابتة لبراءة في مصحف
ابن مسعود وقال القشيري الصحيح أن التسمية لم تكن فيها لأن جبريل
لم ينزل بها فيها.
[1]
سورة براءة، الآية 1 و3.
[2]
المستدرك. كتاب التفسير من سورة براءة 2/ 330.
[2]
ذكر ابن كثير في تفسير القرآن، والزركشي في البرهان،
والسيوطي في الإتقان أرقاماً غير الذي ذكرناه.
[2]
أصول الكافي، كتاب فضل القرآن الحديث 10 ص 2/601.
[3]
تفشير العياشي 2/ 73 وتفسير الصافي 1/ 0 68 والإتقان
1/ 4 0 2.
[1]
انظر مسند أحمد بن حنبل 4/ 9. وسنن ابن باجه، كتاب
إقامة الصلاة باب: في كم بستحب يختم القرآن حديث 1345. وسنن أبي داود. باب
غريب القرآن.